عرض مشاركة واحدة
قديم 05/02/2016, 03:46 PM   #37
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الدجر






الدجر

الدجر
يعتبر نبات الدجر من ضمن المحاصيل الزراعية المشهورة عند الأجداد كزراعة الذرة والدخن التي لايستغني الأجداد عن زراعتها لما لها من أهمية في حياتهم المعيشية إذ أن حياة الأجداد لاتستمر إلا بوجود حبوب الذرة وحبوب الدخن.
غير أن زراعة الدجر تعتبر أقل أهمية من زراعة الذرة بمختلف أنواعها وزراعة الدخن مثلها مثل زراعة بعض النباتات كنبات الدبا والقطن والقوار ومع ذلك فقد اهتم الأجداد بزراعة الدجر واعتبروه من ضمن محاصيلهم الزراعية.
طريقة زراعة الدجر:
الدجر
ليس هناك طريقة خاصة لزراعة الدجر مثل طريقة زراعة الذرة والدخن إلا أن الأجداد من واقع خبرتهم في الزراعة قد عرفوا الطريقة المثلى لزراعة الدجر وذلك بخلط كمية من حبوب الدجر اليابسة مع حبوب الذرة المعدة لزراعة الأرض والمعروفه باسم "الذرى" وعند زراعة الأرض تكون حبوب الدجر قد نزلت مع حبوب الذرة في باطن الأرض فينبت الدجر مع الزرع فيظل يقاوم في النمو حتى يتم حصاد الزرع وهي الجزة الأولى للزرع المعروفة باسم "الجادة " عند ذلك يجد نبات الدجر فرصته في النمو فيمتد على الأرض ثم يواصل في النمو بمساعدة الشمس التي حُرم منها قبل حصاد الزرع إلا أن العقبة مازالت أمام نبات الدجر وهي نمو الزرع المعروف باسم "الخلف "مرة ثانية بعد نصدته الأولى ولكن العقبة الثانية أخف من العقبة الأولى وعندما يتم حصد الزرع المعروف باسم الخلف يتجلى المكان لنبات الدجر فيواصل النمو فتتشابك نباتات الدجر حتى تغطي الأرض وفي هذه الأثناء تكون نباتات الدجر قد بدأت بالثمار
وهذه الطريقة لزراعة الدجر تتناسب مع الأراضي الطينية التي تُروى بماء السيل ويكون حراثتها بواسطة الثيران ولم تقتصر الزراعة عند الأجداد على الأراضي الطينية التي تعتمد في ريها على مياه السيول بل هناك اتجاه لمكان آخر للزراعة عند الاجداد وهو "الخبت" الذي يعتمد في زراعته على نزول الأمطار وقد كان الأجداد يفضلون الخبت في زراعة الدخن وكلنا نعرف بأن طريقة زراعة الدخن تكون على شكل مجموعات صغيرة من زرع الدخن وكل واحدة من هذه المجموعات تسمى"رزوة"قد نظمت بطريقة فنية بواسطة أداة تُسمى "المندل" وذلك بعد نزول المطر بيوم أويومين وقد تتم زراعة الدجر في الخبت بطريقة تشبه طريقة زراعة الدخن بواسطة المندل في الفراغات التي بين الرزاوي فينمو الدجر ثم يواصل النمو ولكنه أقل جودة من نبات الدجر الذي تمت زراعته في الأراضي الطينية التي تعتمد في ريها على ماء السيل لأن نبات الدجر يحتاج في نموه إلى أرض خصبة مثل الأراضي الطينية الخاضعة لمهارة الأجداد في طريقة حرثهم لأراضيهم الزراعية.
قبل أن أتعرض لفوائد الدجر وقيمته الغذائية لابد أن أشير بالحديث إلى وصف هذه النبتة المعروفة عند الأجداد باسم الدجر حتى يتسنى للجميع معرفة هذه النبتة التي أصبحت الآن في طريقها للانقراض بسبب عدم الاهتمام بالزراعة بشكل عام .
الدجر عبارة عن نباتات خضراء اللون لاساق لها ذات أغصان لينة تكسوها مجموعة من الأراق الخضراء فتغطي فروعها تنمو على سطح الأرض فتمتد شيئاً فشيئاً حتى تغطي مساحة لابأس بها من سطح الأرض وكلما كانت نباتات الدجر متقاربة كلما استطاعت أن تغطي مساحة أكثر من الأرض وكلما كانت نباتات الدجر خضراء كلما زاد ثمارها وكثرمحصولها.
فوائد الدجر:
------
لاشك بأن لنبات الدجر فوائد كثيرة وهذه الفوائد لايعرفها إلا من كان يعرف نبتة الدجر وعاصر زراعتها فلاتقتصر هذه الفوائد للدجر على الإنسان فحسب بل هناك من يستفيد من الدجر كالحيوان والطيور والحشرات فقد يجد الحيوان متعته عندما يأكل أغصان الدجر الخضراء فقد كان الأجداد يقدمون نبات الدجر كعلف لمواشيهم وخاصة المواشي التي يحصلون منها على اللبن كالإبل والبقر لأن نبات الدجر من النباتات التي تساعد على كثرة اللبن عند الناقة الرغوث أو البقرة المنتوج .
أما بالنسبة للإنسان فقد استفاد من الدجر فائدة لاتقدر بثمن فقد كان الأجداد يعتمدون على مايزرعون وتنتجه مزارعهم من أثمار تشارك في إعداد طعامهم وقوتهم اليومي ومن تلك الثمار التي عُرفت عند الأجداد والتي كانت لها دور فعال في تكوين وجباتهم الغذائية ثمار نبات الدجر الذي يثعد من الإدامات المشهورة والمحبوبة عند الأجداد تصنع بطريقتهم الخاصة حسب خبرتهم التي عرفناها عنهم وخاصة مع ثمار الدجر الخضراء وحبوبه اليابسة والتي قد عرفنا بعضاً منها من خلال تجربتنا في الحياة ومنها:
-الدجر المكشن بالسليط أو السمن البلدي وطريقة تحضيره تؤخذ سنف الدجر الصغيرة التي لم تظهر عليها علامات الحبيبات ثم توضع في ماء على النار حتى تخمد ثم تُنزع من بين الماء وتكشن بالسليط العصير أو السمن البلدي مع قليل من الملح والفلفل الأسود ويقدم مع أقراص الذرة كإدام .
-الدجر المشوي في الميفا وطريقة تحضيره تؤخذ كمية من أسنفة الدجر الخضراء ذات الحبيبات الظاهرة ثم تغسل بالماء جيداً مضافاً إليها قليل من الملح ثم توضع في الميفا مع أقراص الخمير ثم يقدم مع أقراص الخمير كإدام.
حبوب الدجر اليابسة ولها طريقتان في إعداد تحضيرها:
الطريقة الأولى:
تؤخذ كمية من حبوب الدجر اليابسة ثم تغسل جيداً بالماء ثم توضع الحبوب في إناء ويفضل أن يكون هذا الإناء مصنوعا من الفخار المعروف باسم المدولة ثم يوضع على حبوب الدجر كمية من الماء بحيث يغمر حبوب الدجر ثم يضاف البهارات ثم توضع المدولة في الميفا ويغطى الميفا حتى تخمد حبوب الدجر ويتحول الماء إلى اللون البني الباهت ثم تسحق حبوب الدجر على المطحنة حتى تصبح مثل العجينة ثم يوضع المعجون بين ماء الدجر ويخلط ثم يكشن المخلوط بالسليط العصير أو السمن البلدي ثم يقدم مع أقراص الذرة كإدام .
الطريقة الثانية:
تؤخذ كمية من حبوب الدجر اليابسة ثم تشهف على النار "تحمص" ثم تفحق حبوب الدجر على المطحنة ثم يوضع المفحوق بين الماء ويخلط بعد ذلك يكشن المخلوط بالسليط العصير أو السمن البلدي مع إضافة البهارات ثم يقدم مع أقراص الخمير كإدام.
وبهذا أكون قد انتهيت من الحديث عن الدجر حسب خبرتي المتواضعة وقبل أن أودعكم هناك بعض الإضافات البسيطة للفائدةحول الدجر ومنها:
-عُرف الدجر عند الأجداد في مصطلحهم اللهجي بهذاالمسمى "دجر" وقد ورد الاسم بهذا اللفظ في أغلب المعاجم اللغوية وبهذا فقد اتفقت اللهجة مع الفصحى في التسمية وأثبت ذلك بأن لهجتنا فصيحة .
-السنف:وهو مصطلح لهجي يطلق على ثمر الدجر سواء أكان أخضراً أم يابساً وقد أشار إلى هذاالمسمى صاحب لسان العرب حيث قال:"السنفة وعاء كل ثمر مستطيلا"قال أبو حنيفة السنفة وعاء كل ثمر مستطيلا كان أو مستديرا وجمعها سنف وجمع السنف سنفة ويقال لأكمة الباقلاء واللوبياء والعدس وما أشبهها.
أيضاً هناك بعض المداعبة من أحد الشعراء الأولين حيث كان ذلك الشاعر له منخرين كبيرين فأراد أن يصف نفسه بشعر لايخلو من التورية حسب الطريقة المتبعة عند شعراء أهل زمان فقال:
يادجر محلى بقلتك بالسنافي ..خلوقه طيبة بس نافي..معايه محقه صغيرة بين ذاني ونافي.


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس