يا سِجن ما عـاد بأتحمّـل ظلامـك وشبكـاك

اخاف يلبش بنا بعض العـرب وانحِبِـس فيـه

تسجُـد عِظامـي ورى القُضبـان وتراكعينـي

تزورني النّاس وانا مِـن ورى الشُّبّـك ابـدي

وِش عاد لـي مِـن دِواس الـلاش وبكيعشانـه

*****



قال إبن عبدالله يا قلب المولّـع وِش ابكـاك ؟

احُبّ لكِـنّ مـا ودِّي انخِـدِع ونحُـب اسفيـه

ايِّس متـى القـاك عالميعـاد وتـراك عينـي

واوِجد روحـي علـى فُرقـاه واشـبّ كبـدي

يضحك مع النّاس وانـا قاعِـد ابكـي عشانـه

وفي البدع يتخيل الشاعر فيما لو ...............

والمعنى العام بالنسبة لي هو الربط بين المقدمة والنتيجة وهذا من الأشياء التي تعطي تنائج وسليمة



والمحصلة : أن الأمر الذي ما يستأهل وش لي فيه ؟ وهذا يدل على بعد النظر والسمو عن توافه الأمور

بينما هو يبني للرد قالبا غزليا يعطي فرصة للإبداع والتحليق والربط بين نهايات الأبيات فيما يسمى الجناس وهذا النوع من الشعر من أصلبه وأجمحه ، وكل ما عداه من الشعر الشعبي كلام مفتوح سلس سهل يستطيعه الصبيان ، إلا هذا الشعر وهو شعر زهران وما شاكله من أشعار القبائل فإنه صلبٌ صلابةَ صخور أرض أهله





وشبكـاك ويقصد الشبك وهو من الحديد ( مثنى) ومجيء لفظ التثنية هنا كأن للزائر شبك وللمزار شبك آخر رغم أن الشبك واحد ؛ لأن نظرة السجين للحياة في الخارج تختلف عن نظرة الوجه المقابل ، والأسير من أسره هواه ، وقيدته الشهوات ، وهذه حياة الظنك نسأل الله السلامة

، وانحِبِـس فيـه ويقصد الحبس والقسر والبقاء خلف المصاريع ، والفرق الحسي بين الحصن والسجن مكان القفل فقط ........

ولكن تعال إلى التباين من حيث المشاعر والأحاسيس ......

، وتراكعينـي من الركوع كناية على الإذلال ، أما لله فهو من أشرف أنفاس العبودية وأزكاها

ورى الشُّبّـك ابـدي ، وراء الشبك(جمع) وكأنه يرى الشبك شبّك أو شبوك بينه وبين من يحاول أن يظهر له كي يراه

ويذكرنا بالأبيات :

كفا حزنا أن يضرب الخيل بالقنا وأترك مأسورا أجر قياديا

إذا قمت عنا ني الحديد وأوصدت مصاريع قدامي تصم المناديا

وبكيعشانـه كلمة عامية ولم أجدها في اللسان لكنها بمعنى شد الشعر دون هوادة ،

إذا بمجرد شد الشعر أثناء الخصومة والخلاف قد تدخل السجن وتهان فما بالك لوكان الأمر أكبر من هذا ربما تكون النتيجة أكبر وهنا تعزز مسألة الربط بين المقدمة والنتيجة وفي المثل الشعبي : العاقل من تفكر ، ومن ذل سلم ،كذلك التحليل النفسي الذي يقول: إذا توقف العقل اشتغلت الجوارح . والسلامة غنيمة



وكل ما ذكر على العموم ولم نتخل في التفاصيل الفلسفية لهذا النص الأدبي والتي ليس بالضرورة وجودها عند من أبدعه في الأصل ولكنه حتما عندما يطلع عليها وعلى غيرها من خيالات أخر أقول قد تكتنفه الدهشة !



أما الرد فلا بدلي من استجماع قواي وحمل كل أدوات الكتابة ومنا ديل الحب حتي أدلف بزورقي الصغير داخل النهر الرقراق خصوصا وأنه قدر لي سماع جحلوط وهو ينشد القصيدة وبلحن فاتن أخاذ .....