إن الالتزام بهذه الأسس والقواعد كفيل لارتقاء الفرد في حواراته مع الآخرين وبما يعود بالخير والنفع على الفرد وعلى المجتمع بصورة عامة، وقدوتنا في ذلك الرسول الأعظم محمد (ص) الذي قال عنه الباري عز وجل: (لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران: 159، وكيف استطاع بحلمه وعلمه وسمو أخلاقه أن ينتصر في حواراته مع المشركين ويقنعهم برسالته السمحاء، وذلك عن طريق الحوار العقلائي السليم، وكيف كان حواره مع المشركين والملحدين بالتي هي أحسن كما قال تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: 124، فكانت نتيجة ذلك الحوار الذي استمر لسنوات عديدة، إشراق نور الإسلام على الأمة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.