عرض مشاركة واحدة
قديم 21/11/2009, 04:42 PM   #538
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
 المشاركات : 64,173 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي




صنعاء: صادق السلمي
حاول الحوثيون التخفي تحت رداء السياسة، فلم يجدوا أفضل من الانضمام إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الذي يعد من الأحزاب الجامعة لكافة التيارات والمشارب السياسية والفكرية والدينية، وكان حسين الحوثي وشقيقه يحيى من ضمن الشخصيات التي انتقلت للعمل تحت صفوف حزب المؤتمر واستغلال موقعيهما فيه للترويج لأفكار حركة الحوثي، والحصول على امتيازات مكنتهما من الحصول على دعم سياسي كبير.
ويشير سياسيون إلى أن من الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم اعتقاده أن الحوثيين يمكن أن يكونوا نداً لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي افترق عن السلطة مع الحزب الحاكم خلال انتخابات العام 1997، ورأى فيه البديل الديني المناسب، لكنه لم يكن يعلم أنه كان يبذر البذرة الأولى لحركة تمرد الحوثي التي انقلبت على الحزب وعلى الرئيس علي عبدالله صالح فيما بعد وعلى النظام بأكمله.
وكان حسين الحوثي عند اندلاع الحرب الأولى في منطقة مران العام 2004 يؤكد التزامه للرئيس صالح، وأنه مستعد للذهاب إلى الرئيس ولقائه ومعالجة سوء الفهم الذي برز بعد قتل الحوثيين لثلاثة جنود واندلاع المواجهات التي امتدت لثلاثة أشهر تقريباً، غير أن اشتداد المواجهات ومقتل حسين الحوثي في سبتمبر من نفس العام أضاف بعداً جديداً إلى الأزمة، وقاد الحوثي الأب الجولة الثانية من الصراع التي اندلعت بعد أقل من عام من اندلاع الحرب الأولى وشهدت مواجهات متقطعة قبل أن تهدأ وتندلع بعدها الحرب الثالثة والرابعة والخامسة ثم السادسة التي نعيش أحداثها اليوم، بعد أن تقوى الحوثيون أكثر وأكثر وصاروا يمثلون قوة لا يستهان بها.
وعلى الرغم من هذه التطورات، إلا أن حزب المؤتمر ظل محافظاً على عضوية النائب يحيى الحوثي، شقيق زعيم الحركة عبدالملك الحوثي، ولم يتخذ ضده أي إجراء لرفع الحصانة البرلمانية طوال الحروب الست الماضية، وهو ما أثار تساؤلات عن الهدف من وراء ذلك، وتحت ضغوط أعضائه داخل البرلمان، اضطر حزب المؤتمر إلى تقديم طلب رفع الحصانة عن يحيى الحوثي، المقيم في الخارج منذ الحرب الثانية، وهو يحاكم في الوقت الحاضر من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة، المكلفة بالنظر في القضايا الإرهابية، وكان من الغريب أن الحزب، كمؤسسة سياسية، لم يتخذ قراراً تنظيمياً بفصل يحيى من صفوفه، واكتفى برفع الحصانة عنه من قبل البرلمان.
قوة الحوثيين وانتشارهم

منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني والحوثيين لا تزال تطرح الأسئلة حول عدم قدرة الجيش على إنهاء التمرد الذي يقوده الحوثيون في بعض مناطق صعدة في بداية الأمر، قبل أن تتسع رقعة هذه المواجهات لتشمل معظم أنحاء صعدة وأجزاء كبيرة من محافظة عمران المجاورة، بل ووصلت المواجهات في الحرب الخامسة إلى منطقة بني حشيش، وهي منطقة قريبة جداً من العاصمة صنعاء، حتى إن سكان العاصمة كانوا يسمعون دوي الاشتباكات بين الجانبين طوال فترة الحرب.
تقول دراسة أعدت حول الحروب الست بين الجيش والحوثيين إن ما يجري في اليمن ليست حربا، بل هي حرب عصابات تديرها حركة الحوثي بامتياز، وقد كلف ذلك الجيش اليمني كثيراً.
وتشير الدراسة إلى أن ما يميز مقاتلي مجموعات الحوثيين عن بقية المواطنين في مناطق القتال إهمال الكثير من القواعد العسكرية من جانب القيادات الميدانية، التي قالت إنها وفرت عوامل ساعدت الحوثيين ووفرت لهم ظروفاً مناسبة للاختفاء والتنكر والتمويه والحركة والوصول ليلا إلى مناطق الأهداف وتنفيذ الضربات والعودة إلى مناطق الانطلاق بسلام في ظل خمول قتالي للقيادات الميدانية التي بقيت عاجزة عن رصد خطوط الحركة للحوثيين ووضع المفارز المتقدمة وتنظيم المطاردة والحصار، حيث اتسم الموقف بعدم اكتمال الإجراءات في جوانب تنظيم المعركة وإسقاط شرط نشاط القوات في الميدان.
وترى الدراسة أن مجموعات الحوثي من حيث التعداد والتسليح تأتي في نطاق مفهوم التعريف العسكري الذي يجعلهم ضمن تعريف المليشيات التي تلتزم بأحادية القيادة وتفتقر إلى عدد كبير من التخصصات الإدارية والفنية والتأمينية، وتؤكد أنهم "استفادوا من الدورات الخمس السابقة للقتال وتعلموا الكثير من التكتيك وأنظمة القتال في المعركة وطوروا خدمات التأمين المادي بحيث أصبحوا قادرين على القتال في اتجاهات مستقلة دون الحاجة لدعم عسكري أو لوجستي.
وتتساءل الدراسة حول قدرة الحوثيين على الإلمام بمتطلبات القتال أمام قوات تفوقهم بعشرات المرات في جميع اتجاهات العمل العسكري، بخاصة لجهة الإمكانات التقنية والمنشآت التعليمية والمصانع والورش والإدارات المختلفة التي سخرت لتأمين القوات المسلحة الحكومية، إلا أن جاهزيتها القتالية لا تعكس ذلك الكم من الإمكانيات، ما يجعل المحلل يقف أمام التطور النوعي لمجموعات الحوثي على أساس مشروع مؤسسة عسكرية محترفة إذا لم يتم القضاء عليها، وبالتالي تحولها إلى مؤسسة شبيهة بمؤسسة حزب الله.
وتقول الدراسة إن أساليب قتال الحوثيين صارت تتطور من حرب إلى حرب، ويعود ذلك إلى سبب اختيارها عناصر الفن العسكري لخوض القتال الذي يتفق مع حجم تشكيلاتها ونوع تسليحها وتكيفه مع نظام الفر والكر كتكتيك لحرب العصابات مع استخدام، وعلى نطاق واسع، تكتيك نصب الكمائن والإحاطة والإغارة لتعويض التفوق الكبير في البشر والعتاد لدى القوات الحكومية.
وتضيــف الدراســـة "بالاستناد إلى تلك الفرضيات من الوارد أن يكون تشكيل مجاميعهم يتكون من فرق صغيرة قوام كل مجموعة يتراوح ما بين تشكيل الفصيلة والسرية، كل تشكيل لا يقل عن 25 مقاتلاً وأقصاه في أحسن الأحوال 90 مقاتلا ".
وتقول إن "تكتيك حرب العصابات يتيح لقوات الحوثي التحكم بسير القتال وإرغام القوات الحكومية على القتال في المناطق التي تناسبهم وتضاعف من قدراتهم لمعرفتهم الدقيقة بكل مساحات مسرح القتال الذي يساعدهم على نصب الكمائن والتطويق مستخدمين تضاريس الأرض والتنكر للتمويه، والوصول إلى الأهداف بسرية تحقق مبدأ المفاجأة".
وتشير الدراسة إلى أن "تلك العوامل تؤكد تطور فكر حرب العصابات عند الحوثيين إذا ما أخذنا معركة حرف سفيان نموذجاً بعد انسحابهم التكتيكي نهارا من الموقع وعلى إثر ذلك سارعت وحدات حكومية واحتلته، وإذا بمجاميع الحوثيين تعود ليلا لتوقع الوحدة بكاملها في الأسر".
وتخلص الدراسة إلى أن " الفترة المنصرمة من القتال في هذه الجولة من الحرب وما قبلها تؤكد عدم أهلية الطرفيين للحسم العسكري وتحقيق النصر وفرض الشروط على الآخر، ما يجعلنا نراهن على ظهور طرف ثالث خارجي لديه من الإمكانيات المادية التي يمكنه استخدامها لإسكات فوهات المدافع لفترة زمنية قد تطول أو تقصر قبل بدء الدورة السابعة من الحرب لأن أساس الأزمة صراع على النفوذ في ظل غياب لدولة النظام والقانون مما يجعل كل الاحتمالات في ظل الأوضاع الراهنة واردة ويمكن أن نراها في إطار تحالفات سياسية وقبلية أوسع في الجولات القادمة".
وعلى الرغم من هذه النظرة التشاؤمية، إلا أن اللواء محمد سري شايع، وهو قائد عسكري سابق في محافظة صعدة يقول إن "طبيعة المواجهات مع المتمردين الحوثيين تجعل من الصعوبة بمكان تحديد مدة زمنية لحسم المعركة لكنه يؤكد أن" الجيش سينتصر في النهاية "، ويجزم بـ"استحالة خروج الحوثيين من المناطق الجبلية إلى سهل تهامة لأنه لن يكون بمقدورهم مواجهة قوات الجيش بدون مخابئ".
ويقول شايع، وهو لواء متقاعد شغل أكثر من موقع في الجيش اليمني إن "من المستحيل انتصار الحوثيين أو عودة نظام حكم الأئمة الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر عام 1967"، لكنه لا يستبعد حصول الحوثيين على دعم وتدريب من خلال مرتزقة أجانب أو من عسكريين سابقين في الجيش.
خارطة الحوثيين
تؤكد مصادر محلية بمحافظة صعدة أن هناك نوعين من الحضور للحوثيين في محافظتي صعدة وعمران، الأول ديني والثاني عسكري.
بالنسبة للحضور الأول يتواجد الحوثيون في منطقة ضحيان، والتي تعتبر الحاضنة الأولى لهم، أو كما يصفها البعض " مدينة الشيعة " في صعدة، وهي مغلقة على الحوثيين بشكل مطلق، كما يتواجدون في مناطق أخرى، مثل خولان عامر، ساقين، مران، نقعة، مطرة وإلى حد ما في منطقة سفيان.
أما بالنسبة للحضور العسكري، فإن قدرة الحوثيين كبيرة تصل إلى الآلاف، وليس كما يصورهم البعض بأنهم عبارة عن مجاميع صغيرة لا يتعدى عددهم الـ 600 شخص، كما ورد على لسان محافظ صعدة حسن مناع.
وبحسب نائب رئيس الوزراء السابق أحمد صوفان فإن عدد المقاتلين الحوثيين يصل في الوقت الحاضر ما بين 25 ألفاً وثلاثين ألف مقاتل يتوزعون على معظم - إن لم يكن كل - محافظة صعدة، وإن كان بنسب متفاوتة، ويعتبر تجمعهم الأكبر في مديرية رازح (وغالبية سكانها من السنة وليس من الزيديين)، الملاحيظ، شدا وكافة المناطق الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، بعدما أضافوا إلى مناطق نفوذهم العسكري قبل أيام قليلة مديرية قطابر.
كما لدى الحوثيين نفوذ في منطقة همدان يتقاسمه معهم قائد الحركة العسكري السابق عبدالله عيضة الرزامي، الذي يقف على الحياد في هذه الحرب، ويقال إن لديه مشروع آخر، حيث لا يزال يؤمن بعودة حسين الحوثي، الذي قتل في المواجهات الأولى مع الجيش عام 2004، ويقول إنه عرج به إلى السماء وسيعود في أي وقت إلى منطقته، وصار يرفع شعار "لبيك يا حسين"، وهو "حسين اليمن"، وليس الحسين بن علي بن أبي طالب، كما أن لديه قضايا ثأر مع بعض القبائل، ويريد إنهاءها ووقف التعاون مع زعيم الحركة الحالي عبدالملك الحوثي.





 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس