أشكرك أخي الغالي صقر الجنوب على ما تفضلت به من كلام في شخصي المتواضع ، وهو وسام وتاج على رأسي من أخ عزيز وغالي بمقام صقر الجنوب وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك وظن أختي الفاضلة لؤلؤة زهران والجميع في إثراء هذا الموضوع القيّم والشيق بقصص وسواليف الآباء والأجداد وإن كنت أرى بعد متابعتي وقراءتي لجميع الردود من قبل الإخوة والأخوات على هذا الموضوع أن هناك إختلاف في مسميات بعض الأكلات والأدوات والأماكن والعِدد بين قبيلة زهران الغالية على قلبي وقبـيـلتي وبالذات ما عرفته أنا شخصياً وعايشته في قريتي علماً أن بقية قرى غامد تختلف أيضاً في المسميات من قرية لأخرى ولكن بمشيئة الله تعالى لن يكون هناك إختلاف كبير وإن أحتاج الأمر للتوضيح أكثر يمكن الإستعانه بصديق لتفسيرها سواءً من قبلي أو من قبلكم أو يتم توضيحها من قبل العضو أثناء سرد القصة حتى تتضح الصورة للأعضاء الكرام .
أما بخصوص طلبك أخي الغالي معرفته عن طير حلحال وما أدراك ما طير حلحال ، فطير حلحال هذا طائــر له قصة عجيبة وغريبة ، فهو طائــر متيّـم بحب شـجرته التي يُصبـح ويُمسي فيهـا لما تحويه من ثمار يانعة يقتات منها ليل نهـار وهذه الشجـرة إسمها ( العبعبة ) وهذا الطائـر هو ما يُعـرف في وقـتـنا الحاضر بطائر ( النغري ) وكذلك يعرف باللهجة الغامدية وفي قريتي بالذات بــ ( القُــرَع ) وهو طائر أسود اللون أكحل العينين لون الريش اللي أسفل ذيله أصفر وهو صاحب صوت شجي وجميل ، وقد تعلّق هذا الطائر بشجرته المسماه ( العبعبة ) تعلق الحبيب بحبيبته وهام بحبها ، وقد يُصاب بعض الناس والحيوانات والطيور عندما يُفارقون الأهل والأوطان والأحباب بمرض خاص يُعرف بداء الصلة نتيجة مفارقتهم لتلك الأوطاون والأحباب فتُصبح أذهانهم ومخيلاتهم مشغولة بذكرياتهم نحوها فيشعرون نحوها بالحنين والحسرة على فراقها وربما يُصابون بفقدان الشهية للطعام حتى وإن وجدوا أوطاناً وأحباباً وأهلاً أفضل من أهلهم وأحبابهم وأوطانهم كما حصل لطير حلحال ، فهذا الطائر كما أسلفت له قصة عجيبة وغريبة تجعله ينفرد بها عن بقية الطيور فهذا الطائر وفي جداً لحبـيـبته ووطنه فهو يعشـــق شـجرة برية تعيـش في سفــوح الجبــــال والأودية تســمى ( العبعبة ) تعيش بكثرة عندنا في المنطقة الجنوبية يمكن تكون لديكم بنفس المسمى أو بمسمى آخر ، هذه الشجرة لها ثمر صغير بحجم حبة الحمّص أحمر اللون يشبه إلى درجة كبيرة الطماطم أو الكرز وهو يقتات على هذا الثمــر ليل نهار ولا يكاد يُفارق هذه الشجـــــــرة لحظة واحدة ، إلا في أوقات متفرقة وقصيــرة فكل من أراد أن يبحث عن هذا الطائـــر فما عليه إلا أن يبحث أولاً عن شجـــرة ( العبعب ) فإذا وجدها سيجد ذلك الطائر الجميل صاحب الصوت الشجي بداخلها يقتات على ثمارها المحببة إلى قلبه عن بقية ثمار الأشجار الأخرى ، هذا الطائر أُخذ إلى حديقة غناء فيها ما تشتهيه الأنفس لعل وعسى أن ينسى شجرته المسماه ( العبعبة ) والمتـيّـم بحبها والتي يُصبح ويُمسي فيها والتي لا يستسيغ ثماراً غير ثمارها ، مكث هذا الطائر الجميل عدة أيام في هذه الحديقة الغناء يأكل من ثمارها المتعددة والشهية ثم فجأة إختفى عن الأنظار فتم البحث عنه داخل الحديقة الغناء ولكن باءت كل المحاولات بالفشل وكانوا يعتقدون أنه قد أصيب بمكروه أو تم إصطياده من قبل أحد الصيادين فأشار إليهم أحدهم أن يتم البحث عنه داخل شجرته المتيّم بحبها والمسماه ( العبعبة ) فقالوا له مستنكرين كيف يترك حديقة غناء فيها كل ما تشتهيه الأنفس ويذهب إلى ( عبعبة ) ليس فيها إلا ثمرة واحدة ويترك الثمار المتعددة والشهية الموجودة بالحديقة الغناء ، وفي الأخير وبعد أن عجزوا في الحصول عليه إستجابوا لطلب ذلك الرجل الذي أشار إليهم بالبحث عنه في شجرته القديمة المتـيّـم بحبها فكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع بأنهم وجدوا هذا الطائر العجيب داخل تلك الشجرة بعد أن هبّه الشوق والحنين لها ولثمارها وعشرة العمر التي عاشاها مع بعض والتي أثبـتـت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه طائر صاحب أصل ولا يُنكر المعروف الذي أُسدي له طيلة هذه السنين من قبل شجرته المحبوبه عندما لم يتنكّر لهذه العشرة الطويلة والحب فيما بينهما عندما أُخذ قصراً وعُنوةً إلى الحديقة الغناء .