أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

حيرة قلب

إن تعشقيني تعشقي رجلا . . . . خانته أيام الهوى فوفى

يستقبل الأيام مصطبرا . . . . . . يستدبرُ الأحزان مُنتصفا

يلقى الأذى فيظل مسترقاً . . . . . أُنس الحياة إذا الزمان غفا

مُتوسد الأحزان مفترشاً . . . . . أرض الشقاء وبالمنى التحفا

حظي معذبتي على جرف . . . . . هارٍ إذا لم تمسكيه هفا

لم يعرف الأحلام قاطبة . . . . . كلا ولا حلو الهوى عرفا

لما رسمتكِ قلت : سيدتي . . . . . كالبدر تبدو حينما انتصفا

ماذا فعلتِ بشاعرٍ دنف . . . . . ما كان قبلك شاعرا دنفا

حتى بدوتِ فقلت : غاليتي . . . . . . من ذا يلوم البدر إن كسفا

أهلا وسهلا يا معذبتي . . . . . . فهواكم قد زادني شرفا

فالحسن مر الغيد في عجل . . . . . حتى رآك فظل معتكفا

والقلب أنكر كل معرفة . . . . . . حتى أتيت فخرّ معترفا

وصرفتِ قلبي عن سواكِ هوى . . . . . . إلا عليك فإنه عطفا

سحرٌ حلال لا يدي ملكت . . . . . . أمراً وقلبي فيه قد شُغفا

وغرقتُ في نهر الهوى وأرى . . . . . غيري إذا ما مرّه ارتشفا

مُتجاذب : قلبي على طرف . . . . . . وأرى زماني ممسكا طرفا

أسفي على الأيام ماضية . . . . . لا تسترد بقول : وا أسفا

جافيتُ قوما لا خلاق لهم . . . . . . فقلوبهم قد أمطرت كسفا

جوفاء إلا من مثالبهم . . . . . . حتى غدت من نتنها جيفا

قالوا صف الأشجان قلت لهم . . . . . . إن العظيم يهان إن وصفا

أخفي من الآلام أعظمها . . . . . . وأبث - إن قالوا قل – النتفا

لو أشتكي للصخر سيدتي . . . . . . ما قد لقيت من الورى .. رأفا

وعشقتُ حزني وهو يفتك بي . . . . . عجبا لقلب يعشق التلفا

أمضي على درب العلا قدما . . . . . . ما قلتُ يوما : صاحبي قفا

يا صاحبيّ دعو الملام فقد . . . . . أسقيتُ طعم الحزن مختلفا

مرّ ويعذبُ حين يجعلني . . . . . ألقى الحياة وما بها زيفا

من أسلم الأيام مهجته . . . . . كمسلّم للبحر حين صفا