أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   منتدى الشعر الفصيح ( المنقول ) (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=394)
-   -   أَنَّى تَغيبُ ونورُ وجهِكَ ساطعُ (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=106671)

الاكاديمي 14/03/2015 08:09 AM

أَنَّى تَغيبُ ونورُ وجهِكَ ساطعُ
 

{ أَنَّى تَغيبُ }=
أَنَّى تَغيبُ ونورُ وجهِكَ ساطعُ = وظباءُ حُبك في الفؤادِ رواتـعُ
أَنَّى تَغيبُ وأنتَ في عيني ضُحى = يَزهُو وبرقٌ في خَيالي لَامـعُ
أَنَّى تغيبُ وأنتَ بين جَوانحي = شمسٌ وفي الظلماءِ بـدرٌ طالعُ
أَنى تغيبُ وأنتَ ظِـلٌ عندما = تشـتدُ رَمضائي إِليهِ أُسـارعُ
حَاصرتَني في نصفِ دائرةِ الهوى = وأَنا بحظي مِن حِصارِكَ قانعُ
مِن أينَ أخرجُ والسياجُ يحيط بي = مِن كُلِ ناحيةٍ وأمرُك قاطعُ
وأَنا أَقـولُ لظبية الشعرِ التي = ربيـتـها إن المسافـرَ راجعُ
يا ظبيةَ الشعرِ اطمئني إنني = ما زلتُ في كتبِ الـحنينِ أراجعُ
في القلبِ شيءٌ قيلَ لي هُو لوعةٌ = وأَنا أقولُ هُو الحريقُ اللاذعُ
وبمقلتي نهرٌ سينقص قـدره = لو قلت هذي في العيونِ مَدامعُ
وأمامَ أبوابِ المشاعرِ نبتـةٌ = في غُصنِها ثـمرُ المودةِ طالعُ
يا ظبيةَ الشعرِ المؤجج في دمي = تيهي فصِيتُكِ في فؤادي ذَائعُ
عاقبتني لـما شكوتُ وإنما = أشكو لأن الـحق فينا ضائعُ
ولأن جدران الكرامة هدمت = في أمتي والذل فيـها شائعُ
وَلِأَنني أَبصرتُ ثعبانَ الهوى = في نَابِه المشؤومِ سمٌ نَاقـعُ
وَلِأنني أبصرتُ مَا لم تبصري = فهناك ذئبٌ عندَ بابِك قابعُ
إني أقولُ لمن يُعاتبني أَفِق = فأنا بسيفِ الشعرِ عنك أُقارعُ
أنظر إلى لون السلام وطعمه = مُر مذاقته ولـونٌ فاقـعُ
قَالوا السلامَ أتى فتابعنا الذي = وصفوا فبان لنا الكلام الخادعُ
قلنا لهم أين السلام فما نرى = إلا أكف الواهـمين تبايـعُ
شتّانَ بين مُسالمٍ ومتاجرٍ = إن المُتاجر للكرامةِ بَـائعُ
في كفِ داعيةِ السلامِ مزاهرٌ = وبكف تجارِ السلامِ مَقامعُ
أرأيتَ في الدنيا سلامًا عادلا = تدعو إلـيه قنابلٌ ومدافعُ
إني لأخجلُ حينَ أضحكُ لاهيًا = وقد ارتمى في الأرضِ طفلٌ جائعُ
إني لأخجلُ حِين أُشغَلُ بالهوى = وَعَفاف ليلى البسنوية دَامعُ
إني لأخجلُ حينَ أُبصِرُ أمتي = تـهفو إلى أَعدائِها وتـوادعُ
مَا زلتُ أدعوها ويجمُدُ في فمي = صوتُ المحبِ ولا يجيبُ الخاضعُ
مَا زلتُ أدعوها وألفُ حِكايةٍ = تُروى عن الأهلِ الذين تقاطعُوا
عن إخوةٍ رَكِبوا الخلافَ مطيةً = وإلى سراديبِ الشقاقِ تدافعوا
يا أمةً يسمُو بها تاريخها = ويسوقها نحو الضـياعِ الواقـعُ
يا أُمةً تُصغي إلى أهوائِها = وتسد سمعًا حينَ يصدعُ صادعُ
يا أُمةً ما زلتُ أسألُ حالهَا = عنها فتنطق بالجوابِ فواجعُ
ما لي أراكِ فتحتِ أبواب الهوى = وقَبلتِ ما يدعو إليه الطامعُ
يممتِ غربًا والحقائقُ كلُها = شرقٌ وفي يدكِ الدواءُ الناجعُ
ما لي أراكِ مددتِ للمالِ الربا = جسرًا وفي القرآنِ عنه قوارعُ
أنسيتِ حرب اللهِ وهي رهيبة = أوما لديكِ من العقيدةِ رادعُ
أوَ غاية الإسلامِ عندكِ أن يُرى = لك في الوجودِ معاملٌ ومصانعُ
أنسيتِ أن الناسَ فيكِ معادنٌ = أنسيتِ أن الأرضَ فيكِ مواضعُ
لا تُخدَعي، بعضُ الوجوهِ قبيحةٌ = وتزينها للنـاظرين براقعُ
وإذا أرادَ اللهُ نـزعَ ولايةٍ = عَمي البصيرُ بها وصُمَّ السامعُ
يا أمتي عوتبتُ فيكِ وإنما = خشي المعاتب أن يسوءَ الطالعُ
قالوا: تُدافع بالقصائدِ قلتُ: بل = بيقينِ قلبي عن حِماكِ أدافعُ
شبت عن الطوق الحروف فما= بها حرف يزيف رؤيتي ويخادعُ
أسلمتُ للرحمنِ ناصيتي فما = تلهو القصائد أو يغيب الوازعُ
إني أتوق إلى انتصار عقيدة = فيها لأنهارِ النجاةِ منابعُ
قالوا: تروم المستحيل؟ فقلت: بل = وعدٌ من الرحمنِ حقٌ واقعُ
والله لو جرفَ العدو بيوتنا = ورمت بنا خلفَ المحيطِ زوابعُ
لظللتُ أؤمن أنَّ أمتنا لها = يومٌ من الأمجادِ أبيضُ ناصعُ
هَذي حقائقنا وليست صورةً = وهميةً فيها العقول تنازعُ
أنا لنْ أملّ من النداءِ فربما = أجدى نداء من فؤادي نابعُ
شعر : عبدالرحمن العشماوي=

الــوســام 14/03/2015 04:53 PM

الله الله على الذوق الرائع والاختيار المميز
يعطيك الف عافيه أبو عاصي على ماتحفتنا به
من ادب عبدالرحمن العشماوي


الساعة الآن 06:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w