عرض مشاركة واحدة
قديم 26/05/2012, 07:11 PM   #559


الصورة الرمزية جنون أنثى
جنون أنثى âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24054
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 30/04/2013 (02:49 PM)
 المشاركات : 5,384 [ + ]
 التقييم :  1500
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





أمي...ومراحل حياتي بهاوردة
عندما نكون صغارا، يكون حضنها عالمنا..
وعندما نكبر قليلا، يكون طرف ثوبها دليلنا..
وحين نصبح في عمر السابعة، تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة
وفي العاشرة، هي المرآة ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها ما يبصم شخصيتنا..
وفي الثانية عشرة، تصبح الصديقة في لحظة، والعدو عند الغضب، لكننا لا نستطيع النوم من دون ابتسامتها..
وفي الرابعة عشر، نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة..
وفي السادسة عشر، نواجهها بأنها من جيل ونحن من جيل آخر!
وفي الثامنة عشر، لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها..
وفي العشرين، قد نودعها لنلتحق ببعثة، أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف..
وفي الرابعة والعشرين، نخجل من قبلتها أو توددها وحرصها، ونتأفف لأننا لم نعد أطفالا يا أمي!
وفي الثلاثين، ننشغل بزواجنا وأبناءنا، وقد نهاتفها أو نزورها..
وفي الخامسة والثلاثين، تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة، فنحاول أن نوازن بين انشغالنا عنها، والبر بها..
وفي الأربعين، تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر: أريد أمي.. أريد أن أعود إلى حضنها، وأتذكر أكلاتها الشهية، وكلماتها الظريفة..
أما ما بعد الأربعين،فنكتشف فجأة أننا أصبحنا نسخة منها، وما كنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا، وما كنا نغفله من حكمتها أو نتجاهله من نصائحها، يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي إيقاع نبضاتنا.
أمي.. أحبك في الصغر والكبر..
أنت الحضن والبوصلة وغيمة الأمان السارية فوق رأسي من المهد إلى اللحد.


أختكم / جنون أنثى


 
 توقيع : جنون أنثى



رد مع اقتباس