المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العـلاج باللــعب


نهرالعسل
07/03/2005, 11:14 PM
يعرف دليل الموسوعة المختصرة في علم النفس وطب نفس الاطفال الخاصة بالاطفال المعاقين وبطيئي التعلم العلاج باللعب ( play therapy ) بانه: ( احدى طرق العلاج حيث يشجع الطفل على اللعب الحر free play اي اللعب التلقائي ليعبر فيه عن صراعاته المكبوته بواسطة الاسقاط وبصورة اكثر ملاءمة له وقد يسمى هذا اللعب ايضا باللعب الايهامي )(1).

يوضح لنا علم نفس الطفل ان للعب منافع شتى منها: المنفعة العلاجية اذ يؤدي اللعب الى التخلص من الطاقة والتوترات الجسمية والمنفعة والمنفعة التربوية حيث يحصل الطفل على الكثير من المعلومات بواسطة اللعب والمنفعة الابداعية، وذلك بتوفير الفرصة لتطبيق الفكر الممزوج بالخيال في ابتكار الاشياء وكذلك المنفعة الاستبصارية التي تعرف الطفل على ذاته وقدراته ومقارنتها بالاطفال الاخرين، اضافة الى المنفعة الاجتماعية التي يتعلم الطفل كيفية اقامة العلاقات الاجتماعية مع الاخرين وحل المشكلات التي تبرز عنها والمنفعة الخلقية التي يتعلم الطفل معايير الصواب والخطأ فيها(2).
وان ما يهمنا هنا هو المنفعة العلاجية للعب حيث للعب اثر على النمو الجسمي والعقلي والانفعالي فالركض والسباحة وركوب الدراجة وتسلق السلالم والسباق وغير ذلك من الالعاب الرياضية المنظمة والنشاطات تعمل جميعها على تصريف الطاقة الزائدة لدى الطفل وبالتالي زيادة قوته العضلية ونموه البدني، وتعمل هذه النشاطات على ايجاد نوع من التوافق الحركي عند الطفل وتزداد عضلاته الدقيقة يوما بعد يوم بالنضج والمهارة في استعمال الاشياء (3).
وهنالك عدة نظريات في علم النفس التربوي تفسر ظاهرة اللعب عند الاطفال منها نظرية الطاقة الزائدة وتعني ان لدى الطفل طاقة تتراكم في مراكز الاعصاب السليمة النشطة لابد من تصريفها، واللعب هو الوسيلة الممتازة لاستنفاد تلك الطاقة الزائدة. ونظرية الغريزة التي تشير الى ان لدى البشر اتجاها غريزيا نحو النشاط، وعليه فاللعب ظاهرة طبيعية لنمو الطفل وتطوره بلا تخطيط او هدف، بل ان اللعب يعتبر جزءا من التكوين العام للطفل، وهناك نظريات الترويح والاستجمام ونظريات الميراث والاتصال الاجتماعي ونظرية التعبير الذاتي التي تؤمن ان للطفل الذي يعاني من مشكلة يمكن اكتشافه من طريقة لعبه وهنالك نظرية التفوق والشهرة التي تشير الى ان الاطفال يمارسون اللعب لاشباع حاجاتهم في حب الظهور والشهرة (4).
اما اثر اللعب على النمو العقلي فانه يتمثل بانه يعطي الطفل الفرصة لاستخدام حواسه وعقله وزيادة قدرته على الفهم حيث انه يجذب انتباهه ويشوقه الى التعليم لما يوفره له من جو طليق يندفع فيه الى العمل من تلقاء نفسه.
ويرى ( فرويد ) ان الاطفال يستخدمون اللعب وسيلة للتخفيف عن توتراتهم وقلقهم والحصول على المتعة. ان كل لعب يقوم به الطفل لتنمية جسمه وعقله، هو في الوقت نفسه عامل على نمو عواطفه وتطور انفعالاته.
ان اللعب يمثل مدرسة للطفل فهو يتعلم بواسطته مالا يستطيع احد ان يعلمه اياه، فهو يتعلم كيف يتعرف على الاشياء ويتجاوب معها، ويتعلم مشاكل العلاقات الانسانية وكيفية الاتصال بالناس والكفاح من اجل الوصول الى هدف وفي ذلك كله علاج لمشاكل سوء التكيف لكي ينمو الطفل نموا سويا.
ان مساعدة الطفل في السيطرة على انفعالاته وضبطها والتحكم في نفسه وفهم وتقبل مشاعره نحو نفسه ونحو العالم المحيط به، اضافة الى اشباع الحاجات النفسية كالحب والشعور بالامن والتقدير كلها امور تخلق في الطفل توافقا انفعاليا واتزانا عاطفيا، يجلب السعادة له ولمن يعيش حوله.. وهذا كله يمثل اثر اللعب على النمو الانفعالي للطفل.
تقول المربية المصرية د. سوزان ايركس: ( ان نشاط اللعب هو رمز الصحة العقلية فاذا لم يقبل عليه الفرد فأن ذلك يعني عيبا فطريا او مرضا نفسيا )(5).
اضافة الى ما تقدم ذكره فان اللعب يوفر للطفل فرصة التغيير وهي حاجة اساسية عند الانسان، فلا بد في الحياة من تغيير رتابة العمل لكي لاتصبح الحياة مملة والعمل مضنيا(6).