عرض مشاركة واحدة
قديم 08/11/2009, 11:54 PM   #29
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



القوات السعودية تصل إلى ما وراء جبل دخان.. وتخمد نيران الحوثيين على حدودها

عدد شهداء القوات السعودية ارتفع إلى 3 منذ بدء العمليات والمصابون نحو 70 والأحداث أحالت الخوبة إلى «مدينة أشباح»



جندي سعودي يقوم بتفتيش نازح يمني للتأكد من عدم نقله اسلحة


جازان: نايف الراجحي ومحمد الكعبي
تقدمت القوات السعودية أمس إلى ما وراء جبل دخان ضمن اراضي المملكة العربية السعودية بعد نجاحها في فرض سيطرتها الكاملة على الجبل والمناطق المحيطة، وتطهيره ومحيطه بشكل تام من جيوب الحوثيين , وذلك حسب مصادر تحدثت لـ «الشرق الأوسط» والتي رصدت خلال زيارتها للمنطقة انتشارا كبيرا للوحدات العسكرية السعودية.

وشهدت المنطقة الحدودية أمس قصفا مدفعيا محدودا، فيما ترددت أنباء عن اشتباكات متفرقة بالمنطقة الحدودية في نواحي محافظة العارضة، وهي منطقة جبلية تقع شمال محافظة الخوبة، إضافة إلى مناطق أخرى حدودية، في محاولة لشغل القوات السعودية.

ورصدت «الشرق الأوسط» خلال جولتها في المنطقة الحدودية دورية لحرس الحدود السعودي تقتاد مجموعة من الحوثيين الذين تسللوا إلى أراضي المملكة عبر الأودية والجبال، فيما أكدت مصادر مطلعة توقيف 155 حوثيا خلال الـ72 ساعة الماضية.

فيما أوقفت الأجهزة الأمنية أمس قرابة عشرة يمنيين يشتبه في علاقتهم بالمتمردين الحوثيين، بعد أن تم رصد وجودهم على سطح أحد المساجد في قرية حاكمة الدغارير التابعة لمحافظة أحد المسارحة. وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» انتشار أكثر من 400 عنصر من قوات المجاهدين السعودية إلى جانب عناصر حرس الحدود الموجودين في محيط محافظة الخوبة، يعملون على مسح المنطقة، لرصد أي محاولة حوثية للتسلل خلف خطوط القوات السعودية أو المشتبه في تقديمهم دعما استخباريا للحوثيين، والقبض عليهم وتسليمهم إلى الجهات المختصة.

كما تعمل العناصر على ملاحقة المجهولين الموجودين داخل أراضي المملكة والقبض عليهم تمهيدا لترحيلهم، إلى جانب مصادرة هواتف الجوال الموجودة في حوزة جميع اليمنيين الموجودين في المنطقة، بمن فيهم المقيمون إقامة دائمة، وأكد مصدر أمني أنه يتم التعامل مع جميع الموقوفين تعاملا حسنا ولائقا.

من ناحية أخرى، منع التجوال في عدد من المواقع القريبة من مسرح العمليات العسكرية، خاصة بعد حلول الليل، تحسبا لأي محاولات تسلل للحوثيين إلى تلك المواقع. كما يتم التدقيق في الصهاريج وسيارات التبريد المغلقة المتجهة من وإلى الخوبة. وأكد مصدر طبي لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد حالات الوفاة المسجلة منذ بدء الأحداث هو ثلاث حالات فقط، أولاها لتركي القحطاني الذي سقط في أول أيام المواجهات، أما الحالتان الأخريان فوصلتا إلى المستشفى بعد الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الحدودية أول من أمس (الجمعة) إثر محاولة عناصر حوثية التسلل إلى الأراضي السعودية.

وأوضح المصدر الطبي أن عدد المصابين الموجودين في مستشفيات المنطقة حاليا يبلغ 33 حالة، منها 14 حالة موجودة في مستشفى صامطة العام، و15 حالة في مستشفى الملك فهد المركزي، وأربع حالات في مستشفى صبيا. فيما أبلغ مصدر طبي آخر «الشرق الأوسط» أن العدد الإجمالي للمصابين منذ بدء الأحداث يقدر بـ70 حالة، خرج عدد كبير منهم من مستشفيات المنطقة بعد تلقيهم العلاج، فيما لا يزال آخرون قيد المتابعة الطبية.

وفي السياق نفسه، أطلقت مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان ابتداء من أول من أمس حملة للتبرع بالدم، تحت شعار «فداك يا وطني»، وخصصت العديد من المراكز لاستقبال المتبرعين في مستشفيات المنطقة.

وأوضح الناطق الإعلامي بصحة جازان جبريل بن يحيى القبي، أن الحملة تهدف إلى توفير كميات الدم اللازمة لإسعاف المصابين، مشيرا إلى أن عدد المواطنين المتبرعين حتى يوم أمس يقدر بالمئات، فيما شهد مركز بنك الدم في مستشفى الملك فهد توافد أعداد كبيرة من رجال حرس الحدود في منطقة جازان للمشاركة في حملة التبرع بالدم لصالح زملائهم المصابين.

وأكد موسى علامي معشي مدير المختبر وبنك الدم بمستشفى الملك فهد المركزي، أنه تم دعم مستشفيات صامطة العام والطوال وأحد المسارحة بكميات كبيرة من فصائل الدم المختلفة، وتمت مخاطبة جميع الدوائر الحكومية في المنطقة لحث منسوبيها على المسارعة بالتبرع بالدم لرجال الأمن المصابين أو الحالات التي قد تتعرض للإصابة مستقبلا.

وتزامنت هذه التطورات مع وصول عدد كبير من المسؤولين السعوديين إلى منطقة جازان، على رأسهم الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، والأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، للوقوف على طبيعة الأوضاع في المنطقة.

وبدأت الخدمات الطبية في القوات المسلحة السعودية تشغيل مستشفى مجهز تجهيزا كاملا في محافظة أبو عريش، إلى جانب مستشفى عسكري ميداني آخر يقع على الطريق المؤدية إلى محافظة الخوبة.

وجالت «الشرق الأوسط» على بلدة الخوبة والقرى المجاورة لها، والتي أخلتها قوات الجيش السعودي، تحسبا لتسلل الحوثيين إليها كما حصل أول من أمس، حيث بدت البيوت خاوية، والشوارع مقفرة، والمحال التجارية مقفلة، والدراسة معلّقة، والمشروعات التنموية متوقفة، والأسر نازحة حتى إشعار آخر، ما حول الخوبة إلى «مدينة أشباح».

وبدا الهدوء التام سيد الموقف في الخوبة ومحيطها، باستثناء تحركات متفرقة للمركبات العسكرية على الطريق من وإلى الخوبة والمنطقة الحدودية الواقعة بعدها، فيما عززت الأجهزة الأمنية وجودها في تقاطعات الطرق بإقامة عدد من نقاط التفتيش الأمنية فيها للتدقيق في هويات الداخلين والخارجين من المنطقة، وما إذا كان وجودهم فيها يعود إلى كونهم من سكانها الأصليين أم لسبب آخر. والتقت «الشرق الأوسط» محمد علي هزازي، آخر المواطنين السعوديين الراحلين من قرية دفينية القريبة من الحدود اليمنية، والتي تسلل إليها الحوثيين أول من أمس، حيث أكد أن المتسللين حاولوا مباغتة القوات السعودية الموجودة على أطراف القرية من الخلف، بعد أن نزلوا إليها من الجبال المجاورة لها متنكرين في الزي النسائي، وبادروا إلى إطلاق النار على القوات السعودية فور اقترابهم منها.

وأوضح هزازي أنه قرر هو الآخر النزوح من قريته التي عاش فيها طوال حياته، بعد أن غادرها جميع أبناء القرية والقرى المجاورة والتي يصل عددها إلى أكثر من 20 قرية، بناء على طلب القوات السعودية، مشيرا إلى أنه قرر التوجه إلى مخيم إيواء النازحين في محافظة أحد المسارحة، أو أي مقر آخر معد لاستقبالهم.




 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس