الأخت في الله نسايم ليل : جزاك الله خير على قصة هذا الخبر ومن باب المشاركة في هذا الموضوع لي رأيي شخصي في هذه القصة يجب علينا جميعا وعلى كل إنسان يخاف الله عز وجل أن لا يحكم على أي إنسان من أول خطأ يبدر منه فجميع الأطراف في هذه المسألة يريدون الخير وفيهم الخير ، وهذا الشاب قد يكون فعلا كما ذكر أنه لا يقصد العناد في المسجد وذكر أنه على نيته وهو أنه فعلا انتهت الصلاة في المساجد الأخرى فلماذا لا تصلون وتقيمون الصلاة ولا يقصد من كلامه العناد وأيضا لا نستطيع أن نحكم عليه من إقامة الصلاة ثم الصلاة بالمصلين أنه أراد عنادا للمصلين أو عنادا لإمام المسجد فالله وحده هو يعلم الحقيقه ويبدو أنه صادق ،
كذلك : لا نستغرب من تصرف هذا الإمام من سحب الشاب من الصلاة ، والإمام أيضا بشر يخطىء ويصيب والكمال لله عز وجل فقد يكون هو متمشي بأنظمة وتعاليم الإمامة الملقاة على عاتقه وخاف أن يقال عنه : أن الإمام لا يحضر ويتأخر عن الصلاة وهو حريص على الإمامة جزاه الله خير ، فلو أن الشاب سكت وسأل عن الإمام أصحاب المسجد هل هذه طريقة هذا الإمام دائما مثلا يتأخر ؟ فربما أنه لا يتأخر دائما وهاذه أول مرة يتأخر عن الإمامة وقد يكون حدث له أمر طاريء
والمصلين : يعرفون إمامهم هل سيحضر أم لا ؟ ففي هذه القصة يبدوا أنهم لو انتظروا قليلا ، كما قرأنا وصبروا ها هو يأتي الإمام في الركعة الثانية وفعلا جاء الإمام ، فلماذا نلوم الإمام ؟ ولماذ نلوم الشاب ؟ والجميع ليس عليهم لائمة والجميع فيهم الخير والبركة .ويريدون الخير ، وتذكروا أن الكمال لله تعالى نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينهم يا حي يا قيوم وهذه كلها من الشيطان ، الذي عمل جاهدا خارج المسجد ، وهاهو يعمل داخل المسجد استطاع الشيطان أن يفتن بين الناس خارج المسجد واستطاع الشيطان أن يفتن بين الناس داخل المسجد فسبحا ن الله العظيم ،
وكذلك الأنبياء أنفسهم : أخطأوا واستغفروا الله تعالى ، قال الله تعالى عن يونس عليه السلام ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فأخذ الحوت يسري به في أعماق البحار ويقتحم به لجج الموج فسمع الحيتان تسبح للرحمن و سمع تسبيح الحصى لله فالق الحب والنوى ، ورب السموات السبع والأرضين السبع ، وما بينها وما تحت الثرى. ثم ذكر الله تعالى بلسان حاله
فأخبرنا عنه : الرب سبحانه ذو العزة والجلال صاحب الكمال الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر والبلوى ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )سورة الأنبياء وقال تعالى : ( فنادى في الظلمات ) ثلاث ظلمات ، ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل ثم قال تعالى ( فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه إلى يوم الدين ) قيل معناه : لولا أنه سبح الله تعالى في ذلك المكان ، وما ذكرالله بالتهليل والتسبيح والإعتراف لله والخضوع والتوبة إلي الله تعالى ، والرجوع والإنابة إلي الله عز وجل للبث هنالك إلى يوم الحساب ولبعثه الله من جوف بطن ذلك الحوت
وكذلك : موسى عليه السلام عندما قتل نفسا بغير حق ، عندما دخل المدينة على حين غفلة من أهلها وجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ، قال ( هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين )
وعن الربيع ابن أنس عن أبي العاليه : في قوله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) ومن الكلمات التي تاب الله عليه فيها ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) سورة الأعراف ، ومن الكلمات أيضا المقصودة بها في الآية هي : اللهم لا اله الا انت سبحانك وبحمدك ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الراحمين ، اللهم لا اله الا انت سبحانك وبحمدك ربي إني ظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد أنه كان يقول في قول الله تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) قال : الكلمات : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ، إنك خير الغافرين ، اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فارحمني ، إنك خير
الراحمين اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فتب علي ، إنك أنت التواب الرحيم
الأنبياء عليهم السلام : قد أخطأوا وأذنبوا فتاب الله عليهم فما بالنا بنحن الضعفاء وما بالنا بهذا الشاب وبهذا الإمام كلهم بشر ، فلا نحكم عليهم أنهم لا يخافون الله وأنهم فعلوا وانهم فعلوا، فالرجل الحكيم يحكم كتاب الله تعالى في أمور حياته ، والرجل الحكيم يصبر والرجل العاقل يتروى في القصص والحوادث ولا يحكم على الناس من أول حادثة إلا إذا كان هناك إصرار دائم على الخطأ وعناد دائم مستمر فهناك النصيحة أولا والنصيحة ثم النصيحة حتى نصل إلى حالة اليأس
فلعل الله تعالى : يتوب على جميع خلقه ، أن رجلا قال : ( والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي لقد غفرت له وأحبطت عملك ) فالحكم على الناس وتكفير الناس وتزكية النفس لا يرضاه الله عز وجل ، قال تعالى : ( ولا تزكوا أنفسكم نحن أعلم بمن اتقى ) ولو كل إنسان منا في هذه المواقف قال : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) لانتهى الموضوع كذلك لو أن الإمام ترك الشاب يكمل صلاته ، وجاء إليه وقال له : هذه المرة أسمح لك لأني حتى لو تأخرت يعلم المصلين أنني سأحضر حتى لو انتهت الصلاة ، وكذلك لو أن الشاب صبر قليلا لانتهت المشكلة
وهذا كله يدل على : أن الإنسان مهما بلغ من الجهل ومن العلم ومن المناصب والمسؤولية فلابد أن يخطىء بحكم أنه بشر ولذلك دائما في القرآن الكريم يأتي قوله تعالى : ( سبحان الله) وأيضا قوله تعالى : ( فسبحان الله )وهذا تنزيه لله تعالى من النقائص والعيوب وأن الكمال لله تعالى ، وليس للبشر فهم لا زالوا بشر ولو كان هناك فعلا تمادي متواصل من بعض الناس في الكثير من الأمور سواء إمامة مسجد أو غيره
فالناس : يعلمون ذلك التمادي ، سواء في مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو دائرة عمل لأنه دائم ومستمر الحدوث ، لكن يبدوا أن القصة لا يوجد فيها حدوث واستمرارية في هذه الخطأ ويبدوا أنها أول مرة تحدث ولم تحدث من قبل ، فلا نريد الحكم على الناس والآخرين من أول مرة فهم بشر
وبعض الناس : مظلومين فعلا سواء الشاب أو الإمام أو أي إنسان آخر عندما يخطيء لأول مرة يعني لو أخطأ لأول مرة لقال الناس فيهم وتكلموا عنهم وقالوا : هؤلاء هم الذين فعلوا وفعلوا وارتكبوا خطأ كبيرا ، وهم لا يخافون الله وهم مجرمين وتلاحقهم التهمة سنين وسنين بأنهم فعلوا وفعلوا بينما المشكلة بسيطة ولا تستاهل كل هذا الظلم من الناس لهم ، ولم تحدث إلا مرة واحدة لكن الناس لا يتركون الناس في أحوالهم وهاجموهم من أول خطأ والتصقت بهم التهمة فالناس لا يتركون الناس في أحوالهم وكذلك الصادق والكاذب والمخطيء والمصيب كلهم ناس وكل يسخر من الآخر ولا تعلم من هو على الطريق المستقيم الناقد أم المنتقد فالله هو العالم بعباده ويعلم ما في الضمير ، والحقيقة أخيرا يبقى الجميع بشر والكمال لله وفيهم الخير والبركة جميعا الشاب والإمام والله يصلح فيما بينهم اللهم آمين يا حي يا قيوم والمسألة بسيطة والشيطان هو السبب ، يعطيك العافية نسايم ليل ولك كل الاحترام والتقدير. . المـوج الجندبي
|