نظر المأمون إلى ابن له صغير في يده دفتر فقال ما هذا بيدك فقال بعض ما تسجل به الفطنة. وينبه من الغفلة . ويؤنس من الوحشة. فقال المأمون: الحمدلله الذي رزقني من ولدي من ينظر بعين عقله أكثر مما ينظر بعين جسمة وسنه.
عن محمد بن نصر الحارثي قال: كان محمد بن كعب يقول: الدنيا دار فناء ليست بدار بقاء، رغبت عنها السعداء، وأسرعت إليها الأشقياء، فأشقى الناس فيها من رغب فيها، وأسعد الناس فيها من زهد فيها،
هي المعذبة لمن اطاعها، المهلكة لمن اتبعها.
قال الحسن : حملة القرآن ثلاثة: رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس، ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدر به عطف الولاة واستطال به على الناس، ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعياً وعابداً وهو خير الحملة.