المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسيرات العلمية للتعلم (كيف نتعلم)


احساس
18/03/2007, 09:21 PM
تفسيرات التعلم


مدخل لدراسة نظريات التعلم :

إن اختلاف العلماء حول تفسيرات التعلم أدى إلى ظهور عدد من نظريات التعلم إلا أنها جميعا تهدف إلى تفسير عملية التعلم .
وقد بدأ الأوائل بإجراء تجاربهم لتفسير عملية التعلم على الحيوانات كالفئران والقطط والكلاب والحمام. وقد أعاب بعض المعارضين لعلم النفس هذه التفسيرات لعملية التعلم بحجة أنها بدأت على الحيوان أساسا فهم يعتقدون أنها غير صالحة لتفسير عملية التعلم عند الإنسان . ولكن نحن نقول إن هناك أسبابا لقيام هذه التجارب على الحيوان قبل الإنسان وهي كما يلي :
1)- سهولة تربية الحيوان وتكاثره بسرعة .
2)- النقاء الوراثي في سلوك الحيوان .
3)- سهولة التعامل مع الحيوان و ضبط الظروف التجريبية له .
4)- إمكانية تعميم الحقائق المتوصل إليها على مجموعات كبيرة .
5)- هناك ضوابط تمنع إجراء التجارب على الإنسان .




نظرية الاشتراط الكلاسيكي لبافلوف :

· الفكرة العامة للنظرية :
تعتمد هذه النظرية على فكرة ارتباطات حصلت بين مثيرات طبيعية و مثيرات شرطية ويزداد ذلك الاقتران حتى يصبح في مقدور المثير الشرطي إن يحدث الاستجابة الخاصة بالمثير الطبيعي قبل اقترانه بالمثير الشرطي عندها تسمى الاستجابة الناتجة عن المثير الشرطي استجابة شرطية .

· مصطلحات النظرية و رموزها :
مـــــــــثير طبيعي ـــــــــــــــــــــــــــــــــ م ط
مثير شــــــــرطي ـــــــــــــــــــــــــــــــــ م ش
اسـتجابة طبيعيـة ـــــــــــــــــــــــــــــــــ س ط
استجابة شـرطية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ س ش

إن رائد هذه النظرية هو العالم الروسي ( بافلوف ) الذي كان يدرس وظائف الأعضاء عند الحيوان و بالتحديد كان يبحث في مدى إسهام لعاب الكلاب في عملية الهضم عندها . ولكن اكتشافه لفكرة هذه النظرية أدى إلى تحوله إلى عالم نفس رائد .
كان بافلوف يقوم بتجاربه البيطرية على الكلاب فكان يقدم الطعام لمجموعة من الكلاب ليحصل على اللعاب و باستمراره في تقديم الطعام للكلاب مرات عديدة ليحصل على اللعاب وجد إن الكلاب تبدأ بسيلان اللعاب قبل تقديم الطعام وبمجرد سماع وقع أقدام بافلوف فقط . عندها قام بالتجربة التالية :

· الخطوة الأولى :
قدم الطعام للكلب وقد أدى ذلك إلى سيلان العاب .
مثير طبيعي ( طعام ) ــــــــــــــــــــــــــــــ استجابة طبيعية ( سيلان اللعاب )
م ط ( طعام ) ــــــــــــــــــــــــــــــ س ط ( سيلان اللعاب ) .

· الخطوة الثانية :
قدم صوت الجرس ليسمعه الكلب ولم يؤدي ذلك إلى سيلان اللعاب .
مثير شرطي ( صوت الجرس ) ــــــــــــــــــــــ لا توجد استجابة ( لم يسيل اللعاب )
م ش ( صوت الجرس ) ـــــــــــــــــــــــ لا توجد استجابة .

· الخطوة الثالثة :
قدم المثير الشرطي صوت الجرس وبعده بفترة قصيرة ( 2ث ) قدم المثير الطبيعي أي الطعام وقد أدى ذلك إلى استجابة طبيعية أي سيلان اللعاب .
مثير شرطي ( صوت الجرس ) + مثير طبيعي ( طعام ) ــــــــــــــــــــ استجابة شرطية ( سيلان اللعاب )
م ش ( صوت الجرس ) + م ط ( طعام ) ــــــــــــــــــــ س ط (سيلان اللعاب )

· الخطوة الرابعة :
بعد إن كرر بافلوف الخطوة السابقة مرات عديدة تتراوح بين ( 10 _ 100 ) قدم في كل مره المثير الشرطي ثم بعده بفترة قصيرة المثير الطبيعي , ثم قدم المثير الشرطي فقط وقد أدى ذلك إلى نفس الاستجابة التي كان يؤديها المثير الطبيعي .
قدم المثير الشرطي ( صوت الجرس ) فقط و أدى ذلك إلى استجابة شرطية ( سيلان اللعاب )
م ش ( صوت الجرس ) ـــــــــــــــــــ س ش ( سيلان اللعاب )

· شروط التعلم ألاشتراطي :
1. إن يقترن المثير الشرطي بالمثير الطبيعي اقترانا مباشرا بحيث يسبق المثير الشرطي المثير الطبيعي بفترة وجيزة .
2. إن يتكرر هذا الاقتران مرات عديدة .
3. إن يكون الحيوان لديه دافع من اجل إيجاد هذا الاقتران كالجوع مثلا .
4. إلا يوجد ما يشتت الانتباه أثناء عملية الاقتران بين المثيرين .
5. أن يتم تعزيز المثير ألاشتراطي بتقديم المثير الطبيعي من حين إلى آخر حتى لا يحدث الانطفاء.


· مبادئ التعلم عند بافلوف :

مبدأ الاقتران المتزامن .
مبدأ المرة الواحدة .
مبدأ التدعيم .
مبدأ تعميم المثيرات .
مبدأ الانطفاء .
مبدأ التمييز .
مبدأ المعاودة .
مبدأ التكرار .و فيما يلي شرح هذه المبادئ التي اعتبرها بافلوف قوانين للتعلم ألاشتراطي

أولا : قانون الاقتران المتزامن
معنى الاقتران المتزامن هو إن يرتبط المثير الشرطي بالمثير الطبيعي , أي إن يقدم المثير الشرطي مع المثير الطبيعي أو أن يسبقه بفترة قصيرة لكي يحدث ارتباطا بين هذين المثيرين .
و تتم عملية الارتباط الشرطي في حالة الاتفاق في الوقت بين حدوث المثير الطبيعي والمثير الشرطي الجديد أو حدوث الأخير قبل الأول بفترة زمنية قصيرة .
وقد دلت التجارب على إن الاستجابة الشرطية يمكن أن تحدث إذا جاء المثير الشرطي قبل المثير الطبيعي أثناء المحاولات بفترة تتراوح بين نصف ثانية وثانيتين و دلت أيضا على إن أسرع ارتباطات التعلم الشرطي بين المثيرات تتم إذا كانت هذه الفترة في حدود (0.4 – 0.5 ) أما إذا زادت عن هذه الفترة فأن عملية الارتباط أو الاقتران الشرطي تتأخر .

ثانيا : قانون المرة الواحدة
قد يحدث الاقتران أو الارتباط الشرطي من مرة واحدة فقط و ذلك في الحالات التي تقترن فيها التجربة بأفعال شديد جداً . فأن الذي قد حدث له إن شارف على الغرق في بركة السباحة مثلا فأنه حتماً يحجم عن العودة إليها . وهذا المبدأ يقلل من أهمية التكرار في التعلم الشرطي حيث إن الارتباط هنا لم يحدث إلا مرة واحدة فقط وقد أدى إلى استجابة شرطية و السبب إن هذا الارتباط صاحبه حالة انفعال شديدة وهي الخوف في المثال السابق .

ثالثا : قانون التدعيم
يقد بالتدعيم مجيء المثير الطبيعي مع المثير الشرطي أو بعده بقليل أثناء التكرار وفي تجربة بافلوف يعتبر تقديم الطعام المثير الطبيعي بعد سماع صوت الجرس المثير الشرطي تعزيزا أو تدعيما للمثير الشرطي لأنه يعمل على تقويته ليصبح قادرا على استدعاء الاستجابة الشرطية و هي إسالة اللعاب الخاصة بالمثير الطبيعي أصلا و التي أصبحت بتكرارها تدعيما للمثير الشرطي . إذا مما سبق نلاحظ إن التدعيم يعمل كمضاد لعملية الانطفاء .

رابعا : قانون تعميم المثيرات
وُجد انه إذا تكونت استجابة شرطية لمثير معين فان المثيرات الأخرى المشابهة له يمكن إن تستدعي نفس الاستجابة . فإذا كان الصوت المقدم للكلب كمثير مكنون من (800 ) ذبذبة في الثانية فأن تقديم صوت مكون من (805 أو 807 ) ذبذبات في الثانية يمكن إن الاستجابة الشرطية . ولكنه إذا زاد عدد الذبذبات عن حدٍ معين أو قل عن حدٍ معين فأن الكلب لا يستطيع إن يميز بين الصوت الجديد و الصوت الأول و لا يستجيب . أي إن تعميم المثيرات يشترط التشابه بينها .

خامسا : قانون التمييز
يتأثر سلوك الكائن الحي بتأثر أوجه الاختلاف بين المثيرات . كما يتأثر بأوجه التشابه بينهما فإذا حدث مثلاً أثناء تجربة شرطية إن قُدم على التوالي مثيران وكان التدعيم يتبع كلاً منهما فأن الاستجابة تتكون لهذين المثيرين . وذا قدمت المثير الثاني مثلا دون تعزيز و الأول يتبعه تعزيز وكررت ذلك عدة مرات فأن الاستجابة الشرطية تظهر للمثير الأول فقط و لا تظهر للمثير الثاني الغير معزز وذلك يدل على إن الكائنات تميز بين المثيرات . أي إن التمييز بين المثيرات يتكون حسب ارتباطها بالتعزيز .

سادسا : قانون الانطفاء
إذا حدث تكرار المثير الشرطي بدون المثير الطبيعي الذي يعتبر مدعما للأول فأن الاستجابة تتلاشى بالتدريج وفي النهاية لا تظهر وقد لاحظ بافلوف هذه الظاهرة و أطلق عليها الانطفاء . أي أن الانطفاء هو
اختفاء الاستجابة الشرطية تدريجيا بسبب عدم وجود التعزيز المتمثل في المثير الطبيعي . والعلاقة بين الانطفاء والتعزيز أو التدعيم علاقة عكسية فإذا وجد احدهما لا يوجد الآخر . وعملية الانطفاء هي عملية عقلية تهدف إلى حماية الحيوان من عمل استجابة لا تؤدي إلى إشباع حاجة .

سابعا : قانون المعاودة
بعد إن تكون العلاقة الشرطية وتظهر الاستجابة الشرطية ثم يحدث لها انطفاء نتيجة تقديم المثير الشرطي عدد من المرات دون تدعيمه بالمثير الطبيعي . فإذا ما قدم المثير الشرطي بعد فترة من الراحة مرة ثانية بمفرده دون تقديم المثير الطبيعي معه فأن الاستجابة الشرطية سوف تظهر أي أنها سوف تعاد مرة أخرى رغم حصول الانطفاء ولكن هنا لن تكون قوة الاستجابة الشرطية كبيرة .

ثامنا : قانون التكرار
أظهرت تجارب الاستجابة الشرطية إن الارتباط بين المثير الشرطي والاستجابة الشرطية يكون أول الأمر ضعيفا و انه لكي تظهر الاستجابة الشرطية لابد إن تنقضي فترة يحدث أثناءها تكرار ظهور المثير الشرطي مع المثير الطبيعي قبل إن تتكون الاستجابة الشرطية و قد كرر بافلوف ذلك في تجاربه مرات عديدة تتراوح بين (10 – 100 ) مرة وقد أظهرت التجارب الشرطية إن ميل الاستجابة الشرطية إلى المعاودة يزداد بزيادة التكرار .

· الخــــــــلاصة :
- إن مبدأ الاقتران عامل مهم لحصول الارتباط بين المثيرات وبالتالي حصول الاستجابة الشرطية .
- إن العلاقة بين مبدأ التدعيم ومبدأ الانطفاء علاقة عكسية فإذا وجد احدهما لا يوجد الآخر .
- إن العلاقة بين مبدأ التكرار ومبدأ المرة الواحدة عكسية أيضا فان حصل الارتباط من مرة واحدة لا يلزم تكرار التجربة من اجل الارتباط .
- مبدأ التمييز ومبدأ التدعيم مترادفان .
- إن الكائن الحي يستطيع إن يميز بين المثيرات كما انه يستطيع إن يعممها حسب تشابهها .
- هناك علاقة طردية بين مبدأ التكرار ومبدأ المعاودة فكلما زاد التكرار كلما كثر الميل إلى المعاودة .
و من خلال التجربة استطاع بافلوف إن يضع تفسيره لعملية التعلم الحديث قال : إن التعلم هو " تكوين استجابات شرطية لمثير غير مثيرها الطبيعي و ذلك عن طريق اقتران مثير طبيعي بمثير آخر غير طبيعي أي شرطي وفق شروط التعلم ألاشتراطي " و من خلال ما تقدم في النظرية الإشتراطية نستطيع إن ندعو حيواناتنا بأسماء وان نعلمها سلوكا بسيطا يتفق مع قدراتها وكذلك يمكننا إن نعلم أبناءنا عادات حسنة و إن نتخلص من العادات السيئة فنحن نستطيع تقوية سلوك ما أو إطفاء آخر و نستطيع إن نستخدم ذلك في علاج بعض المخاوف و القضايا التي ارتبطت بخبرات مؤلمة . وان نجعل منها تجربة لها ذكريات و ليس لها تأثير .



نظرية المحاولة والخطأ ( ثورندايك 1874 – 1949 م )


· الفكرة العامة للنظرية :
تقوم هذه النظرية على حصول ارتباطات في الجهاز العصبي المركزي بين الأعصاب الحسية والأعصاب الحركية . ويتم من خلال هذا الارتباط تثبيت المحاولات الصائبة و استبعاد المحولات الخاطئة و ذلك مع تكرار الموقف التعليمي .
لقد قامت نظرية المحاولة والخطأ لثورندايك كمثيلاتها من النظريات المفسرة للتعلم على إجراء التجارب على الحيوانات فكانت تجربة ثورندايك على القطط . مثلما كانت تجربة بافلوف على الكلاب و اسكنر على الحمام و الفئران و هي جميعا نظريات يمكن إن تطبق على الإنسان و تفسر التعلم لديه كما فسرته على الحيوان .

· تجربة ثورندايك :
وضع قطا جائعا في قفص مغلق لا يمكن فتحه إلا بالضغط على ذراع أو جذب حبل أو القيام بسلوك لم يعتاده القط من قبل . وخارج القفص وضع قطعة من اللحم كمثير قوي . ولاحظ إن القط بسبب المثير قام بمجموعة من الاستجابات و التخبطات العشوائية محاولا الخروج من القفص حتى توصل مصادفة إلى ضغط الرافعة التي أدت إلى فتح المزلاج وبالتالي تمكن القط من الخروج وتحقق هدفه . و كرر ثورندايك هذا الموقف عدة مرات وكان يلاحظ إن زمن الاستجابة العشوائية التي كان يقوم بها القط قبل التوصل إلى ضغط الرافعة أصبح يقل مع تكرار المحاولة حتى أصبح في مقدور القط الضغط على الرافعة بمجرد وضعه داخل القفص و بالتالي حصوله على الطعام .
وبذلك استدل ثورندايك على إن الربط بين المثير والاستجابة بدأ يقوى شيئا فشيئا حتى تعلم القط كيف يخرج من القفص مباشرة وانه كلما كرر المحاولات يستبعد القط الحركات الخاطئة و يثبت المحاولات الصحيحة .

· قوانين التعلم بالمحاولة والخطأ :
أولا : قانون المران ( التكرار )
بمعنى إن الاستجابة تقوى بالاستعمال وتضعف بالإغفال أو الإهمال المتواصل . فقد لاحظ ثورندايك إن تكرار استجابة معينة للوصول إلى الهدف يؤدي إلى زيادة قوة هذه الاستجابة و استعمالها إذا ما تعرض الحيوان لنفس الموقف من جديد . واستجابة ضغط الرافعة للخروج من القفص في التجربة السابقة ازدادت قوة بتكرار المحاولات .

ثانيا : قانون الاستعداد
يفسر هذا القانون قانون الأثر حيث يوضح فيه ثورندايك معنى الارتياح و معنى الضيق أو عدم الارتياح حيث يحدد ثلاثة احتمالات هي :
1. حين تكون الوحدة العصبية على استعداد للسلوك فان القيام بالسلوك يريح الكائن الحي .
2. حين تكون الوحدة العصبية على استعداد للعمل و لكنها لا تعمل فان القيام بالسلوك يؤدي إلى عدم ارتياح الكائن الحي .
3. حين تكون الوحدة العصبية غير مستعدة للعمل فان إجبارها على العمل يسبب الضيق للكائن الحي .
و يؤكد هذا القانون على انه إذا استثير الميل للعمل عن طريق الاستعداد للتكيف كالاتجاهات والميول فان إشباع هذا الميل يسبب للكائن الحي ارتباطا , أما عدم الإشباع فينتج عنه ضيق للكائن الحي .



· الخــــــــــــلاصة
إن الكائن الحي يلجأ إلى هذا النوع من التعلم ( المحاولة و الخطأ ) عندما يصبح الموقف التعليمي أكثر تعقيدا بالنسبة لمستوى قدراته التعليمية .
فالكائن الحي يقوم بالتخبط الحركي الأعمى الذي تزول فيه الحركات الفاشلة بطريقة آلية تدريجيا و تثبت الحركات الناجحة حتى يأتي الحل مصادفة و بذلك فهو تعلم عن طريق محاولات عمياء لان المحاولات التي يقدمها الكائن في هذا النوع من التعلم اغلبها خاطئ . كما إن ظروف الارتياح والضيق ترجع إلى عمل الجهاز العصبي وارتياحه .



نظرية التعلم الاجتماعي ( باندورا )


الفكرة العامة :تقوم فكرة هذه النظرية على إن الملاحظة تلعب دور كبير في الربط المباشر بين سلوك و النموذج و الإحداث الحية أو الاستجابات الرمزية .
أي إن الملاحظ يسجل ما يلاحظه و يختزنه في عقله على شكل أحداث حية أو استجابات رمزية ثم يستخدمها فيما بعد كعلامة أو كدليل عندما يقوم هو بنفس السلوك الذي لاحظه .
وقد قام ( باندورا ) بتوضيح ذلك من خلال إحدى دراساته على أطفال الحضانة حيث استخدم خمس مجموعات على النحو التالي :


تجربة ( باندورا )
أطفال المجموعة الأولى : شاهدوا رجلا يقوم بالاعتداء بالفعل وبالكلام على عروسة كبيرة مصنوعة من المطاط المملؤ بالهواء .
أطفال المجموعة الثانية : شاهدوا نفس الإحداث ولكن من خلال السينما .
أطفال المجموعة الثالثة : شاهدوا نفس الإحداث تقوم بها شخصية كرتونية .
أطفال المجموعة الرابعة : لم يشاهدوا شيئا من هذه الإحداث .
أطفال المجموعة الخامسة : شاهدوا فردا من النوع المغلوب على أمره وغير عدواني .وبعد الانتهاء من المشاهدة وضع كل طفل في موقف مشابه للموقف الذي رآه . وقام الملاحظون المختصين بمتابعة الأطفال من خلال نوافذ ذات رؤيا في اتجاه واحد و تم إحصاء السلوك العدواني للأطفال سواء كان لفظي أو جسمي .
وقد تبين إن المجموعة (3,2,1, ) التي شاهدة نموذجا عدوانيا أظهرت تكرارا للسلوك العدواني و كانت اقل هذه المجموعات عدوانية هي المجموعة التي شاهدت نموذجا غير عدواني أما التي لم تشاهد السلوك العدواني فلم تظهر بالضرورة نفس السلوك العدواني الذي شاهدوه الأطفال في المجموعات الأخرى .


الخــــــــــــــــــلاصة التعلم من خلال الملاحة و التقليد و المحاكاة يتم من خلال عدة أمور و هي :

تعلم سلوك جديد .
إتقان سلوك موجود لدى الفرد و سبق أن تعلمه .
حدوث كف أو عدم كف لسلوك سبق أن تعلمه .




نظرية التعلم بالاستبصار ( الجشطلت )

ظهرت نظرية الجشطلت في ألمانيا في نفس الوقت تقريبا الذي ظهرت فيه السلوكية في أمريكا و روادها هم ( فارتهيمر , كوفكا , كولر , كيرت ليفن ) .
وكلمة جشطلت كلمة ألمانية وهي تعني الكل و هي ذات معنى حسي أيضا وتعني الكل المترابط الأجزاء .
و الاستبصار هو : الإدراك المباشر للعلاقات بين أجزاْ الموقف وفهم طريقة عمله وكيفية الوصل إلى الحل المناسب له .


الفكرة العامة للنظرية :تقوم فكرة هذه النظرية على إن الكائن الحي يقوم بإدراك جميع أجزاء عناصر الموقف ثم يأتي التعلم فجأة .


تجارب النظرية هناك ثلاث تجارب مهمة أدت إلى تفسير التعلم بالاستبصار وذلك على النحو التالي :
تجربة الصناديق ( كولر )
وضع شمبانزي في قفص و كان الطعام ( موز ) معلق في سقف القفص بحيث لا يمكن الوصول إليه باليد مباشرة و في جانب القفص وضع ثلاثة صناديق فلاحظ إن الشمبانزي ينظر إلى الموز ويحاول الوصول إليه بمد يده و الوثب ولكنه فشل ثم لاحظ إن القرد يتنقل من ركن إلى آخر في حيرة ثم ارتد بعدها إلى مؤخرة الحضيرة مستسلما وغاضبا و فجأة ادفع إلى اقرب صندوق و وضعه تحت الموز و صعد عليه واخذ في الوثب و لكنه فشل . فبدأ عليه اليأس و الانفعال . ثم أندفع فجأة إلى الصندوق الآخر و وضعه على الأول و اخذ في الوثب عليها ولكنه فشل أيضا في الوصول إلى الطعام و اعتراه الانفعال ثم أنتها أخيرا إلى وضع الصندوق الثالث على الصندوقين الأولين مما جعل الموز في متناول يده . ثم أعيد وضع الشمبانزي في نفس الموقف تماما فاهتدى إلى الطعام بسهولة .

تجربة العصا والصناديق
وضع الشمبانزي في قفص و وضع الموز معلقا في السقف و وضع صندوقين وعصا . قام القرد بوضع الصناديق فوق بعضها فوثب من عليها ولكنه فشل . ثم عاد إلى المؤخرة يائسا و منفعل بشدة و فجأة اندفع إلى العصا محاولا إن يلحق بها الموز ولكنه فشل فعاد إلى المؤخرة كالسابق و أخيرا اهتدى إلى اخذ العصا و الصعود على الصناديق ثم تناول الموز بالعصا و عندما تكرر وضعه في نفس الموقف تعلم الحصول على الموز مباشرة .

تجربة العصا المركبة
وضع الشمبانزي في قفص و وضع عصاتين منفصلتين ولكن يمكن إن تركب الأولى في الثانية لتصبح عصا واحدة أطول . و وضع الموز خارج القفص بحيث لا يمكن للقرد تناوله بيده . و في البداية حاول القرد إن يتناول الموز بيده فلم يستطيع فعاد إلى المؤخرة بائسا بعد محاولات فاشلة . وفجأة اندفع إلى العصا و التقطها محاولا الوصول إلى الموز و لكنه فشل فعاد إلى المؤخرة غاضبا بائسا ثم اندفع فجأة إلى العصاتين واخذ يحاول تركيبها وفعلا نجح في إدخال الأولى في الثانية ثم توصل إلى الموز بعد إن أصبحت العصا أطول . و بتكرار هذا الموقف استطاع الوصول إلى الموز دون اخطأ .

· الخــــــــــــــلاصة :
التعلم هنا قائم على إدراك العلاقات بين أجزاء الموقف و فهم الموقف كوحدة كلية . و يسمى الوصول إلى الحل عن طريق فهم و إدراك العلاقات في المجال الإدراكي كما هو الحال في التجارب السابقة بأنه أتي نتيجة الاستبصار بالموقف الذي يعرضنا له . هذا و من التجارب السابقة نلاحظ ما يلي :
1. الوصول إلى الحل يأتي ففي جميع التجارب السابقة نجد إن القرد يحاول الوصول إلى الهدف عبثا في أول مرة ثم فجأة يصل إلى الحل .
2. إن الاستبصار يعتمد على إدراك و تنظيم أجزاء الموقف .
3. متى توصل الحيوان إلى الحل عن طريق الاستبصار فأنه يمكنه إن يكرره بسهولة .
4. إن الحل الذي يصل إليه الحيوان عن طريق الاستبصار يمكن إن يطبق في المواقف الجديدة فجأة نتيجة الاستبصار .
ويؤكد أصحاب مدرسة الجشطلت على إن الكل اكبر من مجموعة الأجزاء بفضل العلاقات الدائمة المتفاعلة التي توجد بين الأجزاء وبعضها في هذا الكل .
و قارن ( روفرز ) بين حل المشكلة عن طريق الاستبصار و حلها عن طريق المحاولة والخطأ و اتضح إن الراشدين يستخدمون الطريقتين مع العلم إن الإنسان يبدأ بالاستبصار ثم المحاولة و الخطأ على عكس الحيوان .

أم رتيبة
22/03/2007, 05:29 PM
موضوع ممتاز جدا

بارك الله لك

وزادك علما

الهباق
22/03/2007, 09:58 PM
أخي احساس

الف ...الف ....مليون شكر

على هذا الموضوع الجميل

وخاصة انه يتحدت عن التربية والتعليم

فلك كل الشكر والتقدير ....ويعطيك العافية

احساس
27/03/2007, 11:31 PM
الاخت ام رتيبة الف شكر لك و لا للاخ هباق