عرض مشاركة واحدة
قديم 12/03/2013, 10:51 PM   #2


الصورة الرمزية ميرنا
ميرنا âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24048
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 11/02/2014 (07:03 AM)
 المشاركات : 491 [ + ]
 التقييم :  4004
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الحلقة الخامسة: كيف أصبح كاتب قصة -2


من أين ابدأ.؟


بابا يحيى: نصل الآن إلى سؤالك التالي: من أين ابدأ في كتابة القصة.؟


نور: قبل أن تجيبني على السؤال التالي أحب أن أعود قليلا إلى موضوع الموهبة، فبالرّغم من عدم قدرتنا على تفسير بعض الظواهر الإبداعية التي تفاجئنا بإبداعها المتميز قبل أوان النضج مثلاً، إلاّ أنّ هناك اعتقاداً قويّاً بأن كلمة ( الموهبة ) ما هي إلاّ تعبير مجازي عن القدرة الإبداعية، التي تكتسب بالضرورة، ولا تولد مع الشخص، وأنّ العمل الأدبي المتميّز لا يتميّز إلاّ لأنّ وراءه شغلاً وتعباً، ولست أذكر اسم الروائي الغربي الحائز على جائزة نوبل، والذي يقول شيئاً كهذا: (( أنا متعب جدّاً، فقد كتبت منذ الصباح سطراً، ثم محوته !! ))، وهو نفسه يقول في موضع آخر ما معناه: (( يتحدّثون عن الموهبة، وأنا لا أفهمها إلاّ على أنّها العمل ثمّ العمل ثم العمل ))

بابا يحيى: كل المواضيع النظرية ومنها الموهبة قابلة للمناقشة والتأويل لأنه لا يمكن إثبات صحتها من عدمه بالتجربة والبرهان كنظيرتها من المواضيع العملية، وهذا ما قد يسبب بالخلط بين ظواهر عديدة مشابهة كالنبوغ مثلا.

وقد رصدت حالات كثيرة منها لأطفال ولدوا وهم يتمتعون بمقدرة عجيبة على القراءة والرسم والعزف والحساب دون تعلم -ولا يشترط فيها الذكاء- وهي اقرب إلى الحالات المرضية منها إلى الصحة وتنطفئ في سن مبكرة جدا من عمر الطفل وقد تكون سببا في وفاته باكرا أيضا.

أما الموهبة وهو ما يحتاجه كل صانع ماهر في أداء أفضل لمهنته ومنها الكتابة فهي شيء آخر تماما. وهي تصقل بالممارسة والمتابعة والعمل وقد يرفدها صفات موروثة عن الأهل كالذكاء أو الطباع ( السيئة أو الحسنة ) وهو ما يميز بعضنا عن الآخر في الأداء والأسلوب ودرجات النجاح.

وهذا يتفق مع ما قلته ( بأنّ العمل الأدبي المتميّز لا يتميّز إلاّ لأنّ وراءه شغلاً وتعباً )

وإذا أخذنا قول الروائي الغربي الذي ذكرت فهو لا يتناقض مع حديثي عن الموهبة ( إذا كانت هي المقصودة فعلا ) لان الكتابة دون حافز أو الهام ( موضوع الإلهام سأتناوله بشكل منفرد ) لا يفضي إلى نتيجة وكذلك ( العمل ثم العمل ثم العمل) لا يمكن أن يقوم به ويتابعه ويتحمس له إلا شخص موهوب لان الموهبة هي المحفز له ( الموتور ) وليس العكس.؟!

نور: لهذا السبب إذا ترقص ابنة عمي لمجرد أن تسمع الموسيقى وتدندن بالألحان وتجيد العزف على أكثر من آلة موسيقية دون أن يعلمها احد.؟

وهذه حال أختي الصغرى تصنع من المعجون العجائب ( دمى وشخصيات كاملة الهيبة دقيقة المعاني معبرة وتبدو مع تفاصيل ثيابها المنمقة وكأنها تنتظر أن تدب الروح فيها لكي تتحرك وتتكلم.؟!... إنها تشبه أعمال النحات الكبير ( ميكائيل انجلو ).؟!
أما أنا فإنني أهوى الكتابة واعشق الكتاب.!

بابا يحيى: يبقى ألا نترك تلك المواهب تضيع عبثا بين أدراج الخجل وانتقاد المحيطين بنا ودسائس الغيورين والحاسدين ونتوقف عن إبداعنا من أول نقد أو ملاحظة أو توبيخ.

فلقد اتفقت المجتمعات العربية على عدم احترام المواهب ذو السمعة السيئة ( كالفنون ) أو تلك التي لا تفي بالأغراض المطلوبة منها في تبوء المراكز الاجتماعية ورغد العيش ( كالكتابة ) ولهذا نجد هذا الكم الهائل من الفنانين والكتاب ممن امتهنوا الطب أو المحاماة أو الهندسة وكثير غيرها نزولا عند رغبات الأهل والمجتمع.؟!


 
 توقيع : ميرنا



رد مع اقتباس