زهران قبل الإسلام :
كانت هذه القبيلة من أكثر القبائل عددا وأحصنها بلادا وضعوا إتاوة على عير قريش عندما كانت تمر بها إلى اليمن ولما قتلت قريش أباء أُزيهر الدوسي قتلت الأزد تسعة من قريش كما جعلت قريش للأزد خرجا كل عام وقال معقر بن حمار ألبارقي :
لقد عملت بنو اسد بأنا= تقحمنا المعاشر معلمينا
تركنا تسعة للطير منهم =بمكة للسباع مطرّ حينا
فلما إن قضينا الدين قالوا= نريد الصلح قلنا قد رضينا
وضعنا الخرج موظوفا عليهم= يؤدون الإتاوة صاغرينا
لنا في العير دينار مسمى= به حزّ الحلاقم يتقونا
ولو لا ذلك ما عدلت قريش= شمالا في البلاد ولا يمينا
(1)
ويقال إن خال ابي هريرة ( سعد ين صفيح ) هو الذي قتل جماعة من قريش بأبي الأزيهر والذي قتله هو هشام بن الوليد في جواز أبي سفيان بن حرب(2)
دخول الأزد في الإسلام :
على القارئ الكريم أن يتنَّبه إلى كلمة الأزد فليس بالضرورة أن تدخل فيها قبيلتا غامد وزهران فقبائل الأزد كثيرة وقد تكون منهم أو من غيرهم ولما جاء الإسلام كانت قبيلتا الأوس والخزرج أول من استجاب لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عرض بعض رؤساء الأزد على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة النبوية الشريفة الإيواء والنصر ومنهم الطفيل بن عمر الدوسي الزهراني في الحديث الذي روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه حيث قال للرسول صلى الله عليه وسلم هلم إلى حصن حصين وعدد وعدة ؟ وقد جاء إسلام الكثير منهم متأخرا كغيرهم من القبائل العربية وقد وردت أحاديث منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وبعضها مأثورة في فضائل الأزد وعلماء الحديث جزاهم الله خير . قد اهتموا بأحاديث التحريم والتحليل وليتهم اهتموا ايضا بأحاديث الفضائل . ومنها :
1- عن سويد بن الحارث قال : وفدت سابع سبعة من قومي على الرسول صلى الله عليه وسلم فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا ؟ وريّنا فقال : من أنتم قلنا مؤمنون فبسم صلى الله عليه وسلم فقال ما أنتم ؟ ( إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم ) ؟ قلنا خمسة عشر خصلة , خمس منها أمرتنا وسلك أن نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلاّ أنْ تكره منها شيئا فقال عليه الصلاة والسلام ( ما الخمسة أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها قلنا أمرتنا أن نقول لا إله الا اله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت من استطاع إليه سبيلا فقال عليه الصلاة والسلام (وما الخمسة التي تخلفتم بها في الجاهلية ؟ ) قالوا : الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضاء بمّر القضاء والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة بالأعداء فقال عليه الصلاة والسلام ( حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونا انبياء وقال ( أنا أزيدكم خمس فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا مالا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تنافسوا في شئ أنتم عنه عدا تزولون واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون) فانصرف القوم من عند رسول الله وحفظوا وصيته وعملوا بها .
2- الأيمان يمان , ورحى الإسلام في قحطان والقسوة والجفاء في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وغلصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها) .
3- الأمانة في الأزد والحياء في قريش .
4- ( أتتكم الأزد أحسن الناس وجوهاً ، وأعذبها أفواهاً ) .
5- ( إن الأزد أُسْدُ الله في الأرض يريد الناس أن يضعوا منهم ويابى الله إلا أن يرفعهم وليأتين زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً يا ليت أمي كانت أزدية )
والله أعلم عن صحتها
ان المسلمين ومن أهل النجدة والشدة قتل في موقعة أجنادين سنة 13هـ والله أعلم .
يرفعهم وليأتين زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً يا ليت أمي كانت أزدية )(2) . والله أعلم عن صحتها .
صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم : 1- أبو هريرة ( عبد الرحمن بن صخر الدوسي الزهراني ) :
قال تعالى : في سورة البقرة ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) هذه الآية الكريمة هي منطلق أبو هريرة رضي الله عنه في نقل الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وقد قال ذات مرة ( لو لا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً ) وكان ذلك رداً على من اتهمه بكثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والغريب في الأمر أن هذا الصحابي الجليل لا يحسن الكتابة وإنما يعتمد على ذاكرته في حفظ الحديث وكم هي ذاكرة خارقة مذهلة . ويروي أبو هريرة قائلاً : إن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوماً فقال : " من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً كان قد سمعه مني فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته إلى في الله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه " . وهاهو رضي الله عنه يروي عن نفسه قائلاً : " ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً مني ، إلا عبد الله بن عمر بن العاص كان يكتب ، ولا أكتب " والذي أسماه بهذا الاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبو هريرة ) لحمله هرة في كمه . وهو من بني سليم فهم أخي مالك : أبو هريرة ، واسمه عمير بن عامر بن عبد ذي شري بن طريف بن عباد بن أبي صعب بن هنبة بن سعد بن ثعلبة بن سليم صحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه رسول الله عبد الرحمن وقد أسلم هذا الصحابي رضي الله عنه خيبر وشهدها ولازم رسول الله حتى توفي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . استعمله عمر بن الخطاب على البحرين وعزله وأراد علي كرم الله وجهه أن يعمل له إلا أنه أبى عليهم سحائب الرضوان جميعاً .
عاش يتيماً فقيراً ضعيفاً لا حول له ولا قوة يعمل أجير بقوت يومه ، ولم يكن يحلم في أي يوم من الأيام ، أن يصبح علماً بارزاً من أعلام الإسلام ، وقد عانى رضي الله عنه من الجوع والضنك حتى أنه كان يسقط صريع الجوع في أكثر الأحيان .
قصة إسلامه رضي الله عنه : عندما عاد الطفيل بن عمر من مكة دعا دوساً إلى الإسلام ولم يجبه سوى أبي هريرة الزهراني ، ويعتقد البعض أن أبا هريرة من اليمن وأنَّ في البيت ركن اسمه الركن اليماني وهو بالكعبة وليس في اليمن كما يدعي البعض وكان كل ما هو يمين الكعبة يمان ويقال فلان أتى من اليمن وليس بالضرورة أن الشخص قدم من اليمن الطبيعي ، حيث كان رضي الله في جبل يقال له ذو منعا والعقبة الجبل لا فرق بينهما وهي على هذا الاسم حتى اليوم وتقع العقبة غربي آل جحاف وتؤدي إلى الحجرة في تهامة " وتم فتح طريق للسيارات يصل السراة بتهامة وهي من أسهل الطرق ويمر من وادي الجرداء فالحجرة فبقية أجزاء تهامة ورأس هذا الجبل يشرف على وادي اسمه برحرح في دوس وهذا الوادي لا يزال على هذا الاسم حتى اليوم وكان رضي الله عنه يزحف من شدة الظلام وهو في طريقه إلى المدينة المنورة بعد اسلامه ومعه قومه من دوس ، وينشد ويقول :
يا طولها من= ليلة وعنائها
على أنها من =بلدة الكفر نجت
ويقال أنه ضل له غلام في الليلة التي اجتمع في صبيحتها برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشد البيت السابق .
سكن المدينة على ساكنيها أزكى وأتم التسليم وبقي بها حتى مات سنة تسع أو سبع وخمسين وكان عمره 78سنة ودفن في البقيع بعد أن روى عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربع وأربعين حديثاً وكان رضي الله عنه من أكثر الرواة قاطبة والله أعلم .
2- أم أبان الدوسية الزهرانية زوجة عثمان رضي الله عنه :قدم والدها جندب بن عمرو بن حممة الدوسي مهاجراً إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مضى إلى الشام مجاهداً فلقى عمر بن الخطاب وقال له يا أمير المؤمنين إن وجدت لها فزوجها ولو بشراك نعل وإلا فأمسكها لديك حتى تلحق بأهلها في السراة وقد استشهد والدها وكانت تدعو عمر بن الخطاب أباها ويدعوها ابنته وفي أحد الأيام و هو يخطب خطر على قلبه رضي الله عنه أن يذكر الناس بها فقال : من له في الجميلة الحسيبة بنت جندب بن عمر بن حممة فتقدم عثمان رضي الله عنه وقال : أنا يا أمير المؤمنين فقال خذها فدفع لها مهرها وقد كان عثمان رضي الله عنه لا يخرج عنها حتى أن سعيد بن العاص قال لعثمان يا أبا عبد الله لقد أقمت عند هذه الدوسية مقاماً ما كنت تقيمه عند أحد من النساء فقال عثمان رضي الله عنه ما بقيت خصلة كنت أحب أن تكون في امرأة إلا وجدتها فيها ما خلا خصلة واحدة فقال : سعيد ما هي قال : إني رجل قد دخلت في السن وحاجتي في النساء الولد وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم . فتبسمت فلما خرج سألها عثمان ما الذي يضحكك قالت لقد سمعت قولك في الولد وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن على سيد قط فرأت الحمراء حتى تلد سيد منه وقد أنجبت له رضي الله عنهما عمراً وعمر وخالد وأبان ومريم.
3- أم شريك الدوسية الزهرانية زوج النبي صلى الله عليه وسلم :
هي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد هاجر والدها مع أبي هريرة وغيره من دوس فجاءها أهل أبيها وسألوها هل أنت على دين أبيك قالت نعم فعذبوها عذاباًَ شديداًَ وسألوها هل أنت على دين أبيك قالت نعم فعذبوها عذاباً شديداً حتى إنه يقال : كانوا يطعمونها الخبز والعسل ولا يسقونها الماء لمدة ثلاثة أيام ويطلبونها أن تترك دينها إلا أنها كانت تشير إلى السماء بإصبعها أي التوحيد وهي على تلك الحالة حتى أنها ببرد دلو على صدرها فشربت منه نفسا واحدا فنظرت إلى ذلك الدلو فإذا هو معلق بين السماء والأرض وذكرت تلك المعجزة أكثر من مرة إلا أنها في المرة الأخيرة أخذت تصب على رأسها ووجهها وثيابها وعندما رأوا ما حل بها قالوا لها من أين لك هذه يا عدوة الله قالت عدوة الله غيري فهو من عند الله فانطلقوا إلى قربهم وأدائهم وقالوا نشهد أن ربك ربنا وأن الذي رزقك بعد أن فعلنا بك ما فعلنا ، وأسلموا لله جميعاً وهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة وقالت أني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك فقبلها رسول الله وقالت عائشة رضي الله عنها مافي امرأة تهب نفسها لرجل خير ، قالت أم شريك فأنا تلك فسماها رسول الله مؤمنة وقد نزل فيها آية وهو قول الله تعالى : ( وامرأة إن وهبت نفسها للنبي ) فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله يسرع لك في هواك . ويقال إنها من الأنصار والله أعلم .
4- جنادة بن أمية الدوسي الأزدي الزهراني :
ويقال أنه جنادة بن أبي أمية الأزدي ، أبو عبد الله الشامي يقال أنه تابعي ويقال أنه صحابي وتابعي ويقال أنه صحابي وتابعي ثقة والحق أنه صحابي وتابعي متفقان في الاسم وكنية الأب وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر وقد ولاه معاوية البحر وتوفي سنة 80 هـ .
5- جندب بن عمر بن حممة الدوسي الزهراني:
هو والد أم أبان زوج عثمان رضي الله عنه كما تقدم وهو جندب بن عمرو بن حممة بن عوف بن غوية بن سعد بن الحارث بن دبيان بن عوف نب منهب بن دوس . كان يقول في الجاهلية : إن لهذا الخلق خالق لا أعلم من هو فلما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في خمسة وسبعين رجلاً حتى أتى الرسول فأسلم وأسلم من معه وكان يقدم أصحابه على الرسول فرداً فرداً وهو الذي يقال حسبما ذكره ابن حجر عن ابن دريد سائلاً سأل ابن عباس عمن قال هذا البيت :
لذي الحكم بعد اليوم ما تفرع العصا وما علم الإنسان إلا ليعلما
فقال ابن عباس ذاك عمرو بن حممة .
- - الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي :صحابي من العقلاء كان صديقاً لخالد بن الوليد وكان يستشيره في أمره وشهد معركة اليرموك ثم صفين وولاه معاوية البصرة إلا أن أهل البصرة شكوا ضعفه توفي سنة 50 هـ . وفي كتاب الكامل في التاريخ في سنة خمسة وأربعين ولىّ معاوية الحارث بن عبد الله الأزدي البصرة في أولها حين عزل ابن عامر الذي شكا ذلك إلى زياد ، وهو من أهل الشام فاستعمل الحارث على شرطته عبد الله بن عمر الثقفي فبقي الحارث أميراً على البصرة أربعة أشهر وولاها زياداً بن ابيه .
7- الطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني:
هو الطفيل بن عمرو بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن فهم بن غنم بن دوس كان رضي الله عنه أول من وفد من دوس على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة .
قصة إسلام هذا الصحابي الجليل :
توجه إلى مكة حاجاً وقد بعثته مكة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا له : انظر لنا في أمر هذا الرجل وما لديه فلما قدم على الرسول طلب منه أن يسلم فقال إني شاعر فاسمع ما اقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم هات قال :
فلا وإله الناس نألم ضربهم ولو حاربتنا منهب وبنو فهم
ولما يكن يوم تزول نجومه تطير به الركبان ، ذو نبأ ضخم
اسلما على خسف ولست بخالد ومالي من واق إذا جاءني حتمي
فلا سلم تحفز الناس خيفة وتصبح كانسات على لحم
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول فاسمع ثم قرأ سورتي الصمد والفلق ودعاه إلى الإسلام وأسلم رضوان الله عليه وعاد إلى قومه فأتاهم فكانت ليلة مطيرة حالكة الظلام حتى نزل قرية عظيمة اسمها ثروق وإذا بنور من طرف سوطه فخاف القوم ودعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه ودعا قومه إلى الإسلام ولم يجبه إلا أبو هريرة ، أتى الطفيل النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( اللهم اهد دوساً ) كررها عليه الصلاة والسلام ثلاثاً فلما صلى عليه الصلاة والسلام خاف الطفيل أن يدعو على قومه فصاح رضي الله عنه قال قائلاً : واقوماه فلما دعى لهم الرسول سُرَّ بذلك الطفيل إلا أنه كان على خلاف مع قومه فلما فرغ الرسول من الدعاء لهم قال الطفيل لم أحب منك ذلك يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام إن فيهم أمثالك كثير .
دخل رضي الله عنه مكة وكان رجلاً شريفاً وشاعراً يحب الضيف استقبلته قريش تحذره من محمد قائلة له : إن هذا الرجل يُفرَّق الرجل وولده والرجل وأخيه والرجل وزوجته حتى من كثرة ما أوصوه جعل يحشو أذنه من القطن، ذهب بعدها إلى المسجد قال الطفيل : فوجدت رسول الله قائماً يصلي فقربت منه فسمعت منه كلاماً حسناً فقلت في نفسي وآثكل أمي إني رجل شاعر ولبيب وأفهم الكلام الحسن والقبيح فلم أسمع منه ؟ فلما فرغ عليه الصلاة والسلام انصرف إلى بيته فتبعته حتى دخل داره فدخلت معه فأخبرته بما قال قومه فيه ومن كثرة ما خوفوني أغلقت أذني بالقطن ثم أبى الله إلا أن اسمع فعرض عليّ الإسلام وتلا علي القرآن فقال والله ما سمعت قط قولاً أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ، فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اجعل له آية قال فخرجت إلى قومي فإذا بثينة (أي ظهرة مرتفع من أعاليها تجعله يرى القوم ) فإذا أنا بنور بين عيثي مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي وكان يخشى رضي الله عنه أن يعتقد قومه أنها من أجل فراق آلهتهم ، فتحول النور من وجهه إلى رأس سوطه فرأى القوم ذلك النور فدخل بيته فأتاه أبوه فقال إليك عني أبي فأنت لست مني ، ولست منك قال ولم يا بني ؟ قلت إني أسلمت واتبتعت دين محمد قال : ديني بني دينك قلت له فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم جاء فرضت عليه الإسلام فأسلم ، ثم أتتني صاحبتي ( زوجته ) فال لها إليك عني فأنتِ لستِ مني ولستُ منك قالت ولم بأبي أنت ؟ قلت لها فرق الإسلام بيني وبينك إني أسلمت وتبعت دين محمد قالت : فديني دينك قلت لها أذهبي إلى حمى ذي الشر فتطهري منه وذو الشر صنم لدوس فقالت إني أخاف على الصبية فقال : أنا ضامن لك ذلك فاغتسلت فعرض عليها الإسلام وأسلمت ، ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبطاؤا عليَّ ، ثم جئت الرسول في مكة وقلت يا رسول الله إن دوساً غلبتني فادع عليهم فقال رسول الله اللهم اهد دوساً فقال اخرج إليهم فادعهم ، وارفق لهم فخرجت إليهم ، فلم أزل بأرض دوس أدعوهم حتى هاجر الرسول إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي من أسلم من قومي ورسول الله بخيبر ، حتى نزلت المدينة ومعي سبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين ، وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك ، واجعل شعارنا مبرور ، ففعل رسول الله ، فشاعر الأزد حتى اليوم مبرور . ففي وقعة اليرموك(1) في السنة الثالثة عشر للهجرة كان الأزد ومذحج وحضرموت وخولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله ، ثم ركبهم من الروم أمثال الجبال . فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب . واستقبلت من أنهزم من الناس يضربنهم بالخشب والحجارة وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول :
[poem=font="Simplified Arabic,4,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا هارباً عن نسوة تقيات= فعن قليل ما ترى سبيات
فمكث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة ، فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين وهو صنم عمرو بن حممة الدوسي حتى أحرقة وفي شوال من السنة الثامنة لما أراد الرسول السير إلى الطائف بعث الطفيل إلى صنم عمرو بن حممة الدوسي ليهدمه وأن يستمد قومه ويوافيه بالطائف فخرج رضي الله عنه مسرعاً إلى قومه فهدم الصنم وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول :
يا ذا الكفين لست من عبادك= ميلادنا أقدم من ميلادكا
فعاد مسرعاً مع أربعمائة فوافوا الرسول بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم رضي الله عنه ومعه منجنيق وقال الرسول يا معشر الأزد من يحمل رأيتكم اليوم ؟ من كان يحملها في الجاهلية ؟ النعمان بن بازية اللهبي قال : أصبتم ) فبعد أن هدم صنم ذو الكفين أسلم القوم جميعاً ومكث الطفيل مع الرسول حتى توفاه الله وخرج مع المسلمين لقتال طليحة وأرض نجد كلها وسار إلى اليمامة ومعه ابنه .
8- عبد الله بن عمرو بن الطفيل الزهراني :
هو عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذي النور من فرسان المسلمين ومن أهل النجدة والشدة قتل في موقعة أجنادين سنة 13هـ والله أعلم .
9-عمرو بن الطفيل الدوسي الزهراني :
صحابي جليل سبق الحديث عنه مع أبيه . صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم :
- معيقب بن أبي فاطمة الدوسي الزهراني :
هو دوسي من حلفاء بني أمية لآل سعد بن العاص كن مصاب بالجذام أسلم في مكة وشهد بيعة الرضوان يقال أنه من المهاجرين إلى الحبشة ( الهجرة الأولى ) وكان على بيت المال أيام أبي بكر ثم عمر ثم عثمان وكان على خاتم الرسول وخاتم عثمان .
11- شملية بنت أبي حناءة بن أُزيهر الدوسية الزهرانية :
كانت من أفضل النساء وأجملهن ومن عنايتها بجمالها ابتكرت طرقاً في التجميل والزينة . رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم هذا ما استطعنا معرفته للبعض منهم وقد يكون هناك ما هو أكثر والله أعلم .
علماء قبيلة زهران :
1- أبو الجزاء المحدث الزهراني:
هو أوس بن عبد الله الربعي من ربعة الأزد ، محدث جليل من خيار التابعين ومن كبار المحدثين روى أحاديث عن البخاري وعن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وابن عمر وقد زخرت كتب الحديث بالرواية عنه .
2- بشر بن عمر الزهراني:
هو بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة من كبار المحدثين ووصف بالصدق والثقة توفي بالبصرة سنة207هـ .
3- الخليل بن أحمد الفراهيدي الشبابي الدوسي الزهراني :هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ويقال : الفرهودي اليحمدي ، واليحمد بطن من بطون زهران يدعى بهذا الاسم حتى الآن وكان إمام في علم النحو . وهو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود . وقيل أن الخليل دعا الله في مكة أن يرزق علماً لم يسبقه أحد إليه فرجع من حجته ففتح عليه في علم العروض . ويقول حمزة بن الحسن الأصبهاني في حق الخليل بن أحمد في كتابه الذي سماه ( التنبيه على حدوث التصحيف ) وبعد : فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل ، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه ولا على مثال تقدمه احتذاء . ويقول : ومن تأسيسه كتاب العين الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة ، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام .
كان يتقاضى راتباً من سليمان بن حبيب المهلب بن أبي صفرة الأزدي وكان والي فارس والأهواز فكتب إليه يستدعيه ورد عليه الخيل بأبيات من الشعر قال فيها :
أبلغ سليمان أني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي أني لا أرى أحدا يموت هزلا ولا يبقى على حال
والفقر في النفس لا في المال ومثل ذاك الغنى في النفس لا في المال
قطع عنه سليمان الراتب عندما سمع بتلك الأبيات فرد الخليل قائلاً :
إن الذي شقٍ فمن ضامن للرزق حتى يتوفاني
حرمتني خيراً قليلاً فما زادك في مالك حرماني
فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته ، وكتب إلى الخليل يعتذر إليه وأضعف راتبه فقال الخليل :
وزلة يكثر الشيطان أن ذكرت منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تعجبن لخير زل عن يده فالكوكب النحس يسقي الأرض احيانا
ولد رحمة الله سنة 100هـ وفي كتاب الكامل في التاريخ ذكر الخليل بن أحمد توفي سنة 160هـ كان زاهداً ويقال أنه كان يحج سنة ويغزو سنة امتاز عن أهل عصره في المعارف ويقال أنه سيد أهل الأدب قاطبة وهو شيخ سيبويه في علم النحو ، وقد برع في علم الموسيقى فاخترع علم العروض في أوزان الشعر وهو أول من ألف معجماً للمفردات اللغوية ورتبه على مخارج الحروف فابتدأ بحرف العين ، وصنف مصنفات أوصلها بعضهم إلى 38 مصنفاً بقي بين أيدينا منها ( كتاب العين) ورسالة ( معاني الحروف ) . وهو شيخ الحنفية في زمانه كان مقدماً في الفقه والحديث سمع ابن جرير ، والبقوي وابن صاعد وغيرهم ، ولهذا سمي باسم النحوي المتقدم .
- سليمان بن جنادة الدوسي الزهراني :
محدث روى عنه أبو داود والترمزي وابن ماجه ولعلماء الجرح والتعديل فيه مقال.
5- سليمان بن داود الزهراني :
هو أبو الربيع البصري الحافظ من كبار المحدثين روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم وأثنى عليه علماء الجرح والتعديل توفي رحمة الله سنة 234هـ . ويقول ابن حجر أن اسمه سليمان بن داود العتكي الزهراني ، البصري نزيل بغداد : ثقة لم يتكلم فيه أحد بحجة .
6- علي بن الحسن الدوسي الزهراني :
هو أبو الحسن علي بن الحسن النهائي الدوسي الأزدي ، المعروف بكراع النمل لقب بذلك لقصر قامته . ولد في مصر وتوفي سنة 310هـ ومن مؤلفاته ( المنجد في فقه اللغة ) ( المنتخب ) ( المنضد ) ( المجرد ) ( الأوزان ) ( المصحف ) .
7- كعب بن سور الدوسي الزهراني :
هو كعب بن سور بن فهم بن غنم من دوس من التابعين بعثه عمر رضي الله عنه قاضياً وعاملاً للبصرة وأقره عثمان فبقي إلى أن حدثت وقعة الجمل بين علي وعائشة رضي الله عنهما فاعتزل الفتنة فقيل لعائشة إن خرج معك كعب لم يتخلف من الأزد أحد وطلبت منه عائشة رضي الله عنها البقاء وأخذ مصحفه ينشره والقتال على أشده يريد الصلح بين الجميع حتى جاءه سهم وقتله سنة 36هـ .
8- كثير بن زياد البرساني الزهراني : محدث جليل روى عنه أبو داود والترمزي وابن ماجه . وقال فيه الإمام البخاري ثقة وقال ابن حجر له وصايا نافعة كقوله بيعوا دنياكم بآخرتكم تربحوها جميعاً ولا تبيعوا آخرتكم بدنياكم تخسروها جميعاً .
9- محمد بن بكر الزهراني المحدث :
هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري من برسان بن عمرو بن كعب من بني يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان من نصر بن زهران من علماء الحديث ، روى عن ابن جريج محدث مكة وغيره ، روى عنه الإمام بن حنبل ، ويحيا بن معين وعلي بن المديني وغيرهم بل روى عنه جماعة المحدثين وصفه يحي بن معين بأنه ثقة ظريف صاحب أدب ، توفي سنة 204هـ .
10- محمد بن الحسن بن دريد الفهمي الدوسي الزهراني :
من قبيلة دوس ثم من بني فهم بن غنم بن دوس الإمام اللغوي العالم الجليل محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن مالك بن سلمة بن حنتم بن حاضر بن جشم بن ظال بن أسد بن عدي بن مالك بن غنم بن دوس . كان أهله مقيمين في عمان ولد سنة 223هـ في محلة تدعى سكة صالح في مدينة البصرة وبها نشأ وبها تعلم وعندما حدثت ثورة الزنج سنة 257هـ خرج إلى عمان ومكث به اثنتي عشرة سنة ثم عاد إلى البصرة وأقام فيها زمنا وتوفي بها سنة 308هـ من مؤلفاته رحمه الله : الاشتقاق هذا الكتاب الذي استفدنا منه الأمالي جمهرة اللغة طبع في الهند صفة السرج واللجام طبع في ليدن سنة 1859م المجتبى طبع في الهند سنة 1324هـ - الملاحن .
من أشعار دريد :
ثوب الشباب عليّ اليوم =بهجته تنزعه عني يد الكبر
أنا ابن عشري=ن ما زادت ولا نقصت عشرين من شيب على خطر
وقد قام الأستاذ السيد محمد بدر الدين العلوي بجمع طائفة من شعر ابن دريد نشرها بعنوان ( ديوان بن دريد ) ومنها هذا البيت :
فلم أرى مثلي قطّع الشوق قلبه =على أنه يحكي قساوته الصخر
11- مسدد بن مسرهد الدوسي الزهراني إمام أهل الحديث :
هو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن ملمتك بن جرو بن يزيد بن شبيب بن الصلت بن مالك بن أسد بن شريك بن مالك بن عمرو بن مالك ابن فهم بن غنم بن دوس .وهو أول من صنف المسند في البصرة ، في الحديث النبوي الشريف وهو من أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وأحمد بن حنبل قال فيه أبو حاتم الرازي في حديث مسدد عن يحي بن سعيد عن عقبة أيضاً عن نافع ابن عمر كأنها الدنانير ثم قال كأنك سمعتها من فيّ رسول الله صلى الله