المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنمية الرقابة الذاتية عند الطفل


رحاب الرحمن
09/06/2007, 12:19 AM
تنمية الرقابة الذاتية لدى الناشئة
د. رقية المحارب
في مجتمع اختلط فيه الحابل بالنابل!
وذابت كثير من القيم والمبادئ!
ووجهت العقول بتوجيهات ربما لا تؤمن بمسلماتنا العقدية، وربما تؤمن بها ولكن تراها لا تناسب هذا العصر، أو لا يمكن العمل بها في عصر الإنترنت والفضائيات. ويرى بعضهم أنه آن للناشئ أن ينطلق ويكون بصيراً على نفسه ويختار الوجهة التي يريدها دون أن يكون ثَم اعتبار لتنشئته أو إعداده إعداداً يجعله قادرا على مواجهة سلبيات امتزاج الحضارات بخلفياتها العقدية والاجتماعية.
ويرى البعض الآخر أن الحل في عزل الناشئ - إلى حد كبير - عن المجتمعات المنفتحة؛ خشية تأثره بسلبياتها أو ذوبانه في أفكارها.
ولعل الأول يخسر كثيرا إذ يصبح بلا هوية ولا شخصية، بل هو مسخ غير سوي.
أما الآخر فمهما ترك الناس فلن يتركوه، ومهما حاول الابتعاد بنشئه فلا بد أن يكون لتلك القنوات تأثير عليه بطريق غير مباشر.
فلابد أن يكون لنا وقفة جادة لدراسة حال الشباب غير المحصن وغير المهيأ تهيئة تجعله قادرا على مواجهة ركام الحضارات المختلفة والمخالفة لمبادئه ومعتقده.
إن سن التكليف هو المرحلة التي يمكن أن يُحاسب عليها الفرد ويُؤاخذ على تقصيره أو خطئه. وهذه المرحلة التي حددها المنهج الإسلامي بالبلوغ حددها علماء النفس غير المسلمين أيضا، كما أكد ذلك (بياجيه) و (كولبرج) في نظريتهما، فالفرد في هذه المرحلة ينطلق من ذاته وقناعته، ويفعل ما يراه صحيحا دون التعويل على القيود النظامية، ودون التقيد بآراء الآخرين، فهو يسلك وفقا لمعاييره الذاتية ويشعر بتأنيب الضمير واحتقار الذات عند مخالفتها[1].
وإذا دققت النظر أيقنت أن الناشئة يتفاوتون في الرقابة الذاتية وفي احترامهم للمبادئ والأخلاق، بل وفي تطبيقهم وقناعاتهم بالعقائد والعبادات.
فما هو السر في اختلافهم هذا؟
إن تعرضهم لأسباب وجود الرقابة الذاتية وتقويتها منذ الصغر هو المسؤول عن قوة دفاعهم عن مبادئهم وأخلاقياتهم، فضلا عن تمسكهم بها وانقيادهم لها بقناعة.
وقد أجملت عدة أسباب لتنمية الرقابة الذاتية مستقية هذه الأسباب من الهدى النبوي؛ لأن رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم - هو المربي الأول.أولاً: ربط الناشئ بالله:
ليكن أول شيء تعلمينه للناشئ تعريفه بخالقه وربه بأسهل عبارة وأيسر صورة، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين سأل الجارية "أين الله؟" وأشارت إلى السماء قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
فأول شيء ينبغي أن يربى عليه الناشئ: معرفة الله بآياته ومخلوقاته ورزقه ومعافاته، وذلك عن طريق الحوار المبسط: (مثال: من أعطاك هذا؟).
فارتباط الناشئ وهو في سن الوعي والتميز بروابط اعتقادية.. وروحية.. وفكرية.. إلى أن يتدرج يافعاً.. إلى أن يترعرع شاباً.. إلى أن يصبح رجلا.ً. إلى أن ينحدر كهلاً.. فإنه بلا شك سيصبح عنده مناعة الإيمان وبرد اليقين وحصانة التقوى، مما يجعله يستعلي على الجاهلية بكل تصوراتها واعتقاداتها.
لأنك إذا عمقت في ولدك حقيقة الإيمان ورسخت في قلبه العقيدة الإلهية.. فإنه ينشأ على المراقبة لله والخشية منه والتسليم لذلك.
وسيكون عنده من حساسية الإيمان وإرهاف الضمير ما يكفه عن المفاسد الاجتماعية والوساوس النفسية والمساوئ الخلقية ويكتمل عقلياً وسلوكياً.
ثانياً: ربط الولد بالقرآن:مع ما يردده البعض من أن القرآن يسهل على الصغير فهمه، وأن تحفيظه ما هو إلا نوع من الببغاوية..
إلا أن هذا الرأي يشهد لضعفه الواقع ويخالف الحقيقة الشرعية؛ إذ يقول تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17].
وليس أسهل من القرآن في الحفظ ولا أبلغ في النفوس ولا أوقع أثرا. ولذا فإن أسلافنا الصالحين ينصحون به و يشيرون إلى تعليم أولادهم القرآن الكريم وتحفيظهم إياه حتى تتقوم به ألسنتهم وتسمو أرواحهم وتخشع به قلوبهم ويترسخ الإيمان في نفوسهم.
وقد لاحظت أثر القرآن في نفوس الناشئات عليه حتى ظهر ذلك في سلوكهم مع الوالدين والمعلمات والصديقات، بل وجدتهن أكثر استقراراً نفسياً وأحسن إيجابية من غيرهن، كما يحسن ربط الناشئ في أول تمييزه بالمسجد إذا كان ذكرا؛ ليتعلم حسن السمت ويجد الصحبة الصالحة والقدوة الحسنة.
ثالثاً: تعميق الإيمان بصفات الله تعالى:يزداد جانب المراقبة لله سبحانه وتعالى باستشعار أن الله سبحانه وتعالى يسمعنا ويرانا ويعلم سرنا ونجوانا ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وبإشعار الناشئ أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وأنه محيط بالأشياء كلها؛ لأنها تحت قدرته، لا يمكن لشيء منها الخروج عن إرادته.
ويمكن باستخدام الأدلة البديهية الفطرية للإقناع، مثل الاستدلال على وجود شيء غير مرئي بوجود دلائل مرئية أو حسية عليه، ومثل أن إعادة الشيء أسهل من إيجاده لأول مرة، ودلالة الصنعة على الصانع والأثر على المؤثر[2].
ويمكن استخدام الحقائق والمكتشفات العلمية الحديثة للإقناع وإيجاد الكتب التي تكشف عن حقائق علمية أوحيت إلى رسولنا – صلى الله عليه وسلم – قبل أربعة عشر قرناً ما كان للإنسان أن يكتشفها وما كان للعلم أن يكشفها قبل هذه العصور، مثل كتاب (العلم يدعو للإيمان) الذي ألفه (كريس موريسون) رئيس أكاديمية العلوم، كذلك كتب وأشرطة الإعجاز العلمي للشيخ (عبد المجيد الزنداني).
إذن المبدأ التربوي الذي نستخلصه: إذا أردنا أن نربي الإيمان القوي يجب أن تكون التربية أولاً بالعلم والتبصير بالأدلة العلمية، لا مجرد التلقينات فحسب..
ولله في كل تحريكه
وتسكينة أبدا شاهد
وفي كل شئ له آية
تدل على أنه واحد
ولو لم يكن شاهد على خلق الله ووجوده إلا هذا الإنسان بعجائب تركيبته {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21].

عاشقة الصقر
09/06/2007, 05:45 AM
موضوع غاية في الأهمية ..

وهذا مايفتقده(( بعض)) المربين للمتربين ، فيصير هم المتربي الأول هو المربي وأنه لايراه حيث نهاه عنه ..

فيجب على كل مربي أن يعي ماهو عليه .. وأن يغرس في نفس المتربي الرقابه الإلهية
و أنا ليس سوى محفز ومعين لك للإستقامة ..

ويكون دائما" ماينبه عليه هو المراقبة الإلهية والخوف من الله ..

تشكرين يا رحاب الرحمن على الموضوع الرااائع ..

وبارك الله فيكِ

الله يرزقنا بالذريات الصالحة التي تجعل لنا أمل في هذه الحياة

وتكون لنا بصمة لانشاء جيل اخر

دمت ِ بود

عاشقــــــــــــــة الصقـــــــــر

أم رتيبة
09/06/2007, 08:46 AM
شكرا اختى رحاب الرحمن

على موضوعك الهادف