المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنـا مش أنانيــة .. لكني أحب نفسي .. وأحب روحي


أم رتيبة
17/07/2007, 01:47 AM
هل يحب الإنسان نفسه؟ .. وهل يقدر كل إنسان أن يحب نفسه بسهولة؟ .. وهل هناك عوامل تدفعه إلى ذلك؟..
كيف يتعلم الإنسان فن حب النفس؟.. وكيف يقدر الإنسان أن يفهم نفسه، حتى يقدر الإنسان أن يفهم نفسه، حتى يقدر أن يحبها؟

حب الذات: هل هو خيراً أم شر؟.. وهل له علاقة بالأنانية؟
هذه الأسئلة، وغيرها الكثير تطرحها قضية "حب النفس" أو " حب الذات" ونكتشف إجاباتها

* عوامل مؤثرة..
تبدأ شخصية الإنسان في التكوين منذ ولادته، فبعد الولادة، يتأثر الوليد بكل العوامل المحيطة به، التي تترك فيه بصمات، تعيش معه حياته كلها.
فمجتمع الأسرة، والمدرسة، والمجتمع الكبير بقيمه العامة، والمناخ الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي العام لكل بلد، كلها عوامل تشترك معاً، وتترك آثاراً بعيدة المدى، وبصمات راسخة، على حياة الفرد، تعيش معه كل أيامه.
· علاقة الإنسان بنفسه:
إن خبرات الإنسان الفردية؛ تلك الخبرات التي كوّنها نتيجة ممارسة الحياة اليومية، مثل خبرات النجاح والفشل في الدراسة، وخبرات نجاح الصداقة أو فشلها، إلى غير ذلك، تلعب دوراً هاماً في تكوين علاقة الفرد بنفسه، ورأيه في نفسه ومكانته.
وعلاقة الإنسان بنفسه تعد محور نجاحه أو فشله، تقدمه، أو تأخره. فالإنسان من خلال علاقته بنفسه يعرف من هو، وكيف صار إلى ما هو عليه، وكل الأحداث التي اجتازها منذ الطفولة، تؤثر عليه سلباً أو إيجاباً. فعلاقة الإنسان بنفسه محتوى كامل شامل، لكل خبراته الشخصية أو المجتمعية، التي عاشها أو اجتازها في فترة من فترات حياته.
· عندما نكره ذواتنا..
حُب النفس يقابله كره الذات، والثقة بالنفس يقابلها التردد المتشدد. وافتقار كثيرين إلى حب ذواتهم ناشيء عن أسباب متنوعة، منها:
1- خبرات الفشل:
وتترك خبرات الفشل في أعماق صاحبها آثاراً غائرة. فالفشل في الدراسة يثير المقارنة بين الناجح والفاشل. مما يترتب عليه الإحساس بالسخرية ممن حوله بسبب رسوبه.
والفشل في الحب، يترك جروحاً عميقة، فليس هناك أقسى على قلب إنسان، من أن يحب، ولا يجد صدى لحبه، فيرى أنه غير محبوب.
وتزداد المشكلة سوءاً، عندما يتكرر الفشل، فيزيد اقتناع الشخص بأنه أقل من غيره، وتزيد كراهيته لنفسه.
2- الإحساس بالذنب:
الإحساس بالذنب يترك أثاراً وجروحاً أليمة في حياة صاحبها. وفي الكثير من المرات، تتحول مشاعر عدم الرضا عن النفس إلى احتقار الذات، بسبب ما يرافق الإحساس بالذنب من ظروف أو أحداث تدفع إلى الخجل. وهنا يشعر الإنسان بفقدان قيمته الذاتية.
والشعور بالذنب يرافق الطفل، كما يرافق البالغ، فهو، إحساس بأن الشخص لم يحقق ما أراده، أو أنه ارتكب خطأ معيناً، أحس، نتيجة له، أنه في موقف اللوم.
3- صورتك الذاتية عن نفسك:
صورتك الذاتية عن نفسك هي التي تكون شخصيتك فهي تحمل رأيك عن نفسك، وتقديرك لذاتك، أو كراهيتك لها، كما تحمل ما في أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير وحب الغير لك، واحساساتك بالأمن والأمان، والثقة بالنفس.
يبحث كل إنسان عن ذاته، ويتوق لأن يعرف نفسه، فيكون صورة عن شخصيته؛ فهو يرى نفسه ذكياً، مجتهداً، أميناً، محباً، رقيق المعشر، أو يرى في نفسه الكسل، أو الفشل، أو التردد، أو الحماقة.فمتى قل اعتبار الإنسان لنفسه، عالجه إما بإظهار ذلك، أو بمحاولة إخفائه. والناس – في العادة – يخفون احتقارهم لذواتهم، أو كراهيتهم لنفوسهم. فيظهرون ممتلئين بالثقة في النفس، ويقف وراء ذلك شعورهم بعدم الأمن، نتيجة عدم احترامهم لذواتهم.
· هل تقدر أن تحب نفسك؟
محبة الإنسان لنفسه شيء طبيعي. فحب الذات أساس أصيل في علاقة الإنسان بنفسه.
والإنسان الذي يحب نفسه، يهتم بمصالحة الشخصية، فيعتني بملبسه ومأكله، يهتم بدراسته وتقدمه، يهتم بلياقته وزينته، كما يهتم بعمله وإنتاجه. فحب الإنسان لذاته مفيد له، يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة.
وحب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية، والأمراض، ويعطيه سلام الفكر والقلب، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو، ويحقق ذاته.
إن الله يريد للإنسان حياة قوية، حرة، فعالة، وناجحة. ويمكن للإنسان أن يحقق ذلك، متى أحب نفسه المحبة الصحيحة.
· ما هو " حب النفس"
1- حب النفس ليس هو الأنانية المتطرفة ولا الغرور:
فحب النفس لا يجوز مطلقاً أن يعلق عليك حياتك، دون أن تنفتح، لتعطي مكاناً للغير، ودون أن تعطي وقتاً كافياً للاستماع للغير، والمشاركة مع الآخرين في ظروفهم، وظروف حياتهم المتنوعة.
وحب النفس أيضاً، ليس هو التباهي والتعالي والغرور والغطرسة. فمن يحب نفسه، لا يحتاج إلى أن يتعالى بما لديه من مال أو أملاك، أو بأسرته، أو بمستواه الاجتماعي أو العلمي. بل يحتاج المحب لذاته، إلى أن يقيم نفسه باعتدال، فلا يجوز له أن ينتقص من قدر نفسه، ولا أن يغالي فيه.
2- حب الذات ليس هو الكفاية الذاتية ولا الفردية:
خلق الله، كل إنسان، وله مواهبه وقدراته، له عقله، وعواطفه، والإنسان مخلوق له قيمته، وأهميته، يحتاج إليه الناس ويحترمونه. ومن خلال قيمته الذاتية يبني ثقته بنفسه، ويحقق ذاته.
فحب الذات، لا يفصل الإنسان عن الغير. ولا يؤدي إلى وحدة وعزلة غير صحيحة، لصاحبه، والمحب لذاته لا يجوز له أن يبحث عن كفايته في ذاتيته فقط.
3- حب الذات يدفع إلى احترام النفس واحترام الغير.
4-حب النفس يبني ذات الإنسان ومستقبله، فحب النفس دعامة حقيقية صادقة لبناء الذات، على أسس من الحق والأمانة.
· كيف تتعلم أن تحب نفسك؟
1- اقبل ذاتك كما أنت:
قبول الذات، يكتسبه الإنسان بإرادته الحرة، والإنسان يدرس مع نفسه كيف يقبل واقعه، ويرضى عن نفسه.
اقبل ظروفك الاجتماعية والاقتصادية – كما هي، وأيضاً اقبل شكلك كما أنت. فقبولك لذاتك هو أساس تحرير ذاتك. وقبولك لنفسك، يجعلك تعيش الحاضر، ولا تعيش في الماضي، من يقبل نفسه يتحكم في أعصابه وتصرفاته.
2- توقف عن إدانتك لذاتك:
إدانة الذات لا تحرر الإنسان، إذ أنه لا يقدر أن يغير شيئاً ما لم يقبله كواقع. من السهل أن يكون الإنسان قاضياً لنفسه أو لغيره. لكنه لن يحقق لنفسه التحرر من الشعور بالذنب. والحرية تتحقق من خلال الاعتراف والتوبة عن أخطائنا وخطايانا التي بإرادتنا، والتي بغير إرادتنا، وكما نطلب أن يغفر لنا الله نغفر نحن أيضاً لأنفسنا.
3- صحح صورتك الذاتية عن نفسك:
لقد خلقك الله شخصاً منفرداً، لك ذاتيتك، وشخصيتك، ومواهبك وقدراتك. اجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورق ما تشعر بأنك منفرد به. ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة على مدى أيام؛ وستكتشف من حولك، سواء في أسرتك أو أصدقائك.
تجنب حب السلبية، وارفض مشاعر الفشل، واعمل الأشياء التي تجعلك أفضل، وتضمن أنها تنجح. فنمو الشخص أمر يحدث يومياً. فالنمو حلقات متتابعة وعمليات متعاقبة، ترفع الإنسان إلى النضج، وتعمق الثقة بالنفس

مشهور
17/07/2007, 03:30 AM
اختي الكريمه ام رتيبه
تحية وتقدير واحترام
ليس عيبا ان لانقرا وليس العيب كل العيب في حب ا الذات نعم اوافقك الراى هنا فقط ولاكني اكتفي هنا بما قلت وعطيك نشرة كامله منقوله ستخدم اخوك مع ما تكرمتي انتي به من اجمل ماقرات عن حب الذات ولاكن هناك نقاط تستحق الوقوف والبحث فدعينا نقرا اذا







صدق شكسبير حين قال الغزالة جميلة مادمنا نطاردها حتى اذا ظفرنا بها زال جمالها ...

كذلك محاورتُنا إنها امرأة يستعصى عليك الظفر بها أو تملكها فهي حرة متجددة تذهب يمنة ويسرة وتتجاوز المحظور المتوهم بحثا عن الحقيقة...

تدق أبواب الحياة الاجتماعية بيد حانية آمنت بالله ومن ثم بالإنسان ونضَّرت فكرها بالتقاء أنوثتها مع وصايا ربها.. إنها ليلى الأحدب أنفس من الحرير والألماس.. أُحبُّها حبَّين: حب لأنها امرأة فاعلة تعيش من أجل الله والإنسان.. وأحبُّها لمواقفها النبيلة معي شخصيا.. ومع هذا الحب فأنا أشاكسها وأشاغب عليها وأستنطق ذخيرتها العلمية ووجدانها الحي..

عرفتها أمية في الاحتكام إلى الأعراف الفاسدة.. ولكنها عالمة بدينها تدفع بالعقل ليقرأ.. وتسخر من القوانين والزعامات الموهومة والقناعات الزائفة..

فلنستمع إلى همساتها وصراخها أحيانا وإسعافها ونجدتها وأمنها وأمانها.. هدفها الأول أنت أيها الإنسان فعش ساعة مع ليلى وكن أنت قيس الحقيقة



القسم الأول :

في التربية

1- هل الثقة بالنفس ثمرة للنضج العقلي أم إن التصرفات السليمة والتي تنبع من النضج العقلي مقرها الثقة بالنفس؟ أي من يصوغ الثقة بالنفس؟

ج: الثقة بالنفس ليست ثمرة للنضج العقلي بالضرورة, كما أن النضج العقلي المؤدي إلى التصرفات السليمة ليس ناتجا عن الثقة بالنفس, فبعض الأطفال يكون لديهم ثقة بالنفس أكثر من بعض الناضجين, ولا عجب في ذلك إذا تذكرنا قولا لأحدهم نقله ديل كارنيجي في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة" جاء فيه:(نحن نصل إلى سن النضج ولسنا نعرف عن الحياة أكثر مما تعرفه الديدان عن رقصة الباليه).

الثقة بالنفس هي سمة من سمات الشخصية التي تتكون منذ الطفولة, ومردّها ككل صفات الشخصية إلى أمرين: الوراثة والتربية, لذا فأرجو ألا تتفاجأ إذا أخبرتك أنه ليس من الضروري أن تكون التربية السليمة هي المؤدية إلى الثقة بالنفس, فالسمات الوراثية لا تختص فقط بالصفات الخَلقية بل تتعداها إلى الصفات الْخُلُقية, ويدعم كلامي هذا علمياً بما يسمى الذاكرة الوراثية التي تنتقل عبرها الصفات الطبعية من الأبوين إلى الأولاد؛ علماً بأنه ليس من السهل دائما التفريق بين الصفة من حيث كونها وراثية أو مكتسبة, ولكني أعتقد أن مشكلة الأشخاص الواثقين من أنفسهم بالوراثة أنه يصعب عليهم غالباً التفريق بين الثقة بالنفس وبين الغرور, لأنه لا يد لهم في اكتساب هذه الصفة, وذلك عكس الذي يكتسب ثقته بنفسه عبر تربية واعية سواء كانت في الطفولة أو من خلال تربية الشخص لنفسه بعد إدراكه لأهمية الثقة بالنفس كنقطة قوة في الشخصية؛ لذلك إذا تجاوزنا الشق الوراثي وانتقلنا إلى الشق التربوي فإن بإمكاننا القول إن التربية تبدأ من الصرخة الأولى لميلاد الطفل, والسؤال: كيف يمكن أن نشكّل عضوا جديدا في الأسرة تملؤه الثقة بالنفس؟

في البداية يكون دور الأم مهما جدا في تشكيل شخصية الطفل, وذلك بإشعاره بالحب والأهمية الذاتية, وللأسف فإن كثيراً من الأمهات يفتقدن التوازن بين الحب والحزم في تربية الطفل, فليس معنى حب الأم لطفلها مسارعتها لحمله بمجرد أن يبكي أو يصدر أي همهمة, ويكفي أن تكون متأكدة من عدم وجود سبب لبكائه فتتركه يبكي لأنه سيسكت بمفرده, وهذا لا يعني قسوتها عليه بالطبع لكن المقصود أن يبدأ الطفل شعوره بالاستقلال باكرا ما أمكن, فإذا كانت أمور كالاحتضان والقبلات والملاعبة ذات أهمية كبرى في شعور الطفل بأنه محبوب, فلا يعني ذلك أن تبقى والدته مقيدة به ورهن إشارته هي أو أي فرد آخر في الأسرة, لأن ذلك يشكل لديه مفهوما خاطئا وهو أنه محور الكون وقد يصبح مستبدا صغيرا في البيت بعد أن يكبر, ويختلط هذا على الأم غير الواعية فتظن أن لديها طفلا واثقا بنفسه, وهو في الحقيقة ليس كذلك, وسيقطف ثمار هذه التربية مستقبلا عبر استبداده بالآخرين, فمن شب على شيء شاب عليه.

وجود الأب في حياة الطفل هام جدا إذا كانت علاقته بالأم سوية, فعندما يسود جو البيت الحب والتفاهم والاحترام فإن الطفل ينشأ على احترام كبير لذاته وللآخرين ويتبلور هذا بثقته بنفسه مستقبلا, أما عندما تضطرب سفينة الحياة الأسرية ويتحول البيت إلى مكان للخصام والبغضاء فإن ذلك ينعكس على نفسية الطفل وعلى نظرته لنفسه, فبعض الأطفال الذين ينشؤون لأبوين علاقتهما غير مستقرة يصبحون عدائيين بشكل كبير, وبعضهم الآخر يستخدم ذكاءه للعب على أوتار علاقة الأبوين السيئة فيتحول إلى منافق منذ نعومة أظفاره, يحاول أن يرضي أحدهما في غياب الآخر, فيلجأ للاحتيال والكذب والنميمة, وبينما يعتبر قسم كبير من الأطفال أنهم مسؤولون عن أخطاء الوالدين وعلاقتهما غير السوية فإن القسم القليل جدا من الأطفال لا يتأثر بعدم استقرار علاقة الأبوين ويعيش حياته متأقلما مع هذا الجو ومتقبلا لكليهما, وهذا القسم النادر يوجد في المجتمعات الغربية المتقدمة حيث ينشغل الأطفال بالهوايات النافعة والمسلية ويجدون أحيانا احتواء معاوضا في المدرسة.

لن أسترسل أكثر في الإجابة على هذا السؤال ولكن لا بد أن أذكر ما أفهمه من عبارة النضج العقلي التي استخدمتَها, وهي أنها النضج النفسي أو نضج الشخصية, فهذا النضج يتكوّن عبر التجربة التي تؤدي إلى اكتساب الخبرة في الحياة, وكلما استطاع المرء أن يتقبّل نفسه بعد تجربة خاطئة أو يقبل بوضعه بعد مصاب أليم وكلما كانت قدرته أكبر على التحرر من ماضيه دون شعور مرير بالفشل كلما ساعد ذلك على زيادة ثقته بنفسه, وهكذا يمكن أن نفهم كيف يمكن للمرء ذاته أن يستعيد ثقته بنفسه التي قد يفقدها بسبب اختلال توازنه نتيجة لخطوة غير محسوبة في مسار حياته أو نتيجة لبلاء رباني أو حتى طعنة غدر من أحد المقربين.

2- ماهي اللوحة التشكيلية للثقة بالنفس هل هي العقل اليقظ أم الإرادة النافذة أم من كليهما تتشكل مفاهيم الاقتحام والثقة؟

ج: مرة أخرى تبدو مصراً على موضوع الثقة بالنفس, وإذا كنت قد تعرضت في جوابي السابق لدور الأسرة لأن سؤالك كان عائماً بين التربية الوالدية والتربية الذاتية, فإنه يبدو جليا هنا أنك تقصد الثقة بالنفس التي يكوّنها الشخص بعيدا عن تربية الوالدين؛ لذا أرجو أن تعلم أن هذه اللوحة التشكيلية التي تسأل عنها تتكون من عدة ألوان؛ فإذا كانت هوايتك التشكيل الذاتي الهادف فإن أرضية الثقة بالنفس هي حب الذات, وإذا لم تمنح ذاتك كثيرا من ألوان الحب فإنك لن تستطيع إضافة أي ألوان أخرى لأن لكل شيء قواعد بما فيه الرسم التشكيلي وبناء الذات والثقة بالنفس.

المشكلة أنه كثيرا ما يختلط مفهوم حب الذات مع النرجسية, مع أنه من السهولة بمكان التفريق بينهما فالنرجسية هي حب الذات مع عدم رؤية أي ذات أخرى غيرها, أما حب الذات الذي أتحدث عنه هنا فهو التلطف بالنفس والتفهم لها وتقبل نقاط ضعفها, وتقبل نقاط الضعف لا يعني القبول بها كسمة أبدية, بل إنه الخطوة الأولى للعمل على التخلص منها؛ وهنا كما ترى لا بد من عقل يقظ يمكنه التبصر بداخل النفس لمعرفة كل ما في أغوارها, ولكن المرء أيضا بحاجة إلى إرادة نافذة كي يمكنه تغيير نقاط الضعف أو على الأقل إحاطتها بسور وعدم السماح لها بأن تظهر بمناسبة وغير مناسبة؛ وكي يكون كلامي بعيدا عن التنظير يمكن أن أضرب لك بمثال: لديك طفل في البيت بحاجة إلى تربية كأي طفل آخر, فلا يمكنه أن ينشأ سويا إذا لم تشعره بحبك له, وكذلك فإنه لا يمكن أن ينمو ويتطور ويتجاوز متاعب الطفولة وإرهاقات المراهقة إلا بملاحظة عيوبه والرفق به لمساعدتها على تغييرها, وكما قال البوصيري رحمه الله: والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع/ وإن تفطمه ينفطم.

ما يفوتنا كثيرا هو أن العقل اليقظ وحده ليس كافيا لامتلاك البصيرة, ولا بد من الإيمان العميق بالله, وهذا العمق لا يمكن حيازته بين عشية وضحاها, ولا بد من ابتلاءات أو بالتعبير القرآني:(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم: مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب). (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) ومن نصرة الله بالغيب أن تؤمن بقضائه وقدره, ومن الانتصار لسنن الله والرسل أن يعلم المرء متى يجب عليه الرضا بالقدر ومتى ينبغي عليه أن يستعمل كل أدواته ووسائله للتغيير.

3- استعادة العافية للذات والثقة بقوتها وما يمكن أن تحدثه يختلف عن النفسية المتشكية التي تكثر من ادعاء التظلم والـتأوه.. كيف نرتقي بنفسية المتشكي إلى عتبة وميدان الواثق المغامر المتريث العاصف الذي يقدم بلا خوف؟ وماهي ملامح الذات المعافاة (الصورة والتجليات)؟

ج: يذكرني سؤالك هذا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز, ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا فإن "لو" تفتح عمل الشيطان)

لاحظ أن الحديث يعني أنه لا بد من وجود مؤمن قوي ومؤمن ضعيف, ولا يمكن مهما حاولنا أن نرقى بالمؤمن الضعيف ليصبح مؤمنا قويا إذا لم يقتنع هذا الضعيف بأن هذا واجبه بالدرجة الأولى, فالمريض لن يوافق على ابتلاع الدواء إذا لم يقتنع أنه مريض, ولن يستمع لنصائح الطبيب في الحمية التي هي أصل كل دواء, ولن يستطيع الطبيب أن يجبره على فعل أي شيء, لذا فالخطوة الأولى هي بإقناع هذا المتشكي المتظلم بقول الله سبحانه:(أفلما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم).

إذا اقتنع هذا المتشكي أن الظلم الواقع عليه قد شارك به هو, ومن ثمّ استطاع أن يعترف بخطئه سواء كان خطأ في اختيار شريك الحياة أو خطأ في تربية ولد أو حتى خطأ مجتمع بأكمله بقبوله بانتشار عادات وتقاليد خاطئة دفع الفرد ثمنها, أو أي شيء فردي أو مجتمعي مشابه, فهي الخطوة الأولى لتجاوز عقبة التشكي والتظلم, لكن شرط ألا يتحول هذا الاعتراف بالخطأ إلى بكاء على اللبن المسكوب, بل يعني وضع الإصبع على موضع الألم وسبب الشكوى ومحاولة الإصلاح.

ملامح الذات المعافاة: هي ذات مؤمنة واثقة متفائلة محبة لفعل الخير مطمئنة ودودة كريمة مشاركة للآخرين في آمالهم وآلامهم لا تعرف الكره ولا الحسد ولا الحقد متسامحة إلى أبعد الحدود, وإن كانت هذه الذات رغم معافاتها قد تمر بين الفينة والأخرى بما يهز عافيتها وثباتها في وجه الأعاصير, وأنا أقصد من وراء هذه الكلمات أن أنبه الشباب والفتيات الذين يطرحون مثل هذه التساؤلات وأكثر منها ويعتقدون أن الوصول إلى طمأنينة النفس شيء نهائي, فالحقيقة أن المؤمن -كما شبهه وليم جيمس - محيط عميق متلاطم الأمواج لكن في قاعه الصفاء, فالمؤمن واثق بربه ومع ذلك فإن الضعف البشري لن يتخلى عنه حتى لو بلغ مراحل متقدمة من مرتبة الإحسان, وهذا الضعف البشري هو الذي يجعله أقدر على معانقة مفاهيم العبودية لله, وقد يمكن التمثل هنا بقول بديع لابن عطاء السكندري:(خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك).

4- أيهما أقدر على إحياء الثقة بالنفس: مبدأ الرقابة والمحاسبة (إحياء الضمير الذاتي ) أم الاستماع لنقد وتقييم الآخرين أم ثمة طريقة ثالثة؟

ج: أعتقد أننا إذا نظرنا لمفهوم الثقة بالنفس من ناحية نفسية بحتة, فإنه يصعب إيجاد تقاطعات بينها وبين الرقابة والمحاسبة, أما إذا أشركناها بمفاهيم دينية حيث يدرك المرء أنه بشر ضعيف وبحاجة إلى يد الله تساعده وتسنده في كل وقت, فهنا فقط يمكن أن نقول أن الضمير الذاتي الحي هو عامل من عوامل ترسيخ الثقة بالنفس, فعندما يكون المؤمن مرتاح الضمير فهو بلا شك أكثر ثقة بنفسه, أما غير المؤمن فقد يكون واثقا بنفسه مساعداً لغيره رغم خلوّه من الإيمان, وهذه حالات رأيناها وعايشناها, بل لقد ذكرها الله تعالى بقوله:(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بمعروف أو صدقة أو إصلاح بين الناس, ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) فالشطر الأول من الآية يصف حالة الناس الخيّرين عامة: مؤمنين وغير مؤمنين, وأما الشطر الآخر فهو وصف لحالة المؤمن الذي يقوم بفعل الخير بسبب باعث الإيمان بالله وطلب رضاه؛ وأنا هنا أيضاً إذ أؤكد على هذه المفاهيم فإنما ذلك بقصد عدم إخراج الناس من دائرة الخير إذا لم يكونوا مؤمنين, فالإيمان بالله ليس بالضرورة مترافقاً مع الثقة بالنفس, وكذلك فإن غير المؤمن الواثق بنفسه قد يفعل الخير سواء بأمره بالمعروف أو بطرد الفقر أو الإصلاح كما توضح الآية, وهذه المفاهيم تساعدنا على مدّ أيدينا لجميع الناس, من سبقنا بالمعروف فلتكن مصافحة شكر, ومن سبقناه فلتكن مصافحة تعريف بديننا وإيماننا وأعمالنا الصالحة التي ننال بواسطتها الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة.

حول الشطر الثاني من السؤال وعلاقة الاستماع لنقد الآخرين وتقييمهم بثقة المرء بنفسه, فمما لا شك فيه أننا كلما كنا أكثر ثقة بأنفسنا ويقيناً بنوايانا الخيرة كلما تقبلنا نقد الآخرين لنا سواء اعتقدنا بصوابيته أم لا, وكلما كانت قيمتك أكبر كلما كان النقد الموجّه إليك أكبر, وبقدر ما تجتهد وتعمل بقدر ما تصيب وتخطئ, ومن لا يريد أن يسمع نقد الآخرين فعليه أن يكفّ عن الإنتاج, وبالطبع فإن النقد البناء يجب أن يتقبله المرء المخلص لمبادئه كهدية ثمينة (رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي) والسؤال الهادف: كيف يكون النقد بنّاء ليتقبله الآخر؟ والجواب: عندما يهتم النقد بالفكرة دون أن يوجه السلاح لصاحب الفكرة بهدف القضاء عليه لأنه جاء برأي مخالف, أي عندما يكون النقد موضوعيا بعيدا عن الذاتية وذلك كي يقبله الآخر, وإلا فإن النقد الجارح لن يكون هدفه إظهار الحقيقة إنما إظهار مدى التمسك بالرأي واتهام المخالف.

تسأل: هل ثمة طريقة ثالثة لإحياء الثقة بالنفس؟ وأقول: نعم, وهي مرة أخرى: بتقبل النفس رغم التجربة الخاطئة لتتمكن من الاستفادة من الخطأ وعدم تكراره, وهكذا يكون الخطأ مساعداً على الارتقاء بالنفس والثقة بها وإيصالها إلى مرحلة النضج.

5- هناك اصطلاح تربوي شائع وهو (التخلية قبل التحلية ) والنفس القلقة التي تساورها الشكوك بالضعف وعدم المقدرة على الإنجاز, هل الخطوة الأولى لتحليتها بالقوة والثقة هي تخليتها وهل من وضوح في تذليل عوامل القلق؟

ج: هذا اصطلاح لإخواننا الصوفية وأساسه: الذكر: تخلية وتحلية, وهو مناسب لسؤالك عن القلق لأن من أهم عوامل القضاء على القلق هو ذكر الله:(ألا بذكر الله تطمئن القلوب), وفي الحقيقة أنا أنصح كثيرا باتخاذ ورد للذكر كنوع من "اليوغا الإسلامية", فاليوغا هي طريقة للتركيز والتأمل والتبصر بالنفس, وسأسمح لنفسي بالاستطراد هنا لأنني أتحدث عن أمر جدلي, فقد أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من الرهبان البوذيين، نشرتها الأكاديمية الاميركية الوطنية للعلوم من أن ممارسة التأمل لمدة طويلة تحدث تغييرات فيزيولوجية في الدماغ؛ ولقد قارن فريق من الباحثين في جامعة ويسكنسن في ماديسون، بين مجموعة من عشرة طلاب متطوعين مبتدئين في مجال التأمل تبلغ أعمارهم وسطيا 20 عاما، ومجموعة من الرهبان التيبتيين الذين مارسوا خلال حياتهم بين عشرة آلاف وخمسين الف ساعة من التأمل ومعدل أعمارهم 45 عاما؛ ولاحظ الباحثون بواسطة أجهزة تخطيط الدماغ «وجود ارتفاع كبير في موجات غاما ذات الترددات المرتفعة» لدى الرهبان البوذيين فيما بدا وجود هذه الموجات قليلا عند الطلاب. وبينت جميع الاختبارات أن النشاط الفكري الدماغي أعلى بكثير لدى الرهبان مقارنة بالطلاب الجدد؛ وبين الرنين المغناطيسي أن النشاط الدماغي في الجزء الأمامي الأيسر من الدماغ مرتفع عند الرهبان، وهذه المنطقة في الدماغ مسؤولة عن المشاعر الايجابية. وقد هيمن نشاط الجهة اليسرى على اليمنى المسؤولة بدورها عن المشاعر السلبية والقلق. وتظهر هذه الدراسة أن الدماغ كباقي الجسم، تحدث التمارين فيه تغييرات فيزيولوجية، تماما كما تؤدي التمارين الرياضية الى زيادة حجم العضلات في جسم الانسان.

أتيت بهذا المثال عن الرهبان البوذيين لأقول: أن هناك طرقا للتأمل يمكننا الاستفادة منها, فحياتنا أصبحت معقدة كثيرا ولا بد للمرء من خلوة مع نفسه يوميا ليستطيع تأمل ما بداخلها من قلق وإحباط وخزي وكل ذلك يتصارع مع صفات كالغلو والعجب بالنفس والتكبر, ولا بد أن يمتلك القدرة على مسامحة نفسه والآخرين كي يتخلص من القلق الناجم عن العلاقات أيا كانت, ولكن لا ننسى أن هناك قلقاً سلبياً مَرَضياً هو الذي يجب أن نتعلم كيف نقضي عليه بالعلاجات الإيمانية والعقلانية سواء السلوكية أو المعرفية, وقلقاً إيجابياً صحياًَ يمكن تشبيهه بانقباضات العضلة قبل القيام بعمل مخصص, فلولا انقباض العضلة لما أمكن فعل أي شيء حتى لو كان مجرد الإمساك بالقلم, ومن ثمّ فإن حدوث هذا الانقباض يتبعه استرخاء, وعندما يكون العمل إبداعيا غير تقليدي فإن القلق يكون على أشده, والحالات الإبداعية لا يمكن أن تتم بدون حالات نفسية مرافقة قد تكون مرهقة أحيانا وقد يكون المخاض عسيرا لكن ما دامت النتيجة إبداعا وتدفقا وعطاء فهذا قلق مرحَّب به.

لا أفضل الغوص وراء إجابات أكثر طولا وتعقيدا بل أحيل السائلين إلى كتب علم النفس المتخصصة وربما كان مفيدا الاطلاع على تجربة الإمام أبو حامد الغزالي والاكتئاب الذي اعتراه قبل أن يقرر السياحة في الأرض واعتزال الناس للوصول إلى الحكمة, ووحده الجسور من يستحق الحلوة.

6- هناك رؤى تربوية متوارثة شبت عليها أجيالنا وهي أن كثرة الاختلاط توجب التخليط أي كثرة الدوائر الاجتماعية المتعددة في التعارف والتعامل تحيل الإنسان إلى عدم المقدرة على التركيز والثقة في نفسه نتيجة تقلبات معارفه وأمزجتهم ونظرته إليهم وكما يقال الصاحب ساحب, سؤالي كيف نملك مفاتيح العمل والعيش في الحياة ونحن نرقب حقوقنا وعدم الحيف بحقوق الآخرين؟

ج: هذا القول (كثرة الاختلاط توجب التخليط) فيه شيء من الحقيقة, وكثيرا ما استخدمها المربون والشيوخ ليساهموا في صقل نفوس الناشئين والمريدين بدون تأثيرات خارجية, وقد يكون هذا بنيّة صادقة أن يجنّبوهم عنت التجارب والمعاملة مع الآخرين, ولكن قد يكون أيضا بنية تختلط حتى على أكثر الشيوخ حرصاً على مريديهم, ألا وهي استنساخ أشخاص مقلدين للشيخ, فيسهل قيادهم وتنعدم استجابتهم على أي أمر يأتيه, كما أنه يدل على نرجسية الشيخ وتضخم ذاته دون أن يشعر بمرضه النفسي وهو من يفترض فيه علاج الآخرين المرضى.

لذا أقول إن طريقة العزل طريقة لها نتائجها المريرة على الصعيد التربوي سواء استعملها الآباء أو الشيوخ, لأنها تؤدي إلى الحصول على جيل بدون تجارب فتفقد الحياة تنوعها وزخمها وجمالها الذي لا يوجد إلا بوجود الناس المختلفين.

أفضل طرق التربية برأيي هي تلك التي تعتمد على إشعال الوعي في نفس الناشئ أو المريد؛ كلٌّ حسب سنّه ونوازعه الشخصية وموروثاته البيئية, وأهم ما يمكن التذكير به في هذا الباب أن 1+1=2 صحيحة فقط في الرياضيات لكنها خاطئة في العلوم الإنسانية كلها خاصة علم النفس والتربية, فما يَصلُح لولد لا يَصلح للآخر, وما يُصلِح مريداً لا يُصلح غيره.

إذا سلَّحنا الناشئ بالمعرفة النظرية المناسبة لسنّه ولوعيه وبأوليات الخبرة العملية التي يحتاجها في مواجهة تجارب الحياة, فمن المفيد أن نتركه ليكوّن تجربته الشخصية سواء باختيار أصدقائه أو بلورة اتجاهاته, مع المراقبة عن بعد وبحيادية دون تغليب العواطف, مع القيام بالإرشاد في أحيان قليلة حين نجد أن تدخلنا أضحى ضروريا لإنقاذه قبل فوات الأوان, لكن دون أن نلبس ثوب الواعظ الممل الذي لم يخطئ في حياته فكلنا بشر وكلنا أخطأنا, ومن حق غيرنا - وأولادنا تحديدا - أن يكون لهم تجاربهم الخاصة ليحصلوا على خبرات شخصية تزيد غنى نفوسهم وتثري أعماقهم, علماً بأن الحرية التي نمنحها لأولادنا يجب أن تكون حرية مضبوطة بضمير ذاتي حي وعقل متفتح يقظ واعتماد على الله كبير, وعندها فلن يقعوا في أخطاء قاتلة, وإذا كان ثمة أخطاء فيمكن استثمارها في تجنب أخطاء أكبر مستقبلا.

أما مسألة الحقوق فهي مسألة تربوية أولية وذلك بإفهام الطفل منذ نعومة أظفاره بمعنى الملكية ومعنى أن للآخرين الحق في أن يتمتعوا بما يتمتع به هو, وهنا أكرر مرة أخرى أن حرية التجربة لدى الناشئ تساعده على تكوين قناعات خاصة به وبالآخرين, وأضرب مثلا من حياتي الشخصية فقد كنت أقرأ عبارة (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك) وأنا في المرحلة الابتدائية وكانت لا تعجبني ولذا كنت أفضّل عبارة (عامل الناس كما يعاملوك) ورويدا رويدا كوّنت اتجاها آخر بمجرد وصولي إلى المرحلة الثانوية أن العبارة الأولى هي الأصح, وعندما فهمت الآية القرآنية: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) اقتنعت بأن الإنسان يجب أن يكون هو المبادر في معاملة الناس بالحسنى ليلقى لديهم مثلها, ووصلت هذه القناعة إلى المرحلة النهائية من الرسوخ عندما قرأت ما يؤكدها في كتب علم النفس.









هل يحب الإنسان نفسه؟ .. وهل يقدر كل إنسان أن يحب نفسه بسهولة؟ .. وهل هناك عوامل تدفعه إلى ذلك؟..
كيف يتعلم الإنسان فن حب النفس؟.. وكيف يقدر الإنسان أن يفهم نفسه، حتى يقدر الإنسان أن يفهم نفسه، حتى يقدر أن يحبها؟

حب الذات: هل هو خيراً أم شر؟.. وهل له علاقة بالأنانية؟
هذه الأسئلة، وغيرها الكثير تطرحها قضية "حب النفس" أو " حب الذات" ونكتشف إجاباتها

* عوامل مؤثرة..
تبدأ شخصية الإنسان في التكوين منذ ولادته، فبعد الولادة، يتأثر الوليد بكل العوامل المحيطة به، التي تترك فيه بصمات، تعيش معه حياته كلها.
فمجتمع الأسرة، والمدرسة، والمجتمع الكبير بقيمه العامة، والمناخ الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي العام لكل بلد، كلها عوامل تشترك معاً، وتترك آثاراً بعيدة المدى، وبصمات راسخة، على حياة الفرد، تعيش معه كل أيامه.
· علاقة الإنسان بنفسه:
إن خبرات الإنسان الفردية؛ تلك الخبرات التي كوّنها نتيجة ممارسة الحياة اليومية، مثل خبرات النجاح والفشل في الدراسة، وخبرات نجاح الصداقة أو فشلها، إلى غير ذلك، تلعب دوراً هاماً في تكوين علاقة الفرد بنفسه، ورأيه في نفسه ومكانته.
وعلاقة الإنسان بنفسه تعد محور نجاحه أو فشله، تقدمه، أو تأخره. فالإنسان من خلال علاقته بنفسه يعرف من هو، وكيف صار إلى ما هو عليه، وكل الأحداث التي اجتازها منذ الطفولة، تؤثر عليه سلباً أو إيجاباً. فعلاقة الإنسان بنفسه محتوى كامل شامل، لكل خبراته الشخصية أو المجتمعية، التي عاشها أو اجتازها في فترة من فترات حياته.
· عندما نكره ذواتنا..
حُب النفس يقابله كره الذات، والثقة بالنفس يقابلها التردد المتشدد. وافتقار كثيرين إلى حب ذواتهم ناشيء عن أسباب متنوعة، منها:
1- خبرات الفشل:
وتترك خبرات الفشل في أعماق صاحبها آثاراً غائرة. فالفشل في الدراسة يثير المقارنة بين الناجح والفاشل. مما يترتب عليه الإحساس بالسخرية ممن حوله بسبب رسوبه.
والفشل في الحب، يترك جروحاً عميقة، فليس هناك أقسى على قلب إنسان، من أن يحب، ولا يجد صدى لحبه، فيرى أنه غير محبوب.
وتزداد المشكلة سوءاً، عندما يتكرر الفشل، فيزيد اقتناع الشخص بأنه أقل من غيره، وتزيد كراهيته لنفسه.
2- الإحساس بالذنب:
الإحساس بالذنب يترك أثاراً وجروحاً أليمة في حياة صاحبها. وفي الكثير من المرات، تتحول مشاعر عدم الرضا عن النفس إلى احتقار الذات، بسبب ما يرافق الإحساس بالذنب من ظروف أو أحداث تدفع إلى الخجل. وهنا يشعر الإنسان بفقدان قيمته الذاتية.
والشعور بالذنب يرافق الطفل، كما يرافق البالغ، فهو، إحساس بأن الشخص لم يحقق ما أراده، أو أنه ارتكب خطأ معيناً، أحس، نتيجة له، أنه في موقف اللوم.
3- صورتك الذاتية عن نفسك:
صورتك الذاتية عن نفسك هي التي تكون شخصيتك فهي تحمل رأيك عن نفسك، وتقديرك لذاتك، أو كراهيتك لها، كما تحمل ما في أعماقك من مشاعر الحب نحو الغير وحب الغير لك، واحساساتك بالأمن والأمان، والثقة بالنفس.
يبحث كل إنسان عن ذاته، ويتوق لأن يعرف نفسه، فيكون صورة عن شخصيته؛ فهو يرى نفسه ذكياً، مجتهداً، أميناً، محباً، رقيق المعشر، أو يرى في نفسه الكسل، أو الفشل، أو التردد، أو الحماقة.فمتى قل اعتبار الإنسان لنفسه، عالجه إما بإظهار ذلك، أو بمحاولة إخفائه. والناس – في العادة – يخفون احتقارهم لذواتهم، أو كراهيتهم لنفوسهم. فيظهرون ممتلئين بالثقة في النفس، ويقف وراء ذلك شعورهم بعدم الأمن، نتيجة عدم احترامهم لذواتهم.
· هل تقدر أن تحب نفسك؟
محبة الإنسان لنفسه شيء طبيعي. فحب الذات أساس أصيل في علاقة الإنسان بنفسه.
والإنسان الذي يحب نفسه، يهتم بمصالحة الشخصية، فيعتني بملبسه ومأكله، يهتم بدراسته وتقدمه، يهتم بلياقته وزينته، كما يهتم بعمله وإنتاجه. فحب الإنسان لذاته مفيد له، يدفعه إلى حياة كريمة بنَّاءة.
وحب الإنسان لنفسه يحميه من الاضطرابات النفسية، والأمراض، ويعطيه سلام الفكر والقلب، كما يحفظه سالماً في طريق حياته، لينمو، ويحقق ذاته.
إن الله يريد للإنسان حياة قوية، حرة، فعالة، وناجحة. ويمكن للإنسان أن يحقق ذلك، متى أحب نفسه المحبة الصحيحة.
· ما هو " حب النفس"
1- حب النفس ليس هو الأنانية المتطرفة ولا الغرور:
فحب النفس لا يجوز مطلقاً أن يعلق عليك حياتك، دون أن تنفتح، لتعطي مكاناً للغير، ودون أن تعطي وقتاً كافياً للاستماع للغير، والمشاركة مع الآخرين في ظروفهم، وظروف حياتهم المتنوعة.
وحب النفس أيضاً، ليس هو التباهي والتعالي والغرور والغطرسة. فمن يحب نفسه، لا يحتاج إلى أن يتعالى بما لديه من مال أو أملاك، أو بأسرته، أو بمستواه الاجتماعي أو العلمي. بل يحتاج المحب لذاته، إلى أن يقيم نفسه باعتدال، فلا يجوز له أن ينتقص من قدر نفسه، ولا أن يغالي فيه.
2- حب الذات ليس هو الكفاية الذاتية ولا الفردية:
خلق الله، كل إنسان، وله مواهبه وقدراته، له عقله، وعواطفه، والإنسان مخلوق له قيمته، وأهميته، يحتاج إليه الناس ويحترمونه. ومن خلال قيمته الذاتية يبني ثقته بنفسه، ويحقق ذاته.
فحب الذات، لا يفصل الإنسان عن الغير. ولا يؤدي إلى وحدة وعزلة غير صحيحة، لصاحبه، والمحب لذاته لا يجوز له أن يبحث عن كفايته في ذاتيته فقط.
3- حب الذات يدفع إلى احترام النفس واحترام الغير.
4-حب النفس يبني ذات الإنسان ومستقبله، فحب النفس دعامة حقيقية صادقة لبناء الذات، على أسس من الحق والأمانة.
· كيف تتعلم أن تحب نفسك؟
1- اقبل ذاتك كما أنت:
قبول الذات، يكتسبه الإنسان بإرادته الحرة، والإنسان يدرس مع نفسه كيف يقبل واقعه، ويرضى عن نفسه.
اقبل ظروفك الاجتماعية والاقتصادية – كما هي، وأيضاً اقبل شكلك كما أنت. فقبولك لذاتك هو أساس تحرير ذاتك. وقبولك لنفسك، يجعلك تعيش الحاضر، ولا تعيش في الماضي، من يقبل نفسه يتحكم في أعصابه وتصرفاته.
2- توقف عن إدانتك لذاتك:
إدانة الذات لا تحرر الإنسان، إذ أنه لا يقدر أن يغير شيئاً ما لم يقبله كواقع. من السهل أن يكون الإنسان قاضياً لنفسه أو لغيره. لكنه لن يحقق لنفسه التحرر من الشعور بالذنب. والحرية تتحقق من خلال الاعتراف والتوبة عن أخطائنا وخطايانا التي بإرادتنا، والتي بغير إرادتنا، وكما نطلب أن يغفر لنا الله نغفر نحن أيضاً لأنفسنا.
3- صحح صورتك الذاتية عن نفسك:
لقد خلقك الله شخصاً منفرداً، لك ذاتيتك، وشخصيتك، ومواهبك وقدراتك. اجلس مع نفسك وحاول أن تسجل على ورق ما تشعر بأنك منفرد به. ارجع إلى هذه الورقة أكثر من مرة على مدى أيام؛ وستكتشف من حولك، سواء في أسرتك أو أصدقائك.
تجنب حب السلبية، وارفض مشاعر الفشل، واعمل الأشياء التي تجعلك أفضل، وتضمن أنها تنجح. فنمو الشخص أمر يحدث يومياً. فالنمو حلقات متتابعة وعمليات متعاقبة، ترفع الإنسان إلى النضج، وتعمق الثقة بالنفس

أم رتيبة
17/07/2007, 03:37 AM
أخى الفاضــل عرضت ... وأجدت .... وبهرتنى ... بموضوع الثقــة بالنفس

وكان يجب أن نفصل هذا عن موضوعي

حب الذات ... أو حب النفس ...

شكرا لك أخى الفاضــــل .... استاذى / مشهور

مشهور
17/07/2007, 03:39 AM
[align=center]اختي الكريمه ام رتيبه
تحية وتقدير واحترام
ليس عيبا ان لانقرا وليس العيب كل العيب في حب ا الذات نعم اوافقك الراى هنا فقط ولاكني اكتفي هنا بما قلت وعطيك نشرة كامله منقوله ستخدم اخوك مع ما تكرمتي انتي به من اجمل ماقرات عن حب الذات ولاكن هناك نقاط تستحق الوقوف والبحث فدعينا نقرا اذا







صدق شكسبير حين قال الغزالة جميلة مادمنا نطاردها حتى اذا ظفرنا بها زال جمالها ...

كذلك محاورتُنا إنها امرأة يستعصى عليك الظفر بها أو تملكها فهي حرة متجددة تذهب يمنة ويسرة وتتجاوز المحظور المتوهم بحثا عن الحقيقة...

تدق أبواب الحياة الاجتماعية بيد حانية آمنت بالله ومن ثم بالإنسان ونضَّرت فكرها بالتقاء أنوثتها مع وصايا ربها.. إنها ليلى الأحدب أنفس من الحرير والألماس.. أُحبُّها حبَّين: حب لأنها امرأة فاعلة تعيش من أجل الله والإنسان.. وأحبُّها لمواقفها النبيلة معي شخصيا.. ومع هذا الحب فأنا أشاكسها وأشاغب عليها وأستنطق ذخيرتها العلمية ووجدانها الحي..

عرفتها أمية في الاحتكام إلى الأعراف الفاسدة.. ولكنها عالمة بدينها تدفع بالعقل ليقرأ.. وتسخر من القوانين والزعامات الموهومة والقناعات الزائفة..

فلنستمع إلى همساتها وصراخها أحيانا وإسعافها ونجدتها وأمنها وأمانها.. هدفها الأول أنت أيها الإنسان فعش ساعة مع ليلى وكن أنت قيس الحقيقة



القسم الأول :

في التربية

1- هل الثقة بالنفس ثمرة للنضج العقلي أم إن التصرفات السليمة والتي تنبع من النضج العقلي مقرها الثقة بالنفس؟ أي من يصوغ الثقة بالنفس؟

ج: الثقة بالنفس ليست ثمرة للنضج العقلي بالضرورة, كما أن النضج العقلي المؤدي إلى التصرفات السليمة ليس ناتجا عن الثقة بالنفس, فبعض الأطفال يكون لديهم ثقة بالنفس أكثر من بعض الناضجين, ولا عجب في ذلك إذا تذكرنا قولا لأحدهم نقله ديل كارنيجي في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة" جاء فيه:(نحن نصل إلى سن النضج ولسنا نعرف عن الحياة أكثر مما تعرفه الديدان عن رقصة الباليه).

الثقة بالنفس هي سمة من سمات الشخصية التي تتكون منذ الطفولة, ومردّها ككل صفات الشخصية إلى أمرين: الوراثة والتربية, لذا فأرجو ألا تتفاجأ إذا أخبرتك أنه ليس من الضروري أن تكون التربية السليمة هي المؤدية إلى الثقة بالنفس, فالسمات الوراثية لا تختص فقط بالصفات الخَلقية بل تتعداها إلى الصفات الْخُلُقية, ويدعم كلامي هذا علمياً بما يسمى الذاكرة الوراثية التي تنتقل عبرها الصفات الطبعية من الأبوين إلى الأولاد؛ علماً بأنه ليس من السهل دائما التفريق بين الصفة من حيث كونها وراثية أو مكتسبة, ولكني أعتقد أن مشكلة الأشخاص الواثقين من أنفسهم بالوراثة أنه يصعب عليهم غالباً التفريق بين الثقة بالنفس وبين الغرور, لأنه لا يد لهم في اكتساب هذه الصفة, وذلك عكس الذي يكتسب ثقته بنفسه عبر تربية واعية سواء كانت في الطفولة أو من خلال تربية الشخص لنفسه بعد إدراكه لأهمية الثقة بالنفس كنقطة قوة في الشخصية؛ لذلك إذا تجاوزنا الشق الوراثي وانتقلنا إلى الشق التربوي فإن بإمكاننا القول إن التربية تبدأ من الصرخة الأولى لميلاد الطفل, والسؤال: كيف يمكن أن نشكّل عضوا جديدا في الأسرة تملؤه الثقة بالنفس؟

في البداية يكون دور الأم مهما جدا في تشكيل شخصية الطفل, وذلك بإشعاره بالحب والأهمية الذاتية, وللأسف فإن كثيراً من الأمهات يفتقدن التوازن بين الحب والحزم في تربية الطفل, فليس معنى حب الأم لطفلها مسارعتها لحمله بمجرد أن يبكي أو يصدر أي همهمة, ويكفي أن تكون متأكدة من عدم وجود سبب لبكائه فتتركه يبكي لأنه سيسكت بمفرده, وهذا لا يعني قسوتها عليه بالطبع لكن المقصود أن يبدأ الطفل شعوره بالاستقلال باكرا ما أمكن, فإذا كانت أمور كالاحتضان والقبلات والملاعبة ذات أهمية كبرى في شعور الطفل بأنه محبوب, فلا يعني ذلك أن تبقى والدته مقيدة به ورهن إشارته هي أو أي فرد آخر في الأسرة, لأن ذلك يشكل لديه مفهوما خاطئا وهو أنه محور الكون وقد يصبح مستبدا صغيرا في البيت بعد أن يكبر, ويختلط هذا على الأم غير الواعية فتظن أن لديها طفلا واثقا بنفسه, وهو في الحقيقة ليس كذلك, وسيقطف ثمار هذه التربية مستقبلا عبر استبداده بالآخرين, فمن شب على شيء شاب عليه.

وجود الأب في حياة الطفل هام جدا إذا كانت علاقته بالأم سوية, فعندما يسود جو البيت الحب والتفاهم والاحترام فإن الطفل ينشأ على احترام كبير لذاته وللآخرين ويتبلور هذا بثقته بنفسه مستقبلا, أما عندما تضطرب سفينة الحياة الأسرية ويتحول البيت إلى مكان للخصام والبغضاء فإن ذلك ينعكس على نفسية الطفل وعلى نظرته لنفسه, فبعض الأطفال الذين ينشؤون لأبوين علاقتهما غير مستقرة يصبحون عدائيين بشكل كبير, وبعضهم الآخر يستخدم ذكاءه للعب على أوتار علاقة الأبوين السيئة فيتحول إلى منافق منذ نعومة أظفاره, يحاول أن يرضي أحدهما في غياب الآخر, فيلجأ للاحتيال والكذب والنميمة, وبينما يعتبر قسم كبير من الأطفال أنهم مسؤولون عن أخطاء الوالدين وعلاقتهما غير السوية فإن القسم القليل جدا من الأطفال لا يتأثر بعدم استقرار علاقة الأبوين ويعيش حياته متأقلما مع هذا الجو ومتقبلا لكليهما, وهذا القسم النادر يوجد في المجتمعات الغربية المتقدمة حيث ينشغل الأطفال بالهوايات النافعة والمسلية ويجدون أحيانا احتواء معاوضا في المدرسة.

لن أسترسل أكثر في الإجابة على هذا السؤال ولكن لا بد أن أذكر ما أفهمه من عبارة النضج العقلي التي استخدمتَها, وهي أنها النضج النفسي أو نضج الشخصية, فهذا النضج يتكوّن عبر التجربة التي تؤدي إلى اكتساب الخبرة في الحياة, وكلما استطاع المرء أن يتقبّل نفسه بعد تجربة خاطئة أو يقبل بوضعه بعد مصاب أليم وكلما كانت قدرته أكبر على التحرر من ماضيه دون شعور مرير بالفشل كلما ساعد ذلك على زيادة ثقته بنفسه, وهكذا يمكن أن نفهم كيف يمكن للمرء ذاته أن يستعيد ثقته بنفسه التي قد يفقدها بسبب اختلال توازنه نتيجة لخطوة غير محسوبة في مسار حياته أو نتيجة لبلاء رباني أو حتى طعنة غدر من أحد المقربين.

2- ماهي اللوحة التشكيلية للثقة بالنفس هل هي العقل اليقظ أم الإرادة النافذة أم من كليهما تتشكل مفاهيم الاقتحام والثقة؟

ج: مرة أخرى تبدو مصراً على موضوع الثقة بالنفس, وإذا كنت قد تعرضت في جوابي السابق لدور الأسرة لأن سؤالك كان عائماً بين التربية الوالدية والتربية الذاتية, فإنه يبدو جليا هنا أنك تقصد الثقة بالنفس التي يكوّنها الشخص بعيدا عن تربية الوالدين؛ لذا أرجو أن تعلم أن هذه اللوحة التشكيلية التي تسأل عنها تتكون من عدة ألوان؛ فإذا كانت هوايتك التشكيل الذاتي الهادف فإن أرضية الثقة بالنفس هي حب الذات, وإذا لم تمنح ذاتك كثيرا من ألوان الحب فإنك لن تستطيع إضافة أي ألوان أخرى لأن لكل شيء قواعد بما فيه الرسم التشكيلي وبناء الذات والثقة بالنفس.

المشكلة أنه كثيرا ما يختلط مفهوم حب الذات مع النرجسية, مع أنه من السهولة بمكان التفريق بينهما فالنرجسية هي حب الذات مع عدم رؤية أي ذات أخرى غيرها, أما حب الذات الذي أتحدث عنه هنا فهو التلطف بالنفس والتفهم لها وتقبل نقاط ضعفها, وتقبل نقاط الضعف لا يعني القبول بها كسمة أبدية, بل إنه الخطوة الأولى للعمل على التخلص منها؛ وهنا كما ترى لا بد من عقل يقظ يمكنه التبصر بداخل النفس لمعرفة كل ما في أغوارها, ولكن المرء أيضا بحاجة إلى إرادة نافذة كي يمكنه تغيير نقاط الضعف أو على الأقل إحاطتها بسور وعدم السماح لها بأن تظهر بمناسبة وغير مناسبة؛ وكي يكون كلامي بعيدا عن التنظير يمكن أن أضرب لك بمثال: لديك طفل في البيت بحاجة إلى تربية كأي طفل آخر, فلا يمكنه أن ينشأ سويا إذا لم تشعره بحبك له, وكذلك فإنه لا يمكن أن ينمو ويتطور ويتجاوز متاعب الطفولة وإرهاقات المراهقة إلا بملاحظة عيوبه والرفق به لمساعدتها على تغييرها, وكما قال البوصيري رحمه الله: والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع/ وإن تفطمه ينفطم.

ما يفوتنا كثيرا هو أن العقل اليقظ وحده ليس كافيا لامتلاك البصيرة, ولا بد من الإيمان العميق بالله, وهذا العمق لا يمكن حيازته بين عشية وضحاها, ولا بد من ابتلاءات أو بالتعبير القرآني:(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم: مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب). (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب) ومن نصرة الله بالغيب أن تؤمن بقضائه وقدره, ومن الانتصار لسنن الله والرسل أن يعلم المرء متى يجب عليه الرضا بالقدر ومتى ينبغي عليه أن يستعمل كل أدواته ووسائله للتغيير.

3- استعادة العافية للذات والثقة بقوتها وما يمكن أن تحدثه يختلف عن النفسية المتشكية التي تكثر من ادعاء التظلم والـتأوه.. كيف نرتقي بنفسية المتشكي إلى عتبة وميدان الواثق المغامر المتريث العاصف الذي يقدم بلا خوف؟ وماهي ملامح الذات المعافاة (الصورة والتجليات)؟

ج: يذكرني سؤالك هذا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز, ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا فإن "لو" تفتح عمل الشيطان)

لاحظ أن الحديث يعني أنه لا بد من وجود مؤمن قوي ومؤمن ضعيف, ولا يمكن مهما حاولنا أن نرقى بالمؤمن الضعيف ليصبح مؤمنا قويا إذا لم يقتنع هذا الضعيف بأن هذا واجبه بالدرجة الأولى, فالمريض لن يوافق على ابتلاع الدواء إذا لم يقتنع أنه مريض, ولن يستمع لنصائح الطبيب في الحمية التي هي أصل كل دواء, ولن يستطيع الطبيب أن يجبره على فعل أي شيء, لذا فالخطوة الأولى هي بإقناع هذا المتشكي المتظلم بقول الله سبحانه:(أفلما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم).

إذا اقتنع هذا المتشكي أن الظلم الواقع عليه قد شارك به هو, ومن ثمّ استطاع أن يعترف بخطئه سواء كان خطأ في اختيار شريك الحياة أو خطأ في تربية ولد أو حتى خطأ مجتمع بأكمله بقبوله بانتشار عادات وتقاليد خاطئة دفع الفرد ثمنها, أو أي شيء فردي أو مجتمعي مشابه, فهي الخطوة الأولى لتجاوز عقبة التشكي والتظلم, لكن شرط ألا يتحول هذا الاعتراف بالخطأ إلى بكاء على اللبن المسكوب, بل يعني وضع الإصبع على موضع الألم وسبب الشكوى ومحاولة الإصلاح.

ملامح الذات المعافاة: هي ذات مؤمنة واثقة متفائلة محبة لفعل الخير مطمئنة ودودة كريمة مشاركة للآخرين في آمالهم وآلامهم لا تعرف الكره ولا الحسد ولا الحقد متسامحة إلى أبعد الحدود, وإن كانت هذه الذات رغم معافاتها قد تمر بين الفينة والأخرى بما يهز عافيتها وثباتها في وجه الأعاصير, وأنا أقصد من وراء هذه الكلمات أن أنبه الشباب والفتيات الذين يطرحون مثل هذه التساؤلات وأكثر منها ويعتقدون أن الوصول إلى طمأنينة النفس شيء نهائي, فالحقيقة أن المؤمن -كما شبهه وليم جيمس - محيط عميق متلاطم الأمواج لكن في قاعه الصفاء, فالمؤمن واثق بربه ومع ذلك فإن الضعف البشري لن يتخلى عنه حتى لو بلغ مراحل متقدمة من مرتبة الإحسان, وهذا الضعف البشري هو الذي يجعله أقدر على معانقة مفاهيم العبودية لله, وقد يمكن التمثل هنا بقول بديع لابن عطاء السكندري:(خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك).

4- أيهما أقدر على إحياء الثقة بالنفس: مبدأ الرقابة والمحاسبة (إحياء الضمير الذاتي ) أم الاستماع لنقد وتقييم الآخرين أم ثمة طريقة ثالثة؟

ج: أعتقد أننا إذا نظرنا لمفهوم الثقة بالنفس من ناحية نفسية بحتة, فإنه يصعب إيجاد تقاطعات بينها وبين الرقابة والمحاسبة, أما إذا أشركناها بمفاهيم دينية حيث يدرك المرء أنه بشر ضعيف وبحاجة إلى يد الله تساعده وتسنده في كل وقت, فهنا فقط يمكن أن نقول أن الضمير الذاتي الحي هو عامل من عوامل ترسيخ الثقة بالنفس, فعندما يكون المؤمن مرتاح الضمير فهو بلا شك أكثر ثقة بنفسه, أما غير المؤمن فقد يكون واثقا بنفسه مساعداً لغيره رغم خلوّه من الإيمان, وهذه حالات رأيناها وعايشناها, بل لقد ذكرها الله تعالى بقوله:(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بمعروف أو صدقة أو إصلاح بين الناس, ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) فالشطر الأول من الآية يصف حالة الناس الخيّرين عامة: مؤمنين وغير مؤمنين, وأما الشطر الآخر فهو وصف لحالة المؤمن الذي يقوم بفعل الخير بسبب باعث الإيمان بالله وطلب رضاه؛ وأنا هنا أيضاً إذ أؤكد على هذه المفاهيم فإنما ذلك بقصد عدم إخراج الناس من دائرة الخير إذا لم يكونوا مؤمنين, فالإيمان بالله ليس بالضرورة مترافقاً مع الثقة بالنفس, وكذلك فإن غير المؤمن الواثق بنفسه قد يفعل الخير سواء بأمره بالمعروف أو بطرد الفقر أو الإصلاح كما توضح الآية, وهذه المفاهيم تساعدنا على مدّ أيدينا لجميع الناس, من سبقنا بالمعروف فلتكن مصافحة شكر, ومن سبقناه فلتكن مصافحة تعريف بديننا وإيماننا وأعمالنا الصالحة التي ننال بواسطتها الحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة.

حول الشطر الثاني من السؤال وعلاقة الاستماع لنقد الآخرين وتقييمهم بثقة المرء بنفسه, فمما لا شك فيه أننا كلما كنا أكثر ثقة بأنفسنا ويقيناً بنوايانا الخيرة كلما تقبلنا نقد الآخرين لنا سواء اعتقدنا بصوابيته أم لا, وكلما كانت قيمتك أكبر كلما كان النقد الموجّه إليك أكبر, وبقدر ما تجتهد وتعمل بقدر ما تصيب وتخطئ, ومن لا يريد أن يسمع نقد الآخرين فعليه أن يكفّ عن الإنتاج, وبالطبع فإن النقد البناء يجب أن يتقبله المرء المخلص لمبادئه كهدية ثمينة (رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي) والسؤال الهادف: كيف يكون النقد بنّاء ليتقبله الآخر؟ والجواب: عندما يهتم النقد بالفكرة دون أن يوجه السلاح لصاحب الفكرة بهدف القضاء عليه لأنه جاء برأي مخالف, أي عندما يكون النقد موضوعيا بعيدا عن الذاتية وذلك كي يقبله الآخر, وإلا فإن النقد الجارح لن يكون هدفه إظهار الحقيقة إنما إظهار مدى التمسك بالرأي واتهام المخالف.

تسأل: هل ثمة طريقة ثالثة لإحياء الثقة بالنفس؟ وأقول: نعم, وهي مرة أخرى: بتقبل النفس رغم التجربة الخاطئة لتتمكن من الاستفادة من الخطأ وعدم تكراره, وهكذا يكون الخطأ مساعداً على الارتقاء بالنفس والثقة بها وإيصالها إلى مرحلة النضج.

5- هناك اصطلاح تربوي شائع وهو (التخلية قبل التحلية ) والنفس القلقة التي تساورها الشكوك بالضعف وعدم المقدرة على الإنجاز, هل الخطوة الأولى لتحليتها بالقوة والثقة هي تخليتها وهل من وضوح في تذليل عوامل القلق؟

ج: هذا اصطلاح لإخواننا الصوفية وأساسه: الذكر: تخلية وتحلية, وهو مناسب لسؤالك عن القلق لأن من أهم عوامل القضاء على القلق هو ذكر الله:(ألا بذكر الله تطمئن القلوب), وفي الحقيقة أنا أنصح كثيرا باتخاذ ورد للذكر كنوع من "اليوغا الإسلامية", فاليوغا هي طريقة للتركيز والتأمل والتبصر بالنفس, وسأسمح لنفسي بالاستطراد هنا لأنني أتحدث عن أمر جدلي, فقد أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من الرهبان البوذيين، نشرتها الأكاديمية الاميركية الوطنية للعلوم من أن ممارسة التأمل لمدة طويلة تحدث تغييرات فيزيولوجية في الدماغ؛ ولقد قارن فريق من الباحثين في جامعة ويسكنسن في ماديسون، بين مجموعة من عشرة طلاب متطوعين مبتدئين في مجال التأمل تبلغ أعمارهم وسطيا 20 عاما، ومجموعة من الرهبان التيبتيين الذين مارسوا خلال حياتهم بين عشرة آلاف وخمسين الف ساعة من التأمل ومعدل أعمارهم 45 عاما؛ ولاحظ الباحثون بواسطة أجهزة تخطيط الدماغ «وجود ارتفاع كبير في موجات غاما ذات الترددات المرتفعة» لدى الرهبان البوذيين فيما بدا وجود هذه الموجات قليلا عند الطلاب. وبينت جميع الاختبارات أن النشاط الفكري الدماغي أعلى بكثير لدى الرهبان مقارنة بالطلاب الجدد؛ وبين الرنين المغناطيسي أن النشاط الدماغي في الجزء الأمامي الأيسر من الدماغ مرتفع عند الرهبان، وهذه المنطقة في الدماغ مسؤولة عن المشاعر الايجابية. وقد هيمن نشاط الجهة اليسرى على اليمنى المسؤولة بدورها عن المشاعر السلبية والقلق. وتظهر هذه الدراسة أن الدماغ كباقي الجسم، تحدث التمارين فيه تغييرات فيزيولوجية، تماما كما تؤدي التمارين الرياضية الى زيادة حجم العضلات في جسم الانسان.

أتيت بهذا المثال عن الرهبان البوذيين لأقول: أن هناك طرقا للتأمل يمكننا الاستفادة منها, فحياتنا أصبحت معقدة كثيرا ولا بد للمرء من خلوة مع نفسه يوميا ليستطيع تأمل ما بداخلها من قلق وإحباط وخزي وكل ذلك يتصارع مع صفات كالغلو والعجب بالنفس والتكبر, ولا بد أن يمتلك القدرة على مسامحة نفسه والآخرين كي يتخلص من القلق الناجم عن العلاقات أيا كانت, ولكن لا ننسى أن هناك قلقاً سلبياً مَرَضياً هو الذي يجب أن نتعلم كيف نقضي عليه بالعلاجات الإيمانية والعقلانية سواء السلوكية أو المعرفية, وقلقاً إيجابياً صحياًَ يمكن تشبيهه بانقباضات العضلة قبل القيام بعمل مخصص, فلولا انقباض العضلة لما أمكن فعل أي شيء حتى لو كان مجرد الإمساك بالقلم, ومن ثمّ فإن حدوث هذا الانقباض يتبعه استرخاء, وعندما يكون العمل إبداعيا غير تقليدي فإن القلق يكون على أشده, والحالات الإبداعية لا يمكن أن تتم بدون حالات نفسية مرافقة قد تكون مرهقة أحيانا وقد يكون المخاض عسيرا لكن ما دامت النتيجة إبداعا وتدفقا وعطاء فهذا قلق مرحَّب به.

لا أفضل الغوص وراء إجابات أكثر طولا وتعقيدا بل أحيل السائلين إلى كتب علم النفس المتخصصة وربما كان مفيدا الاطلاع على تجربة الإمام أبو حامد الغزالي والاكتئاب الذي اعتراه قبل أن يقرر السياحة في الأرض واعتزال الناس للوصول إلى الحكمة, ووحده الجسور من يستحق الحلوة.

6- هناك رؤى تربوية متوارثة شبت عليها أجيالنا وهي أن كثرة الاختلاط توجب التخليط أي كثرة الدوائر الاجتماعية المتعددة في التعارف والتعامل تحيل الإنسان إلى عدم المقدرة على التركيز والثقة في نفسه نتيجة تقلبات معارفه وأمزجتهم ونظرته إليهم وكما يقال الصاحب ساحب, سؤالي كيف نملك مفاتيح العمل والعيش في الحياة ونحن نرقب حقوقنا وعدم الحيف بحقوق الآخرين؟

ج: هذا القول (كثرة الاختلاط توجب التخليط) فيه شيء من الحقيقة, وكثيرا ما استخدمها المربون والشيوخ ليساهموا في صقل نفوس الناشئين والمريدين بدون تأثيرات خارجية, وقد يكون هذا بنيّة صادقة أن يجنّبوهم عنت التجارب والمعاملة مع الآخرين, ولكن قد يكون أيضا بنية تختلط حتى على أكثر الشيوخ حرصاً على مريديهم, ألا وهي استنساخ أشخاص مقلدين للشيخ, فيسهل قيادهم وتنعدم استجابتهم على أي أمر يأتيه, كما أنه يدل على نرجسية الشيخ وتضخم ذاته دون أن يشعر بمرضه النفسي وهو من يفترض فيه علاج الآخرين المرضى.

لذا أقول إن طريقة العزل طريقة لها نتائجها المريرة على الصعيد التربوي سواء استعملها الآباء أو الشيوخ, لأنها تؤدي إلى الحصول على جيل بدون تجارب فتفقد الحياة تنوعها وزخمها وجمالها الذي لا يوجد إلا بوجود الناس المختلفين.

أفضل طرق التربية برأيي هي تلك التي تعتمد على إشعال الوعي في نفس الناشئ أو المريد؛ كلٌّ حسب سنّه ونوازعه الشخصية وموروثاته البيئية, وأهم ما يمكن التذكير به في هذا الباب أن 1+1=2 صحيحة فقط في الرياضيات لكنها خاطئة في العلوم الإنسانية كلها خاصة علم النفس والتربية, فما يَصلُح لولد لا يَصلح للآخر, وما يُصلِح مريداً لا يُصلح غيره.

إذا سلَّحنا الناشئ بالمعرفة النظرية المناسبة لسنّه ولوعيه وبأوليات الخبرة العملية التي يحتاجها في مواجهة تجارب الحياة, فمن المفيد أن نتركه ليكوّن تجربته الشخصية سواء باختيار أصدقائه أو بلورة اتجاهاته, مع المراقبة عن بعد وبحيادية دون تغليب العواطف, مع القيام بالإرشاد في أحيان قليلة حين نجد أن تدخلنا أضحى ضروريا لإنقاذه قبل فوات الأوان, لكن دون أن نلبس ثوب الواعظ الممل الذي لم يخطئ في حياته فكلنا بشر وكلنا أخطأنا, ومن حق غيرنا - وأولادنا تحديدا - أن يكون لهم تجاربهم الخاصة ليحصلوا على خبرات شخصية تزيد غنى نفوسهم وتثري أعماقهم, علماً بأن الحرية التي نمنحها لأولادنا يجب أن تكون حرية مضبوطة بضمير ذاتي حي وعقل متفتح يقظ واعتماد على الله كبير, وعندها فلن يقعوا في أخطاء قاتلة, وإذا كان ثمة أخطاء فيمكن استثمارها في تجنب أخطاء أكبر مستقبلا.

أما مسألة الحقوق فهي مسألة تربوية أولية وذلك بإفهام الطفل منذ نعومة أظفاره بمعنى الملكية ومعنى أن للآخرين الحق في أن يتمتعوا بما يتمتع به هو, وهنا أكرر مرة أخرى أن حرية التجربة لدى الناشئ تساعده على تكوين قناعات خاصة به وبالآخرين, وأضرب مثلا من حياتي الشخصية فقد كنت أقرأ عبارة (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك) وأنا في المرحلة الابتدائية وكانت لا تعجبني ولذا كنت أفضّل عبارة (عامل الناس كما يعاملوك) ورويدا رويدا كوّنت اتجاها آخر بمجرد وصولي إلى المرحلة الثانوية أن العبارة الأولى هي الأصح, وعندما فهمت الآية القرآنية: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) اقتنعت بأن الإنسان يجب أن يكون هو المبادر في معاملة الناس بالحسنى ليلقى لديهم مثلها, ووصلت هذه القناعة إلى المرحلة النهائية من الرسوخ عندما قرأت ما يؤكدها في كتب علم النفس.
تحياتي

أم رتيبة
17/07/2007, 03:44 AM
اخى مشهور

ما زلت تخلط بين جمال موضوعك الرائع عن الثقة بالنفس

وموضوعى المتواضع عن حب الذات وحب النفس

هما موضوعان متباينان بلا شك

شكرا جزيلا لك

احترامى وتحياتى

الاستاذ
18/07/2007, 11:47 AM
الانانية صفة سيئة في الانسان
حب الذات وحب النفس وحب الحياة
صفة طيبة تجعل الانسان يعيش سويا

أم رتيبة
19/07/2007, 04:49 AM
الانانية صفة سيئة في الانسان
حب الذات وحب النفس وحب الحياة
صفة طيبة تجعل الانسان يعيش سويا

شكرا لك اخى الفاضل