أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - (قريتي الغالية لم يتبقى غير مداد حبري)

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
اخواني واخواتي اعضاء وزوار منتدى رباع
عدت اليكم في هذا القسم الجميل بموضوع اتمنى
يحوز على رضاكم جميعا
خلال الايام الماضية كتب الله لي أن ازور مسقط راس
ومرتع طفولتي
في قريتي الجميلة التي طالما اخذني الحنين اليها حيث قضيت على ارضها الغالية عدة ايام كانت من اجمل ايام عمري فما اجملها حيث الهدوء والهواء النقي فترتاح عيني وتسر نفسي برؤيتها كان هناك شي يزعجني ويجعل وجهي يكتسيه شحوب الحزن وتخنقني العبرة وهوعندما اقف على شرفة منزل الاهل فاشاهد تلك القرية الصغيرة البعيدة قليلا عن المنازل الحديثة والتي كانت في يوما ما تضج بالحياة والان لم يبقى سوا الاطلال منها فاصبحت المنازل والطرقات مهجورة تماما حتى الاقتراب منها اصبح من المحضورات سالت دموع الشوق والحنين على وجنتي عندما عدت بذاكرتي الى ذلك الزمن الجميل بجمال اهله ونقائهم وبساطتهم رغم صعوبة الحياة ومشقتها في ذلك الوقت رغم صغر سني حين ذاك الى ان تلك الايام والذكريات الجميلة مازالت راسخة بذاكرتي وستبقى ماحييت....
عادت بي الذكريات الى ما كانت عليه حين كنا نلهو في ساحاتها ونتنقل في طرقاتها وكيف كان يمر بنا الوقت سريعاً اثناء ما كنا نلهوا حتى اننا كنا نفضل اللهو فيها على واجبات الطعام التي كانت امي رحمها الله تجبرني على ترك العابي البسيطة حينها كي اتناول الغداء حيث أن الشمس فيها لم تكن حارقة والاجواء في منتهى اللطافة في فصل الصيف والربيع والبعض من فصل الخريف. تخيلت تلك الممرات بين البيوت القديمة تخيلت نداء الجدات حين كن ينادين باسمي او احدى رفيقاتي للسؤال عن امهاتنا او يطلبن منا احضار شئ ما وجالت بخاطري الكثير والكثير من الاحداث التي وقعت بيني وبين رفيقات اللعب ما بين منازعات طفولية ومابين تبادل للالعاب البسيطة جداً والتي هي في غالبها من البيئة المحيطة
عندما ترجع بي الذكريات وتعودبي الى تلك الايام ينتابني شعور غريب فاجد نفسي وانا في قمة شوقي وحنيني اليها كأني (أم) تنتظر ظهور فلذة كبدها الذي غاب عنها دهراً طويلاً لتراه امامها في لحظات شعرت
بغصةً وشعرت بعيني تغرورق بالدموع دون شعوراً وانا اتلفت يمنة ويسرة وكأني ابحث عن شئ ما
اشعر بانني لا اريد أن يفوتني شبراً الا وتقع عليه عيني
لا اريد أن يفوتني منها شئ فكل ما فيها له ذكرى في نفسي فاشاهد تلك الجبال العالية والاودية والشعاب الوعرة
فيزيد حزني والمي وانا اشعر بمعانات جداتنا وامهاتنا
في ذلك الوقت واشاهد الطرقات القديمة والتي كستها الاعشاب والشجيرات و بعض البيوت التي بدى عليها اثر الهجران والبعض منها بدء يتهدم بالفعل
فقريتي الغالية ذهب جمالها ونضارتها
مع من ذهبوا من اهلها فتلك الاماكن وتلك البيوت
وتلك الاشجار المعمرة التي كان لنا حولها اماكن لعب
وتلك الاشجار التي كنا نتسابق للحصول على ثمارها هذه اشجار اللوز التي كنا نراقبها حتى يبدء ثمرها بالنضوج ثم نتسابق لنجني بعضاً منه حتى قبل أن ينضج وهذه شجرة النيم وهذه شجرة الخوخ وهذه شجرة الحماط وهذه وهذه .....
شعرت من قوة الحنين بداخلي أنها ستكلمني ستعاتبني على هجراني لها انها ستشتكي الي ما اصابها عندما هجرت وتركت.. اغمضت عيني وانا استنشق هوائها العليل وفي داخلي امنية وهي عودة تلك الايام ورؤية اهلها
وعودة تلك الحياة الجميلة والتي لم يعرف غيرها فعاشوها اهلها بقناعة ورضى ولكن للاسف فتحت عيني مع زفرة هيهات هيهات فماذهب لن يعود ابدا
فوداعا قريتي الغالية وصبرا فلم يبقى لي غير حروفي ومداد حبري الممزوج بدموع حبي
فاكتبها باهداب عيني التي يسكنها عشقك حتى الممات.....
بقلمي

لؤلؤة زهراان
الاثنين 15/10-/1435هــــــ