عرض مشاركة واحدة
قديم 18/07/2016, 11:48 AM   #4
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



(تابع) شرح المعلقات العشر للخطيب: محمد بن عبد الله التبريزي
41- إذَا الْقَوْمُ قَالُوا: مَنْ فَتًى؟ خِلْتُ أَنَّنِي = عُنِيتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ
يقولُ: إذا قالُوا: مَنْ فَتًى لهذهِ المَفَازَةِ؟ خِلْتُ أنَّهُم يَعْنُونَنِي، ويقولونَ: ليسَ لها غَيْرُهُ، فَلَمْ أَكْسَلْ عنْ أنْ أَقُولَ: أنا لها، ولم أَتَبَلَّدْ عنْ سُلُوكِها.ويُقالُ: رَجُلٌ بَلِيدٌ ومُتَبَلِّدٌ، إذا أَثَّرَ فيهِ الجَهْلُ؛ كيْ يَذْهَبَ عنْ فِطَنِ الناسِ واحْتِيَالِهم. وكذا يُقالُ في الدَّوَابِّ. وأصلُ البَلادَةِ والتَّبَلُّدِ مِن التأثيرِ، يُقالُ: في جِلْدِهِ بَلَدٌ، إذا كانَ فيهِ أَثَرٌ. وكذلكَ في غيرِ الجِلْدِ، ويُقَالُ لِكِرْكِرةِ البَعِيرِ: بَلْدةٌ؛ لأنَّها تُؤَثِّرُ في الأرضِ أوْ تُؤَثِّرُ فيها الأرضُ، قالَ الشاعِرُ:
أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ = قَلِيلٍ بِهَا الأَصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُها
وبهذا سُمِّيَت البَلْدَةُ والبَلَدُ؛ لأنَّهُ مَوْضِعُ مَوَاطِنِ الناسِ وتأثيرِهم.
42- أَحَلْتُعَلَيْهَا بِالْقَطِيعِ فأَجْذَمَتْ = وقدْ خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
(القَطِيعُ): السَّوْطُ؛ أيْ:أَقْبَلْتُ عليها بالسَّوْطِ.يُقالُ: أَحَلْتُ عليهِ ضَرباً، إذا أَقْبَلْتَ عليهِ تَضْرِبُهُ ضَرْباً في إِثْرِ ضَرْبٍ، أوْ على ضَرْبٍ.ومنهُ قولُهم:
* يُحِيلُونَ السِّجَالَ على السِّجَالِ*
أيْ: يَصُبُّونَ دَلْواً على إِثْرِ دَلْوٍ. و(أَجْذَمَتْ): أَسْرَعَتْ.و(خَبَّ الآلُ): جَرَى واضْطَرَبَ.والآلُ يكونُ بالغَداةِ والعَشِيِّ.و(الأَمْعَزُ) والمَعْزَاءُ: المَوْضِعُ الغَلِيظُ الكثيرُ الحَصَى.و(المُتَوَقِّدُ): الذي يَتَوَقَّدُ بالحَرِّ.والواوُ في قَوْلِهِ: (وقدْ خَبَّ) واوُ الحالِ.
43- فَذَالَتْ كَمَا ذَالَتْ وَلِيدةُ مَجْلِسٍ =تُرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
َالَتْ): مَاسَتْ في مَشْيِها وتَبَخْتَرَتْ. يقولُ: تَتَبَخْتَرُ هذهِ الناقةُ في مَشْيِها كما تَتَبَخْتَرُ (وَلِيدَةٌ)؛ أيْ: أَمَةٌ، عُرِضَتْ على أَهْلِ مَجْلِسٍ، فأَرْخَتْ ثَوْبَها، واهْتَزَّتْ بأَعْطَافِها.وخَصَّ وَلِيدَةَ المَجْلِسِ، يُريدُ: أنَّها لَيْسَتْ بمُمْتَهَنَةٍ، فإذا مَشَتْ تَبَخَّرَتْ وجَرَّتْ أَذْيَالَها.و(السَّحْلُ): الثوبُ الأبيضُ. و(المُمَدَّدُ): الذي يَنْجَرُّ في الأرضِ. ومعنى البيتِ: أَنِّي أَبْلُغُ على هذهِ الناقةِ حاجَتِي بِأَقَلِّ تَعَبٍ.
44- ولَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخَافَةً =ولَكِنْ مَتَى يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ
(التِّلاعُ): مَجَارِي الماءِ منْ رُؤُوسِ الجبالِ إلى الأودِيَةِ.والمعنى: أنِّي لَسْتُ ممَّنْ يَسْتَتِرُ في التِّلاعِ؛ أيْ: لا أَنْزِلُها مخافةً فَتُوَارِينِي من الناسِ، حتَّى لا يَرَانِي ابنُ السبيلِ والضيفُ، ولكِنْ أَنْزِلُ الفضاءَ، وأَرْفِدُ منْ يَسْتَرْفِدُني، وأُعِينُ مَن اسْتَعَانَنِي.و(الرِّفْدُ): العَطِيَّةُ، والرِّفدُ: المعونةُ. و(مَخَافَةً) ينتصِبُ على أنَّهُ مفعولٌ لهُ أوْ على المصدرِ. ويُرْوَى: (وَلَسْتُ بحَلاَّلِ التِّلاعِ بِبَيْتِهِ).
45- وإِنْ تَبْغِنِي في حَلْقَةِ الْقَوْمِ تَلْقَنِي = وإنْ تَقْتَنِصْنِي في الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ
يقولُ: (إنْ تَبْغِنِي)؛ أيْ: تَطْلُبْنِي في مَوْضِعٍ يَجْتَمِعُ فيهِ الناسُ للمشورةِ وإِجَالَةِ الرأيِ، تَلْقَنِي لِمَا عندِي من الرَّأْيِ لا أَتَخَلَّفُ عنهم، وإنْ تَطْلُبْ صَيْدِي في حوانيتِ الخَمَّارِينَ تَجِدْنِي أَشْرَبُ وأَسْقِي مَنْ يَحْضُرُنِي. و(الحانوتُ) يُذَكَّرُ ويؤنَّثُ، و(الحَوَانِيتُ): بُيُوتُ الخَمَّارِينَ.والحوانِيتُ أيضاً: الخَمَّارُونَ.

46- متَى تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كَأْساً رَوِيَّةً =وإنْ كُنْتَ عَنْهَا غَانِياً فَاغْنَ وَازْدَدِ
ويُرْوَى: (وإنْ تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كَأْساً).َصْبَحْكَ): من الصَّبُوحِ. والصَّبُوحُ: شُربُ الغَداةِ. و(الكَأْسُ) مُؤَنَّثَةٌ. قالَ الفَرَّاءُ: الكَأْسُ: الإناءُ الذي فيهِ لبَنٌ أوْ ماءٌ أوْ خَمْرٌ أوْ غيرُ ذلكَ، وإنْ كانَ فارِغاً لم يُقَلْ لهُ:كَأْسٌ.كما أنَّ المِهْدَى: الطبَقُ الذي يكونُ لِلْهَدِيَّةِ، فإنْ أُخِذَتْ منهُ الهديَّةُ قيلَ لهُ: طَبَقٌ، ولم يُقَلْ لهُ: مِهْدًى.
وأكثرُ أهلِ اللغةِ يقولُ: لا يُقالُ للإناءِ: كَأْسٌ حتَّى يكونَ فيها الخمرُ. وقالَ بعضُهم: قدْ يُقَالُ للزُّجاجةِ: كأسٌ، وللخمرِ: كَأْسٌ.كقولِهِ تعالى: ُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}.فاللذَّةُ هَهُنَا: الخمرُ.
(وإنْ كُنْتَ عنها غانِياً)؛ أيْ:غَنِيًّا.والمعنى: مَتَى تَأْتِنِي تَجِدْنِي قدْ أَخَذْتُ خمراً كثيراً مُرْوِيَةً لِمَنْ يَحْضُرُنِي.ومعنى (فَاغْنَ وازْدَدِ)؛ أيْ: فاغْنَ بما عندَكَ وازْدَدْ.
47- وإنْ يَلْتَقِ الحَيُّ الجميعُ تُلاقِنِي =إلى ذِرْوَةِ البيتِ الرفيعِ المُصَمَّدِ
يقولُ: إذا الْتَقَى الحيُّ الجميعُ الذينَ كَانُوا مُتَفَرِّقِينَ، للمُفاخَرَةِ وذِكْرِ المعالي، تَجِدُني في الشَّرَفِ.و(إلى ذِرْوَةِ)؛ أيْ: مَعَ ذِرْوَةِ. وذِرْوَةُ كلِّ شيءٍ: أعلاهُ، وإنَّما يُرِيدُ بـ(البيتِ) هنا الأشرافَ.و(المُصَمَّدُ) والصَّمَدُ: الذي يُصْمَدُ إليهِ في الحوائِجِ والأُمُورِ؛ أيْ:يُقْصَدُ.
48- نَدَامَايَ: بِيضٌ كالنجومِ وقَيْنَةٌ =تَرُوحُ عَلَيْنا بينَ بُرْدٍ ومُِجْسَدِ
وَ: َرُوحُ إِلَنَا). (النَّدَامَى): الأصحابُ، يُقَالُ: فلانٌنَدِيمُ فلانٍ، إذا شَارَبَهُ، وفلانٌ نَدِيمَةُ فلانٍ. ويقالُ ذلكَ أيضاً إذا صاحَبَهُ وحَدَّثَهُ، وإنْ لم يَكُونَا على شَرَابٍ.
قالَ أبو جَعْفَرٍ: سُمِّيَ النَّدِيمُ نَدِيماً لِنَدَامَةِ جَذِيمَةَ، حِينَ قَتَلَ جَذِيمةُ مالِكاً وعَقِيلاً ابْنَيْ فَارِجٍ، اللَّذَيْنِ أَتَيَاهُ بعمرٍو ابنِ أُخْتِهِ، فسَأَلاهُ أنْ يَكُونَا في سَمَرِهِ فوَجَدَ عَلَيْهِمَا، فقَتَلَهما ونَدِمَ، فسُمِّيَ كلُّ مُشارِبٍ نَدِيماً.وقيلَ من النَّدَمِ: نَدْمَانُ ونَدْمَى.وقيل: الأصلُ فيهما واحدٌ؛ لأنَّهُ إنَّما قيلَ للمُتَوَاصِلِينَ: نَدَامَى؛ لأنَّهم يَجْتَمِعُونَ على ما يُنْدَمُ عليهِ منْ إتلافِ المالِ.
وقولُهُ: (كالنُّجُومِ)؛ أيْ:هُمْ أعلامٌ. و(القَيْنَةُ): الأَمَةُ مُغَنِّيَةً كانَتْ أوْ غيرَ مُغَنِّيَةٍ.وإنَّما قيلَ لها: قَيْنَةٌ؛ لأنَّها تَعْمَلُ بِيَدَيْهَا معَ غِنَائِها.والعربُ تقولُ لكلِّ مَنْ يَصْنَعُ بيديْهِ شيئاً: قَيْنٌ. و(المُجسَدُ): الثوبُ المَصْبُوغُ بالزَّعْفَرَانِ.ومعنى قولِهِ: (بَيْنَ بُرْدٍ ومُجْسَدِ)؛ أيْ: عليها بُرْدٌ ومُجْسَدٌ. وقيلَ: معناهُ: مَرَّةً تَأْتِي وعليها بُرْدٌ، ومرَّةً تَأْتِي وعليها مُجْسَدِ. و(المُجْسَدُ): المصبوغُ الذي قدْ يَبِسَ عليهِ الصِّبَاغُ، منْ قولِهم: جَسِدَ الدَّمُ بهِ، إذا يَبِسَ عليهِ. و(المُجْسَدُ) أيضاً: الَّذِي يَلِي الجَسَدَ مِن الثِّيَابِ. وقِيلَ في الذي يَلِي الجَسَدَ: مِجْسَدٌ، بِكَسْرِ الميمِ.
49- رَحِيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنْهَا رَفِيقَةٌ = بِجَسِّ النَّدَامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
ويُرْوَى: (رَحِيبُ قِطابِ الجَيْبِ) بالإضافةِ.و(الرَّحِيبُ): المُتَّسِعُ. و(قِطَابُ الجَيْبِ): مُجْتَمَعُ الجَيْبِ قُطِبَ؛ أيْ: جُمِعَ.ومنهُ:قَطَبَ بينَ عَيْنَيْهِ؛ أيْ: جَمَعَ.وَجاءَ الناسُ قَاطِبَةً؛ أيْ: جَمِيعاً.
و(الجَسُّ): المَسُّ. و(جَسُّ النَّدَامَى): أنْ يَجُسُّوا بأَيْدِيهِم يَلْمَسُونها، كما قالَ الأَعْشَى:
* لِجَسِّ النَّدَامَى فِي يَدِ الدِّرْعِ مَفْتَقُ*

وذلكَ أنَّ القَيْنَةَ كانَ يُفْتَقُ فَتْقٌ في كُمِّها إلى الرُّفْغِ، وإذا أَرَادَ الرجلُ أنْ يَلْمَسَ منها شيئاً أَدْخَلَ يَدَهُ فَلَمِسَ.ويَدُ الدِّرْعِ: كُمُّهُ.
وقالَ بعضُهم: (بِجَسِّ النَّدَامَى) بما يَطْلُبُ النَّدَامَى من اقْتِرَاحِها وغِنَائِها.والجَسُّ بمعنى: الطَّلَبِ.و(قِطابٌ) يَرْتَفِعُ بـ(رَحِيبٌ)، ومعنى قولِهِ:(رَحِيبٌ قِطابُ الجَيْبِ): أنَّ عُنُقَها واسِعٌ، فتَحْتَاجُ إلى أنْ يكونَ جَيْبُها واسِعاً. و(الْبَضَّةُ): البيضاءُ الرَّخْصَةُ. و(الْمُتَجَرِّدُ): جَسَدُها المُتَجَرِّدُ مِنْ ثِيَابِها.
50- إذَا نَحْنُ قُلْنَا: أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَنَا =على رِسْلِهَا مَطْرُوفَةً لم تَشَدَّدِ
و: َطْرُوقَةً). َسْمِعِينَا): غَنِّينَا. و(انْبَرَت): اعْتَرَضَتْ. و(على رِسْلِها): على هِينَتِها؛ أيْ: تَرَنَّمَتْ في رِفْقٍ. و(مَطْرُوفَةً) بالفاءِ: ساكنةُ الطَّرْفِ فاتِرَتُهُ، كأنَّها قدْ طُرِفَتْ عنْ كلِّ شيءٍ يُنْظَرُ إليهِ، وطُرِفَ طَرْفُها.ومَنْ رَوَى: (مَطْرُوقَةً) بالقافِ فمعناهُ: مُسْتَرْخِيَةً. (لم تَشَدَّدِ): لم تَجْتَهِدْ. وقيلَ في (المَطْرُوفَةِ) بالفاءِ: إنَّها التي عَيْنُها إلى الرِّجَالِ. و(انْبَرَتْ) جوابُ (إذَا)، وهوَ العاملُ فيهِ.و(مطروفةً) منصوبٌ على الحالِ.
51- وما زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ ولَذَّتِي = وبَيْعِي وَإِنْفَاقِي طَرِيفِي ومُتْلَدِي
َشْرَابٌ): تَفْعَالٌ مِن الشُّرْبِ، إلاَّ أنَّ تَشْرَاباً يكونُ للكثيرِ، والشُّرْبَ يَقَعُ للقليلِ والكثيرِ.والطارِفُ والطَّرِيفُ: ما اسْتَحْدَثَهُ الرجلُ واكْتَسَبَهُ. و(المُتْلَدُ) والتَّالِدُ والتَّلِيدُ والتِّلادُ: ما وَرِثَهُ عنْ آبائِهِ. ومعناهُ:المُتَوَلِّدُ. والتاءُ بَدَلٌ مِن الواوِ.
52- إِلَى أَنْ تَحَامَتْنِي الْعَشِيرَةُ كُلُّهَا = وأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ الْبَعِيرِ الْمُعَبَّدِ
َحَامَتْنِي): تَرَكَتْنِي.و(العَشِيرَةُ): أهلُ بَيْتِهِ، ويَدْخُلُ فيهم غَيْرُهم مِمَّنْ يُخَالِطُهُ.و(أُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيرِ)؛ أيْ: أُفْرِدْتُ إِفْرَاداً مثلَ إفرادِ البَعِيرِ. و(المُعَبَّدُ): الأَجْرَبُ.وقيلَ: هوَ المَهْنُوءُ الذي سَقَطَ وَبَرُهُ، فأُفْرِدَ عن الإبلِ؛ أيْ: تُرِكْتُ ولَذَّاتِي.
53- رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي =وَلا أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرافِ الْمُمَدَّدِ
(الغَبْرَاءُ): الأَرْضُ.و(بَنُو غَبْرَاءَ): الفُقَرَاءُ،ويَدْخُلُ فيهم الأضيافُ.والمعنى: أنَّهُم يَجِيئُونَ مِنْ حيثُ لا يَحْتَسِبُونَ.و(أهلُ) مرفوعٌ معطوفٌ على المُضْمَرِ الذي في (يُنْكِرُونَنِي). وقالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا}. و(الطِّرَافُ): قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ يَتَّخِذُها المَيَاسِيرُ والأغنياءُ. و(المُمَدَّدُ): الذي قدْ مُدَّ بالأطنابِ.والطِّرَافُ لَفْظُهُ لفظُ الواحدِ، ومعناهُ معنى الجمعِ. ومعنى البيتِ: أنَّهُ يُخْبِرُ أنَّ الفُقَرَاءَ يَعْرِفُونَهُ؛ لأنَّهُ يُعْطِيهم، والأغنياءُ يَعْرِفُونَهُ لِجَلالَتِهِ.
54- أَلا أَيُّهَذَا اللاَّئِمِي أَحْضُرُ الْوَغَى =وأنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي؟
ويُرْوَى: (أَلا أَيُّها اللاَّحِي أنْ أَحْضُرَ الْوَغَى).واللاَّحِي: اللائِمُ، لَحَاهُ يَلْحُوهُ ويَلْحَاهُ: إذا لامَهُ. و(الزاجِرُ): النَّاهِي.وقدْ رُوِيَ: (أَلا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَى) على إضمارِ (أنْ).وهذا عندَ البَصْرِيِّينَ خَطَأٌ؛ لأنَّهُ أَضْمَرَ ما لا يَتَصَرَّفُ وأَعْمَلَهُ، فكأنَّهُ أَضْمَرَ بعضَ الاسمِ.
ومَنْ رَوَاهُ بالرَّفْعِ فهوَ على تقديريْنِ:
أَحَدُهما أنْ يكونَ قَدَّرَهُ: أنْأَحْضُرَ، فلَمَّا حَذَفَ (أنْ) رفَعَ.ومِثْلُهُ على أحدِ مَذْهَبَيْ سِيبَوَيْهِ قولُهُ عَزَّ وجَلَّ: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ}، المعنى عندَهُ: أنْ أَعْبُدَ.
والقولُ الآخَرُ في رَفْعِ (أَحْضُرُ)، وهوَ قولُأَبِي العبَّاسِ: أنْ يَكُونَ في موضِعِ الحالِ، ويكونَ: (وأَنْ أَشْهَدَ) معطوفاً على المعنى؛ لأنَّهُ لَمَّا قالَ: (أَحْضُرُ) دَلَّ على الحُضُورِ، كما تَقُولُ: مَنْ كَذَبَ كانَ شَرًّا لهُ؛ أيْ: كانَ الكَذِبُ شَرًّا لهُ.ومعنى قولِهِ: (هَلْ أَنْتَ مُخَلِدِي): هلْ أَنْتَ مُبْقِيَّ؟ ومعنى البيتِ: ألا أَيُّهَذَا اللائِمِي في حُضُورِ الحربِ؛ لِئَلاَّ أُقْتَلَ، وفي أنْ أُنْفِقَ مَالِي؛ لِئَلاَّأَفْتَقِرَ، ما أَنْتَ مُخْلِدِي إنْ قَبِلْتُ مِنْكَ، فدَعْنِي أُنْفِقُ مَالِي ولا أُخَلِّفُهُ.

55- فإنْ كُنْتَ لا تَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي =فَدَعْنِي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
أيْ: فَدَعْنِي ولَذَّاتِي قَبلَ أنْ يَأْتِيَنِي الموتُ.ويقالُ: معناهُ:أُبَادِرُ المَنِيَّةَ بإِنْفَاقِ ما مَلَكَتْ يَدِي في لَذَّاتِي.
56- فَلَوْلا ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عِيشَةِ الْفَتَى =وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُوَّدِي؟
ِيشَةُ الْفَتَى): ما يَعِيشُ بهِ ويَلْتَذُّ، وقدْ بَيَّنَهُنَّ فيما بعدُ.وقولُهُ: (وَجَدِّكَ) قيلَ: معناهُ:وحَقِّكَ. وقيلَ: معناهُ:ونَفْسِكَ.وقيل:َ معناهُ: وَأَبِيكَ.
وقولُهُ: (لَمْ أَحْفِلْ)؛ أيْ: لم أُبَالِ. و(عُوَّدُهُ): مَنْ يَحْضُرُهُ عندَ مَوْتِهِ في مَرَضِهِ ويَنُوحُ عليهِ.
57- فَمِنْهُنَّ سَبْقُ الْعَاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ =كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالْمَاءِ تُزْبِدِ
(الكُمَيْتُ) من الخمرِ: التي تَضْرِبُ إلى السوادِ. وقولُهُ: (مَتَى ما تُعْلَ بالماءِ)؛ أيْ: مَتَى تُمْزَجُ بهِ (تُزْبِدِ)؛ لأنَّها عَتِيقَةٌ.
58- وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُحَنَّباً = كَسِيدِ الْغَضَى نَبَّهْتَهُ الْمُتَوَرِّدِ
َرِّي): عَطْفِي. و(المُضَافُ): الذي قدْ أَضَافَتْهُ الهُمومُ.و(المُحَنَّبُ): فَرَسٌ أَقْنَى الذِّرَاعِ. و(السِّيدُ): الذِّئْبُ.و(الْغَضَى): شَجَرٌ، وذِئَابُهُ أَخْبَثُ الذِّئَابِ.و(نَبَّهْتَهُ): هَيَّجْتَهُ. و(المُتَوَرِّدُ): الذي يَطْلُبُ أنْ يَرِدَ الماءَ.وقولُهُ: (مُحَنَّباً) منصوبٌ بـ(كَرِّي). والمعنى: وكَرِّي فَرَساً مُحَنَّباً. والكافُ في قَوْلِهِ: (كَسِيدٍ) في موضِعِ نصبٍ؛ لأنَّها مِنْ نَعْتِ (المُحَنَّبِ).
59- وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ = بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الطِّرَافِ المُعَمَّدِ
(الدَّجْنُ) قيلَ: هوَ النَّدَى والمطَرُ الخفيفُ.وقيلَ: هوَ إِلْبَاسُ الغَيْمِ السماءَ، وإنْ لم يَكُنْ مَطَرٌ. يقولُ: أُقَصِّرُهُ باللَّهْوِ، ويومُ اللَّهْوِ وليلةُ اللَّهوِ قَصِيرَانِ. قالَ بعضُ الأعرابِ:
لَئِنْ أَيَّامُنَا أَمْسَتْ طِوالاً = لَقَدْ كُنَّا نَعِيشُ بِهَا قِصَارَا

أرادَ: طَالَتْ بالحُزْنِ، وقَصُرَتْ بالسرورِ. وقالَ:
ظَلِلْنَا عِنْدَ دَارِ أَبِي أُنَيْسٍ =بِيَوْمٍ مِثْلِ سَالِفةِ الذُّبَابِ
وقالَ آخَرُ:
ويَوْمٍ كَإِبْهَامِ القَطاةِ مُزَيَّنٍ =إِلَى صِباهُ غَالِبٍ لِيَ بَاطِلُهْ
(والدَّجْنُ مُعْجِبٌ)؛ أيْ: يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ.(البَهْكَنَةُ): التامَّةُ الخَلْقِ. ويُرْوَى: (بِهَيْكَلَةٍ).والْهَيْكَلَةُ: العَظِيمَةُ الأَلْوَاحِ والعَجِيزَةِ والفَخِذَيْنِ. ويُرْوَى: (تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ)؛ أيْ: ذِي العَمَدِ.
60- كَأَنَّ البُرِينَ والدَّمَالِيجَ عُلِّقَتْ =عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّدِ
(الْبُرِينُ): الخَلاخِيلُ، واحِدَتُها بُرَةٌ. و(العُشَرُ): شَجَرٌ أَمْلَسُ مُسْتَوٍ ضَعِيفُ العُودِ. شَبَّهَ عِظَامَها وذِرَاعَيْهَا بهِ؛ لِمَلاسَتِهِ واسْتِوَائِهِ. وكلُّ ناعمٍ: (خِرْوَعٌ). (لم يُخَضَّدِ): لم يُثْنَ، يُقَالُ: خَضَدْتُ العُودَ أَخْضِدُهُ خَضْداً، إذا ثَنَيْتَهُ لِتَكْسِرَهُ.
وفي (بُرِينَ) لُغَتَانِ: من العربِ مَنْ يَجْعَلُ إعرابَهُ في النونِ، ومنهم مَنْ يَجْعَلُهُ بمنزلةِ: مُسْلِمِينَ. و(الدَّمَالِيجُ): جمعُ دُمْلُجٍ. وكانَ يَجِبُ أنْ يقولَ: دَمَالِجُ. فيَجُوزُ أنْ يكونَ جَمْعاً على غيرِ واحدِهِ، ويَجُوزُ أنْ يكونَ أَشْبَعَ الكَسْرَةَ، فوَلَّدَتْ منها ياءً، ويَجُوزُ أنْ يكونَ بَنَاهُ على دُمْلُوجٍ،وهوَ الوَجْهُ.
61- فَذَرْنِي أُرَوِّي هَامَتِي فِي حَيَاتِهَا =مَخَافَةَ شِرْبٍ فِي الْحَيَاةِ مُصَرَّدِ
(الشِّرْبُ) بكسرِ الشِّينِ، والشُّرْبُ بضمِّها: اسْمَانِ للمَشْرُوبِ،والشَّرْبُ بالفتحِ: مصدرٌ.وقدْ تكونُ الثلاثةُ مَصْدَراً. و(المُصَرَّدُ): المُقَلَّلُ والمُنَعَّصُ.
62- كَرِيمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ فِي حَيَاتِهِ =سَتَعْلَمُ إنْ مُتْنَا غَداً: أَيُّنَا الصَّدِي؟
ويُرْوَى: (إنْ مُتْنَا صَدًى)؛ أيْ: عَطَشاً.و(الصَّدِي): العَطْشَانُ.ويُرْوَى: (إنْ مُتْنَا: صَدَى أَيِّنَا الصَّدِي؟) والمرادُ بالصَّدَى في هذهِ الروايَةِ: ما كانَت العربُ تَزْعُمُهُ في الجاهليَّةِ، أنَّ الرجلَ إذا قُتِلَ ولم يُدْرَكْ بِثَأْرِهِ خَرَجَ مِنْ رَأْسِهِ طائرٌ يُشْبِهُ البُومَ فيَصِيحُ: اسْقُونِي اسْقُونِي،فإذا أُخِذَ بثَأْرِهِ سَكَنَ. والصَّدَى في غيرِ هذا، قَالُوا: بَدَنُ المَيِّتِ، والصوتُ الذي تَسْمَعُهُ مِنْ نَاحِيَةِ الجبلِ ونحوِهِ، وذَكَرُ البُومِ، ويُقالُ: هوَ صَدَى مَالٍ؛ أي: الذي يَقُومُ بهِ.
وقولُهُ:ُرَوِّي نَفْسَهُ) أرادَ: يُرَوِّي نفسَهُ من الخمرِ، ثمَّ حَذَفَ لِعِلْمِ المُخَاطَبِ.ومَنْ رَوَى: (إِنْ مُتْنَا صَدًى) أرادَ: إنْ مُتْنَا عَطَشاً.ومَنْ روَى: (صَدَى أَيِّنا الصَّدِي) بالإضافةِ، أرادَ: صَدَى أيِّنَا العَطْشَانُ؟
63- أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيلٍ بِمَالِهِ =كَقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِدِ
(النَّحَّامُ): الزَّحَّارُ عندَ السؤالِ البخيلُ.و(الغَوِيُّ): الذي يَتَّبِعُ هَوَاهُ ولَذَّاتِهِ. ومعنى البيتِ: أنَّ مَنْ يَبْخَلُ بمالِهِ عندَ أَدَاءِ الحقِّ وعندَ السؤالِ وعندَ لَذَّاتِهِ، إذا مَاتَ فَقَد اسْتَوَى هوَ ومَنْ يُنْفِقُ مالَهُ ويَقْضِي لَذَّاتِهِ، وفَضَلَهُ مَنْ يُنْفِقُ في حياتِهِ.
64- تَرَى جُثْوَتَيْنِ مِنْ تُرابٍ عَلَيْهِمَا = صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدِ
(الجُثْوَةُ): الترابُ المجموعُ، يُقالُ للرَّجُلِ: (إنَّما هوَ جُثْوَةُ الْيَوْمِ أوْ غَدٍ). ويُقَالُ لكلِّ مُجْتَمِعٍ: جُثْوَةٌ، والجمعُ: جُثًى. وفي الحديثِ: (َنْ دَعَا دُعَاءَ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ))؛ أيْ: منْ جَمَاعَاتِ جَهَنَّمَ.ويُرْوَى: (ِنْ جُثِيِّ جَهَنَّمَ))، وهوَ جمعُ جَاثٍ.و(الصُّمُّ): الصُّلْبَةُ.و(المُنَضَّدُ): الذي قدْ نُضِّدَ بعضُهُ على بعضٍ.
65- أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ ويَصْطَفِي = عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ
َعْتَامُ) معناهُ: يَخْتَارُ، يُقالُ: اعْتَامَهُ، إذا اخْتَارَهُ.و(عَقِيلَةُ) كُلِّ شيءٍ: خِيرَتُهُ وأَنْفَسُهُ عندَ أهلِهِ. ويُرْوَى: (يَعْتَامُ الْكَرِيمَ). والكريمُ: الشريفُ الفاضِلُ، قالَ اللَّهُ تعالى: َلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}؛ أيْ: شَرَّفْنَاهُم وفَضَّلْنَاهُم.
ويقالُ للصَّفُوحِ: كَرِيمٌ؛ لفضلِهِ؛ كما قالَ اللَّهُ: ِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}.
ويقالُ للكثيرِ: كريمٌ؛ كقولِهِ تعالى: َهْمُ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}؛ أيْ: كَثِيرٌ. و(يَصْطَفِي): يَخْتَارُ صَفْوَتَهُ.و(الفاحِشُ): القَبِيحُ السَّيِّئُ الخُلُقِ. و(المُتَشَدِّدُ): البخيلُ، وكذلكَ الشَّدِيدُ، قالَ اللَّهُ تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}. قالَ أبو العَبَّاسِ: إنَّهُ منْ أَجْلِ حبِّ الخيرِ لبخيلٌ.
66- أَرَى الدَّهْرَكَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ = وَمَا تَنْقُصِ الأَيَّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
أرادَ: أهلَ الدَّهْرِ.ويُرْوَى: (أَرَى العَيْشَ)، وَ: (أَرَى العُمْرَ). و(الكَنْزُ): ما استُعِدَّ وحُفِظَ.وقولُهُ: (وَمَا تَنقُصِ الأيَّامُ)؛ أيْ: ما تَنْقُصْهُ الأيَّامُ يَنْفَدْ.
67- لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَأَ الْفَتَى =لَكَالطِّوَلِ الْمُرْخَى وثِنْيَاهُ بالْيَدِ
(الطِّوَلُ): الحبلُ. و(ثِنْيَاهُ): ماثُنِيَ منهُ. ويُقالُ: طَرَفَاهُ؛ لأنَّهما يُثْنَيَانِ. وقولُهُ: (ما أَخْطَأَ الْفَتَى)؛ أيْ: في إخطائِهِ الفَتَى؛ أيْ: في أنْ يَطُولَ عُمُرُهُ، بمنزلةِ حَبْلٍ رُبِطَتْ بهِ دابَّةٌ، يُطَوَّلُ لها في الكَلأِ حتَّى تَرْعَاهُ، فَيَقُولُ: الإنسانُ قدْ مُدَّ لهُ في أَجَلِهِ، وهوَ آتِيهِ لا مَحَالَةَ، وهوَ في يَدَيْ مَنْ يَمْلِكُ قَبْضَ رُوحِهِ، كما أنَّ صاحبَ الفَرَسِ الذي قدْ طُوِّلَ لهُ إذا شاءَ اجْتَذَبَهُ وثَنَاهُ إليهِ.وموضِعُ (مَا) نَصْبٌ، وهوَ في تقديرِ المصدرِ.
68- فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكاً =مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ؟
معناهُ: إذا أَرَدْتُ وُدَّهُ ودُنُوَّهُ تَبَاعَدَ مِنِّي.وقالَ: َنْأَ عَنِّي ويَبْعُدِ) ومَعْنَاهُما واحدٌ،وإنَّما جاءَ بهما؛ لأنَّ اللفظيْنِ مختلفانِ، وإنَّما المعنى: يَبْعُدُ ثُمَّ يَبْعُدُ بعدَ ذلكَ.
69- يَلُومُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُومُنِي؟ =كَمَا لامَنِي في الحَيِّ قُرْطُ بنُ أَعْبَدِ
ُرْطٌ): رجلٌ لامَهُ على ما لا يَجِبُ أنْ يُلامَ عليهِ.وقولُهُ: (عَلامَ) الأصلُ (عَلَى مَا)؛ لأنَّ المعنى: على أيِّ شيءٍ يَلُومُنِي؟ إلاَّ أنَّ هذهِ الألفَ تُحْذَفُ في الاستفهامِ معَ (مَا) إذا كانَ قبلَها حرفٌ خافِضٌ؛ لِيُفْرَقَ بينَ (مَا) إذا كانَت استفهاماً، وبينَها إذا كانَتْ بمعنى: الذي. ويكونُ الحرفُ الخافِضُ عِوَضاً ممَّا حُذِفَ.
70- وَأَيْئَسَنِي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُهُ =كَأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَدِ
أيْ: جَعَلَنِي ذا يَأْسٍ مِن الخيرِ، فهوَ بمَنزلةِ المَوْتَى؛ إذْ كانَ لا يُرْجَى مِنهُ خيرٌ.و(الرَّمْسُ): القَبْرُ. و(المُلْحَدُ): اللَّحْد.


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس