![]() |
الخليفة والفقير
استدعى أحد الخلفاء شعراء مصر . فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء . فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة.
فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم . ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة قال له : من أنت ..؟ وما حاجتك ..؟ فأنشد الرجل : ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي فقال الخليفة : املؤا له الجّرة ذهباً وفضّة . فحسده بعض الحاضرين وقالوا : هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال فلربّما أتلفه وضيّعه . فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء .. فمُلئت له جرّته ذهباً . وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء .. فبلغ ذلك الخليفة .. فاستدعاه وسأله على ذلك فقال : يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجود .. فأعجب الخليفة بجوابه وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات وقال : الحسنة بعشر أمثالها .. الناس للناس مادام الوفاء بهم والعسر واليسر اوقات وساعات .. وأكرم الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات .. ﻻ تقطعنّ يد المعروف عن أحد ما دمت تقدر واﻻيـام تـــارات .. واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت إليك ﻻ لك عند الناس حاجات .. فمات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات . |
الساعة الآن 08:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع