عرض مشاركة واحدة
قديم 08/10/2004, 04:06 AM   #9
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 10/06/2025 (02:09 AM)
 المشاركات : 64,163 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



الــبــــلاغـــة



كثرت الأقوال في البلاغة قديماً في معنى البلاغة
سئل ارسطو : مالبلاغة؟ قال حسن الاستعارة. وقال أكثم بن صيفي : في خطبة له : البلاغة الإيجاز.
وعرف ابو هلال العسكري البلاغة فقال : انها مأخوذة من قولهم بلغت الغاية اذا انتهيت اليها فهي كل ماتبلغ به المعنى قلب السامع فتمكنه في نفسه على صورة مقبولة حسنة.
وذهب السكاكي الى ان البلاغة هي بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حداً له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها وايراد انواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها.

والبلاغة هي : تأدية المعنى الجليل بعبارة صحيحة فصيحة. يكون لها في النفس اثر كبير مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون.

عناصر البلاغة :لفظ
ومعنى

وفي كتب البلاغيين جدل شديد حول اللفظ والمعنى لمن المزية في الكلام ؟
وباعتبار ان البلاغة تتمثل في النصوص المكتوبة او الملفوظة فأين تكون البلاغة , في اللفظ ام في المعنى؟

اللفظ:
قال الجاحظ في كلمته المشهورة ( والمعاني مطروحة في الطريق.......)
وجاء العلماء بعد الجاحظ يرددون قوله ويؤيدون رأيه ويرجحون جانب اللفظ .
قال ابو هلال العسكري( ليس الشأن في ايراد المعاني لأن المعاني يعرفها العربي والأعجمي والقروي والبدوي وإنما هو في جودة اللفظ وصفاته وكثرة طلاوته ومائه مع صحة السبك والتركيب..)
وسار في هذا الاتجاه ابن خلدون ..., واحمد حسن الزيات من المعاصرين وتابع هذا النهج .
وأدى هذا الأتجاه بفريق من الأدباء العرب فيما بعد الى ان ينزعوا على جانب تفضيل الالفاظ والأهتمام بالأساليب على حساب المعاني فغدا الأدب الفاظاً مرصوفة وقوالب جامده واجساماً من دون ارواح فانحط الأدب.

المعنى:
اما الفريق الثاني والذي انحاز الى جانب المعنى فنجده ممثلاً في رأي ابن جني في كتابه ( الخصائص )
حيث افرد في هذا الكتاب باباً مستقلاً جعل عنوانه " باب في الرد على من ادعى على العرب عنايتها بالالفاظ واغفالها المعاني"فرأى ابن جني
ان العرب اذا اعتنت بالفاظاها انما هي اصلاً تخدم المعاني التي تحملها تلك الألفاظ . والمعاني عندها اكرم قدرا وارفع شأنا واعلى مكانا من الالفاظ
والشأن كل الشأن للمعاني.

مدرسة النظم:
مدرسة النظم هي التي تظم الفريق الثالث وهو الأعم في تاريخ رجال البلاغة العربية فقد وحد النظرة الى وجهي الكلمة : لفظها ومعناها.
ورأى فيها جسداً وروحا متكاملتين اذا اعتل احدهما اعتل الآخر . ومن زعماء هذا الفريق عبد القاهر الجرجاني في كتابه ( دلائل الاعجاز ).

اقسام البلاغة
1- علم المعاني
2- علم البيان
3- علم البديع

عــلــم الــمـعـاني


علم يعرف به احوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال مع وفائه بغرض بلاغي يفهم ضمناً من السياق ومايحيط به من قرائن.
وعلم المعاني يتألف من المباحث التالية :
1- احوال الإسناد الخبري.
2- احوال المسند اليه.
3- احوال المسند.
4- احوال متعلقات الفعل.
5- القصر.
6- الإنشاء
7- الفصل والوصل.
8- الإيجاز والإطناب والمساواة.

الخبر والإنشاء:
الكلام اما خبر أو إنشاء.
فالخبر : ماتقصد فيه المطابقة بين النسبة الكلامية والنسبة الخارجية , أو يقصد عدم المطابقة بينهما . فإن تطابقت النسبة الخارجية والنسبة الداخلية فهو الصدق.
وان لم تتطابقا فهو الكذب.
كقول: سافر الرجل الى مكه. فالسفر هو النسبة الكلامية وحصول السفر من عدمه هو النسبة الخارجية .
والإنشاء : ماليس فيه قصد لتلك المطابقة ولا لعدمها او ما يعبر عنه بانه مالايحتمل الصدق والكذب.

الخبر:عرض ابن قتبية لموضوع الخبر فقال " الكلام اربعة ...أمر – وخبر – واستخبار- ورغبة .
ثلاثة لايدخلها الصدق والكذب وهي : الأمر والاستخبار والرغبة
وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر.

والخبر ماجاز تصديقه او تكذيبه وهو إفادة المخاطب امراً في ماض او مستقبل .

احوال الاسناد الخبري:
الاسناد: ضم كلمة او مايجري مجراها الى اخرى او مايجري مجراها ليفيد الحكم بأن مفهو احداهما ثابت لمفهوم الأخرى أو منفي عنه.
والمسند والمسند اليه ركنا الجملة الخبرية والانشائية.

الغرض من القاء الخبر :
من يصدر عنه الخبر لايقصد الا احد امرين:
1- افادة المخاطب الحكم الذي يجهلة وتسمى هذا الافادة فائدة الخبر .
2- افادة المخاطب انه عالم بالحكم ويريد اخبار المخاطب انه عالم بالامر وتسمى هذه الإفادة لازم الفائدة.
وقد يلقى الخبر لأغراض اخرى تفهم من سياق الكلام منها مايلي:
- بفصد التحسر والتحزن:
كقول الشاعر:


قومي هم قتلوا أميم أخي=فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفون جللاً= ولئن سطوت لأوهنن عظمي

1
2 قومي هم قتلوا أميم أخـي فإذا رميت يصيبني سهمـي
فلئن عفوت لأعفون جلـلاً ولئن سطوت لأوهنن عظمي



- ابو بقصد الفخر:
كقول المتنبي:


أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي= واسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني=والسيف والرمح والقرطاس والقلم

1
2 أنا الذي نظر الأعمى الى أدبـي واسمعت كلماتي من بـه صمـم
الخيل والليل والبيـداء تعرفنـي والسيف والرمح والقرطاس والقلم



- او بقصد اظهار الضعف والعجز:


ان الثمانين وبلغتها= قد احوجت سمعي الى ترجمان

1 ان الثمـانـيـن وبلغـتـهـا قد احوجت سمعي الى ترجمان



- او بقصد الاسترحام والاستعطاف: كقول ابن المهدي:


اتيت جرما شنيعاً= وانت للعفو اهل
فإن عفوت فمـّن=وان قتلت فعدل

1
2 اتيت جرما شنيعاً وانت للعفو اهل
فإن عفوت فمّن وان قتلت فعدل



- او بقصد التذكير بين المراتب بعضها فوق بعض:
كقوله تعالى(( لايستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم))

- او بقصد تحريك الهمة الى مايلزم تحصيلة :
كقوله تعالى: (( انما يخشى الله من عباده العلماء))

- او بقصد توبيخ المخاطب
- او بقصد التهديد
كقوله تعالى : (( وماربك بغافل عما يعمل الظالمون))

اضرب الخبر:
اضرب الخبر ثلاثة وفقاً لحالات المخاطب , فالمخاطب بالحكم اما ان يكون خالي الذهن من الحكم والتردد فيه
او يكون سائلاً عنه مترددا فيه
او يكون منكراً له .

فاذا كان المخاطب كما في الحالة الاولى خالي الذهن سمي الخبر : ابتدائياً.
واذا كان المخاطب مترددا في الحكم طالبا له سمي هذا الخبر : طلبياً.
اما اذا كان المخاطب منكراً للحكم ويسمى هذا الضرب انكارياً.

المؤكدات:
هذه بعض ادوات التوكيد :
إن بكسر الهمزه- لام الابتداء – اما الشرطيه- السين – قد التحقيقيه- ضمير الفصل – القسم – نونا التوكيد – الحروف الزائده – احرف التنبيه


الإنشاء :
الإنشاء كما سبق هو مالايحتمل الصدق او الكذب او مايتوقف تحقق مدلوله على النطق به مثل : اغفر وهب.
والإنشاء نوعان:
1- طلبي وهو مايستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب كقول ابي تمام:


لاتسقني ماء الملام فإنني= صبٌ قد استعذبت ماء بكائي

1 لاتسقني ماء الملام فإننـي صبٌ قد استعذبت ماء بكائي



ويكون الطلبي بالأمر – والنهي والاسنفهام والتمني والنداء.

2- غير طلبي : وهو مالايستدعي مطلوباً وله صيغ كثيره مثل التعجب والمدح والذم والقسم وصيغ العقود ....
قال الجاحظ:


فنعم صديق المرء من كان عونه=وبئس امرؤلايعين على الدهر

1 فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤلايعين على الدهـر



تبادل الخبر والإنشاء:
في اللغة العربية صيغ كثيره ظاهرها الخبر وحقيقتها الإنشاء والبلاغيون يهتمون بحقيقتها لابظاهرها
مثل : رحم الله فلانا . اعادك الله الينا سالماً ..... انها اخبار في ظاهرها ولكنها انشاء في حقيقتها واصلها ادعية
الله ارحم فلانا...اللهم اعد فلانا الينا سالماً.
وفي اللغة ايضا صيغ كثيره ظاهرها الإنشاء وحقيقتها الخبر .
كقوله تعالى ( فلارفث ولافسوق ولاجدال في الحج )


الإسناد الحقيقي والإسناد المجازي:
والاسناد الحقيقي هو اسناد الفعل او مافي معناه الى ماهو له عند المتكلم .
والاسناد المجازي : هو اسناد الفعل او مافي معناه الى غير ماهو له لعلاقة مع قرينة مانعة من ارادة الاسناد الحقيقي .

الفرق بين المجاز العقلي والمجاز اللغوي :
المجاز اللغوي يكون في الألفاظ المفردة والمركبة . والمجاز العقلي يكون في الاسناد . وهو تصرف عقلي محض .
ولهذا المجاز فضل وشرف بين فنون البلاغة والبيان يقول عبد القاهر الجرجاني : في دلائل الاعجاز:
هذا الضرب من المجاز كنز من كنوز البلاغة ومادة الشاعر المفلق والكاتب البليغ في الابداع والاحسان والاتساع في طرق البيان )


احوال المسند اليه :
تتعرض المسند اليه احوال من اجل مقتضيات واغراض وهي :
الحذف – والتعريف باسم الاشارة وبالموصول وبالاضافة وتنكيره وتقديمه.

احوال المسند:
تتعرض للمسند احوال منها :
الحذف : يحذف المسند لاغراض كثيره منها:
1- الاحتراز عن العبث بالظاهر مثل قوله تعالى (( ان الله بريء من المشركين ورسوله))
2- تخيل العدول الى اقوى الدليلين : اللفظ والعقل.
3- ضيق المقام عن ذكره.
4- افادة التحسر والتحزن .
5- اتباع الاستعمال الوارد على تركه.
6- تكثير الفائدة .

كون المسند اسماً او فعلاً :
من الاحوال الداعية الى ذكر المسند ان يتعين كونه اسماً فيفيد الثبوت والدوام او فعلا فيفيد التجدد والحدوث.

اطلاق المسند وتقييده:
يقتصر في الكلام حيناً على ذكر المسند والمسند اليه من دون تقييد الحكم بوجه من الوجوه فالحكم حينئذ مطلق ليذهب السامع الى كل مذهب.
والتقييد يكون باشياء كثيره منها النواسخ والشرط.


القصر :
هو تخصيص موصوف بصفه او صفه بموصوف بطريق من الطرق المصطلح عليها .
وينقسم القصر الى حقيقي . وغير حقيقي(اضافي)
وذلك لان تخصيص شيء بشيء اما ان يكون بحسب الحقيقة ولايتجاوزه الى غيره وهو الحقيقي مثل : ماخاتم الانبياء الامحمد.
واما بحسب الاضافة الى شيء اخر وهو الاضافي مثل: مافلان الا كاتب.

طرق القصر المشهورة اربع:
1- العطف
2- النفي والاستثناء.
3- إنما . مثل قول إنما فلان كذا .
4- تقديم ماحقه التأخير .

الفصل والوصل :
الوصل هو عطف مفرد على مفرد او جملة على جملة .
والفصل هو ترك العطف.

مواضع الفصل:
1- ان يكون بين الجملتين كمال الاتصال .
2- ان يكون بين الجملتين كمال الانقطاع.
3- ان يكون بين الجملتين شبه كمال الاتصال .
4- ان يكون بين الجملتين شبه كمال الانقطاع.
وكمال الاتصال هو ان يكون بين الجملتين اتحاد تام او امتزاج معنوي .
وكمال الانقطاع فهو ان يكون بين الجملتين تباين تام وذلك بان تختلفا خبراً وانشاءً. او بان لاتكون بينهما مناسبة ما .

شبه كمال الاتصال : هو ان تكون الجملة الثانية في محل جواب سؤال ناشىء عن الاولى.
شبه كمال الانقطاع : هو ان يكون بين الجملتين مايمنع من العطف .


مواضع الوصل :
1- ان يكون بين الجملتين كمال الانقطاع مع الايهام بان تكون احداهما خبرية والاخرى انشائية مثل : لا وايدك الله.
2- ان تكون الجملتان متوسطتين بين الكمالين مع اتحادهما في المعنى خبراً وانشاءً.
3- ان يقصد اشراك الثانية للاولى في حكم الاعراب حيث لامانع منه.

المساواة والايجاز والاطناب:
كل مايجول بخاطر الانسان يمكن ان يعبر عنه بثلاث طرق :
المساواة - الايجاز - الاطناب.


***


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس