كان الكثير من البشر في الشوارع يشاهدون عبر شاشات الدعايات الإعلانية التي تنتشر في الشوارع لحظة انطلاق المكوك الفضائي تشالنجر ( المتحدي ) واجتمع الكثير والكثير أيضا في بيوتهم وعلى الهواء مباشرة ليشاهدون هذا المشهد الذي لم يكن أشد شهرة من الوصول إلى سطح القمر لكنه كان نوعا ما خبرا مثيرا يشهده العالم أيضا عبر شاشاتهم وعبر محطاتهم الفضائية ، لكنهم لم يتوقع ما قد يحصل من عطل يتسبب في هلاك جميع أفراد الطاقم الفضائي للمكوك تشالنجر ، فقد وقعت هذه المصيبة وهذه الكارثة في عام 1986 في شهر يناير وتحديدا الفترة الصباحة في ذلك الوقت وكان من ضمن الرواد الذين كان عددهم سبعة رواد فضاء ، رائدة فضاء وكما يقال أنها من أصل لبناني حيث كانت تعمل مدرسة أطفال وقد تم اختيارها في مسابقة تقدمت هي إليها مع كثير من المتسابقين فاختيرت هذه المدرسة لتكون أحد المشاركات في هذه الرحلة ولتكون رائدة فضاء

وقد كان من المقرر أو قررت ( كريستا أوليفا ) أنها ستلقي الدرس على الأطفال الصغار من الفضاء الخارجي ، ثم استقر جميع الرواد السبعة داخل المركبة الفضائية واستقرت كريستا ماكوليف اللبنانية الأصل من بينهم وكان الوضع بشكل عام هدوء تماما وكان أيضا ملايين البشر ينظرون بهدوء تام وبصمت مطبق ، وبدأ العد التنازلي للمركبة الفضائية للإقلاع 10 ، 9 ، 8 ، حتى بلوغ الصفر 0 ، فانطلقت المركبة كالوحش المتحدي إلى الفضاء بكل طاقاتها الكهربائية وبكامل قوى الدفع إلى الأعلى إلى السماء والفضاء الخارجي

وعندما ارتفع مكوك الفضاء وفي الدقيقة الأولى من ارتفاعه وأمام الملايين من البشر في الشوارع وفي محطات التلفزيون والتلفزة الواسعة النطاق وأمام عدسات التلفزيون أطبق الهدوء والخوف في نفس الوقت فجأة وإذا بصوت دوي وانفجار هائل لكامل المكوك وتحول الصاروخ تشالنجر إلى قطع متناثرة في الهواء أمام مرأى من العالم وإلى كرة من النارالملتهبة راح ضحيتها سبعة رواد فضاء ماتوا بما فيهم مدرسة الأطفال كريستينا ماك اوليف

ارتفع الصراخ والعويل في جميع أنحاء امريكا ، والبعض سقط مغشيا عليه من هول الصدمة ،والبعض انشلت حركته لما شاهدوه من منظر مرعب مخيف وقاتل ولم يصدقون ما يرون ولم يصدقوا ما يشاهدون لقد كانت كارثة ومصيبة أليمة والعالم تشاهدها على الهواء ماذا حدث يا إلهي إنه كما قاله أكثر المحللون الفنيون عطل فني ، أوكما قيل زيادة في الطاقة وزيادة احتراق الوقود مع ضغط الدفع المنبثق من عوادم الصاروخ وتبريرات وأسباب كثيرة جدا لما قد كتبه الله عز وجل من فشل لهذه الرحلة والتي لم يكن يتصور أحد من الركاب والرواد الفضائيين أنها سوف تكون الرحلة الأخيرة له على متن هذه المركبة الفضائية أو كما يقال رحلة الموت ،ويبقى السؤال أين جثث هؤلاء الرواد السبعة ؟