مع بدء ميليس الاعتقالات .. هزة في لبنان وترقب في سورية

توقيف قائد الحرس الجمهوري والرؤساء السابقين لأجهزة الأمن ونائب سابق مقرب من سورية وإحالتهم للقضاء اليوم

بيروت: ثائر عباس
تعرض لبنان أمس الى هزة بينما سادت حالة ترقب في سورية بعد أن وجه المحقق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس «اصابع الاشتباه» الى عدد من الأمنيين والسياسيين القريبين من سورية ومن الرئيس اللبناني اميل لحود، مما اوحى بتوصل التحقيق الى معطيات قد توجه مسار التحقيق المتوقع الانتهاء منه في 15 سبتمبر (ايلول) المقبل، خصوصاً ان «الاستدعاءات» التي تشبه في طريقة تنفيذها التوقيفات، تخطت المسؤولين الأمنيين السابقين لتطال قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان الذي لا يزال في موقعه، والنائب السابق ناصر قنديل المعروف بعلاقاته الوثيقة بسورية. كما ان اللافت ان هذه الاجراءات استُبقت بتأجيل عدد من المسؤولين الدوليين زياراتهم الى لبنان «وسفر» عدد من قيادات المعارضة السابقة الى باريس خوفا من الاغتيالات.

وكان المحقق الدولي فاجأ الجميع ليل اول من امس بطلب مؤازرة عسكرية لسوق بعض الاشخاص الى الاستجواب. وتبين قبل لحظات من عملية الدهم انهم المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان ومدير استخبارات الجيش السابق العميد ريمون عازار والنائب السابق ناصر قنديل. وافاد بيان صادر عن ميليس ان هؤلاء «يُستجوَبون كمشتبه بهم» في قضية اغتيال الرئيس الحريري.

وفيما لم يكن قد تم حتى مساء امس توجيه اي اتهام رسمي الى هؤلاء من قبل السلطات القضائية اللبنانية صاحبة الصلاحية كشف النقاب عن توقيفات جديدة جرت بعد الظهر وشملت ضابطين من جهاز أمن الدولة وضابطاً من الحرس الجمهوري ذكر انه كان مرافقاً لرئيس الحكومة عمر كرامي اواخر العام الماضي، بالاضافة الى توقيف شقيق اللواء حمدان، وهو صاحب شركة أمن خاصة تعمل في وسط بيروت قرب موقع اغتيال الرئيس الحريري. وعلمت «الشرق الأوسط» ان توقيفات جديدة متوقعة اليوم.

وباشر الجيش اللبناني اجراءات أمنية مكثفة. وعقد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مؤتمراً صحافياً دعا فيه اللبنانيين الى «الهدوء» مبدياً ثقته بالمحقق الدولي وبالتحقيق.

من جهته، دافع رئيس الجمهورية عن العميد حمدان، معتبراً انه «من افضل الضباط في الجيش اللبناني» ومشيراً الى انه انقذ حياته عام 1983 و«اثبت كفاءة ومناقبية».

وأعلن مساء أمس أن المسؤولين اللبنانيين الخمسة سيحالون الى القضاء اللبناني اليوم وأن ميليس سينصح بتوقيفهم.