أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

قلم شخص الزهراني (والمرجع من كتاب لطائف المعارف)
الجميع يحفظ ويردد بيت ابي العتاهيه
الا ليت الشباب يعودوا يوما
فأخبره بما فعل المشيب
ولكن مع دخول فصل الشتاء وخاصة في المناطق التي يكون البرد فيها شديد البروده تصاب عقولنا بالعتاهية فنحرف قصيدة ابى العتاهيه ونقول
الا ليت الصيف يعودا يوما
فاخبره بما فعل الشتاء
ولا يعجبنا في الشتاء الا الليل لنشبع نوم

والحقيقة لو نظرنا الى النهار من الشتاء لوجدناه قصير وعلى هذا يستطيع المؤمن ان يصوم نهاره من غير مشقة فلا يحس بالجوع ولا العطش لان النهار قصير وبارد فهي غنيمة باردة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة)

واما الليل فهو طويل وعلى هذا يحصل الجسم على كفايته من النوم الصحي
ولكن افضل ما ينبغي للمؤمن فعله في الشتاء ان بامكانه ان يحصل على كفايته من النوم ثم يقوم ويتوضأ ويصلي ويقرأ القرآن وبهذا يقول الامام ابن رجب الحنبلي قد اكمل المؤمن مصلحة دينه وراحة بدنه وذلك عكس فصل الصيف الذي يقصر فيه النهار فيغلب النوم فيه
ومن فضائل الليل في الشتاء قول ابن مسعود رضي الله عنه : تنزل فيه البركه ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام
واما الوضوء في (اليوم الشاتي) شدة البرد من اعلى خصال الايمان
فهذه فائدة الشتاء على المؤمن
فقيل:
ان زمان المؤمن الشتاء
ليله طويل يقومه
ونهاره قصير فيصومه
وقيل ايضاً انه ربيع المؤمنين يرتعون في سبيل بساتينه بالطاعات ويسرحون في ميادين العبادات وينزهوا قلوبهم في رياض الاعمال الميسرة فيه