المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجال لا يولدون بل يصنعون


نهرالعسل
02/03/2005, 11:21 PM
مواجهة العاصفة
التغيير من سن الرابعة: عندما يولد الصبي نجده جميلاً وديعاً يحمل الصفات الطفولية الهادئة، ولكن عندما يصل إلى سن الرابعة نجده فجأة قد تغير، ولكنه يظهر نوعاً من العنف والقوة في تصرفاته، إنه يشعر بنفسه على أنه رجل، ففي مقدوره أخذ حقوقه بنفسه، وهذا ما يظهر جلياً عندما نختلف معه في رأي ما مثل موعد جمع اللعب والتوقف عن اللعب، فنحن وقتها نواجه عاصفة قوية على شكل طفل جميل صغير في الرابعة فقط!





http://waldee.com/articles/images/articles/rgall-waldee.jpg
طاقات داخلية
وهنا لا نملك أنفسنا من التعجب من هذا المخلوق الصغير الذي يمثل أمامنا؟ ما هذه الطاقة الغريبة التي ظهرت فجأة فيه؟
وقد كان هناك قول متعارف عليه بأن الحياة هي مصنع الرجال، فالرجال لا يُولدون بل يُصنعون، ولابد لذلك أن يروا مثالاً للرجولة ليتعرفوا منه على ماهية الروح الرجولية؟! وما معنى الإرادة؟! وكيف تكون التضحية؟!




هكذا يستطيعون معرفة الصفات الإيجابية للرجل الحق، ورغم أن الطاقة التي بداخل الصبيان هي التي يمكن بالتوجيه أن تحولهم إلى رجال يعتمد عليهم، فهي ذاتها التي تكون سبب شكوى والديهم، فالأب يشكو من ولده الذي لا يقبل النصح، ويفعل أشياء لا يرضاها، لا يدري أنه هو نفسه من دفعه لذلك، ولنرى سوياً رحلة ذلك الصبي منذ ولادته في منزل معاصر يشبه منزلك ومنزلي ومنزل كل من حولنا.




قصة طفل
يولد الولد ومن حوله والده وأجداده وعماته وخالاته وجميع أقربائه، ويقضي شهوره الأولى منعماً، يرتاح على ذراعي والدته، تهدهده كلما بكى، ثم تبدأ المرحلة التالية عندما تبدأ الأم في التأخر بالاستجابة لاحتياجاته لتشجعه على المحاولة بنفسه لجلب ألعابه أو الوقوف مرة أخرى إذا سقط، إنه مبهور بكل ما حوله!




أما عن دور والده الذي يعمل طيلة النهار خارج المنزل، فهو يعود إليه حاملاً معه كرة أو لعبة.. سيارة- شاحنة، ولكنها لا تكون أبداً دمية أو عروسة لأنها لعب الفتيات.




ولأنه رجل هذه العائلة ويجب أن يرضى أباه، لذلك فهو يحاول أن يتفوق في أشياء يرضى عنها والده، ومحاولة إرضاء الصبي لوالده لا تمنعه من الانجذاب للمراهقين في سنه، ويبدأ في الارتباط بهم، ويقلدهم في حياتهم، وينشغل بهم عن دراسته وأسرته.




تبدأ أمه بالشكوى من غيابه الدائم عن المنزل وتركه لدراسته ويبدأ الأب بانتقاد مظهره وتصرفاته ويطلب منه المكوث مع والدته في المنزل، لأنه رجل البيت أثناء انشغال والده خارجه، ورغم هذا فإن الابن يبتعد قليلاً عن حياته العائلية، فيقضي معظم وقته خارج المنزل مع أصدقائه وعندما يعود للمنزل فإنه يجلس وحيداً في غرفته.




بعيداً عن القدوة
لقد اختفى الأب أو الجد القدوة، وتحولت الدعوة إلى الانفرادية "حاول بنفسك"، " أرم بنفسك في المشكلة وستتعلم كيف تخرج منها"، تجعل الفرد منعزلاً وسط عائلته، لم يعد يأخذ خبرة والده فيما تعنيه كلمة الحياة، وخاصة وسط التغير السريع الذي يحدث في العالم، وهكذا نرى أن مرور أبنائنا في رحلتهم ما بين الطفولة والرجولة بدون تواجد آبائهم ليقودوهم ويعلموهم معنى الرجولة بالفعل والقول يربي أبناء مختلفين عنا في الحياة والنظرة إلى مواقف الحياة المختلفة.

a zanbil
03/03/2005, 08:19 PM
يعطيك العافيه

نهرالعسل
06/03/2005, 12:35 AM
اشكرك ولك كل احترامي