ناشف الوجه
قصة من فلسطين ..
كنتُ في الصف الرابع الابتدائي وكان مدرسنا يعرف بأبي خالد.ي
حمل عصاة طويلة ناعمة كان ذا صوت جهور يرعبنا كلما رفعه
..قليل الابتسام ..كنيته اللئيم "ناشف الوجه".
.كان سريع الغضب والضرب والصفع ـ ـ لا يرحم ولا يسامح احدا من الطلاب.
إذا دخل علينا تسمرنا في مواضعنا وكأن على رؤوسنا الطير من شدة الخوف.
جمال كان يجلس دائما الى يميني ..كان ذكيا جدا" والثاني على الصف" لكنه في صباح ذلك اليوم
لم يُسلّم "وظيفته".صرخ الاستاذ ابو خالد في وجهه صرخة خشينا عليه منها ثم شده من ذراعه صارخا:
لماذا لم تحضر وظيفتك يا ولد ؟
-"مبارح اليهود هدّوا دارنا يا أستاذ" أجاب جمال
ما ان سمع أستاذي ابو خالد تلك الكلمات حتى تغير غضبه المتصنع الى دمعات سالت على خده
وكأنه تلميذ في الصف الرابع الابتدائي كجمال وشرع يضم صديق طفولتي الى صدره والدموع ابت الا ان تنحدر على
خديه ونحن من أمامه واجمون ذاهلون ـ ـ صدمتنا هذه الرأفة والشفقة التي ما عهدناها من قبل في شخصية
استاذنا ابي خالد.
هذه حادثة اذكرها وكأنها وقعت امس ولن انساها ما حييت.
ومما يزيد في المي انني شاهدت بام عيني اليهود وهم يفجرون دار صديقي جمال قبل 12 ساعة فقط
من انحدار دموع ابي خالد الاستاذ الانسان والاب الحنون..رحمه الله حيا وميتا.
اما صديقي جمال فقد اضطرته الظروف الى ان يترك المدرسة بعد سنتين ليساعد اباه الهرم
في تحصيل لقمة العيش بعد ان سجن اليهود اخويه المتكفلين بالعائلة المنكوبة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|