عنوان جيّد ولكن ما رأيك بهذا العنوان ( واقع تربية الأجيال بين الأمس واليوم ؟)
مقدمة :بما أن الموضوع يتعلق بتربية الأجيال بين الجيل الماضي والحاضر فوجهة نظري تقول ما يلي :
التربية قديما كانت عشوائية ، وتستمد مصادرها من ثقافة المجتمع نفسه ، وتعتمد على اسلوب تقليد الآخرين فمثلا يرى الأب إن ابن فلان متميّز ، ويُعتمد عليه في الكثير من الأمور فعلى ابنه أن يكون مثله بل منافسا له دون النظر في الظروف المحيطة بكل منهما . قديما كان الأب يوبخ ابنه أمام الناس دون مراعاة لسيكولوجية (نفسية ) هذا الابن ، بل البعض قد يقوم بضربه أمام الملأ دون اعتبار ، وهذا التصرف حتما سيؤثر على حياة ذلك الشاب ، وسيشعر بالنقص أمام الآخرين ، وقد يتهرب من بعض المواجهات الحتمية لبعض المواقف . بالمقابل هناك آباء كانوا خير مثال قي تربية أولادهم رغم أميتهم وعدم معرفتهم بأساليب التربية ، إلاّ أنهم زرعوا في أولادهم الثقة حتى غدوا رجالا ونساء تميّزوا جميعهم في حياتهم العملية . رغم هذا فأني أرى أن ذلك الجيل له مساوئ ومحاسن رغم تحفظي على ذكر الكثير منها ومنها :
المحاسن: ( الإيجابيات )
1ـ لدى الشباب نوع من التنافس ، ولا يرغب في تفوق أقرانه عنه لربما ناتج عن التوصيات التي يتلقاها من والديه أو ما شابه ذلك
2ـ قلة المغريات التي زادت من ضياع الكثير من الشباب اليوم ( قنوات فضائية ـ سفر ـ الخ )
3ـ تمتع الكثير من شباب الأمس بالحياء ( الكبير يلقى تقدير يليق به .)
4ـ يعتز شاب الأمس بمعدنه لذا فهو حريص كل الحرص بعدم الانتقاص منه مهما كانت الظروف ..
المساوئ: (السلبيات :)
1ـ الانغلاق المطبق وعدم الإلمام بما يجري ، ويعتمد اعتمادا كليّا على ما يتلقاه من توصيات من والديه ، لذلك لا يستطيع أن يحيد عنها قيد أنملة .
2ـ مركزية إدارة الأسرة فهو لا يتصرف ، ويخشى العقاب لذلك ينتظر والده في كل صغيرة وكبيرة ، وهذا نتاج حجب الثقة منذ الصغر عن ذلك الابن .
3ـ الكثير من شباب الأمس طموحاتهم محددة ، والمهم لديهم الحصول على شهادة توفر لهم وظيفة دون التطلّع إلى الأمام وهذا قد يكون نتاج رغبة والديه حتى يكون بالقرب منهما ..
بالمقابل شباب اليوم ( بنين وبنات )
رغم النعمة التي ينعم بها الكثير إلا أنها تفتقر لمن يقننها ، فهي تعطى دون حدود مما زاد من التسيب وعدم تقدير تلك النعم . الموضوع كبير يا عناقيد و يحتاج إلى بحث متكامل في هذا لكن سأذكر بعض الإيجابيات ، وكذلك السلبيات التي آثرت على الكثير .
الإيجابيات :
1ـ معرفة كل ما يدور في هذا العالم ، من تقنيات حديثة ، ومعارف شتى تستقى من مصادر أصبحت في متناول الشاب والفتاة على حد سواء بصرف النظر عن نوعية تلك المصادر .
2ـ أصبح لدى الشاب والفتاة حرية الكلمة والجرأة داخل الأسرة ، ولو أن البعض منهم يمعن فيها وتزيد عن المألوف و عكس ما أمر به الشارع .
السلبيات :
1ـ انهيار في أخلاق الكثير من الشباب والفتيات بفضل تلك القنوات ورفاق السوء حتى أصبح الحبل على الغارب ، ويصعب على الكثير من الأسر السيطرة عليه .
2ـ أعطيت لهم أو لهن الثقة الزائدة ، وقد تكون وبكل أسف في غير مكانها وحدث للكثير من الأسر ما لا يحمد عقباه .
3ـ التأثير بما يُرى بالمسلسلات والأفلام حتى أصبح لدى البعض منهم تأثر بما يجري ، وحدث جراء ذلك تفكك وطلاق كان أثره كبيرا على بناء الأسرة المسلمة
وتعليقي على كل ذلك وفي ظل غياب الرقابة الأسرية ، والإعلامية والأمنية والمؤسسات التربوية حدث بعض الانفلات لتربوي .والأخلاقي حتى أصبحنا نجني ضريبة تلك الحضارة التي بكل أسف تسارعنا إليها فلم نجيد التعامل معها ، وكانت الحضارة هي التي تقودنا كيفما تشاء دون رادع من تلك الجهات التي ذكرت . وفي الختام كل جيل له محاسن ومفاسد ، والعيب في الراعي نفسه وأقصد بالراعي هنا رب الأسرة كيف يربي .؟ ومتى ينصح ، وكيف يعاقب .؟ ومتى يعاقب .؟ ولماذا يعاقب ، مع أهمية توفر القدوة الحسنة في المنزل من أب وأم وأخوة . تقديري لك عناقيد وللجميع .