المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهارات الإنسانية.. تحطم دائرة "الاحباط


نهرالعسل
13/04/2005, 02:02 AM
لا شك ان كلا منا يمر بالكثير من المشكلات والصعوبات التي قد تواجهه سواء في مجال العمل أو علي مستوي الحياة الشخصية.. وحتي نتمكن من مواجهة هذه العقبات والتحديات.. ينصحنا الخبراء النفسيون بضرورة التحلي بسلاح مسايسة الأمور ومحاولة التأقلم معها.. فهذا وحده كفيل بان يخرجك من دائرة الاحباط ويدفعك للتغلب علي ما قد ترفضه من جوانب سلبية فرضتها عليك ظروف حياتك.
يقول الكاتب يوسف الأقصري في كتابه "التخلص من الضعف والاستسلام": من أرقي المهارات الانسانية التي يجب ان يتعملها الانسان كي لا يمر بلحظات يشعر خلالها بالضعف او الانهزامية او الانكسار نتيجة تغلب الصعوبات عليه فن تسييس الأمور.. والتي قال عنها الحكماء قديما: "لا تكن طريا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر" انه لون من الوان السياسة ان تمسك دائما بالعصا من منتصفها ومع ذلك نجد معظم الناس لا يميلون الي السياسة ويؤكدون انهم لا يملكون المهارات اللازمة لجعلهم يمارسون السياسة وفن التسييس وقد يرجع ذلك الي ان معظم هؤلاء لا يعرفون مفهوم السياسة فهم يعتقدون ان التسييس ما هو الا نوع من انواع الخداع او الطعن من الخلف وقد يكون هذا صحيحا نتيجة قيام البعض بهذه الممارسات بدعوي انها لون من الوان اساليب التسييس ولكن الحقيقة خلاف ذلك علي الاطلاق.. فحين يسود مفهوم القيم الانسانية تكون السياسة في تحملك للآخرين وعدم سيطرة مشاعر الغضب لاقل الاسباب ومحاولة البحث عن أكثر من وسيلة لحل المشكلة واكتساب حب واحترام الآخرين.. فالتسييس يعني ان أمامك أكثر من طريقة كي تصل الي هدفك وعدم استخدام مهارة تسييس الأمور يعني انه في حالة فشلك ستكون نهاية العالم.. وهكذا يمكنك ان تري الاهمية القصوي لاستخدام فن تسييس الأمور كي يصبح الانسان قادرا علي مواجهة المشاكل والصعوبات.

قدرة التأثير علي الآخرين

فاذا اردت ان تكون شخصا ناجحا لديه القدرة علي التأثير في الآخرين يجب ان تتمتع بمهارة تسييس الأمور.. ويؤكد علماء الاجتماع للمثاليين واعداء السياسة بصفة عامة انهم ليسوا مضطرين ان يتعلموا تنفيذها بشكل فعال وسريع وإلا ستأكلهم أسماك القرش التي تسبح معهم في بحور الحياة ويكونون اقرب ما يكونون للاصابة بمشاعر الاحباط واليأس والضعف نتيجة عدم تأقلمهم ومسايرتهم للحياة.
ويعد تسييس الامور جميعها وسيلة فعالة لاكتساب الانسان كفاءة عالية لمواجهة الصعاب والمشاكل ولاكتسابه مزيدا من القوة الذاتية التي تدفعه نحو النجاح.
والانسان القادر علي تسهيل أموره بامكانه بسهولة التأثير علي الآخرين سواء كانوا أعلي منه في الدرجة الاجتماعية او الاقتصادية او أدني منه ويكون قادرا علي ان يجعل الآخرين يفعلون ما يريده.. لذا يجب ان تكون ماهرا وقادرا علي ان تحقق الاندماج والاختلاط الذي تحتاجه والذي يسهل لك مأموريتك حتي تتأكد ان الآخرين يتقبلونك ويثقون بك أيضا وهذا الأمر ليس بالسهل كما انه ليس بالمحال علي الاطلاق ويمكنك اكتسابه عندما تنجح في التعبير الصادق عن الاهتمام العميق بالآخرين وان تضع نفسك بعد ذلك في دائرة الضوء فذلك يعطيك مزيدا من القوة ومزيدا من الاهتمام من الآخرين.
ويؤكد فريق من علماء الاجتماع الذين قاموا بعمل دراسات علمية علي وسائل تسييس الأمور جدواها في معهد الدراسات الانسانية بنيويورك ان الوصول الي الاختلاط والاندماج أمر حسن ولكنه ليس الغاية بل مجرد وسيلة لتدعيم خطواتك التي ستأتي بعد ذلك والتي تتطلب منك ان تظهر كفاءتك للآخرين.
ولابد من ترسيخ مصداقيتك لدي الاخرين بالاستمرار في تلك المصداقية فالشئ الدال علي الكفاءة الحقيقية هو الثبات والاتساق والاستمرارية في القدرة علي التحمل والصبر وتسييس الأمور.
ومن فنون تسييس الأمور ان تتحدث دائما عن انجازات الآخرين هؤلاء العطشي هم في أشد الحاجة الي ان يستمعوا الي انجازاتهم من الآخرين.. فاذا تحدثت عن انجازاتهم اولا كان من الممكن ان يستمع هؤلاء اليك بانصات لانك استطعت ان تفتح آذانهم الصماء بالحديث عن كفاءتهم وانجازاتهم أولا.
ومن الفنون الأساسية لمهارة تسييس الأمور تقديم شئ من التنازل وقد قال حكماء الصين قديما "ان تقديم شئ من التنازل لن يعوق قوانا ولكن سيعززها ويقويها".. والتنازل الذي اعنيه هو التخلي عن المكابرة وعدم الاستبداد بالامور ومسايرة ايقاع الحياة بدلا من مصارعته ومعارضته ولكي تحوز مفتاح السلام النفسي عليك ان تتنازل قليلا ولا تحاول الحصول علي كل شئ أو لا شئ.
ويؤكد علماء النفس والاجتماع ان هناك نوعية من البشر ممن يمتلكون "الأنا" العنيدة والقوية ينظرون الي التنازل علي انه نوع من الهزيمة وهي نظرة خاطئة تماما ولماذا لا نسميها سياسة من اجل الحصول علي المزيد من مكاسب الحياة.
فالمرونة التي انصحك بها هي ان هناك أوقاتا معينة لاستخدامها ومواقف بعينها وهي تلك التي لا تستطيع السيطرة عليها فبدلا من العودة بلا شئ.. بشئ من التنازل قد تحصل علي شئ وشئ افضل من لا شئ.
وكما ان مهارات التنازل من المهارات الأساسية لفنون تسييس الأمور فأيضا الالتزام يعتبر أحدي المهارات الاساسية للفنون.
والالتزام في أبسط معانيه يعني ان تكرس وقتك من أجل شئ ما وان تستمر في دعمه الي ان تصل لهدفك فالطالب المجتهد نموذج يحتذي به في الالتزام وتكريس الجهد من اجل التفوق.
وثق انك عندما تتمسك بدورك في الحياة وبالنجاح فيها فان تسييس الأمور سيكون احدي الضروريات الهامة التي ينبغي عليك ان تشكلها للتخلص من مشاعر الضعف والاستسلام ولاقامة علاقات اجتماعية قوية تكون دافعا لك للتقدم والنجاح.

دروع واقية

ومن افضل الدروع الواقية التي يمكنك ان ترتديها كي تحمي نفسك هي تسييس الأمور عن طريق الاحترام الواعي وليس الاحترام الأعمي الذي هو خليط من النفاق والرياء والطاعة العمياء.. ففي ظل سيادة الصراع كأسلوب للتعامل واتباع اساليب قد تخلو من الاحترام مثل الطعن من الخلف او تصيد الاخطاء يبقي الاحترام هو الدرع الواقي الامثل لتجنب مثل هذه الانتهاكات لأبسط قواعد العلاقات الانسانية.
والعجيب فعلا ان مهارات اكتساب واظهار الاحترام تسير جنبا الي جنب مع مدي القوي التي يتمتع بها الانسان.. فالانسان الذي تسيطر عليه مشاعر الضعف والاستسلام لا يستطيع ان يكتسب احترام الآخرين بينما لو استطاع التماسك يستطيع التوصل الي حل الأمور واكتساب احترام الآخرين مما يدعم من قواه الشخصية وثقته بنفسه.