ذلك الحزين انا


ملامح باكية في ذلك الركن الركين
تصلي لرب العالمين ، تبكي كطفل بائس حزين


تلبس ثوبا بلون الياسمين
كملاك هارب من زيف السنين


يجلس وحيدا بوجه حزين
حزين على عباد رغم النور ضائعين


ذلك الحزين انا


أنا الذي يمتص غضب الآخرين


ويبكي كما يبكي الضريح على الميتين
وصمتي خاشع كخشوع الشهوة في ثوب المصلين


أحتمل حتى ملني الاحتمال وقال لروحي ألا تسأمين
أيتها الروح كفى متى تنطفئين


تشعلين عذابي ومن عذبوك في جوف
النوم نائمين
بحق الله ماذا تنتظرين


فقد رحل الرسل رحلت السماء
رحل صدق المحبين
ذبُلت حدائق العشق فلا هوى ولا عاشقين


رائحة القبل باتت قصيدة بلا مستمعين
حضن الحبيبه بارد كرحم لم يسكنه جنين

ها قد رحل الجميع وأنتي ياروحي متى ترحلين ؟
يانجمة الضحى كفى لماذا تبكين


هُم اختاروا ، فلك دينك ولهم دين
فلماذا بغيرك تشقين


فلا الحب هو الحب ولا هو زمن الأولين


فهي أيام تكفر بالمخلصين
والصادق فيها ملك المساكين
والبشر يرقصون رقص الثعابين


فانهضي من ذاك الركن الركين
وإلا تربعت على عرش المجانين