عرض مشاركة واحدة
قديم 24/10/2010, 09:56 AM   #20


الصورة الرمزية علي الزهراني أبوأحمد
علي الزهراني أبوأحمد âيه ôîًَىà

 عضويتي » 18412
 تسجيلي » Nov 2009
 آخر حضور » 16/03/2015 (09:37 PM)
مشآركاتي » 9,199
 نقآطي » 7000
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase »
افتراضي



أضواء على كتاب وادي بيده

الأستاذ/ عبدالله علي الزهراني

يتناول هذا الكتاب دراسة توثيقية لأحد الأودية المشهورة في منطقة الباحة، وهو
) وادي بِيْدَة ( الذي يعد من أشهر أودية جزيرة العرب، التي تخترق قسماً من
سراة الحجاز منحدرا صوب نجد. وهذا الوادي له شهرة كبيرة في المصادر
المبكرة الأدبية والتاريخية والجغرافية، فيرد ذكره عند كثير من المؤرخين
والجغرافيين والرحالة المسلمين والأجانب، ومنهم: الهمداني 280هـ
( صفة جزيرة العرب)، والحموي 574هـ ( معجم البلدان )،
والبكري(معجم ما استعجم من البلاد والمواضع ) ، واليقوبي (تاريخ اليعقوبي)
، وابن جبير580هـ ( رحلة ابن جبير)، وابن المجاور700هـ ( صفة بلاد
اليمن وبعض الحجاز المسمى تاريخ المستبصر)، والرحالة الفرنسي موريس
تامزية1249، (رحلات في بلاد العرب الحملة المصرية على عسير 1249هـ)
والرحالة البريطاني هاري سنت جون فيلبي1335هـ( مرتفعات الجزيرة
العربية).
وفي وادي بيدة كان مصرع الشاعر المشهور الشنفرى حسبما وردت قصته في
كتب الأدب. وقد عرف عنه أنه من أهم المناطق التي تمد الجزيرة العربية بأنواع
المنسوجات من العباءات والفرش، والتي كان يسمى بعضها "بيدي" نسبة إلى
وادي بيدة. كما أنه واد خصيب تكثر فيه النباتات والأشجار، وتحيط به الجبال من
الجهات الشرقية والغربية والجنوبية، ومناخه يميل إلى الاعتدال في فصل الشتاء،
لتطامن أرضه.
ويضم وادي بيدة جزء من طريق الفيل الذي سلكه أبرهه الأشرم عام 570م لهدم
الكعبة وأصبح فيما بعد طريقا للتجارة من اليمن إلى أجزاء متفرقة من الجزيرة
العربية وخارجها، وكذلك طريقاً بكافة منافعه للحجاج إلى مكة المكرمة وهو
المعروف بطريق الحج السروي. كما أن وادي بيدة يضم أيضا وادي القوافل التي
كانت فيما مضى طريقاً للقوافل التجارية المحملة بالبضائع المختلفة التي كانت
تأتي إليه من أنحاء متفرقة من جنوب الجزيرة العربية وشمالها وذلك قبل فتح
الطريق العام، ولهذا سمي بهذا الاسم، وهو مليء بأشجار السدر الضخمة التي
كانت تشكل مستراحا لتلك القوافل ومركزا لاستقبال وتوديع المسافرين.
ولا يجب أن نغفل جهود الباحثين والمؤلفين السابقين في هذا الموضوع،
فهناك بعض المراجع والدراسات التي تتحدث عن بعض المواقع في بيدة
التي لها ارتباط بأحداث تاريخية سياسية قبل الإسلام أو بعده . أما
الدراسات الحديثة –مع أهميتها- إلا أنها شحيحة ولا تتناول الجانب الأثري
والمعماري.
ويحتوي الكتاب على 346 صفحة بواقع خمسة فصول على النحو التالي:

¨الفصل الأول:

يحتوي على الخلفية الجغرافية والخلفية التاريخية لوادي بيدة حيث تم التعرف على

أصل التسمية الحقيقية الوادي بيدة والذي كان معروفا في المصادر الجغرافية

والتاريخية بـ أبيدة ، ثم التعرف على ابرز مظاهر السطح والمناخ، والتركيبة السكانية،

والنشاط الزراعي، والاقتصادي لسكان الوادي، والمصادر المائية، وكذلك الغطاء

النباتي المنتشر في الوادي لأن ذكر هذه النباتات ولو بشيء من الإيجاز يعد أمراً

ضرورياً في هذه الدراسة

هذا فضلا عن العرض التاريخي حيث كان لوادي بيدة حضورا تاريخيا مستمرا

خلال العصر الجاهلي وكذلك في العصور الإسلامية لاسيما أن الوادي كان يشكل

معبراً طبيعياً لتحركات نشيطة لأولئك الباحثين عن المعيشة أو التجارة أو لقاصدي

الحج.

¨وفي الفصل الثاني:

اعتمدنا اعتماداً كلياً على العمل الميداني الذي تمثل في القيام بالمسح الأثري لوادي

بيدة، ويشمل القرى المنتشرة على ضفتي الوادي ابتداء من قرية آل دغمان وانتهاء

بقرية الغتامية في الجزء الجنوبي من منطقة الدراسة، وهو المعروف حالياً بـ (بيدة).

أما الجزء الشمالي من منطقة الدراسة فيبدأ من الناصف وينتهي بالمطاعنة وهو

المعروف حالياً بـ (معشوقة). ويشمل تحديد مواقع القرى بالأنظمة الجغرافية الحديثة

ورسم خارطة رقمية للوادي ووصف للقرى المحصنة في الوادي، والتعرف بأبرز

العناصر المعمارية الدفاعية في وادي بيدة.


¨الفصل الثالث:

يحتوي على أهم العوامل المؤثرة في العمارة التقليدية، ومن أهمها العامل الجغرافي،

والسياسي، والديني، والاجتماعي، وكذلك الاقتصادي. كما يشمل هذا الفصل توثيق

للتراث الثقافي لأبناء المنطقة مثل الأدوات المستخدمة في البناء، وأدوات الزخرفة،

ومواد البناء، والمشاركون في البناء، والمواقع المختلفة للبناء ، وأخيراً مراحل

البناء.

¨الفصل الرابع :

يحتوي على الرسوم الصخرية والعناصر الزخرفية في منطقة الدراسة. لان تلك

العناصر تعكس حياة الإنسان ونشاطاته اليومية التي كان يعيشها في مختلف العصور

سواءً كانت حياة ترف أو حياة فقر. وهذه الرسوم تمثل في مجملها مناظر للصيد و

المعارك و الارتحال، بالإضافة إلى بعض الوسوم التي تعتبر علامات للتملك، كما

كشفت الدراسة عن ثلاثة نقوش كتبت على ألواح حجرية: أثنين منها تتعلق بطلب

المغفرة والثالث نقش تأسيسي، وهي تعد قليلة مقارنة بما كان منتشراً في وادي بيدة

من نقوش تعرضت للنهب والسرقة خلال السنوات الماضية. كما أن فن الزخرفة جزء

هام من تراثنا الحضاري يدل على هويتنا الثقافية العربية الإسلامية، نظراً إلى ما يدل

عليه من دلالات جمالية واجتماعية ورمزية.

¨الفصل الخامس:

يحتوي على الدراسة التحليلية والمقارنة لأهم المنشآت المعمارية ومواد البناء

والرسوم الصخرية والعناصر الزخرفية. ومدى تأثر تلك العناصر بالمناطق المجاورة

خاصة خلال الاتصال الحضاري مع تلك المناطق.

كما ألحقنا خاتمة تضمنت خلاصة الدراسة وأهم نتائجها وتوصياتها.

وقائمة بالمصادر والمراجع. ثم محلق بالمصطلحات المعمارية المتداولة

في منطقة الدراسة. وأخيراً الأشكال التوضيحية في هذه الدراسة.

وقد أمكن تسجيل اكثر من 42 موقعا اثريا على امتداد 50كلم كما عثر

في المواقع على آبار مطمورة، وفتحات لمناجم الذهب، ورحى،

ومساحق، وكسر فخارية، والقليل من خبث الحديد، وجميع هذه المواقع

مناجم قديمة استغلت في زمن الدولة الأموية والعباسية للنحاس

والفضة، ويدل على ذلك الأشغال القديمة وبقايا التعدين في محيط هذه

المناجم.

وقد كشفت هذه الدراسة أن وادي بيدة لم يكن بمعزل عن الأحداث

التاريخية قبل الإسلام وبعده حيث كان نشيطا بالحياة خلال العصور

المختلفة من خلال ظهور بعض اللوحات التي تحمل حيث نقوشا إسلامية

مبكرة تعود لعام 304هـ ، ووسيطة إلى 600هـ ، ومتأخرة إلى 900هـ

كما تشمل هذه الدراسة على الكثير من المعلومات عن وادي بيدة والتي

لا يتسع المجال هنا لذكرها هنا تجنبا للإطالة.


 

رد مع اقتباس