«سواليف الحريم» من الجوال إلى «الماسنجر»



تحقيق - أسماء أحمد:نقل عن صحيفة الرياض
سوالف النساء أو الحريم.. ظاهرة عالمية من أكثر الظواهر المدرة على شركات الاتصالات إيراداً في العالم نتيجة لهذا الهذر اليومي، وذلك على حساب العمل المنزلي.. المجتمع السعودي مثل غيره من المجتمعات يعيش في داخل هذه الظاهرة وعانى منها كثيراً.. بالرغم من أنها فيما مضى لم تكن تشكل خسارة على الأسرة نظرا لانها تدور مباشرة بين الاطراف النسائية المختلفة، أما فبعد وصول التقنية والخدمات الهاتفية من هواتف ثابتة ومحمولة باتت الخسائر بالمليارات والبلايين. تم صرفها من أجل السوالف والاحاديث والرسائل النصية..
كثير من الأسر عانت وما زالت تعاني من مشاكل هي وليدة الإسراف في الاستهلاك الهاتفي المبرر وغير المبرر والنتائج حالات طلاق متزايدة، ومشاكل أسرية باتت تبحث عن حلول لدى اصحاب الاختصاص والمؤسسات الاجتماعية وربما النفسية.. والكثير يعرف حقيقة ما سببته وتسببه كثرة السوالف والأحاديث الهاتفية من مشاكل سواء كانت المادية أو انشغال عن الاعمال المفيدة للانسان كالأعمال المنزلية.. ومذاكرة.. والدراسة.. عن هذه الظاهرة كان ل (الرياض) هذه اللقاءات مع مجموعة من المواطنات سيدات وفتيات فكان هذا التحقيق:
بداية تقول غادة القحطاني: إن ظاهرة سوالف النساء هي ظاهرة عالمية وليست محصورة في مجتمع دون آخر، بل إن التقنية في السنوات الأخيرة ساهمت كثيرا في انتشارها، وذلك من خلال الهواتف الثابتة والمحمولة ولا شك ان هذه السوالف ضاعفت كثيرا في الصرف المادي على هذه الاتصالات والاحاديث التي قد تكون غير مفيدة بالصورة الحقيقية لكل مجتمع ومن ضمنها مجتمعنا العزيز..
وتقول فاتن الوهابي طالبة جامعية: ظاهرة سوالف النساء او الحريم ظاهرة طبيعية منذ أقدم العصور، ولكن ومع التطور الكبير في جوانب الحياة وتوفر وسائل الاتصالات باتت واضحة وجلية، الأمر الذي ساعد على انتشارها بصورة لافتة. وبالطبع اتصالات الهاتف والجوال كلاهما يشكلان مجالا رحبا للصرف المادي على هذه المكالمات المتزايدة.
أحاديث مباشرة
مريم فهد طالبة ومتزوجة تقول: لا شك اننا جميعا نساء ورجال نشترك في تفعيل هذه الظاهرة وليست محصورة على النساء فقط فاستراحة الرجال ماذا يا ترى يدور فيها غير الأحاديث والسوالف والتعليقات كذلك الجلوس في المقاهي. اما النساء فوجود وقت كبير لديهن نتيجة الفراغ او عدم وجود عمل ساعد على تمضية الوقت في الاتصالات الهاتفية او الاحاديث المباشرة عبر الاتصالات الهاتفية.
وتقول بدرية العلي ربة بيت: لسنا وحدنا اللواتي يمارسن هذه الظاهرة حتى الرجال يشاركوننا في السوالف الاحاديث ولو اطلعت على فاتورة أحد الرجال فإنها تجاوزت الحدود المعقولة فهذه الظاهرة فيها إسراف وصرف وهدر مالي كبير كل أسرة قد تكون بحاجة ماسة للاموال المصروفة في سداد الفواتير، ولكن ما العمل لقد تعودنا جميعا على حب الاتصال وارسال الرسائل وتلقيها..
سعاد هلال موظفة تقول: من يقول ان النساء أكثر من الرجال في الكلام او حب الحديث فهو جدا غلطان فكلاهما مشارك في الهدر المالي لميزانية الأسرة نتيجة لحب الكلام والسوالف والأحاديث، والأمر بالتالي ليس محصورا على فئة دون الأخرى الجميع يشترك في هذه الظاهرة وانا مع اهمية التوعية والحد من تفاقم هذه الظاهرة فالكاسب من ذلك هي شركات الاتصالات في مختلف دول العالم المتعددة.. وتضيف قائلة: إن سوالف الحريم أمر طبيعي ولا غبار عليه فهي مجال رحب لتبادل الاخبار والمعلومات والحكايات ولكن بحدود. وتقول أخيرا ثريا يوسف طالبة كلية: إن السوالف النسائية نساء وفتيات تجاوزت المجالس النسائية وتطورت لتصل الى سوالف الشات والماسنجر والاتصالات عبرالانترنت بل هناك أجهزة حديثة وفرت الاتصال الدولي شبه المجاني مما ضاعف من الاتصالات وزيادة السوالف ..