عرض مشاركة واحدة
قديم 04/12/2005, 05:36 AM   #26


الصورة الرمزية الغلبان
الغلبان âيه ôîًَىà

 عضويتي » 1664
 تسجيلي » Nov 2005
 آخر حضور » 14/01/2008 (01:26 PM)
مشآركاتي » 5
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي ( دور المرأة في المجتمع .. بين عقلها وجسدها !!! )



المرأة من خلال منظور الرجل الشرقي ... ذلك الرجل المغرق تماما في " ذكوريته " لدرجة - النرجسية - والذي طمست بصيرته بغريزته فلم يعد يرى في نصف المجتمع " المرأة " سوي جسدها في غرفة نوم ليروى غريزته الجامحة ، او في المطبخ ليشبع نهمه إلى ما يدخل بطنه...أما كيان المرأة وقيمتها وعقلها فهي مغفلة لديه .. إغفالا يمتد حتى إلى تربية الأبناء.. فلم يهتموا بإعدادها رغم تشدقهم بقول الشاعر
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
ورغم الحقيقة التي صفعتهم بها الشاعرة - نبوية موسى – في قصيدة مما قالته فيها:


ما ضر أهل الشرق إلا أنهم
تركوا النساء وراءهم وتقدموا
فانحطت الأنباء بالأم التي
جهلوا مكانتها العلية فيهم
جهلت بأحوال الحياة فأوقعت
أبناءها في شر ما نتوهم
قد عودوها الجبن في عهد الصبا
فتعلم الأبناء ذلك وعلموا
وتصارعوا للعار في أعمالهم
والفسق والبهتان أن يتكلموا

واليوم
ومع الأخبار السارة عن قدوم المرأة السعودية بقوة ، واقتحامها الحياة العامة الاجتماعية لنيل حقوقها المشروعة... اليوم سأقتحم المنطقة "
الملغومة "
(
دور المرأة في المجتمع .. بين عقلها وجسدها )
وأقول " للشقيقة المرأة "
آنستي .. سيدتي -
لست مقتحما هذه المنطقة نيابة عنك.. ولست مدافعا - محاميا - عنك ولا أدعي بأني قادر على تحمل هذه المهمة.. رغم ان المطالبة بحقوقك لم تعد "
تهمة " بيد ان هناك من يتربص مصرا على إغماض عينيه .. مستمرا " كناطح الصخر " في توجيه تهمة " القاسمية "( نسبة إلى قاسم أمين ) لكل من يدافع عن حقوقك المشروعة .. لكن عجلة التطور الحضاري والتاريخ لا تعود أبدا إلى الخلف... ومن يحاول ذلك تطحنه وتلقيه إلى مزبلة التاريخ.
والمرأة أصلا ليست في حاجة لمن يدافع عنها.. فهي عاقلة مفكرة متعلمة ومحاورة حاذقة بارعة تستطيع ان تدافع عن نفسها فكريا.. تستطيع المطالبة بحقوقها المشروعة والتمسك بها... بل المرأة قوية جدا من -
البكاء والصراخ وحتى الضرب واستخدام الناب والمخلب.. وصولا إلى " أكياس البلاستك " عند الاقتضاء والضرورة القصوى.
وتاريخ المرأة الإنساني حافل بنساء عظيمات..منهن من وضعت حبها و قلبها وأنوثتها تحت قدميها.. وتسلحت وخاضت غمار المعارك العسكرية وتسلقت سلم السلطة في مجتمعها حتى القمة ولم تتنازل عنه أبدا.. وغيرت مجرى التاريخ والأحداث ، وقدمت " لسفر التاريخ " أوخطت فيه فصلا من فصوله ، وعبدت طريقا للحضارة الإنسانية في مرحلة من مسيرتها.
منهن من بلغت أعلى المناصب في مجتمعها.. لكنها وقعت أخيرا في الحب ووضعت قيوده في يدها باختيارها !! فأسقطها - الحب - وقيدت بسلاسل الحديد ، وذاقت مرارة ذل الأسر.. وأخرى تجرعت السم الناقع من ناب " أفعى " تفاديا لذلك الأسر والذل مفضلة الموت.
والمرأة - كثيرا ما تحكمت في الأحداث وأدارتها حسب مزاجها.. حطمت كراسي وعروش وصنعت أخرى ، وأنزلت رجالا منها ، وأجلست آخرين عليها ( وبمزاجها أيضا ).. وقد درسنا في المدارس في التاريخ..ان الدولة " العثمانية " سقطت ومن أهم أسباب سقوطها تدخل المرأة وسيطرتها على شؤون الحكم ، أو ادخلوها في شئونه واستخدموها كسلاح " فتاك " حتى سقطت الدولة في يد " أتا تورك " ثم فقدت هويتها.
والمرأة - قادرة ان تغرق نفسها في أنوثتها وتغوص فيها لدرجة " الحرملك " بذات الدرجة القادرة على التخلص منها حسب غاياتها... والتاريخ يحدثنا ومنذ " 1500 " سنة قبل الميلاد ( مصر القديمة ) عن المرأة " هاتششبسوط " الفرعونية التي اعتلت العرش... وطالبت بكل مظاهر الملك وشاراته.. ولم تتردد في سبيل ذلك من وضع " الذقن " الملكية المستعارة - رمز الرجولة - حتى تمارس سلطاتها إلى أبعد مدى.. رغم أنها انتهت أخيرا على يد رجل " زوجها " الذي أبعدته عن الحكم .. والذي أمر بعد موتها بطمس معالم تاريخها.. لكنها ظلت في سجل التاريخ.. وابسط صور ذلك البقاء.. إطلاق اسمها على واحدة من أمهر وأمكر خطط لعبة " الشطرنج ".
حتى عالم الجاسوسية اقتحمته المرأة وتفوقت فيه.. بشرفها والمحافظة عليه " نادرا " وبجسدها " كثيرا "
والمرأة تقف خلف الرجل " خلف كل عظيم " ( كما يقال ) بصرف النظر عن تلك العظمة وصفتها والتي تقف خلفها وتدفعها إلى الضوء بعقلها وبعاطفتها بحبها " عدى عظمة الأدب والفلسفة والفكر عموما " كما قال لنا ذلك يوما.. الفيلسوف الكبير " سقراط " فعظمة الفكر إن كانت المرأة خلفه..فلابد ان تكون " نكدية وشرسة ومشاكسة " فتقرف من تقف خلفه وتدفعه لعشق الفلسفة والفكر.. عوضا عن عشقها ( والحديث لسقراط )
ولكن وبالمقابل.. ومن زاوية أخري إيجابية إيمانية أخلاقية.. سجل التاريخ وحفظت لنا الكتب السماوية .. صور مشرقة ناصعة عن نساء عظيمات.
"مريم ابنة عمران " البتول - أم عيسي - عليهما السلام - التي قال في حقها القرآن الكريم ( يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) ومن قبلها .. امرأة فرعون التي قالت ( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) وغيرهما من العظيمات.. السيدة " سارة " والسيدة "هاجر " زوجتا نبي الله ورسوله إبراهيم - عليه السلام -
ثم يضئ تاريخ المرأة المسلمة.. بطاهرات مؤمنات صادقات " نساء " بيت النبي - صلى الله عليه وسلم.. والصحابيات الجليلات - رضي الله عنهن - والتابعات ومن تبعهن بإحسان إلى يوم الدين.
وقد حفظ الإسلام للمرأة إنسانيتها وحقوقا كثيرة ، وحملها مسئوليات .
ومن الحقوق التي حفظها الإسلام للمرأة " ان تتعلم وتعلم ، وحق اختيار الزوج ، وحفظ لها حق اقتناء المال والعمل على استثماره ، وكفل لها حق العمل إذا اقتضت مصلحة المجتمع ذلك ، وحق الحرية وإبداء الرأي والفكر ، حتى الحق السياسي منحه الإسلام للمرأة ( والحديث يطول في هذا الشأن - وهناك مؤلفات كثيرة تتناول حقوق المرأة في الإسلام )
هذه الحقوق الإسلامية وهذه الحرية التي حظيت بها المرأة في إطار إيماني ..
فما بال المرأة بلادي قابعة في الظل ؟ وما بالها خارج المنافسة المشروعة ؟!! وما عساها تنتظر حتى تشارك بدورها الاجتماعي في مجتمعنا ؟!!
إن كانت المرأة تعتقد.... ان تقبع في قوقعتها.. أمام شاشة التلفاز والمحطات الفضائية التي تغسل مخها وفكرها بما هو ليس نظيفا ولا متوافقا مع دينها وقيم مجتمعها وتقاليده الأصيلة السليمة المستنيرة ، أو ان تحبس عقلها وفكرها واهتمامها في جسدها وحسب ، وتتعلق بخطوط الموضة التي تهتم بتعريتها ومسخها ، او بخطوط الزينة التي تشوه جسدها من حيث تظن - جهلا - أنها تجمله... فتنتف حواجبها وتستبدله بوشم مرسوم او ملصوق ، وتلون شعرها وتجتزه بالمقص.. أو تطيله بشعر زائف " عيرية " وتلون عينها بعدسات " زرقاء او ذهبية " على بشرة سمراء او العكس.. وشفاه خلقها الله محمرة وردية .. فتحولها بالطلاء إلى سوداء وبنية وموف ؟!!
او ان تذهب " للمقاهي والمنتزهات " الخاصة بها او العائلية.. لتضع ساقا على ساق والسيجارة او خرطوم شيشة الجراك او أرجيلة المعسل..في فمها ، او ترتدي الملابس الضيقة المغرية " غير اللائقة بها وغير الأخلاقية " وتتمخطر متغنجة على الشواطئ او في الأسواق..
وتعتقد جهلا أنها بذلك تمارس حريتها وتنال حقوقها؟!!
إن كانت المرأة في وطني .. تعتقد ذلك بهذه السلوكيات والممارسات...
فيا خيبة الأمل فيها... يا خيبة أمل مجتمعها فيها.. ويا خيبة أسرتها... ويا خيبة الأمومة فيها.. ويا حسرة عليها.. فإنها بذلك تضيع تاريخها المضئ وتظلم حاضرها وتطمس ملامح مستقبلها... وتفقد فرصتها التاريخية التي لا تعوض.
ولن ينقذها من هذا المصير.. او يعفيها من الذنب أو يشفع لها أبدا... كون هناك نماذج " محدودة " في مشرقة مشرفة ونجمات مضيئات من نساء الوطن يجاهدن - ويحفرن الصخر - في سبيل نيل المرأة لحقوقها المشروعة ن وفتح السبل المستقيمة لها للحياة للمشاركة في الحياة الاجتماعية - أعانهن الله -
غير أني ومن اتجاه آخر.. لا احمل المرأة وحدها الذنب.. بل لعل الذنب بالدرجة الأولى يقع على "
الرجل " الذي لم يحول نظره عن جسد المرأة.. ويرتقى به إلى رأسها إلى عقلها وفكرها..ولم يتخل عن نظرته الشرقية الذكورية الموروثة المغرقة في جسدها.. من اختياره لها كزوجة " صغيرة السن جميلة " ذات صلاحية " في نظره وفكره " مرتبطة بهذا السن وبالجمال.. مرورا بسطوته في معاشرتها .. باعتباره " الرجل " ( هكذا؟!! بالمطلق ) وهذا الفكر وهذه النظرة.. تحتاج إلى إعادة نظر وتصويب... ناهيكم عن القيود الإجتماعية التي تكبل المرأة وتثقل كاهلها " جسدها وعقلها وفكرها وتقيد خطاها " تلك القيود التي تغفل تطور الحياة الاجتماعية الإنسانية والحضارية ومتطلباتها ومتغيراتها.. والتي تغلو غلوا يصل إلى رفض حتى مجرد مناقشة قضايا حقوق المرأة.. وحتى في المساحة المتاحة داخل أطر الشرعية.. وبذلك تقفل أمام المرأة الفرص والمجالات المتاحة والمباحة والتي لا تمس وقارها وحشمتها؟!! وهذا الفكر لا يمكن مواجهته بالقانون ونصوصها... غنها تربية وسلوكيات متجذرة لدى البعض.. وهذا البعض " غالبية " ولا مناص من ان يواجه بالتربية والتعليم ، بالتوعية والإصلاح الاجتماعي.. بالحوار بعقلانية إيمانية وسطية وهدوء دون تشنج.. على المجتمع ككل أن يمد يده - للمرأة " وننتشلها من بؤرة التقاليد البالية والغفلة والإغفال.. إذا أردنا أن نخرج عقل وفكر المرأة من إغراقه في جسدها..علينا أولا أن نحترم هذا العقل .. ونشغله في خدمة مجتمعه ونستثمر معطياته الخيرة العظيمة... لابد من ذلك.
وأنا هنا لا أبدع ولا أبتدع فكرا جديدا... فقد سبقتني إليه " محذرة ومنبهة " رائدة من الرائدات في الوطن..في بداية القرن الهجري الذي نعيش نهاية عقده الثالث.. الدكتورة - فاتن أمين شاكر - في مؤلفها " نبت الأرض " تقول( وهي خير من يعبر عن بنات جنسها )
( أن ما تحتاجه المرأة السعودية اليوم ليس سياسة القمع لجهودها أو الحجر على فكرها ، لن تؤدي هذه المحاولات إلا إلى الشطط والانحراف. ان المرأة السعودية تتوق اليوم ( لاحظوا ولا تنسوا أنها كانت تتحدث قبل أكثر من ربع قرن ) بصدق غلى الإحساس بكيانها إسلاميا.. ليس فقط من الناحية النظرية ، وإنما عملا وواقعا. ان إمكاناتها الفكرية والعلمية تضج فيها رغبة في العطاء والمشاركة في إطار إسلامي سليم يقوم على النظرة السليمة المتكاملة التي تتعامل معها كإنسان له مثل ما عليه. ان ما تحتاجه المرأة السعودية اليوم هو ان نكف عن التعامل معها كأنثى فقط مستهدفة دائما من قبل " الرجل الذئب " ومن ثم وجوب الحفاظ عليها في قمقم. ان ما تحتاجه المرأة السعودية اليوم هو ان نربي فيها العقل وننمي فيها الضمير الواعي المنفتح ، وان نمنحها الثقة..ان الثقة عندما تمنح للإنسان رجلا كان أم امرأة تصبح هي منبع إحساسه بالمسئولية..ان هذا ما تحتاجه المرأة السعودية " اليوم " الثقة في قدراتها وفي اتزان فكرها وفي مقدرتها على التمييز والتمحيص والمقارنة والتحليل ، ربوا فيها العقل ونموا فيها الضمير المتفتح الواعي / وامنحوها الثقة..تحقق لكم ان شاء الله الكثير من مقومات هذه الأمة التي نطمع جميعا في تحقيقها )
هذا ما قالته الرائدة السعودية العظيمة الدكتورة " فاتن أمين شاكر " وهل نحن اليوم في حاجة لأكثر مما قالته قبل ربع قرن من الزمان؟!!!
على المرأة السعودية أن تواصل خطواتها أن تنضم إلى موكب الرائدات من بنات الوطن ، وان تتسلح بمبادئ دينها وقيمه وسوف تنجح في تحمل مسئولياتها في هذه المرحلة التاريخية بكل تحدياتها.. ولعل أهم هذه التحديات التي تواجهها المرأة السعودية..أنها القدوة للمرأة المسلمة المعاصرة.. المرأة الصادقة المخلصة الطاهرة العفيفة المتعلمة العالمة المدرسة الطبيبة المهندسة سيدة الأعمال.. المشاركة في تحمل مسئولياتها في مجتمعها.

ولا تهتمي شقيقتي المرأة السعودية الفاضلة بما سيوجه إليك من هجوم محموم مسموم هدفه إعاقة مسيرتك
.. فتلك سهام لا محالة طائشة وخائبة ستتكسر وتدفن تحت خطاك الثابتة المتقدمة.. فأنت " حواء " السعودية المسلمة حفيدة أمهات المؤمنين والصحابيات الطاهرات.. وبنت الأرض السعودية أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي.. ولذلك أنت قدوة وستنجحى .. ولم لا.

تحياتي

الغلبان


 

رد مع اقتباس