المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
الطريقة المثلى في التعامل الصحيح مع الوالدين :
والطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها للتعامل مع الوالدين إذا بلغا هذه الحالة من الكبر والضعف .. أن نبحث عن رغباتهما فنلبّيها لهما ، حتى ولو لم نعقل معناها !! إليك أمثلة وقس عليها:
· تريد أن تتزوجَ .. فما المانع أن تأتي إلى هذا الأب أو هذه الأمّ .. بأدب وخفض جناح .. وتقبل رأسه _ أو رأسهما _ ثم تستشيرهما في هذا الأمر .. قل له _ ولنجعل كلامنا عن الوالد كمثال ويقاس عليه الأمُّ _:
يا أبتِ : هذه امرأة صفتها كذا وكذا ، وأهلها هم أولئك القوم .. من ذلك البلد .. أو تلك القبيلة .. ما رأيك ؟ أأتزوجها أم أن لك رأياً آخر ! ..
· تريد .. أن تشتري سيارة _ مثلاً _ استشره ، واعرض عليه هذا الأمر .. قد لا يُحسن المشورة في مثل هذه الأمور ..وقد لا يعرف أنواع السيارات ، ولا الغالي منها من الرخيص ! ، وقد يكون شيخاً هرماً لا يحسن إبداء الرأي ، لكن هذا التصرف منك يجعله يشعر أن قيمته في البيت _ بصفته أباً _ لا زالت قائمة ويؤخذ رأيه ..وقد لا تعمل بمشورته أخيراً ! لكن عرضك عليك الأمر قبل أن تتخذ أي قرار يجعله يوافق على رغباتك دون عناء .. ولربما ظن أنك إنما أخذت برأيه فاشتريت أو بعت أو تزوجت .. فتبعث فيه الروح ، والأمل ، وترتقي بنفسيته إلى مستوى ترى آثارها تلوح على صفحة محياه وعلى شفتيه !.
· تريد أن تبني بيتاً ، اسأله :
كم نجعل الغرف ؟
أين نجعل غرفتك الخاصة ؟
أين نجعل مجلس الرجال ؟ ومجلس النساء ؟
هل لك رأي في تخطيط المنزل ؟
· تريد أن تسافر لأداء العمرة ، أو الحج ، أو غير ذلك ، حتى انتدابات عملك الخاص .. فإنه لا مانع أن تستأذنه وتأخذ رأيه ... أشعره أنه صاحب الكلمة الأخيرة .
وهكذا الأمُّ .. اجعلها تشعر بأنك تقيم لها أعظم وزنٍ .. تجعلها تشترك معك في كل أمر وتبدي رأيها .. وأنت تتقبل ذلك كل من دون غضاضة .. ثم انظر بعدها كيف سيكون الحال ، وكيف أنك استطعت الوصول إلى قلب الأب والأم بأيسر السبل .
ألم أقل لك إن هذا يحتاج إلى فنٍ ، ولا يتقنه كل أحد ؟! .
فالوالد يجب أن تكون له الكلمة النافذة في البيت ، لا أن نذهب ونأتي ونسافر ونفعل ونفعل .. وهو كأنه قطعةٌ من أثاث المنزل .. لا يستشار .. ولا يؤخذ رأيه بحجة أننا لا نريد أن نشغله أو نقحمه في أمور لا شأن له بها ، أو نهمشه قصداً بُغية إراحته وعدم إزعاجه .. وقديما قال الشاعر _ يصف ضعف قبيلة _ :
ويقضى الأمرُ حين تغيب تيمٌ
ولا يُستأذنون وهم شهود !
هذه قبيلة لا وزن لها عند القبائل الأخرى .. فحضورها وغيابها سيان ! . والوالد يشعر بأعظم مما تشعر به هذه القبيلة من الألم والحسرات ! لأن الذي يمارس عليه هذا التهميش هو أحب الناس إلى قلبه .. ولده الذي _ ربما _ مكث سنوات طويلة ينتظر ولادته وكم كان يدعو الله كثيراً في حجه وصلاته { رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ } الأنبياء(89) " .. فجاء الولد بعد لأيٍ ! فإذا به يُسمع أباه تلك الكلمات التي لم يكن والده يتوقع سماعها منه يوماً !.
ويعجبني أحد الإخوة الذي زاملتهم سنوات ، وهو اليوم برتبة ( عقيد )[1] .. قال لي :_
أتعلم أنني لم أتسلم مرتبي كاملاً إلاّ بعد أن وصلت إلى رتبه ( رائد ) ؟
قلت:_ لماذا ؟
قال :_ لأننا _ ونحن أربعة إخوة _ كنا نعطي رواتبنا لوالدي الذي أُحيل على التقاعد ، فكان هو الذي يُصرّف أمورنا .. فقام ببناء بيوتٍ لنا ، وتزويجنا .. بل كان هو الذي يقوم على شؤون بيوتنا وزوجاتنا ! حتى إذا كان يومٌ ، جمعنا فيه .. فأعطى كل واحدٍ منا مبلغاً ليس بالقليل .. ثم قال :_
يا أولادي .. أنا قد كبرت ، ولم أعد استطع القيام بما كنت أقوم به من رعاية بيوتكم .. وهذا المال هو ما تبقى لكل واحدٍ منكم من مرتباتكم التي كنت أخذها منكم .. بنيتُ لكم بيوتاً .. وزوجتكم ولم أُقصرَّ معكم ! ، والآن دعوني أتفرغ لربي !
قلت له ( لصاحبي ) :_ لا شك أنكم ستفرحون بهذا ؟
قال لي :_ من قال هذا ؟.. بل لقد سالت دموعنا على خدودنا من الحزن .. فقد أحسسنا بأنه يودعنا . لم تمض سنوات طويلة على هذا الموقف حتى توفاه الله وهو راضٍ عنهم وهم راضون عنه فيما أعلم.
ومن المعلوم أيضاً .. أن كبير السنَّ قد يحتاج من أولاده _ الذكور والإناث _ إلى أمور تتعلق بنظافته ، والعنايِة به .. كما كان يفعل بهم وهم صغار ! فهذا يحتاج من الولد إلى صبر عظيم .. وتحملَّ واحتساب أجر وطول دعاء .. قد يحتاج الأبُ _ أو الأم _ إلى من يُدخله ( دورة المياه ) فيزيل عنه الأذى بيده .. فمن يستطيع ذلك ؟ إلاَّ من آتاه الله إيماناً ورحمة ! .
أثناء كتابتي هذه الأسطر ، ألقيت كلمة حول هذا الموضوع[2] وعلق عليها فضيلة الشيخ : حمد المرشد القاضي بمحكمة الخبر ، وذكر هذه القصة :
إني لأعرف شاباً ابتلي ابتلاءات عظيمة في بره بوالديه ، ذلك أن أمّه كانت عمياء ، فمشت يوماً في المنزل فسقطت على وجهها في تنور مليء بالجمر ، فأقعدت عن المشي سنوات طويلة ، فكان يغسل لها ثيابها ويصنع طعامها ، وينظفها ، حتى توفاها الله ، ثم قام بخدمة أبيه ، خمسة عشر عاماً بعد وفاة أمّه حتى أصابه الخرف ، فكان لا يميز ما حوله ، فإذا غضب على أحد بشدّة على وجهه ، إلاّ هذا الشاب فقد كان والله يرفع يده ليضربه فلا يستطيع ، فيعود يبكي ، وكأنه يعلم أن هذا فلان ابنه البار . فقلت في نفسي هذا والله من ثمرات البرّ في الدنيا قبل الآخرة . ثم صبر عليه حتى توفاه الله ، فوالله لا أعرف أحداً موفقاً مثل هذا الرجل اليوم .
من أعجب قصص البر التي سمعتها في هذا الزمن : وإنه ليحلو لي الآن أن أجعلكم تعيشون معي أحداث قصة لا أذكر أنني سمعت أجمل منها في حياتي _ حدثني بها رجلٌ من أحبابي[3] من لا أشك في صدقه طرفة عين _:_
أبٌ كبير في السنَّ .. كان يعاني من آلآمٍ تعصره عصراً ، في المسالك البولية إذ كان يشكو من جود حصاة سدّت مجرى البول حتى جَعلته يتلوى من الألم ، ومن جرب عرف ، فهذا بشهادة الأطباء من أقسى الآلآم التي يشعر بها من ابتلي بها .. حتى إذا اشتد عليه الألم في إحدى الليالي .. طلب من أبنه أن ينقله إلى المستشفى في مدينة الخبر _ وكانوا يسكنون في منطقة رأس تنورة بالمنطقة الشرقية من المملكة _ .. ، أي ما يقارب من 60 كيلومتراً .. قال .. فأركبه الابن سيارته ثم انطلق في منتصف الليل .. فلما انتصف الطريق اشتد أنين الأب ، فكان يطلب من ابنه أن يعطيه سكيناً كي يشق بها أسفل بطنه ليخرج البول ليستريح ! .. فما كان من هذا الولد إلاَّ أن وقف[4] سيارته بجانب الطريق ثم نزل وفتح باب السيارة من جهة أبيه .. ثم كشف عن ثياب أبيه والأب لا يعلم ماذا يريد أن يفعل به ابنُه .. ماذا تتوقعون ؟! لقد أخذ الولد ( يمصُّ ) ( ذكرَ )[5] أبيه حتى خَرجتْ تلك الحصاة من الحالب .. وخرج معها الدَّم والبول ..
فلما رأى الوالد ما صنع به ابنُه .. رفع يديه إلى السماء وقال بصوت متهدج باكٍ _ ودموعه تتقافز من عينيه _ : أسأل الله يا ولدي أن يرزقك رزقاً لا ينقطع ! .
قال محدثي :_ فوالله إن هذا الابن .. من أغنى الناس لدينا اليوم ..
علمتَ الآن _ بعضاً _ من الحِكم حول : لماذا خص الله تعالى حالة الكبر بالذكر مع أن الإنسان مطالب ببرَّ والديه على كل حال حتى لو كان الأب شاباً والأم شابة ؟.
بقي أن تعلم أن البحث عن رغبات الوالد وتلبيتها _ كما أشرنا إليها من قبل _ هي جزء من علاج هذه القضية. أعني _ تهميش الوالدين بحجة إراحتهما _ ..
إذا كانت رغبة هذا الوالد أن يذهب فيشتري حوائج المنزل .. فلُنتح له الفرصة ولنجعله يذهب إلى السوق .. فإن في ذلك راحةً له .. ولا تمنعه بحجة أن هذا يتعبه ويرهقه ، ولا تمارس عليه ضغطاً نفسياً وتظن بذلك أنك تريحه .
وإذا كانت رغبته أن يُستشار في الأمور التي نفعلها فإننا نستشيره ولا ينبغي أن نشعر بغضاضة في هذا الأمر ، وقد لا تعمل برأيه في نهاية المطاف لكن هذا يحتاج إلى ذكاء .. وهكذا أمور أخرى يطول بنا المقام في ذكرها .. المقصود أن نعرف كيف نتصرف مع الوالد أو الوالدة في المواقف ، وكيف نتلمس أحاسيسهما ونراعي مشاعرهما .. ولا نلجأ إلى التهميش بقصد عدم إتعابهما .
وانظر في نفسك أنت الآن .. لو صدر قرارٌ ممن يرأسك في عملك بنقلك إلى منطقة أخرى .. فقدمت على قومٍ لا عهد لك بهم ، ولا يعلمون ما تتمتع من خبرات وثقافات ، وشهادات ، فرأيتهم لا يهتمون بك ! ولا يقدرون ما تحمله من تلك المؤهلات .. فترى مَن هم أقلُّ منك علماً ، وخبرة ، وعملاً ، هم الذين يستشارون وهم الذين يُقدمَّون ويؤخذ رأيهم ، وأنت تعيش مهمشاً ، وكأنك قطعةُ أثاثٍ في مكتبك ! ألا تشعر بالألم ، والحسرة ؟! إن قلت : بلى ! قلنا لك : إن الوالد يشعر _ في حالة تهميشه _ بأعظم مما تشعر به ؛ لأن أمرك له أمدٌ ينتهي إليه ، لربما سنوات أو أشهر ثم تعود ، وتتلقى تلك التصرفات من أناسٍ لا تعرفهم وقد لا تعتب عليهم كثيراً لجهلهم بحالك ! ، لكن الأبَّ يعلم أن الذي يمارس عليه هذه الضغوط النفسية والتهميش هو ابنه الحبيب ، ثم يعلم أنه لا نهاية لهذه التصرفات والتهميشات إلاَّ أن يموت .. فيعيش في زفرات وتنهداتٍ تكاد تحرق فؤاده ..ولا يستطيع الشكوى إلى أحد ، فتنهار قواه .
ولعل من المناسب الآن أن أعرض لك بعض مَا جَاءَ فِي الْعُقُوقِ وَجُرْمِهِ وَعَظِيمِ قُبْحِهِ وَإِثْمِهِ . وشيئاً من الأسباب المؤدية إلى العقوق ، حتى تتجنبها وتعمل بضدها :
بعض مَا جَاءَ فِي الْعُقُوقِ وَجُرْمِهِ وَعَظِيمِ قُبْحِهِ وَإِثْمِهِ .
فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ , وَمَنْعًا وَهَاتِ , وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ : وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ } .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا ؟ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ , فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ } .
وَالْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَقَتْلُ النَّفْسِ , وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ } .
وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : { ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ فَقَالَ : الشِّرْكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ } , الْحَدِيثَ .
{ وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَتَبَهُ إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ , وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ الْحَقِّ , وَالْفِرَارُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ الزَّحْفِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ , وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ , وَأَكْلُ الرِّبَا , وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ , } الْحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ .
وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ وَالْبَزَّارُ وَاللَّفْظُ لَهُ بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدَيْنِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ { ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ , وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ, وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ. وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ, وَالدَّيُّوثُ, وَالرَّجِلَةُ مِنْ النِّسَاءِ} .
وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ شَطْرَهُ الْأَوَّلَ . قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الدَّيُّوثُ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ هُوَ الَّذِي يُقِرُّ أَهْلَهُ عَلَى الزِّنَا مَعَ عِلْمِهِ بِهِمْ . وَالرَّجِلَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ هِيَ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ . وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالنَّسَائِيِّ وَالْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ { ثَلَاثَةٌ حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ , وَالْعَاقُّ , وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ الْخَبَثَ فِي أَهْلِهِ } .
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ { يُرَاحُ رِيحُ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَلَا يَجِدُ رِيحَهَا مَنَّانٌ بِعَمَلِهِ , وَلَا عَاقٌّ , وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ } حَدِيثٌ ضَعِيفٌ .
وَرَوَى ابْنُ عَاصِمٍ بِإِسْنَادِ عَاصِمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا { ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا : عَاقٌّ , وَمَنَّانٌ , وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ } .
وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا { أَرْبَعٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُدْخِلَهُمْ الْجَنَّةَ وَلَا يُذِيقَهُمْ نَعِيمَهَا : مُدْمِنُ الْخَمْرِ , وَآكِلُ الرِّبَا , وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ } .
وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا { ثَلَاثَةٌ لَا يَنْفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرْكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَالْفِرَارُ مِنْ الزَّحْفِ } .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : { مِنْ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَشْتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ , وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ } .
وَفِي رِوَايَةٍ لِلشَّيْخَيْنِ { أَنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ , وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ } .
وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا صَحِيحٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ { جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَهِدْت أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , وَصَلَّيْت الْخَمْسَ , وَأَدَّيْت زَكَاةَ مَالِي , وَصُمْت رَمَضَانَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا , وَنَصَبَ أُصْبُعَيْهِ مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ } .
وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا بِاخْتِصَارٍ . وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ { أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَالَ لَا تُشْرِكْ بِاَللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْت وَحُرِّقْت , وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْك وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ } الْحَدِيثَ .
وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ { خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ثَوَابٍ أَسْرَعَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ , إيَّاكُمْ وَالْبَغْيَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عُقُوبَةٍ أَسْرَعُ مِنْ عُقُوبَةِ بَغْيٍ , إيَّاكُمْ وَعُقُوبَةَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَاَللَّهِ لَا يَجِدُهَا عَاقٌّ وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَلَا شَيْخٌ زَانٍ وَلَا جَارٍّ إزَارَهُ خُيَلَاءَ . إنَّمَا الْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَالْكَذِبُ كَلِمَةُ إثْمٍ إلَّا مَا نَفَعْت بِهِ مُؤْمِنًا أَوْ دَفَعْت بِهِ عَنْ دِينٍ . وَأَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا يُبَاعُ فِيهَا وَلَا يُشْتَرَى لَيْسَ فِيهَا إلَّا الصُّوَرُ فَمَنْ أَحَبَّ صُورَةً مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ دَخَلَ فِيهَا } رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ. وَفِي مَرْفُوعِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَالْحَاكِمِ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ{ مَلْعُونٌ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ } .
وَفِي مَرْفُوعِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ { وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ } .
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَالْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ الْحَاكِمُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه مَرْفُوعًا{كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ } .
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ : { كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ شَابٌّ يَجُودُ بِنَفْسِهِ قِيلَ لَهُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ , فَقَالَ كَانَ يُصَلِّي ؟ فَقَالَ نَعَمْ , فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَضْنَا مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى الشَّابِّ فَقَالَ لَهُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , فَقَالَ لَا أَسْتَطِيعُ , فَقَالَ لِمَ ؟ قَالَ كَانَ يَعُقُّ وَالِدَتَهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَيَّةٌ وَالِدَتُهُ ؟ قَالُوا نَعَمْ , قَالَ اُدْعُوهَا , فَدَعَوْهَا فَجَاءَتْ , فَقَالَ هَذَا ابْنُك ؟ فَقَالَتْ نَعَمْ . فَقَالَ لَهَا أَرَأَيْت لَوْ أُجِّجَتْ نَارٌ ضَخْمَةٌ فَقِيلَ لَك إنْ شَفَعْت لَهُ خَلَّيْنَا عَنْهُ وَإِلَّا حَرَقْنَاهُ بِهَذِهِ النَّارِ أَكُنْت تَشْفَعِينَ لَهُ ؟ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إذَنْ أَشْفَعُ , قَالَ فَأَشْهِدِي اللَّهَ وَأَشْهِدِينِي أَنَّك قَدْ رَضِيت عَنْهُ , قَالَتْ اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُك وَأُشْهِدُ رَسُولَك أَنِّي قَدْ رَضِيت عَنْ ابْنِي , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا غُلَامُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَاشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَقَالَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنْ النَّارِ } وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مُخْتَصَرًا .. وَرَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : نَزَلْت مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ ذَلِكَ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّتْ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إنْسَانٍ فَنَهَقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا , فَقَالَتْ امْرَأَةٌ تَرَى تِلْكَ الْعَجُوزَ ؟ قُلْت مَالَهَا ؟ قَالَتْ تِلْكَ أُمُّ هَذَا . قُلْت وَمَا كَانَ قِصَّتُهُ ؟ قَالَتْ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ إلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ ؟ فَيَقُولُ لَهَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ . قَالَتْ فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ . قَالَتْ فَهُوَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ . قَالَ الْأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ إمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ بِمَشْهَدٍ مِنْ الْحَافِظِ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .[6]
لعقوق الوالدين أسباب كثيرة منها:
1 - الجهل فالجهل داء قاتل، والجاهل عدو لنفسه، فإذا جهل المرء عواقب العقوق العاجلة والآجلة، وجهل ثمرات البر العاجلة والآجلة - قاده ذلك إلى العقوق، وصرفه عن البر.
2 - سوء التربية: فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة، وتطلب المعالي - فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.
3 - التناقض: وذلك إذا كان الوالدان يعلمان الأولاد، وهما لا يعملان بما يعلمان، بل ربما يعملان نقيض ذلك، فهذا الأمر مدعاة للتمرد والعقوق. فإذا سمع الولد أباه يتكلم عن البرّ بينما يمكث الأيام الطوال لا يعرف عن والديه شيئاً ، ولا يتصل بهما ، ولا يأمر أبناءه بذلك ، فإن هذا سيكون له انعكاسات نفسية على الأبناء ولا بد .
4 - الصحبة السيئة للأولاد: فهي مما يفسد الأولاد، ومما يجرؤهم على العقوق كما أنها ترهق الوالدين، وتضعف أثرهم في تربية الأولاد.
5 - عقوق الوالدين لوالديهم: فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق؛ فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهم عوقبا بعقوق أولادهما - في الغالب - وذلك من جهتين:
أولاهما: أن الأولاد يقتدون بآبائهم في العقوق.
وآخرهما: أن الجزاء من جنس العمل.
6 - قلة تقوى الله في حالة الطلاق: فبعض الوالدين إذا حصل بينهما طلاق لا يتقيان الله في ذلك، ولا يحصل الطلاق بينهما بإحسان. بل تجد كل واحد منهما يغري الأولاد بالآخر، فإذا ذهبوا للأم قامت بذكر مثالب والدهم، وبدأت توصيهم بصرمه وهجره، وهكذا إذا ذهبوا إلى الوالد فعل كفعل الوالدة.
والنتيجة أن الأولاد سيعقون الوالدين جميعا، والوالدان هما السبب كما قال أبو ذؤيب الهذلي:
فلا تغضبن في سيرة أنت سرتها
وأول راض سنة من يسيرها
7 - التفرقة بين الأولاد: فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء، فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (اتقوا الله و اعدلوا في أولادكم )[7]
8 - إيثار الراحة والدعة: فبعض الناس إذا كان لديه والدان كبيران أو مريضان - رغب في التخلص منهما، إما بإيداعهما دور العجزة، أو بترك المنزل والسكنى خارجه، أو غير ذلك؛ إيثارا للراحة وهذا هو عين التهميش ، وما علم أن راحته إنما هي بلزوم والديه، وبرهما.
9 - ضيق العطن: فبعض الأبناء ضيق العطن، فلا يريد لأحد في المنزل أن يخطئ أبدا، فإذا كسرت زجاجة، أو أفسد أثاث المنزل - غضب لذلك أشد الغضب؛ وقلب المنزل رأسا على عقب.
فهذا مما يزعج الوالدين، ويكدر صفوهما ، وقد لا يستطيعان الكلام والشكوى احتراماً لابنهما وتحفياً به وعدم جرح مشاعره ، أو اتقاء لشرّه ، فيعيشان في همٍ ونكد . كذلك قد تجد بعض الأبناء يأنف من أوامر والديه، خصوصا إذا كان الوالدان أو أحدهما فظا غليظا، فتجد الولد يضيق ذرعا، ولا يتسع صدره لهما.
10 - قلة إعانة الوالدين لأولادهما على البر: فبعض الوالدين لا يعين أولاده على البر، ولا يشجعهم على الإحسان إذا أحسنوا. فحق الوالدين عظيم، وهو واجب بكل حال.
لكن الأولاد إذا لم يجدوا التشجيع، والدعاء، والإعانة من الوالدين - ربما ملوا، وتركوا بر الوالدين، أو قصروا في ذلك.
11 - سوء خلق الزوجة: فقد يبتلى الإنسان بزوجة سيئة الخلق، لا تخاف الله، ولا ترعى الحقوق، فتكون شجى في حلقه، فتجدها تغري الزوج، بأن يتمرد على والديه، أو يخرجهما من المنزل، أو يقطع إحسانه عنهما؛ ليخلو لها الجو بزوجها، وتستأثر به دون غيره [8].
12 - قلة الإحساس بمصاب الوالدين: فبعض الأبناء لم يجرب الأبوة، وبعض البنات لم تجرب الأمومة، فتجد من هذه حاله لا يأبه بوالديه؛ سواء إذا تأخر بالليل، أو إذا ابتعد عنهما، أو أساء إليهما[9].
[1]- الأخ العزيز / عبد الرحمن بن محمد الشهراني .
[2] - بجامع خادم الحرمين الشريفين بالخبر .
[3] - الأخ الفاضل / فهد المهيشير وفقه الله .
[4] - هذا نطقها الصحيح في اللغة ومنها قوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤلون " .
[5] - اعتذر هنا عن هذا اللفظ لكنه هو المعبّر هنا عن صميم الواقعة وقد رويته بالنص عمن حدثني .
[6]- موقع إسلام أون لاين ( بتصرف ) ..
[7] - (صحيح) انظر حديث رقم: 107 في صحيح الجامع.
[8] - سأذكر بعد قليل قصة واقعية ، حدثت في الرياض تتجلى فيها الأخلاق الدنئية لزوجة لا تخاف الله .
[9]- من موقع الإسلام ، تحت إشراف الشيخ العلامة الفاضل / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ، وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ( بتصرف ).
|