أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - عرض مشاركة واحدة - شاركنا الفرحة بمناسبة العيد الوطني للمملكه

أضغط هنا · 24/09/2010, 04:20 AM

تألق أيها الوطن .. بمشلح عزك وعقال مجدك

كلمة الاقتصادية
اليوم يومك يا وطن، يوم عرسنا معك وعرس قلوبنا فيك .. أيها الدائم في شرخ الشباب، يا فجرا أنار عيون البشرية بأنوار الهداية .. كنت البداية في التوحيد يوم رفع أبونا إبراهيم ـــ عليه السلام ـــ القواعد من البيت الحرام، كنت الموئل لأقدس المشاعر وأطهر الأمكنة، تلتفت إليك قلوب البشرية جمعاء من جميع الجهات الأصلية والفرعية من كل قارات الدنيا.. كما كنت خزان حضارات ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، لكنك بقيت دائما في شرخ الشباب.
كنت البداية ومركز الدائرة التي تداعت منه دوائر إشعاع رسالة الإسلام السمحة لقارات العالم بوحي قدسي من رب السماوات والأرض وكل شيء في آيات بينات في المصحف المطهر، وبقيت زخما من هذه الروحانية مع أمجاد التاريخ، وما إن جارت الأحداث بالأرزاء عليك وأصابك من ظلام الجهل وغشامة الفرقة ودنس البغضاء والشحناء وهماجة النزاعات والخوف من المرض والجوع والشح عبر سنوات توالت، حتى قيض الله لك أبرز صناع التاريخ الحديث على الإطلاق، المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ طيب الله ثراه ـــ محققا لك وفيك معجزة التوحيد ببسالة لا نظير لها وإيمان لا مثيل له، حملك حلم الأحلام، جعل من مسحوق حلمه فيك ولأجلك كفاحا لا يلين وإصرارا لا هوادة فيه، خاض غمار الأهواء وتحدى الصعاب الجسيمة، وكنت قبله نهبا لكل بلاء ورعب في الداخل والخارج، فجعل منك واحة أمن وسلام وساحة رزق كريم رغيد مثلما بقيت مشكاة الدنيا وقلبها الرؤوم.
ها أنت أيها الوطن الدائم في شرخ الشباب، مثلما كنت في سحيق الأزمنة تشتمل بعباءتك وتلف عمامة حول هامتك، معتصما بذات الزي والهيئة وإن تركت للحضارة أن تبدي زينتها فيك، وها أنت تتألق بمشلح عزك وعقال مجدك في سياق رمزي مكثف لأصالة وعراقة منفتحة على زكي التراث ونفيس الحاضر.
إنها الذكرى الثمانون لليوم الذي فيه عرج اسم المملكة العربية السعودية لشاهق مجد وجودها في آفاق عالمنا الحديث كدولة تمتلك خصائص قارة في شاسع المساحة وخصائص روحية وثقافية في أهلها وتراثها وأرضها وخصائص موقع استراتيجي في قلب أمته العربية وفي جوار عالمه الإسلامي وفي تقاطع مسالك دروب العالم برا وبحرا وجوا، فضلا عن خصائص نعم ثروات طبيعية أحالتها اليد السديدة للقيادة الحكيمة على مدى أعوامك الـ 80 إلى تنمية نوعية تصدح أصداؤها في كل مناطق المملكة وتفيض بالخير العميم عليها وعلى العالم أيضا سعيا لأمن واستقرار الجميع.
يحق لك أيها الوطن، اليوم وكل يوم، أن تتألق بمشلح عزك وعقال مجدك، فقد كنت برا بنا إلى حدود فرح غامر بك يهرول في دمائنا من النبض إلى النبض، وقد كنت حفيا بنا كوالد لا مثيل له ولا شبيه لأنه خلاصة كل الآباء .. أعطيت وحنوت ووقفت معنا ترصد الهاجس في أحلامنا وفي مطامحنا وسابقتنا إلى السخاء بها والجود كالريح الذارية.
مجدك يا وطن أمجاد تتفلت عن الحصر والعد.. رأسك دوي في النجوم وأقدامك راسخة في الثرى، شامخا بهيا، تغسل أطراف أصابعك في ثرثرات مياه بحارك شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، كما تتحسس بها قمم الجبال هناك أيضا أو تمسح بها على مهاد سهولك ورمال كثبان صحاريك، شغوفا ممتنا شكورا للخالق العظيم الذي وهبك هذا التنوع البيئي .. فيك للربيع والخريف كما للصيف والشتاء أعراسها العذبة.
عرسك اليوم يا وطن، عرس قلوبنا بك وفيك، فتألق بمشلح عزك وعقال مجدك .. حفظك الله من كل مكروه، وأدامك واحة خير وسلام .. يا هذا البلد الأعز .. يا هذا البلد الأمين.