أنواع من التمرد الأدبي!

على مائدة عمر الشريف وفاتن حمامة اقترح الصحافي اللبناني الكبير سعيد فريحة عمل فيلم عن إيليا أبو ماضي. ويقوم بالدور عمر الشريف. ثم أخرج من حقيبته كتابا بالإنجليزية عن حياة المفكر اللبناني، وأعطاني الكتاب، وطلب مني أن أستخرج من هذا الكتاب وكتب أخرى قصة حياة أبو ماضي وأن أكون على صلة بعمر الشريف لعله يحتاج إلى مواقف أو أحداث. وبعد الغداء تفرقنا..

وقرأت الكتاب ولكن كتبت قصة أخرى لا علاقة لها بعمر الشريف ولا فاتن ولا أبو ماضي. قصة استعراضية غنائية راقصة. وجعلت اسمها «القلب لا يمتلئ بالذهب».. وبدلا من إهدائها إلى فاتن حمامة أهديتها لفرقة رضا للفنون الشعبية!

وفوجئت بالمطرب عبد اللطيف التلباني يختارها ليقوم ببطولتها. ولا علاقة لها بالأحداث.. وإنما أعجبته والسلام. ولم يسألني سعيد فريحة ولا عمر الشريف ولا فاتن حمامة. ولا وجدتني في حاجة إلى أن اشرح ماذا حدث! فأنا حر كتبت ما جال بخاطري بمناسبة قراءاتي عن إيليا أبو ماضي!

ومرة أخرى فقد سمعت مجموعة من الحكايات والمصائب للشبان المصريين المهاجرين إلى أوروبا. من مصر ومن العراق.. وكيف أنهم يتعذبون ولا أحد يحميهم. وسمعت وتأثرت وكتبت مسلسلا تلفزيونيا اسمه «من الذي لا يحب فاطمة».. وكان مسلسلا ناجحا أذيع أكثر من 15 مرة في مصر وخارجها. ولا علاقة لهذا المسلسل بما قرأت وإنما اخترت جانبا من كل شيء وخلطت الرومانسية بالدين بالوطنية بالبطالة. وكان المسلسل بطولة شيرين سيف النصر وآخرين.. ومرة ثالثة طلب مني الرئيس السادات أن اجلس مع يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ونكتب معا عملا وطنيا. وجلسنا طويلا وتناقشنا. وعاد كل منا إلى بيته يكتب شيئا آخر. ونشرت قصة بعنوان «يعود الماضي يعود».. وكتب يوسف السباعي مشروع رواية وإحسان عبد القدوس كتب ثلاث قصص قصيرة. وتبادلنا هذه الأعمال الأدبية. وقرأناها في جلسة واحدة. وضحكنا فقد سمعنا اقتراحات واحدة.. ولكن عندما أوى كل منا إلى بيته كتب شيئا مختلفا. إننا رفضنا الضبط.. ورفضنا العمل الواحد والأثر الواحد.. ولم يكن هذا إلا ممارسة للحرية والتمرد معا!