عرض مشاركة واحدة
قديم 08/05/2007, 11:16 PM   #8
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي من طرائف القرويين **خالد القشطيني



من طرائف القرويين

بين حين وآخر يتحفنا زميلنا عبد الله بن محمد الناصر، الأديب والدبلوماسي السعودي بحكايات لذيذة القراءة. وصلني منه مؤخرا كتابه بعنوان «من احاديث القرى ـ حكايات من ذاكرة الأرض». وضعته جانبا حرزا لأيام الشدة كما تقول العجائز. وأيام الشدة عند العراقيين في هذه الأيام كل يوم. استولى علي الأرق في ليلة من ليالي هذه الأيام فتذكرت أخانا الناصر وكتابه. فتحت صفحاته وبدأت بالقراءة . فزادني كتابه أرقا على ارق، ولكن في هذه المرة من النوع الممتع فلم استطع ان أغلق الكتاب واضعه في مكانه على الرف. استرسلت في قراءته حتى تملكتني الرغبة في الكتابة عنه. وها أنا فاعل.

حكايات من ذاكرة الأرض استعراض لحياة القرية والقرويين في المملكة العربية السعودية. وهي طبعا لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في بقية العالم العربي. ولكن الكاتب بمزاجه الفكه، انتخب منها الطريف والمؤنس والمضحك. كان منها «الديمخراطية»، التي يفضل البعض ان ينحتوها بصيغة «الديمضراطية»! انشق سكان إحدى القرى السعودية الى فريقين في اختيار إمام جديد لمسجد القرية. لم ينفع النقاش والتفضيل فقرروا في الأخير انتخاب أحد الإمامين بالاقتراع. تم ذلك ولكن مواطنا من قرية أخرى سمع بما فعلوه، فقال هذا انتخاب في صيغة الديمقراطية. ما أن سمعوا بذلك حتى ثارت ثائرتهم . قالوا هذه «الديمخراطية» اذن شيء مستورد من ديار الكفار، فرفضوا الأخذ بها أو بالإمام المنتخب بموجبها فاستقروا على إمام ثالث. وهكذا وبفضل «الديمخراطية» أصبح لمسجد القرية ثلاثة أئمة!

الحكاية ليست مجرد فكاهة بريئة تروى. السخرية فيها تغلب على البراءة كما نرى ذلك في العراق وفي الكثير من بلدان العالم الثالث التي سقطت في مطب «الديمخراطية».

في حكاية أخرى، يروي عبد الله محمد الناصر ما وقع به هو وأخوه عندما كلفتهما أم سالم بمهمة قتل الثعلب الذي راح يعيث قتلا وأكلا بدجاجاتها. أمسكا بالبندقية وتربصا له بدون أن يفطنا الى مكر الثعالب. ما أن بادرا الى إطلاق النار عليه حتى لاذ بالهرب وترك الدجاجات تتلقى وابل رصاصهما. فراحت ام سالم تنتحب وتبكي دجاجاتها.

يعتقد المؤلف ان هذا التراث القروي اخذ يختفي بمجيء المدنية الحديثة. لا أوافقه على ذلك. المدنية الحديثة أعطتنا طرائف جديدة بدخولها القرية. فاستعمال القرويين للوسائل العصرية، كثيرا ما أدى الى مقالب ومهازل جديدة ومؤنسة حقا. يكفينا منها ما روي عن استعمال القرويين للعازل ووسائل منع الحمل. أما سمعنا بحكاية القرية المصرية التي عمدت السلطات الى مدها بحنفية للماء النقي بدلا من ماء الترعة الملوث والمحمل بالمكروبات. فرح أهل القرية بذلك وراحت نساؤها يأخذن الماء من الحنفية. ولكن ذلك لم يدم طويلا. تركن الحنفية بعد ايام قليلة وعدن الى حمل ماء الترعة لبيوتهن. سألوهن عن ذلك فقلن ان ماء الحنفية لا فائدة به. انه يضعف «رجولة» أزواجهن!


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس