الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد .
أشكر الإخوة الأفاضل جميعاً على أسئلتهم الهامة فعلاً لأنها تتعلق بأهم ركن من أركان الإسلام ...
الجــــــــــواب بعون الله الملك الوهاب :
1- سؤال أخي الفاضل (صقر الحنوب ) المشرف العام :@@ عن كيفية صلاة المسافر فقد أجاب عنها سماحة والدنا وشيخنا الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله عليه بالتالي :
كيفية صلاة المسافر
إذا حان وقت الفريضة وأنت في الطائرة فلا تصلها في الطائرة بل انتظر حتى تهبط في المطار إن اتسع الوقت إلا أن يكون في الطائرة محل خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة تستقبل فيه القبلة وتركع وتسجد وتقوم وتقعد فصلها في الطائرة حين يدخل الوقت.
فإن لم يكن في الطائرة مكان خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة وخشيت أن يخرج الوقت قبل هبوط الطائرة فإن كانت الصلاة مما يجمع إلى ما بعدها كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء ويمكن أن تهبط الطائرة قبل خروج وقت الثانية فأخر الصلاة الأولى واجمعها إلى الثانية جمع تأخير ليتسنى لك الصلاة بعد هبوط الطائرة.
فإن كانت الطائرة لا تهبط إلا بعد خروج وقت الثانية فصل الصلاتين حينئذٍ في الطائرة على حسب استطاعتك فتستقبل القبلة وتصلي قائماً وتركع إن استطعت وإلا فأومئ بالركوع وأنت قائم ثم اسجد إن استطعت وإلا فأومئ بالسجود جالساً.
أما كيفية صلاة النافلة على الطائرة فإنه يصليها قاعداً على مقعده في الطائرة ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض.
عدد ركعات صلاة السفر
صلاة المسافر ركعتان من حين أن يخرج من بلده إلى أن يرجع إليه لقول عائشة – رضى الله عنها -: ((أول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر)). وفي رواية ((وزيد في صلاة الحضر)) وقال أنس بن مالك –رضى الله عنه -: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصلى ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة))
انتهى كلامه ير حمه الله
تنبيه : الفجر والمغرب لا تقصر .. وأسألوا أبا خالد عن المصيبة التي وقعت له في الحج مع إمامٍ صلى بهم المغرب ركعتين فقط ( تخيلوا ) .. جزاه الله خيراً !!!!!!
2- سؤال الأخ اللساب عن الصلاة في الانتدابات والمهمات :
الذي يترجح في هذا – والله تعالى أعلم – أنه يجوز له القصر حتى يعود من مهمته ولو طالت المدة جداً. وله الجمع أيضاً إذا احتاج إلى ذلك .. ولو طالت المدة .. لأدلة كثيرة ليس هذا مجال سردها .. وخلاصة كلام شيخ الإسلام رحمة الله عليه وابن عثيمين : أن الله تعالى لم يحدد ولا رسوله صلى الله عليه وسلم مسافة السفر الذي يجيز القصر ولا مدة السفر الذي يقصر فيها المسافر ويجمع ، مع أهمية بيان ذلك مما يدل على أن العلة في مشروعية ذلك هي التيسير على العباد أخذاً من قوله تعالى : ) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ )(المائدة: من الآية6) )وقوله :وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(الحج: من الآية78) .... وغيرها كثير ،وقد مكث أنس بن مالك رضي الله عنه سنتين بحمص يقصر الصلاة .. وهكذا عبدالله بن عمر بأذربيجان ستة أشهر .. لأنهما لم ينويا الإقامة الدائمة .. وهذا معروف بصلاة المغتربين ....
هذا الذي يترجح بعد الجمع بين أقوال الفقهاء .. والله تعالى أحكم وأعلم ...