عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2016, 05:06 AM   #104


الصورة الرمزية زهراني كح
زهراني كح âيه ôîًَىà

 عضويتي » 13772
 تسجيلي » Jan 2009
 آخر حضور » 07/05/2019 (11:48 PM)
مشآركاتي » 1,198
 نقآطي » 1425
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



الضحك .... ما أحوجنا إلى ضحكة تخرج من أعماق صدورنا ...


ما أحوجني إلى ضحكة تخرج من أعماق صدري فيدوي بها جوي ،
ضحكة حية صافية عالية ، ليست من جنس التبسم ولا من قبيل السخرية والاستهزاء ،
ولا هي ضحكة صفراء لا تعبر عما في القلب ،
وإنما أريدها ضحكة أمسك منها صدى وأفحص منها الأرض برجلي ،
ضحكة تملأ شدقي وتبدي ناجذي وتفرج كربي وتكشف همي ...

يقول المناطقة في أحد تعريفاتهم للانسان الانسان حيوان ضاحك
وهذا عندي أظرف من تعريفهم الآخر : الانسان حيوان ناطق ،
فالانسان في هذا الزمان أحوج إلى الضحك منه إلى التفكير ،
نحن أحوج ما نكون إلى التفكير والضحك معاً

الضحكة علاج الطبيعة والطبيعة أمهر علاج وأصدق حنكة ،
ألا نرى كيف تعالج الطبيعة جسم الانسان بما تمده من حرارة وبرودة
وكريات حمر وبيض وآلاف من الأشياء التي يعالج الجسم نفسه بها
ليتغلب على المرض ويعود إلى الصحة !!!

انفجار الانسان بضحكة يجري في عروقه الدم ، ولذلك يحمر وجهه وتنتفخ عروقه ،
فالضحكة فعل سحري فيه شفاء النفس وكشف الغم وإعادة الحياة والنشاط للروح والبدن ،
وإعداد الانسان لأن يستقبل الحياة ومتاعبها بالبشر والترحاب

الضحك بلسم الهموم ومرهم الأحزان ،
وله طريقة عجيبة يستطيع بها أن يحمل عنك الأثقال ويحط عنك الصعاب
ويفك الأغلال حتى يقوى ظهرك على النهوض بها وتشتد سواعدك لحملها ،
فتعال معي لنتساعد ونتعاهد على أن نرعى في حياتنا جانب الضحك
كما نرعى جوانب الصحة والمرض ، وجانب الهزل بجوار جانب الجد ،
ولنتخذه علاجاً في بعض امورنا

قال لي صديق أنه يحاول أن يتغلب على همومه وأحزانه بعلاج بسيط فنجح ،
ذلك أنه إذا اشتد به الكرب وتعقدت أمامه الأمور حتى لا يظن لها حلاً ،
انفجر بضحكة مصطنعة فسرى عنه وتبخرت همومه

يروى أنه كان عند اليونان فيلسوفان يلقب أحدهما بالفيلسوف الضاحك والآخر بالفيلسوف الباكي ،
كان الأول يضحك من كل شيء ضحكاً جاداً وضحكاً ساخراً أحياناً ،
يضحك من السخف والوضاعة والحقارة ، ويبكي الثاني مما يضحك منه الأول

قرأت مرة قصة لطيفة تقول أن بئراً ركب عليها دلوان ،
ينزل أحدهما فارغاً ويطلع الآخر ملآن ،
فلما تقابلا في منتصف البئر سأل الفارغ الملآن : مم تبكي ؟ فقال : ولم لا أبكي ،
فقد أخذ الرجل مائي وسيأخذه ويعيدني لقاع البئر المظلم ،
وأنت مم تضحك وترقص ، فقال الفارغ : ومالي لا أضحك ،
سأنزل البئر وأمتليء ماءاً صافياً وأطلع بعدها إلى النور والضياء ،

وقد أراد مؤلف القصة أن يصور نفس الموقفين اللذين وقفهما الفيلسوف الضاحك والباكي ،
وأن الحياة مليئة بأشخاص يتولون عملاً واحداً ،
ثم ينظر هذا إلى الجانب السار والمفرح ، والآخر ينظر للجانب المظلم والقابض ،

فكن الفيلسوف الضاحك ولا تكون الباكي ،
كن الدلو الراقص ولا تكن الدلو الدامع ،
وجرب أن تلقى الحياة باسماً ضاحكاً ... وأنا سأجرب معك ...


 
 توقيع : زهراني كح

يشرفني ويسعدني زيارتكم لحساباتي بتويتروانستقرام

ابو خالد الكردشي.

@A_KARDSHE

ابوخالد الكردشي

lkrdshy


رد مع اقتباس