الطلاق الصامت...!
وهو نوع من الفتور في العلاقة بين الزوجين
وهو كالقنبلة الموقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة
لماذا يأتي الملل والفتور بعد الزواج من أين يأتي هذا الإحساس القاتل الذي يدمر أسر بأكملها ،هم لم يفترقوا ولكن يستمروا تحت أسم الطلاق الصامت. وغالباً ما تكون الحياة الزوجية بين الزوج والزوجة شبه منعدمة، منفصلين تحت سقف واحد ينام كل منهما في غرفة مستقلة و لا يميلان لبعضهما البعض و لا رغبة لهما معا،مع وجود أطفال صغار، والبداية تكون منذ سنوات وسنوات، قد يكون أكثر من 15 سنة، هو عمر الزواج بينهما ، و أحياناً لا تقوى الأيام لا تقوى الأيام على إصلاح ما بينهما .
..
لكن لماذا لم يتجرأ أي طرف ويسأل نفسه أين ذهب الحب الذي جمع قلوبنا والذي كان سبب ارتباطنا يبعضنا البعض ، وهل فعلا ذهب الحب بلا رجوع؟
مأساة الطلاق الصامت
=============
بين نظرة المجتمع السلبية للمرأة المطلقة ، وهروب الزوج من مسئولية الأبناء المادية والاجتماعية ، وتحت وطأة حرص الأهل على عدم إتمام الطلاق الرسمي ، نشأ الطلاق الصامت في العديد من البيوت العربية لقد كشفت دراسة ميدانية كويتية، قامت على عينة تقدمت بطلب الطلاق، بعد معايشة للطلاق الصامت، لم يستطع بعضهم تحملها، أن المتوسط السنوي المتوقع لعدد حالات الطلاق 4924 حالة بحد أدنى 4112 حالة بحد أقصى 5909 خلال 2006 ـ 2010.
ظاهرة خطيرة..تخيم على المجتمعات العربية كافة..ظاهرة الطلاق الصامت..وما تحمله هذه العبارة من معان عديدة وتبعات أكثر ..على جيل بل مجتمع بآسره..
ولابد أن نفرق بين الخرس العاطفي والطلاق الصامت..فالأول أرضيته الحب والمودة ولكنها في حالة تجمد وقتي ما تلبث أن تزول بزوال السبب.
وأسبابه عديدة
1-عدم التوافق الكافي والتقارب في الطباع والذكاء والمستوى الاجتماعي
2- الخلافات الدائمة ، وتدخل الأهل ، وسوء الاختيار ، كلها أسباب تؤدي إلى استحالة العشرة ، وبالتالي يكون الانفصال النتيجة الطبيعية ، ولكن بقاء الطليقين تحت سقف واحد هو الجديد في الأمر .
كل ذلك يؤدى إلى أتساع الهوة بينهما والوصول للحظة الانفجار ومع تدخل الأهل لحل هذا الصراع النفسي ومع وصول الأطفال يكون التكبيل والالتصاق بهذا الروتين القاسي على النفس ..فقد فات أوان الفرار..
فينشأ نوع من العلاقة المتهرئة ..علاقة هلامية ذات إطار اجتماعي يوهم بأن هناك في هذا المكان أسرة وكيانا متكاملا ..ولكنه في الحقيقة.. يكون كلا الطرفين قد بات منعزلاً في كهف خاص به أي أن هناك كهفين وربما أكثر في داخل هذا القبو المظلم الصامت .وذلك.لو تأثر الأطفال بهذ الجو الخانق ويشتد الهم ويصبح الوقت بينهما ثقيلا ..يطبق على الصدر..فقد خرجت المودة..وأستوطن الشجار الصامت.. تنعكس أثارها في صورة مرض أو على الأطفال حيث يكونوا الضحية المغتالة براءتها وهم لا يشعرون
وفى مجتمع تربى على أن كل شيء يختص بالمشاعر عيب وحرام..فعيب أن تصرح الزوجة أنها في حاجة إلى مشاعر حقيقية ..فطرتها التي فطرها الله عليها وحرمها عليها المجتمع ..تحت مسمى تحملي وعيب البداية من جديد.. بالرغم من قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وإن يتفرقا يُغن الله كُلاً من سعَتهِ ) وترك هذا المجتمع الحبل على الغارب للرجل..ومثنى وثلاث ورباع.. تاركاً في البيت أتونا من المشاعر الملتهبة جاهز للإشعال في أي لحظة ومع أول همسة أو لمسة تقترب منه..فلحظات الضعف الإنساني تجد الأرض الخصبة في تلك الظروف.
قد يكون نزع فتيل الاشتعال
بصرخة موجعة
من أحد الإطراف موجهة لقلب هذه الحياة الصامتة هو الحل الأمثل..
قد يرتج الجسد من الطعنة ولكنه سيتعود الوضع وآلام الجراح أحياناً..أو قد تكون الإفاقة
منقول
|