30/01/2007, 01:51 AM
|
#2
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
مع الاستشراق وخصومه الضرر الذي ألحق **سمير عطالله
مع الاستشراق وخصومه الضرر الذي ألحق (2)
خلط خصوم الاستشراق بين فريقين وبين مسألتين: بين المستشرق الاكاديمي العلمي الباحث، بكل تجرد، عن ميزات الفكر الاسلامي والتراث العربي، وبين المستشرق، أو المستعرب الذي ارسلته حكومته في دور مزدوج ولهدف مزدوج، ظاهره علمي وباطنه سياسي. وكذلك بين مسألتين: الصراع التاريخي بين الشرق والغرب بجميع وجوهه ومنطلقاته وآثاره، ووجود عناصر فردية ـ ولكن مؤثرة ـ في الغرب، ايدت القضية العربية، أو انبهرت بالاسلام، أو ببساطة اشهرت اسلامها وانضمت الى «الحياة العربية» سواء عاش أصحابها بقية حياتهم في الغرب أو في العالم العربي. وللأسف فإن النظرة الى هؤلاء ظلت تشكيكية حذرة، وغالبا تبسيطية اتهامية، لا تصدق ان لها في الغرب اصدقاء بل اعداء دائمين.
أعتقد ان هذا الموقف من الاستشراق، ألحق ضررا واضحا بعملية لا حدود لبعض فوائدها في الاعمال البحثية فقد تراجع كثيرون عن الانخراط في هذا العلم الذي لا غنى لنا عنه. وتوقفت جامعات كثيرة عن متابعة دراستها العلمية في التاريخ والتراث وحتى الآداب، خوفا من التهم، خصوصا ان كتاب ادوارد سعيد حول النقد الى تيار سياسي، اكاد أقول، متعجرف لا يقبل النقاش ويرفض النظر الى الدراسات من زاوية علمية، كما نظر ـ تكرارا ـ الى الدراسات السوفياتية، أو الاوروبية الشرقية، التي حمل بعض اشهرها تحقيرا للتراث العربي وهجوما إلحاديا على الاسلام. لكن هذا النوع ظل في منأى عن أي مساءلة أو بحث، بل أخفي تحت أكمام سحرية، خصوصا لدى مفكر مثل انور عبد الملك، الذي اطلق الجدل في مطالعته المأثورة «الاستشراق في ازمته» عام 1963، أي في ذروة شبابه اليساري، وفي مرحلة كانت فيها الغلواء القومية تنظر الى الغرب على انه عدو مطلق والى الشرق الشيوعي على انه حليف مطلق. لم يلق النقاش ما يستحقه في العالم العربي، حيث الثقافة مسألة هامشية، والخلاف الفكري عداء، والفكر الآخر مؤامرة، وأفضل وأعدل ما حظيتُ به كتاب «الاستشراق بين دعاته ومعارضيه» (دار الساقي) للاستاذ هاشم صالح، وهو محاولة لنقل الافكار الاتهامية ومطالعات الدفاع والرد من قبل المستشرقين انفسهم. وليس الكتاب ـ ولا هذه السطور ـ على الاطلاق، محاولة لتبرئة الخبث أو السوء أو الاساءة أو الاهداف السياسية، مهما كانت موضوعية وانما هي محاولة سريعة وعابرة لتنقية الزؤان من القمح. فمن يخض في الكتابات الغربية عن العرب، فقد يجد ان لا مثيلا لعمقها وجديتها ومشاعرها، في اي تراث عربي.
إلى اللقاء.
|
|
|