أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   منتدى الشعر الفصيح ( المنقول ) (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=394)
-   -   قصيدة ( يحيى ) لتركي عبدالغني - برلين (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=406)

نهرالعسل 26/08/2004 02:01 AM

قصيدة ( يحيى ) لتركي عبدالغني - برلين
 
قيلت في الشهيد يحيى عياش


أُكتُبْ نقوشاً كالصِّحاحِ مُجَلَّدا
......................... وارسُمْ على الجُدرانِ إسْماً خُلِّدا
وَاقْلِبْ موازينَ الفَوارِقِ وَلْتَسَلْ
.............................. هل كانَ إرْهاباً وكانَ تمرُّدا ؟
وَعْدٌ لَنا وَالوَعْدُ حَقٌّ عِنْدَنا
........................... فالخيرُ مَنْ أوْفى إذا ما أوْعَدا
لو كانَ مَوْتُكَ يا شَهيدُ عُقوبَةً
............................. ما كان ربّي قد أماتَ محمّدا
***

قلَّبتُ تاريخَ الحروبِ وَإنَّني
..............................أمْضيتُ وَقْتي جُلَّهُ كالعاكِفِ
بَطحاءُ يحيى ما عَرَفتُ بِمثلها
..........................وخَلَتْ مِنَ الأخبارِ كُلُّ صحائفِ
ما المُدْبِرُ المهْزومُ كالمُتَقدِّمِ
................................. أو قاعدٌ مُتَوَسِّلٌ كالواقِفِ
ما الخائنُ الأعمى البخيسُ كَمُخلِصٍ
............................... أو جاهلٌ مُتخبِّطٌ كالعارِفِ

آهٍ على يحيى وآهٍ صَاحها
.............................. ممزوجَةً وَقبيلَ موتٍ بالدّمِ
ما صاحها خوفاً ولا أودَتْ به
............................ غيرُ الخيانَةِ منْ بطونٍ أو فَمِ
ويَمينُهُ طارَتْ لِتَقْبِضَ تُرْبَها
........................... والوجْهُ مغزول الضياء بأنجم
والأرضُ فاضَتْ في الوداعِ بِدَمعِها
............................. وسماءُ يحيى شُرِّعتْ بتبسُّمِ

***

ومَرَرتُ يوماً بالضريحِ فهِبْتُهُ
...........................وسكينةٌ في القلبِ كانتْ أكْبَرُ
وتُرابُهُ غَضٌّ زَكيٌّ ناعمٌ
........................ باكي الطراوةِ والصفاوةِ أسمرُ
وحجارةٌ بيضٌ تُكاتِفُ بعضَها
..............................كالطَّائفين بحجِّ مكَّةَ كبَّروا
والنَّبْتُ أغصانٌ تعانِقُ زهرَها
.........................والزَّهرُ من كُثرِ احمرارٍ يُقطُرُ

***

وجلَسْتُ حتى غِبْتُ في نوْمٍ على
........................ صوْتِ المآذنِ والكنائسِ والبَشَرْ
وَشَرَدْتُ في نومي بصحبَةِ طَيفِهِ
.......................ورأيتُ ألوانَ العروشِ بلا صورْ
فالقلبُ مشتدُّ القساوةِ أسودٌ
......................والجسمُ محمولٌ على عرشِ القدرْ
والقولُ مسحوقُ العِبارةِ مُنهَكٌ
......................والعزفُ مقصورٌ على نفْسِ الوَتَرْ

***

وتجاوزتْ عيني مشارِفَ حدِّها
................... ونظرتُ في أصلِ الخلائقِ والوجودْ
في العابداتِ ستَرْنَ إلا طَرفَهُنْ
.................... في خالعاتِ الرقصِ كشّافِ النهودْ
في السابحاتِ مكَثْنَ في أبعادِها
..................... في فِكرنا المحبوسِ في نَومٍ رَقودْ
فرأيتُ أن الكلبَ ينبح ليثَهُ
..................... ورأيت أن الخيلَ سيسَتْ من قرود

***

منْ علَّمَ الأمَّ الصبورَ نُواحَها ؟
........................من علَّمَ الفتياتِ حُزناً في الصّبى ؟
من صادرَ الأصواتَ من أفواهِها
.............................واستُلَّ سيفٌ للرِّقابِ وجرَّبا ؟
من جاء بالأخطارِ لا يقوى بها
........................... جَلَدُ الكبيرِ وجِلْدُ طفلٍ ما حبا ؟
منْ حوَّلَ الأزهارَ في أحواضِها
............................كَدَمٍ تخثَّرَ في عُروقٍ مِنْ وبا ؟

***

فسألته عن أمَّةٍ كانت لها
............................... روحٌ بجسمٍ فارقته وولَّتِ
فأجابني: إنَّ مسَّ ضرٌّ أرضها
.........................لوَدِدْتُ لو كانَ المساسُ بمُهجتي
هذي بلادي أمَّةٌ وعزائمٌ
............................... إنْ تُدْعَ يوماً للجلائلِ لبَّتِ
واللهِ لو عادَ الزَّمانُ أعيدُهُ
..............................حسبي بأني قد قُتِلْتُ لأمّتي

***

وطني عشَقتُ كُرُومَهُ وبحارَه
.........................وطنينَ نحلٍ حولَ زهْرِ النرجِسِ
أبْني بعقْلي باليمينِ فأضرِبُ
..........................لا بالكؤوسِ الطافحاتِ فأحتسي
لا أبتغي من قومِ شَرٍّ عطْفَهُمْ
..............................أوْ انحني كالمارقِ المتلمِّسِ
خيرُ الرجالِ كرامةً وطهارةً
.......................من ماتَ موتي قرْبَ بيتِ المقدِسِ


الساعة الآن 09:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w