لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حكاية مشهورة فى التاريخ ل(سواد بن قارب) والتي وردت في كتاب (البداية والنهاية) لابن كثير
يرى القاريء فصاحة الجن العجيبة,وسجعه المثير , وسرعة فى الكلام ودون كسر او خلل فى الوزن ..فتأملوا معي :
ألم تر الجن وإبلاسها * ويلسها من بعد أنكاسها؟
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها..!!
عجبت للجن وإبلاسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى عجبت * ما مؤمنو الجن كأنجاسها
عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قداماها كأذنابها
عجبت للجن وتحيارها * وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمنو الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * بين روابيها وأحجارها
عجبت للجن وتحساسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينيك إلى راسها
-------
في حكاية طريفة اخرى من الادب العربي الجاهلي نرى براعة الجني العجوز وبناته في ايحاء مطلع القصيدة الى شاعرنا الاعشى ودون ان يفطن شاعرنا الى ذلك
يروي الاعشى ميمون بن قيس وهو من احد اصحاب المذهبات على المشهور انه كان متوجها الا اليمن لمدح بعض امراء القبائل وفي طريقه لليمن اظلم عليه الليل وهو بواد مقفر وكان على اثر سماء يعني تمطر بغزاره احتمى في احد الكهوف واذا به يرى رجل واقف امامه كثيف الليحه وكانت بيضاء قال الاعشى: من انت فأجابه انا عابر سبيل وانت قال انا شاعر واتكسب بشعري.. قال له الشيخ: ماذا قلت من من شعر؟ قال الاعشى: قلت
ودع هريرة ان الركب مرتحل * وهل تطيق وداعا ايها الرجل
وهذا البيت مطلع معلقته الشهيره : المهم استوقفه الرجل الكبير وقال : من هريرة هذه قال الأعشى اسما انطلق في روعي فقلته ولا اعلم من هريرة تلك . فواصل انشاد معلقته الا ان قال : تقول ماوية ان جأت زائرها * ويلي عليك وويلي منك يارجل
فأستوقفه الرجل الكبير قال ومن ماويه تلك قال الاعشى سابقتها مثل اختها اسما انطلق في روعي فقلته ...
قال له الرجل الكبير : هل تعلم من هريرة وماويه قال لا . فنادى الرجل الكبير اخرجي يا هريره ويا ماويه فخرجتا فكان طولهم لايتعدى شبرا واحدا قال الاعشى من انت يا رجل .
قال انا :: هاجسك وملقي الشعر على لسانك انا مسحل بن اثاثه وهؤلاء بناتي هريره وماويه
-------
|