المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشكلات السلوكية والانفعالية للأفراد المعاقين بصرياً


نهرالعسل
30/03/2009, 08:08 PM
تنطوي المشكلة السلوكيةbehavioral Problems أياً كان نوعها على صعوبات تزعج صاحبها وتكشف عن اضطراب لديه، وتعد مشكلة لأنها تختلف عما هو سائد ولا تتفق مع المجتمع، ولا تنسجم مع مبادئ الأخلاق والتربية والسلوك ( هاشم، 1979)، وقد عرّف كيرك المشكلات السلوكية بأنها انحراف عن السلوك الملائم للعمر والذي يتدخل في نمو الفرد وتطوره وحياة الآخرين ( Kirk et al., 2003 )، وذكر سميث ونايسورث أن المشكلات السلوكية تسبب الفوضى للآخرين لأنها أنماط سلوكية لا يقبلها المجتمع، وغالباً ما تخرق المعايير حيث تنتهك حرمة البيت والمدرسة والأسرة، وتتصف بسلوك عدواني فيه انعدام للطاعة وإيقاع للفوضى بالتحدي وعدم التعاون (1975,Smith and Neisworth ).
لا يختلف الأفراد المعاقون بصرياً بشكل ملحوظ عن نظائرهم المبصرين في القدرة أو الشخصية، حيث أشارت شول إلى أن المعاقين بصرياً يتمتعون بكافة الخصائص التي يمكن أن تتمتع بها أية مجموعة من الناس، فليس لديهم سمات أو صفات تخصهم لوحدهم كمعاقين بصرياً، وهم لا يظهرون ردود فعل تقليدية لكونهم معاقين بصرياًً (Scholl, 1986)، لكن الإعاقة البصرية قد تؤثر على بعض مظاهر النمو الاجتماعي والانفعالي، كما قد تؤدي لظهور سمات سلوكية معينة، حيث أشار Kliemeck إلى وجود سمات سلوكية تنتج عن الإصابة بالإعاقة هي: الشعور الزائد بالعجز والاستسلام للإعاقة وتقبلها، الشعور الزائد بالنقص ورفض الذات ومن ثم كراهيتها، مما يولد الشعور بالدونية، عدم الشعور بالأمان يـؤدي إلى الشعور بالقلق والخوف من المجهول والتوتر واللزمات الحركية، عدم الاتزان الانفعالي، كذلك سيادة مظاهر السلوك الدفاعي ( الإنكار والتعويض والإسقاط والتبرير والكبت والانسحاب)(القريوتي، 1988). وأكد Shontz أن الإعاقة تؤثر وبشكل مباشر على السلوك (الحديدي ، 2002). وبين سيلفيا ويزلديك أن المشكلات السلوكية تتضمن فشلاً في الانسجام مع الرفاق، انسحاب مفرط، نشاطات جانحة، بالإضافة إلى السلوك المعرقل وغير الملتزم ( Salvia and Ysseldyke, 2004 ). ووضح براون من خلال دراسته لسيكولوجية المكفوفين، إنهم أكثر تعرضاً للاضطرابات والضغوط النفسية، حيث أن فقدان البصر أدى لسوء التكيف والتعرض للقلق والتوتر والانطواء (Brown, 1983 ). ووجد افانس وزملائه إن فقدان البصر يؤدي لظهور الخوف من إمكانية التعرض لخطر ما أثناء التنقل يؤدي للموت (Evans et al., 2005 ). ويشير يونجر وساردجين إلى أن الأفراد المعاقين بصرياً يعانون العديد من المشاعر السلبية أبرزها: الإحباط والفشل والنكران والغضب الشديد والاكتئاب ( Younger and Sardegne, 1991). بينما بينت وريكات والشحروري أن أبرز المشكلات السلوكية الحادة التي ظهرت عند الطلبة المعاقين بصرياً كانت الحساسية الزائدة، والسلوك الاعتمادي، وسلوك الشرود والتشتت، والشعور بالقلق، والسلوك النزق، والسلوك المتخاذل، والانسحاب من المشاركة الاجتماعية ( وريكات والشحروري، 1996 ). في حين أشار أبو فخر أن الاضطرابات التي يعبر عنها بصورة انحرافات سلوكية لدى الأفراد المعاقين بصرياً من سرقة وكذب وعدوان، هي أقل من اضطرابات الخوف والخجل والقلق التي يعبر عنها بصورة لا شعورية ( أبو فخر، 2000 ). بينما أشار الفرح لوجود مستويات مرتفعة من التوافق الانفعالي الايجابي لدى الأفراد المعاقين بصرياً، ووجد أنه كلما زادت درجات القلق والاكتئاب لديهم تناقصت درجات ضبط الذات والثبات الانفعالي والشعور بالسعادة ( الفرح، 2006 ). كما أشار أشريفة 2002 إلى أن أبرز السمات الانفعالية والاجتماعية للمكفوفين هي: اللامبالاة، وعدم الاهتمام بالأنشطة الجماعية، وشعور أقل بالانتماء للبيت والمدرسة، ورغبة أقل في النجاح والاهتمام بالدراسة، ومواظبة الحضور إلى المدرسة، وحب اللعب. ووجد ليندو ونوردهولم أن الخجل والعزلة ارتبط مع تدني العلاقات في مجال الاستقرار النفسي العام،وتبين أن الذين يعتمدون الاستراتيجيات السلبية مثل العزلة والخجل واجهوا مشاكل أكثر في استخدام المواصلات وإرسال الرسائل(Lindo and Nordholm, 1999 ). وبينت مك اندرو أن المكفوفين لديهم جمود في الشخصية، لكونهم يعيشون في عالم محدود كنتيجة لأثر العجز الخلقي الذي يعانون منه مما يؤدي إلى عزلهم جزئياً عن موضوعية البيئة ويتبع ذلك الجمود في شخصياتهم (أبو فخر، 1997). في حين أشار كروك سمارك و نوردل أن المراهقين المعاقين بصرياً لديهم نشاطات أقل، و يعتمدون على أبائهم خاصة في التنقل، كما أنهم لا يمضون الكثير من الوقت بانتظام مع أصدقائهم 2001 ) Nordell, ( Kroksmark and . كما أكد هور وأرو أن الإعاقة البصرية تؤثر على نشاطات الفرد، وبشكل خاص على الأفراد المكفوفين كلياً، حيث تتجلى لديهم صعوبات ومشكلات أكثر في العلاقات مع الأصدقاء، ويعانون من الوحدة فهم معزولون من قبل أقارنهم المبصرين، ولديهم مناسبات وفرص أقل لتطوير مهاراتهم الشخصية، ويعتمدون على أبائهم Huurre and Aro, 2000 )). في حين وجد السيد أن معظم مشكلات الكفيف هي مشكلات مرتبطة بالإعاقة نفسها، والبعض الآخر مرتبط برعاية المحيطين، وتدور هذه المشكلات في الشعور بالعزلة، وما يصاحبها من خوف وقلق نتيجة عزلته في بيئة فقيرة محدودة، فضلاً عن الانطواء والخجل والانسحاب التي تؤدي إلى تجنب الدخول في علاقات مع الأفراد الآخرين بسبب الإعاقة والعجز عن الحركة( السيد، 2002 ).

كما ويشعر الفرد المعاق بصرياً بوجود قيد يحد من حرية التصرف لديه، فهو لا يستطيع فعل ما يريد ويرغب فيه، فهنالك فعاليات كثيرة تمنعه الإعاقة من المشاركة فيها، والكثير من الخبرات البصرية تحجب عنه، فهو لا يستطيع التمتع بحرية الحركة البسيطة لأن هذه الحركة تتطلب البصر، ولا يستطيع أن يسيطر على البيئة، ولا يستطيع أن يكتسب أنماط السلوك المختلفة التي يكتسبها المبصر عن طريق التقليد البصري مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام، ويحرم من المعلومات والمشاعر التي تصل إلينا عادة من خلال النظرة، الابتسامة، التجهم، اللامبالاة، ولا يستطيع أن يسلك في المواقف الاجتماعية السلوك المطلوب كما يفعل المبصر الذي يرى كل ما يحيط به، وبما أن الفرد لا يستطيع رؤية الآباء أو الأقران فهو غير قادر على تقليد السلوك الاجتماعي أوفهم النماذج غير الشفهية ( أبو فخـر، 1997؛ Ysseldyke and Algozzine, 1990 ؛ Nichcy, 2004 ؛ يحيى، 2006 )، بالتالي قدرة الكفيف على التكيف الاجتماعي وتكوين اتجاهات ايجابية نحو المجتمع ونحو ذاته مرهونة بمواقف الآخرين واتجاهات أفراد المجتمع الذي يعيش فيه، فمشكلة التكيف الاجتماعي عند الكفيف تنشأ نتيجة معاملة المجتمع له بطريقة مختلفة فمواقف الرفض تؤدي إلى الانعزالية، ومواقف عدم التقبل تؤدي إلى أنماط سلوكية فيها من مظاهر سوء التكيف كالقلق وعدم الاطمئنان، والتشتت والإحباط، هذا كله يترك أثراً عميقاً في نفس الفرد المعاق بصرياً، وفي تكوين فكرته عن ذاته وقدراته وإمكانياته وفي تطور شخصيته، بالمقابل يحقق الكفيف تكيفاً اجتماعياً حين يجد تقبلاً ممن حوله فيستطيع الحصول على عمل ووظيفة تساعده على العيش معتمداً على نفسه وليس عالة على مجتمعه ( الروسان، 1984 ؛ أبو فخر، 2004 ؛ شقير، 2005 ). إن الدعم الاجتماعي والنفسي له تأثير إيجابي على الصحة النفسية للأفراد المعاقين بصرياً، فالعلاقات مع الأشخاص المهمين سواء الآباء، الأصدقاء، الأجداد .. تؤثر على المراهقين وعلى التطور الاجتماعي والعاطفي لديهم، وهذه العلاقات لها دور مهم في تحمل حالات العجز، وبدونها سيشعر الفرد بوصمة عار اجتماعية، تدفع به إلى الحد من قدراته وعلاقاته، حيث أكدت كيف أن المراهقة مرحلة تتضمن العديد من التغيرات خصوصاً في الجانب النفسي والاجتماعي، والدعم الاجتماعي المقدم خصوصاً من قبل الأصدقاء له أهمية كبيرة على حياة المراهقين وبشكل خاص على تطورهم النفسي والاجتماعي، وأشار Hueyأن الدعم العاطفي الذي يتلقاه المراهقون ضعاف البصر من قبل أبائهم يؤثر إيجابياً على شخصيتهم، أما الذين لديهم مشاكل في الدعم العاطفي فهو يؤثر سلباً على نموهم النفسي والاجتماعي( Kef ,2002 ). وبينت سومرز أن سوء التكيف والاضطرابات الانفعالية عند الكفيف مردها إلى عوامل اجتماعية أكثر من عامل فقد البصر، فالاتجاهات الوالدية لها أثر كبير على نمو شخصية الكفيف المراهق، وعلى سلوكاته التي من أبرزها: السلوك التعويضي، السلوك الإنكاري، السلوك الدفاعي، السلوك الانسحابي (Sommers, 1944 ). كما إن إتباع الوالدين لأساليب تنشئة غير سوية، أو ردود أفعالهما المتناقضة تساهم في حرمان الفرد الكفيف من الكثير من المهارات الأساسية التي تعمل على سرعة توافقه وتوازنه النفسي، لذا ينبغي على الوالدين أن يدركا الدور الهام والرئيسي في عملية تنشئة الفرد الكفيف، حيث أن خصائصه الانفعالية تتشكل منذ البداية فإذا كان الفرد متقبلاً لإعاقته كانت نظرته للحياة متفائلة وإيجابية، وبالتالي يكون نموه الانفعالي متجهاً نحو الايجابية فتقل مشكلاته وصراعاته، أما إذا تربى على رفضه الإعاقة والتنكر لها، ستنمو نظرته للحياة متشائمة وسلبية، وسيعاني من الصراعات النفسية، والإحباط، والشعور بالفشل وعدم النجاح، وتتولد عنها مشكلات أخرى كعدم تطوير أساليب فعالة للتعامل مع البيئة ( خضير والببلاوي، 2004 ).

الأمبراطورة
30/03/2009, 09:12 PM
تسلم ايديك ويعطيك الف الف الف عافيه ....
لكن لو تم تطبيق دراسة حديثة في عصرنا الحالي لكان تغيرت بعض المفاهيم والأحصائيات
بسبب وجود وعي أكبر لدى الأهلي ومن يقوم برعاية المكفوفين سواء من قبل الأهالي او المعلمين
بعكس السنوات الماضيه ربما لو تم تحديث الأحصاءيات لتعجبتي من مستوى الموهبين من المكفوفين
وذوي الأحتياجات الخاصة بسبب الرعايه ودراسة حالتهم عن كثب...حبيت اشارك واتمنى ما يضايقك كلامي...
تقبلي مروري استمتعت كثيرا بموضوعك تسلمي..

المزيونه
31/03/2009, 12:20 PM
عواااااااااااافي والله