04/07/2009, 11:56 AM
|
#7
|
مراقبة ومسؤولة منتدى علم النفس و منتدى الثقافه والمعلومات العامه والأحداث السياسيه
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1065
|
تاريخ التسجيل : Jul 2005
|
العمر : 40
|
أخر زيارة : 28/01/2015 (04:41 AM)
|
المشاركات :
6,221 [
+
] |
التقييم : 5000
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
*جمال عبد الناصر وقضية فلسطين :
إكتسبت ثورة23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر الصراع العربي- الصهيوني سمة هامة، أثبتت التطورات الأخيرة التي تعيشها قصة الصراع اليوم صحتها، وهي أن طبيعة الصراع حضارية. ويرى عبد الناصر أن الصراع الذي يجري على ارض فلسطين كان ولا يزال صراع وجود وصراع بقاء بين الأمة العربية من جانب وقوى الاستعمار من جانب آخر، وأن الصراع العربي الإسرائيلي يرجع في الأصل إلى التناقض بين أهداف الأمة العربية الراغبة في التحرر السياسي والاجتماعي وبين الاستعمار الراغب في السيطرة ومواصلة الاستغلال. لقد كان سلاح الاستعمار ضد الأمة العربية هو سلاح التمزيق وبعد حربين عالميتين ومع تعاظم الإيمان بالوحدة أضاف الاستعمار سلاح التخويف إلى سلاح التمزيق واستغل في ذلك الدعاوي الأسطورية للحركة الصهيونية. وهكذا سلم وطننا من أوطان الأمة العربية غنيمة مستباحة للصهيونية لكي يتم تكريس تمزيق الأمة العربية ولمواصلة تخوينها وباستمرار عن طريق إيجاد عدة في قلبها لتهديدها فضلاً عما يتبع ذلك من استنزاف في إمكانيات القوة العربية.
لقد زاد من حدة التناقص بين الأمة العربية ولاستعمار ظهور الحركة التقدمية العربية الأمر الذي دفع الاستعمار إلى مغامرات عنيفة ومخيفة عبرت عن نفسها عام1967 والتي عرفت بحرب الأيام الستة والتي هي مقدمة لحرب لم تنته بعد.
ومن هذا يتضح لنا كيف أن عبد الناصر أدرك طبيعة الصراع العربي- الصهيوني وهي أن هذا الصراع صراع مصيري وقومي وحضاري ومن هذه القناعة تعامل عبد الناصر من هذا الصراع وتفاعل مع أحداثه.
بعد عام 1948 حاول الاستعمار أن يستغل المأساة التي حلت بالأمة العربية في حرب فلسطين ليبث في قلوب العرب روح الضعف والهزيمة ولكن القومية العربية النابضة في قلب كل عربي كانت لهم بالمرصاد. وان كان الأعداء قد انتصروا في حرب 1948 على شعب فلسطين فان القومية العربية أيضاً انتصرت لأن كل عربي أخذ يشعر في قرارة نفسه أنه لا بد من أن يتحد مع أخيه العربي حتى يحافظ على أمته من الزوال والتفتت والضياع. كانت مأساة فلسطين نصراً للعرب لأنها أشعلت نار القومية العربية في الصدور.
كان جمال عبد الناصر يرى أن الاستعمار قد أقان في قلب الوطن العربي للقضاء على القومية العربي ولضرب هذه الأمة ومنعها من بناء نفسها اجتماعيا واقتصاديا ودبلوماسيا. ولكن هل نجحوا؟ إن إصرار شعبنا على إزالة الاحتلال من جزء من الوطن العربي وهو فلسطين هو تعميم على تصفية جيب من أخطر جيوب العدوان الانتقادي ضد نضال الشعوب.
كان جمال عبد الناصر يرى أن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي تتمثل في استعادة حقوق الشعب الفلسطيني ثم في استعادة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وفي تجميد الخطر الإسرائيلي في حدود قرار التقسيم الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 باعتبار أن مواجهة الوجود الإسرائيلي هي عملية الأجل الطويل.
وكان بعد نكسة حزيران خرج الشعب الفلسطيني ليأخذ بنفسه زمام المبادرة ويدافع عن قضيته بنفسه. وانطلق حركة المقاومة الفلسطينية واستطاعت بنضالها أن تحول الشعب الفلسطيني من شعب من اللاجئين إلى شعب من المقاتلين واستطاع العمل الفلسطيني أن يفرض نفسه على العالم.
كان لجمال عبد الناصر دوره في دعم المقاومة الفلسطينية فهو يقول " لا يستطيع أحد أن ينكر دور جماهير الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ويضيف ليس هناك معيار أو في أدق من الموقف الذي يتخذه أي فرد أو أي جماعة أو حكومة من قضية المقاومة الفلسطينية وأنباء الشعب الفلسطيني. ونرى الآن محاولات العدو وعدوانه للوقيعة بين رفاق المعركة الواحدة الشركاء في الواقع الواحد والمصير الواحد، ونرى ضرورة هذه المحاولات ولكننا في نفس الوقت ندرك أن إخواننا يرون في ذلك نفس ما نرى. أن وعيهم لضرورات الموقف أعمق وأشمل مما نتصور، ولهم القدرة على تطويق كل هذه المحاولات وحصرها.
"إن واجب الأمانة يتطلب منا أن نحدد موقفنا على النحو التالي: ولقد كان ذلك موقفنا دائماً إن المقاومة الفلسطينية تعتبر من أهم الظواهر الصحية في نضالنا العربي، وهي التجسيد العملي للتحول الكبير الذي طرأ على الشعب الفلسطيني تحت ضغوط القهر وحوله من شعب من اللاجئين إلى شعب من المقاتلين". كان جمال عبد الناصر يرى أن ليس أمامنا جميعاً بديل عن القتال من أجل الحق الذي نطلبه والسلام الذي نسعى إليه. كان دائماً يفرق بين القتال وبيت الاقتتال فيقول: "الاقتتال رصاص طائش يعرض الأخ لسلاح أخيه والقتال شرف.. الاقتتال جريمة".
كانت نكسة 5 يونيو حزيران 1967 هي النهاية الأصلية لمرحلة جمال عبد الناصر السياسية، كانت الظروف المحيطة بالحدث والسابقة له تؤكد أن نظام جمال عبد الناصر وبعد كل هذه الإنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي بات مطلوباً وقفة عند حده وإعادته إلى داخل ملعبه. ومن هنا اتفقت الارادات الدولية على اختلافها على الإيقاع بجمال عبد الناصر. وقد أعدوا المسرح وهيؤا المكان جيداً لاستقبال واقعة سنة 1967.
في يوم 13 مايو وردت معلومات من الاتحاد السوفيتي إلى رئاسة الجمهورية بأن إسرائيل حشدت حشوداً ضخمة أمام الجبهة السورية بغرض الهجوم عليها والاستيلاء على دمشق بغرض تغيير النظام التقدمي فيها. وجددت معلومات الاتحاد السوفيتي موعداً للهجوم الإسرائيلي ما بين 17/5-21/5/1967م وقد اختارت إسرائيل عام 1967 ليكون عاما لعدوانها على البلدان العربية لعدة أسباب:
أولها: استكمال استعداد إسرائيل العسكري مع انشغال القوات الخاصة المصرية في حرب اليمن.
وثانيها: تأكد إسرائيل من الدعم الأمريكي غير المحدود لها مثالتها تدهور العلاقات الأمريكية مع الدول العربية التقدمية.
وثالثها: تفكك الصف العربي بسبب حرب اليمن وما ترتب عليها من نزاعات بين الدول العربية وعدم فاعلية مؤتمرات القمة العربي.
ورابعها: تهيئة الرأي العام العالمي واقتناعه بوجهة النظر الإسرائيلي التي استخدمت مقررات مؤتمرا القمة العربية مادة لها.
وخامسها: أن إسرائيل كانت تعاني من مشاكل اقتصادية وعجز مالي كبير والحرب هي الوسيلة الوحيدة لخلاصها من تلك المشاكل.
إتجهت إسرائيل إلى سوريا لتكون ذريعتها لعدوانها على البلدان العربية وخصوصاً أن سوريا في إحدى الدول الثلاث التي تعمل لتحويل مجرى نهر الأردن في أراضيها لتفسد المشروعات الإسرائيلية في هذا الخصوص. كما أن سوريا تقدم المساعدات لحركات التحرر ضد إسرائيل بالإضافة إلى ذلك هناك أطماع إسرائيل الخاصة بالهضبة السورية ذات الموقع الاستراتيجي المهددة لأمن إسرائيل.
بدأت إسرائيل بالتهديد بغزة سوريا واحتلال دمشق وقامت بأول هجوم كبير لها في أوائل عام 1967. وفي مايو أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ الجزئية مما اضطر مصر إلى المسارعة لمساعدة سوريا بحشد قواتها في سيناء. ثم طلبت من 16 مايو من الأمم المتحدة تجميع قواتها التي تحتل نقط المراقبة على الحدود المصرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ولكن الأمم المتحدة قررت سحب قوات الطوارئ من شرم الشيخ ودخلتها القوات المصرية. وفي يوم 23 مايو 1967 أعلنت مصر عن قرارها بعدم السماح للسفن الإسرائيلية أو تلك التي تحمل بضائع استراتيجية لإسرائيل بالمرور في خليج العقبة. وهنا قررت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ضرورة الإسراع لشن الحرب قبل أن تتمكن القوات المصرية في التحصين في مواقعها الجديدة واستغلال ميزة المبادأة.
وفي يوم 30 مايو تم توقيع ميثاق الدفاع المشترك بين مصر والأردن. وكان رد إسرائيل هو تكوين حكومة ائتلافية دخلتها كافة الأحزاب الإسرائيلية. وفي يوم 4 يونيو 1967 عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا قرر فيه الحرب. وفي اليوم التالي أي يوم 5 يونيو قامت إسرائيل بضرب القواعد الجوية المصرية، وهكذا اشتعلت الحرب. وواصلت إسرائيل الحرب إلى أن وصلت إلى مياه قناة السويس على الجبهة المصرية واحتلت الضفة الغربية وأصبح نهر الأردن يفصل بينها وبين باقي الأراضي الأردنية كما احتلت المرتفعات السورية وأصبح الطريق إلى دمشق مفتوحاً.
كانت لتلك الحرب نتائج خطيرة في الصراع العربي الإسرائيلي. فقد تم تحطم القوات المسلحة لثلاث دول عربية ووصلت إسرائيل إلى الوضع الجغرافي والعمق الاستراتيجي الذي تريده.
تحمل الرئيس جمال عبد الناصر المسؤولية عن النكسة بشجاعة الرجال وأعلن التنحي. ولكن الشعب المصري خرج كالطوفان يومي 9و10 يوليو وأعلن أنه سيواصل القتال مع جمال عبد الناصر إلى النهاية فعدل الرئيس جمال عبد الناصر عن استقالته معلناً أنه سيقف في المكان الذي يطلب منه الشعب القائد أن يقف فيه. وفوت الشعب المصري وقائده الفرصة على المراهنين.
وبدأ جمال عبد الناصر العمل في طريقين:
الأول: طريق إعادة بناء القوات المسلحة إيماناً منه بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
والثاني: طريق العمل الدبلوماسي كفيل بقرار مجلس الأمن 242 لحل نزاع الشرق الأوسط. وقصة حرب الاستنزاف معروفة للجميع والمساعي الدبلوماسية لحل مشكلة الشرق الأوسط وتطبيق قرارات مجلس الأمن أيضاً معروفة.
* حقائق :
*** جلاء القوات البريطانيا عن مصر في 19 أكتوبر 1954 .
*** تعرض لمحاولة اغتيال في 26 أكتوبر1954م. عندما كان يلقي خطبة جماهيرية في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء ، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبه أيا منها لكنها أصابت الوزير السوداني "ميرغني حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية "أحمد بدر" الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر، وألقي القبض علي مطلق الرصاص، الذي تبين لاحقا أنه ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين .
*** ما لبث أن اصطدم بجميع الناشطين السياسيين و على رأسهم الشيوعيون و جماعة الإخوان المسلمين وكلاهما جماعات محظور نشاطها في مصر في ذلك الوقت. وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، و أجريت لهم محاكمات عسكرية و حكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955 . كما ألغيت الحياة النيابية و الحزبية و وحدت التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.
*** في 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد الناصر القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية، وأيدت السعودية الامام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الثورة إليها. وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويقول بعض المراقبين "بان ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في نكسة 1967".
*** في يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، و قتل آلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل في غضون ستة أيام.
يتبع...
|
|
" يارا قرة عيني "
اللهم بارك لي فيها واحفظها و احميها من كل سوء وجنبها الشيطان الرجيم و اكتبها من عبادك الصالحين ..
اللهم آمين
|