المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسم * الدلــع * يشتت الطفل ويصيبه بالقلق والاكتئاب وعدم الثقه


نهرالعسل
20/01/2005, 01:54 AM
اسم الإنسان هو هويته التي يحملها ويعرفه بها الناس ككيان مستقل، وقد يجسد جزءاً من شخصيته أو جنسيته في أحيان كثيرة بغض النظر عما إذا كان هذا الاسم جميلا أو رديئا،

وقد انتشرت في مجتمعنا منذ زمن ظاهرة "اسم الدلع" وتداول اسمين للشخص الواحد وليس لقباً أو كنية، فبعض الناس قد يحمل اسمين أو أكثر بدلا ً من اسم واحد، مما قد ينتج عنه صراع نفسي لدى هؤلاء الأشخاص، مما قد يؤثر على علاقاتهم مع الآخرين ومع المجتمع، حول هذا الموضوع تعددت الآراء، فهناك المؤيد وهناك المعارض.




فتقول رنا (18 سنة، طالبة في المرحلة الثانوية): "عند ولادتي أسمتني أمي باسم (رباب) تيمناً باسم إحدى صديقاتها التي كانت لها مكانة خاصة عندها، وتم تسجيل هذا الاسم في شهادة الميلاد،

ولكن نشأ خلاف بينهما بعد تسميتي بفترة قصيرة، ولذلك غيرت والدتي اسمي من (رباب) إلى (رنا) بدون تغييره في شهادة الميلاد أو حتى في التابعية، ومنذ أن عرفت نفسي وأنا ( رنا) وليس (رباب)، فكل أفراد عائلتي وأقاربي وحتى الجيران ينادونني باسم (رنا)، ولكن الصدمة كانت كبيرة وقاسيةً عند دخولي المدرسة للمرة الأولى، حيث كانت المعلمات تطلقن علي ّ اسم (رباب) فتعجبت، وظننت بأن هذا الاسم خاص بي عند المدرسات والصديقات داخل المدرسة فقط، فعندما أعود إلى المنزل لممارسة حياتي الطبيعية مع من أعرفهم أكون (رنا)، أما في محيط المدرسة فأنا (رباب)، ومع ذلك لم أكن أجرؤ على إخبار من في المدرسة بأن اسمي الحقيقي (رنا) إلا عند التحاقي بالمرحلة الثانوية، ففي الصف الأول الثانوي قررت أن أخبر الجميع بهويتي الحقيقية على الأقل بالنسبة لي، وذلك بعد أن سمعت إحدى زميلاتي تقول اسم (رباب) ليس جميلا ً وأنا أصلا لا أحب هذا الاسم ليس لأنه قبيح، بل لأني أشعر بأنه دخيل عليّ، فأخبرت زميلاتي جميعهنّ بأن اسمي (رنا) وبأنني أتمنى أن ينادوني به بدلاً من (رباب) وبالرغم من جدية الموقف، إلا أن البعض منهن لم يتقبلن الأمر، وما زلن إلى هذا اليوم ينادينني بالاسم الذي لا أحبه رغم علمهن باستيائي منه، أما المعلمات فكنت أرى في وجوههن علامات استفهام عندما تناديني إحدى صديقاتي باسم (رنا)".

وأضافت منال صديقة رنا "منذ أن كنت أدرس بالمرحلة الابتدائية وأنا أعرف بأن اسم زميلتي رباب وليس رنا، ولذلك فقد تعجبت عندما علمت بأن اسمها الذي يعرفها به الجميع خارج المدرسة هو رنا، وأنا لا أستطيع تقبل فكرة أن تكون كذلك فقد أحببت صداقة رباب وليس رنا.





وأوضح الاختصاصي النفسي الدكتور محمد الجمّال أن حمل الإنسان لأكثر من اسم يؤثر عليه في مرحلة الطفولة، خاصة إذا كان هذا الاسم غير مرغوب لديه، وهذا من شأنه أن يزيد من ظهور حالة القلق والاكتئاب لدى الطفل وعدم الثقة بالنفس، ويحدث عند الطفل عادة تشويش Confusion ما يتسبب في إحساسه بصعوبة تحديد هويته، خاصة عندما يدخل في مرحلة المراهقة التي عادة ما يحدد فيها الشخص هذه الهوية التي تميزه عن غيره، وعادة يعاني هذا الشخص من التردد حيث تقل لديه القدرة على اتخاذ القرارات بنفسه، وهذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجة قدرته على استقبال الـConfusion في مرحلة الطفولة بوجود اسمين له، ولذلك يجب على الأم والأب الاتفاق منذ البداية على اسم واحد، وينطبق الشيء نفسه أيضاً على مناداة الطفل لفترة طويلة باسم للتدليل أو "الدلع"، لأن هذا يعكس انقساما بداخل الأسرة، حيث يشعر الطفل بأن اسمه سبب وجود خلافات داخل الأسرة، وهذا لا إرادياً يظهر على الأسرة خلال التربية.