عرض مشاركة واحدة
قديم 09/12/2006, 01:09 AM   #5
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي في تبرير الرهان سمير عطالله



في تبرير الرهان

عرفت السياسة الاميركية بقدر ما يعرفها اي متابع عادي. وادركت منذ ان بدأت متابعتها انها عملية معقدة مثل الدولة الاميركية، التي قامت على تجارة العبيد ودستور الحرية، وعلى رجال يستشهدون مثل ابراهام لنكولن ضد العنصرية، وحرب اهلية تقوم بسبب الموقف من الافارقة المستعبدين. ولكن ايضاً على دولة تذهب، بكل قواها العسكرية الضارية، الى القتال في بلاد لا تعرفها إلا على الخريطة في الفيتنام واللاوس وكمبوديا.

في مثل هذه المشاهد المعقدة لا يمكن لأحد ادعاء التحليل السياسي والضرب بالودع واعتماد التنجيم. ولا يمكن ايضاً المراهنة على شيء. ففي وقت ما اقترعت اميركا لمزارع يدعى هاري ترومان. وهاري ترومان اتخذ قراراً لم يتخذه بشري من قبل ولا من بعد ـ حتى الآن ـ وذلك باستخدام المبيد البشري المعروف ايضاً بالسلاح الذري. واميركا انتخبت بأكثرية ساحقة ممثلاً محترفاً لرئاسة الجمهورية. واميركا اغتالت افضل رؤسائها: جون كينيدي بعد ابراهام لنكولن. لكنها عزلت ريتشارد نيكسون لمجرد انه كذب في شهادة امام القانون. واقالت رجلاً ارعن يدعى دونالد رامسفلد مع انه يملك نفوذاً لم يملكه اي وزير دفاع سابق في البنتاغون. وابعدت مندوبها في الامم المتحدة لأنه عين في غفلة عن الحزب الديمقراطي. وغرمت شركات التبغ بحوالى 200 مليار دولار بسبب إلحاق الضرر بصحة الناس. وحكم قاض منفرد ضد بيل غيتس، اغنى رجل في تاريخ اميركا. وتبرع اغنى اثنين بيل غيتس ووليم بافت، بنصف ثروتيهما لعمل الخير. اي حوالى 60 مليار دولار. لكن الكثيرين من اثرياء اميركا يتركون اموالهم للكلاب.

راهنت على جيمس بيكر عندما جاء مع جورج بوش وزيراً للخارجية، لسبب وحيد. لقد اعلن انه يريد لاميركا الخلاص من نير اللوبي الاسرائيلي، ليس من اجل العرب، بل من اجل اميركا. فلا يجوز لبلده ان يظل رهين قوة خارجية مرة كل اربع سنوات. وعندما يتحرر الرئيس او مرشح الرئاسة من الهاجس الاسرائيلي يستطيع ان يقيم سياسة متوازنة في الداخل والخارج. وبالفعل بدأ جيمس بيكر عمله بإقامة مؤتمر مدريد الذي كان يفترض ان يكون المدخل الى حل شامل في المنطقة. لكن ايام جورج بوش الاب وجيمس بيكر الثالث لم تطل. واسقط الاميركيون، في هذا النظام المعقد، الرجل الذي اشرف على نهاية الاتحاد السوفياتي وتفكك الكتلة الشرقية، وانتخبوا رجلاً هارباً من الخدمة العسكرية يوم لا تزال إلزامية.

عندما جاء جورج بوش الابن أبعد جيمس بيكر وابتعد عن كل من قال كلمة نقد في السياسة الاسرائيلية واحاط نفسه بغلاة مؤيديها. وراح يتنقل من مغامرة عسكرية الى اخرى. ومن إخفاق مبطن الى فشل معلن. وها هو جيمس بيكر يطل من جديد. ليس من اجل العرب ولا من اجل العراق، بل من اجل اميركا ووحدتها. يريد اولاً انقاذ بلاده من هذا الانزلاق والتدهور وفقدان الهيبة الدولية. انه حكيم آخر من صف الحكماء التاريخيين في واشنطن: دين اتشيسون وافريل هاريمان وجورج مارشال، الذين ادركوا ان قوة اميركا في العلاقات الودية مع الشعوب.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس