تعددت الأمزجة ، الناس تجري خلف الهيلمان ، بل تجري خلف الرومانسية والدلال . تأثرنا بغيرنا وفسد ما بيننا
يتسابقن على الموضات ، بل على كل ما يلفت النظر . يتزينّ للحفلات والمواسم والأعياد ، والأزواج يعبثون
بالمشاعر ، بل لا يدركون هذا دامَها جميلة وتُنسب إليه . لله دركُنّ أُمهاتُنا ، كنتنّ تكدحن فيها كدحاً منذ أن يُرفع
صوت الحق فجراً ،لحين غسق الليل . تزددنّ جمالاً وبهاء مع كل عملٍ تقومنّ به . قد نُلام على هذا ،أو يُنظر لنا بإننا من يطالب بأن يُعيد التاريخ نفسه .أبداً الجمال مطلب ضروري لكنّ الدين أهم من هذا وذاك . كم من زوجة أسعدتْ زوجها بروحِها وعاطفتِها ، وحُسن تصرُفها ، أن سكنَ ونعم المودة بينهما، وإن ذهب للبحث عن قوت يومه ، كانت الوفيّة المخلصة .
خطب فلان هذا اليوم من فتاة جميلة ،وكان هذا ما يبحث عنه ، لكنّه لم يسأل عن دينها وخلُقها وتربيتها . المهم أن يقال لها مدام فلان . همُها البحث عن كل جديد ، ووضع المساحيق على الجبين ، لتزداد لمعاناً ، برهة من الزمن وبطل المفعول .
هذا اليوم الناس تتسابق على من تمتلك وظيفة ، دون النظر للحقيقة . من منّا يتمنى زوجة تقوم آخر الليل ليصليا في خشوع وسكينة .؟ من منّا من يتمنى زوجة حليمة وزهيدة .؟ من منّا من يتمنى أطفال عاشوا في مدرسة ( الأم )
مناهجُها خُلقٌ وعيشة حميدة .
الأخوات : حفيدات أمّهات المؤمنين ، هذا اليوم مررت بسوق ، كُثر الهرج والمرج فيه لوحدي ، سمعت عنه ولديّ حب الاستطلاع ، رأيت عجب العُجاب ، رأيت مالم أره في بلاد الغرب . كالبهائم السائبة في ذلك السوق ، من كان لديها الحياء وضعت خمارُها على شعرها ، وهنّ قلة ، أمّ الباقيات فلاحول ولاقوه إلاّ بالله . ينظُرن إليك في همز وغمز ، خرجت مُسرعاً إلى مركبتي . اتخذت مع نفسي عهداً أن لا أعود . .
حجابك أختي الزميّة ، بل شدّي يدك عليه . تآمر القوم بنا ونجحوا ويكادون أن يَطيحوا بأخر حصن لنا . نعم قلة حياء ودين ، والفطن منّا عليه أن يظفر
بذات الدين .
هذا الموضوع للفتيات ومن في حُكمهنّ
وللحديث بقيّة عن الشباب إذا كان
للعمر بقيّة
أخوكم د/ محمد الموسى