رُباع هذا المساء
عادت الطيور إلى أعشاشها بعد أن طافتْ وجابت الأرض سهولها ،وجبالها ، ووديانها تبحث عن كل جديد في عالم يزخر بالعلم ،والمعرفة في وقت أصبح هذا العالم عبارة عن قرية صغيرة يتناقل فيها الخبر من مناهل لا تنضب وسط عالم لا يكاد يفتأ عن البحث عن تلك المعلومة التي قد تفقد اليوم لكنّها تحضر غداً. نعم إنها المعرفة التي لا تكاد تغيب مع البحث والتجارب المتتالية . كل يوم تلك الطيور تعود لنا بما لم نسمع عنه من قبل . تسارع مع الزمن . غدا كما عادت بطاناً تعود خماصا بما ينفع الناس ، لكن مستودع تلك المعرفة ليست في بطونها بل في عقولها المتلهفة لكل جديد ومفيد . قريبا جداً كما سمعت سيكون هذا الصرح مستودع لكل ضالة فقدها صاحبها ، وما عليه إلاّ أن يعقد العزم في البحث عنها وسيجدها مُصانة محفوفة بكل رعاية من لدن صانعها . إني أدعو بعض تلك الطيور المهاجرة أن تعود وتتناسى موسم هجرتها فلم يعد الوقت وقت مواسم ففي هذا الصرح كل المواسم بين طياته . إنها دعوة صادقة بالعودة فكم يطيب لنا العيش في ظل هذا الصرح ، وكم كانت تلك الطيور تزهو بيننا ، ويزدان بها المكان . منها من كان يغرد بأعذب الأصوات ،ويطيب للسامع ما يقال ، ومنها من كان يسطر بأحرف من ذهب لا يمل القارئ من قراءتها ، ومنها من كان يزين المكان بأفضل الألوان .هذه رباع هذا المساء من قلب مُحب للجميع .
د. مُحمّد بن موسى الزهراني،