عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2004, 07:50 PM   #6
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 10/07/2025 (05:27 AM)
 المشاركات : 64,171 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



(18) الأذكار الواردة بعد الصلاة

فإنه مما يعين على تثبيت أثر الخشوع في القلب وما حصل من بركة الصلاة وفائدتها

ولاشك أن من حفظ الطاعة الأولى وصيانتها إتباعها بطاعة ثانية ، وكذلك فإن المتأمل لأذكار ما بعد الصلاة يجد أنها تبدأ بالاستغفار ثلاثا فكأن المصلي يستغفر ربه عما حصل من الخلل في صلاته وعما حصل من التقصير في خشوعها فيها ، ومن المهم كذلك الاهتمام بالنوافل فإنها تجبر النقص في الفرائض ومنه الإخلال بالخشوع .

وبعد الكلام عن تحصيل الأسباب الجالبة للخشوع يأتي الحديث عن

ثانيا : دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدِّر صفوه

( 19) إزالة ما يشغل المصلي من المكان

عن أنس رضي الله عنه قال : كان قِرام ( ستر فيه نقش وقيل ثوب ملوّن ) لعائشة سترت به جانب بيتها ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) رواه البخاري : فتح الباري 10/391 .

وعن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدود إلى سهوة ( بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع أو الخزانة ) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه فقال : ( أخّريه عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي ) فأخرته فجعلته وسائد . رواه مسلم رحمه الله في صحيحه 3/1668

ويدل على هذا المعنى أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة ليصلي فيها رأى قرني كبش فلما صلى قال لعثمان الحجبي ( إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين فإنه ليس ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي .) أخرجه أبو داود 2030 وهو في صحيح الجامع 2504

ويدخل في هذا ؛ الاحتراز من الصلاة في أماكن مرور الناس وأماكن الضوضاء والأصوات المزعجة وبجانب المتحدثين وفي مجالس اللغو واللغط وكل ما يشغل البصر .

وكذلك تجنب الصلاة في أماكن الحرّ الشديد والبرد الشديد إذا أمكن ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإبراد في صلاة الظهر بالصيف لأجل هذا ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " إن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور ، ويفعل العبادة بتكرّه وتضجّر ، فمن حكمة الشارع أن أمرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحرّ ، فيصلي العبد بقلب حاضر ، ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال على الله تعالى . " الوابل الصيّب ط. دار البيان ص: 22

( 20) أن لا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قام النبي الله صلى الله عليه و سلم يصلي في خميصة ذات أعلام - أي : كساء مخطط ومربّع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال : ( اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيّه - كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام -، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي " وفي رواية : " شغلتني أعلام هذه " وفي رواية : " كانت له خميصة لها علم ، فكان يتشاغل بها في الصلاة " الروايات في صحيح مسلم رقم 556 ج: 1/391 .

ومن باب أولى أن لا يصلي في ثياب فيها صور وخصوصا ذوات الأرواح كما شاع وانتشر في هذا الزمان .

( 21) أن لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا صلاة بحضرة طعام ) رواه مسلم رقم 560

فإذا وُضع الطعام وحضر بين يديه أو قُدِّم له ، بدأ بالطعام لأنه لا يخشع إذا تركه وقام يصلي ونفسه متعلِّقة به . بل إن عليه أن لا يعجل حتى تنقضي حاجته منه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قرِّب العَشاء وحضرت الصلاة ، فابدؤا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب . ولا تعجلوا عن عشائكم . ) وفي رواية : ( إذا وُضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء ولا يعجلنّ حتى يفرغ منه ) متفق عليه ، البخاري كتاب الآذن ، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة ، وفي مسلم رقم 557-559 .

( 22) أن لا يصلي وهو حاقن أو حاقب

لاشكّ أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط ولذلك ( نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلي الرجل و هو حاقن ) و الحاقن أي الحابس البول . رواه إبن ماجه في سننه رقم 617 وهو في صحيح الجامع رقم 6832 . والحاقب هو حابس الغائط .

ومن حصل له ذلك فعليه أن يذهب إلى الخلاء لقضاء حاجته ولو فاته ما فاته من صلاة الجماعة فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء و قامت الصلاة فليبدأ بالخلاء ) . رواه أبو داود رقم 88 وهو في صحيح الجامع رقم 299

بل إنه إذا حصل له ذلك أثناء الصلاة فإنه يقطع صلاته لقضاء حاجته ثم يتطهر ويصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان .) صحيح مسلم رقم 560 وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع . ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح .

(23) أن لا يصلي وقد غلبه النّعاس

عن أنس بن مالك قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول ) أي فليرقد حتى يذهب عنه النوم . رواه البخاري رقم 210

وقد جاء ذكر السبب في ذلك : فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا نعس أحدكم و هو يصلي فليرقد ، حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى و هو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه ) . رواه البخاري رقم 209

وقد يحصل هذا في قيام الليل وقد يصادف ساعة إجابة فيدعو على نفسه وهو لا يدري ، ويشمل هذا الحديث الفرائض أيضا إذا أمِن بقاء الوقت . فتح الباري : شرح كتاب الوضوء : باب الوضوء من النوم


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس