(3)
((الـقُـدْمَــــة ))
إستعدادات عائلة غرم الله قبل الذهاب للقُدمة .
صباااح الخميس .
بعد أن صحّت صندلة شـيـبـتها وسفانها صلوا وتفاولوا .
غرم الله : هيااا اليوم وِعِدنا مع أبو علي .
صالحة : آبه .. آبه .. شن بيجي معنا .
حامد وهو يلمح في سعيد : هن الله لعينك يا سعيد .
سعيد : آبه .. آمه .. أنا أدخل على الله ثم عليكم ورمى بعمامته في حِثل بوه أنا ما أبغى أنكح بعد ورايه سفر ولا أبغى أبهذل بنت الناس معايه .
الشيبة : هااااك عمامتك وخلاص ما عاد ينفع وخـلّـك من تيه الهروج وبنت الناس بتعـيش مكرّمه .. وشن قال لك إنا بنخليك تسافر بها تزوجها والله يفتح لك .
صندلة : هيااا كاان لا تطرون السفر ذالحين خلوني أفرح بولدي شويه .
سعيد : أنا دخيلكم لا تظلموني وتظلمون بنت الناس معاي ماني حق زواج تكفوون .
الشيبة وهو يهز مشعابه ويحندر في سعيد : على الطلاق من ظهر أمك لن زدت سمعت ذيه الكلام لاشق ثوبي منك ولا إنت ولدي ولا أعرفك ( زي المصارية حاحرمك من الميراس ) .
صندلة : هاااه سبعة بك وبسفااانك هيااا وذا لي أنااا .
سعيد : دنّق وقال إبشر يااابه أنا طوع أمرك .
طبعاً سعيد قاال دام إنهم ما بيخلونها تجي معاي خلاص زوجة هناك وزوجة هنيه مافيه مشكلة .
حاامد في نفسه الله يقصر عمرك يالصوره حد ما يشتهي النكاح ليتهم قِد لزموا لي والليلة المراح .
الشيبة يغيّر الموضوع : صاالحة ما شاء الله وش هالحناني والتقاطيع في إيديك ورجولك .
صالحة : على شان قُـدْمت آخي يااابه وإلا تبغى فكرة تظـلّي أحسن من أخت العريس .
صندلة : هيااا أصه من تيه الهروج حتى فكرة ما حد كماها .
. تبغى الشيبة يهرّج ما هرّج
صندلة : الله أكبر ياااشيبة عرعر أما صالحة شفت إيديها وررجولها أما أنا ما عدت أجَـمّـل عادت إيديّه ورجولي دخّه .
غرم الله وهو يضحك : أفااااا وأنا بو ســعيد ما حد كمــاك .... إلاّ إنـتي ياصنــدلة النعـــاش ( وفي خاطره لو كان كماك ثـنـتـيـن كان أحترقت الدنيا ) .
صندلة : أنا دفع عن ذا هبني نعاش .
صندلة : أقول يا غرم الله أخي مهراس ضيق على سب ما حد علّمه بالوعد ذا بيننا وبين عمك أبوعلي واختك عزة بعد بـتـنشدق ضيقـه .
غرم الله : الله ياخذ عقلك .. ما أسرع الشيبة وتغيّر ( من شوي كانت النعاش ) خليّه أنا ريتوه في المسيد وعلمتوه مابه إلا بـنـته رحمة يوم إنا ما لزمنا فيها لسعيد وعزه حتى هي ضيقـه معه ( عزة أخت غرم الله زوجة مهراس أخو صندلة ) .
صندلة بصعقة : بااااالله عليك يا حسفي حسفاه ، والله ما طرت في خاطري والله ما شوفها إلا كما صالحة ياااشق بطنك يا بنت حاسن هيااا وين الـقّـي بوجهي ذالحين منه ومن عزة ( وهي تصفق في رأسها ) .
سعيد : والله إنك فاضي يا حااامد وشفيك مستعجل على الزواج يا خي لاحق على الغُلب والنكد .
حااامد : هن الله لحبة قلبك نحا أهلي ما سالوا لك إلا في أحلى بنات الجماعه .. الشباب كلهم بـيـموتون من القهر عليها وإنته ضيق .. ما أخذ القمر غيرك والنجوم لنااا .
سعيد : ياااشيخ خذوا الأقمار والنجوم أناااا ما أبغى شئ .
صندلة : هااا وجه الله عليك يا سعيد من تيه الهروج هياااا كاااااان .
غرم الله : إنه سمعها مني أخاف إن وده أعلّها عليه وآهبها خِراز في إذنه .
صندلة : يمه فديتك فداااه وشبك يااا مخلوق كنك تدوّر لهااااا .
غرم الله : إسمعي ( وهو يدق في رأسها بركبة إصبعه ) هبـيـها عند قلبك إنتي وولدك والله لن زااد وإلا نـقّـص لأتبرأ منه ظهيرة وخلي سفره ينفعه العيب أنااا ذا هبتوه رجاال بين الرجاااجيل
صندلة : يووووه منك يا بو سعيد ما حد يعرف يقول معك كلمه ( تلطّف الجو ) ويذا لك منه هو يتهرج هو واخوه ما قال شئ الضعيــف هياااا لا تضــيّع فرحتناااا وشـــن بـتـنادي ( ومدت إيدها تـغـمّـز وتكبّس رجوله ) .
غرم الله : أنا بفلح ذالحين عند العريفة وأخواني أحمد وموحومد وسعيد ناخذهم معنا وبغدي عند أخوك الضيق وأختى عزة لا يصنقر ولا أدري بختي إلا وهي في حلقي وأخوك صااالح والمغضوب بعل شهرة .
صندلة : وانا وشن أنادي .
غرم الله : خذي بناتك ونسوان أخواني ونسوان أخوانك وعمة شهرة لا تنسينها تزيد تاهب لبـنـتك منقود .
صندلة : هيااا أنا بفلح أناديهنه وباعدّي ويلا كهلتي ( أمها عند أخوها مهراس ) واشوف إن كان طاقت تجي معنا وإنت زد عذّر عليها لا تزيد تضيق .
غرم الله: يا غُلبك يا غرم الله شن ترضي وشن تخلي .
صالحة عدّت فوق ثيااب اخوها سعيد تبخرها وتعطرهاا .
سعيد عايش الجو وكن العرس راق له بعد سماع كلام حامد عن الشباب الغيرانين منه ، قال دام إنهم بيزوجوني رضيت وإلا إنرضيت وهي بـتـقعد عندهم خلّني أفرح وعذ بالله من إبليس .
حاامد يُمنّي نفسه برحمة بنت خاله مهراس ويـتـخيل اليوم قُدمته وهو بين الرجال في المجلس ولا درى إلا ونطت بنت شهرة في حثله وانـتـقز وطار الحلم .
شهرة حيّت على أخوانها وأختها وقالت وين إمي وآبي .
صالحة : بعدما رحّبت بختها وسهّلت ذالحين أمي بتجي هي وجدتي أقعدي نحا القهوة راشقـة
شهرة معها بقشة صغيرة في ميزب بنتها أخرجت منها كُرته فصّلتها لصالحة من قماش أعطتها تفصلـه .
شهرة : هاااك إلمحي هيل عليك .
صالحة : يا نا فدى إيدك يا شهرة ( ألتبستها ) .
شهرة : بسم الله على أختى عليك حجاب الله ، فُرجة فوقك بقي من طاقـتـك شويّه وفصّلتها للبنات .
صالحة : الله يجعلها في قلبي يا شهرة ، شُغل بيتك وبعلك مقطوع الرجا وبناتك وبطنك مد عينك وأشغلتوك بكرتـتي .
شهرة : ما معي غير أخت واحدة إذا ما أشتغلت بها وشن أشتغل به .
صالحة وهي تسلّم في وجه أختها : الله يا شهرة يرزقك بذا يرضي خاطرك ( الولد طبعاً ) ويفرّج عليك .
شهرة : آمين .
سعيد : ماشاء الله عليك اللهم صلي على محمد كما البيضة المقروشه كل ذيه فرحة بنكحي .
دقتها صالحة في ركبتها وسكـتـت شهرة وهي تلمح فيهم مستغربة .
حامد : شهرة شهرة وأنا خوك اليوم فنجلي عيونك في البنات وإلمحي لي لصبيّـه .
شهرة : يااا اغُشي عليك مصرعك بد بـيـّح قرايتك .
حامد وهو معصّب : هيااا خذ جااات صندلة الصغيرة ، يقولوا إقلب التورة على ثمها تطلع البنت لمها .
شويّه إلا وصندلة معدّيه تسحب أمها في إيدها .. تنافروا السفان كلهم يتصايحون يا ربي حي جدتي يا نا فدى رجولك يا جده يالله طوّل في عمرهااا .
الجده بعدما اقعّدتها صندلة : الله يـبـارك فيكم ويمنعكم وتسلّم على كل واحد واهم شئ الرقاب ( ما أدري ليش الجدات يهناهنه السلاّم في الرقاب ) .
الجدة : سعيد نحاني ما قد خرجت من فوق العتبة إلا اليوم على سب قُدمتك يافرخي الله يتمم لك فرحتك .
سعيد : الله يطوّل في عمرك يا جدة ولا يحرمني منك ويحسن لك الخاتمه .
وهم على ذا الحال جاء غرم الله ورحّب وسهّل بعمته وتقهوى .
غرم الله : هاااه يا صندلة رشّقـتي عوايزك .
صندلة : إيوه يا بوسعيد من البارح ، تنك التمر واللوز والبساكيت وعُكك السمن وسطول العسل والكساوي ذي وصيت عليها من عند فرّقنا ومن عند مريم الزيدية لحمده وحمواتها ونسوان حموانها ونسوان أولادها وللعروس بعد خِذت كم طاااقة وشيال مقصّبه ومسفـعـين ومن ذا تعرف .. ماودها تكمل على شان أمها ضيقـه على شان رحمة .
غرم الله : أخرج من جـيـبه منديل أصفر صغير فكّـه وأخرج منه بنجرتين دعْـس الدركتل .
غرم الله : هااااك .
صندلة من الفرحة : يااااربي كـثّر خيره .
غرم الله : إلمحي فيها هيلة .
صندلة : تهوّل وتهبّل وبريقها ياخذ بذهايب العقول .
غرم الله : لاعدتنه وسط النسوان هـبـيها فيد فكرة .
صندلة : صااااح الله عليك أحتسيت إنها لي .
غرم الله وهو يضحك : إبشري بسعدك إنتي إلمحي لي لعروس وصدقيني لكسيك زي ما أكسيها ولازيدك بنجرتين بعد .. هاااه قولي تم .
صندلة : ما عليك شرهة ، يقولون حاذروهم مع البلوغ ( قصدها على حامد ) ومع طلوع الشيب ( قصدها على غرم الله ) .
المهم مناوشات بين الشيبة وكهلته وأمها والأولاد ... البنات داخل العلو .
شهرة وصالحة تلبّسنه وتكحلنه وسويّن لامهنه وجدتهنه كل واحدة عكيف ( للي مايعرف العكيف ، هو عبارة عن ريحان وبعيثران وكادي ووزاب أو أي شئ ريحته حلوة تجمّع الخيطان من الوسط وتبقى الأوراق من الأطراف من الجهتين وتُربط بقطعة من غُلاش الكادي أو قطعة من طرف منديل نحيفة مجهّزه لهذا الغرض وعادة يكون العكيف في الأعراس كبير ويتباهين بمن عكيفها أكبر يُـكْسر من النصف ويُوضع تحت المنديل الأحمر قبل الشيلة طبعاً يصير زي السنام وسط الرأس وأوراق االغِراز والكادي تخرج مع الصفوح جنب الزغود ) إن شاء الله أنها وصلت المعلومة
وسوّت شهرة لها واحد صغير .. صالحة لمحت من الباب إلى ون الكهيل مشغولات أخرجت من سحاريتها حُمرتها ذي جابها لها خوها سعيد وورتها شهرة وبغت شهرة تـنـتـشف دمها .
شهرة : منين لك تيه دسيها ... دسيها لا يشوفها آبي وإلا إمي .
صالحة : تعااااالي والله لتظلين فرجة وبعلك ليتهوّل منك .
شهرة : هاااات أشوف ( ماصدّقت خبر ) وتاخذ بصبعها وتاهب على براطمها .
صالحة : لا تكثرين تـبـيـحيـنها ماهلا براس إصبعك .
شهرة : هيااا دسيها .. وبكرة هبـيـلي قطعة منها .
صالحة تحط على براطمها وعلى خدودها إلى ونها تجنن ( صارت تـتصافق ولبست كرتـتها ( وضحى وبن عجلان.. إسم قماش ) وخرجت عند أهلها في الحارة .
أبوها .. أمها .. جدتها.. حامد .. سعيد متعوّد عادي ما أهتم كلهم فااااغرين فيها
ويسمون عليها وياخذها أبوها جنبه ويتمتم فوق راسها ويعوذها ويقرأ عليها وأمها ما عادت الدنيا تسعها يوم شافت بنتها عاادت عروس وصبيّه .
صالحة : جدة شن أحسن أنا وإلا رحمة بنت خالي مهراس .
الجدة : إيـوه .. إيـوه .. عااادت رحمة دخّه يا صالحة .
صندلة تلـقص صالحة في رجلها وتقوم .
بعد العصر تجمعوا الجماعة في المسيد وراحوا مع غرم الله والنسوان تجمعنه عند صندلة .. طبعاً بخبزهنه ومعارفهنه وقهاويهنه .
خرجت صندلة فوق راسها قفه فيها الكساوي وكل ساااع تـتـفقد الصُّره ذي هبتها في مسفعها فوق راسها ( البناجر فيها ) .
شرّفنه من أول المسراب على بيت أبو علي .
وتلتقيهنه حمدة وأخواتها وحمواتها ونسوان أولادها عند الباب بالغطارف والترحيب والتساهيل .
النسوان ما عينهنه الا في صالحة وش ذا الرواه فيها بســم الله على لحمها ودمّــها .. مادروا إنها الحمره ملطختها في وجهها .
دخلت صالحة عند فكرة رفيقتها وتمون عليها والتقصيها في ركبتها وقالت لها :
( دَق ساقي ساقك واستاقني ذا استاقك، يقولونها البنات للعرايس عل سب يلحقونهنه بالزواج ) .
- يتبع -